جرح الأوجاع
شعر عزالدين مبارك

عادت
ذيول المتاهة
والخداع
لحضيرة الضباع
بلباس الورع والتقوى
لخديعة الجياع
فالمنفى علمهم
لغة الخشب
واللعب مع السباع
وبيع الوهم
وفك طلاسم القلاع
فلا أحد يصدق
غير المغفلين
سيد الواعظين
المتلهف للسلطة
ونبش القبور
وذر الرماد والملح
على جرح الأوجاع
والانتقام من التاريخ
غادرت
الخفافيش أوكارها
والثعالب جحورها
لقد انقشعت الغيوم
وأصبحت طريق الفساد
سالكة
فرياح الغضب خمدت
وتعبت الأسود
من تتبع الطريدة
وتخلت عن الصراع
جاء
وقت الغميضة
وكأس الشاي
المخضب بالنعناع
فهلموا الآن
يا ساكني الفجاج
والرياح العاتية
والعجاج
لكبس الاحزمة
والتخلي طوعا
عن عشب البراري
لتعيش النعاج
فصغارهم تهوى
القديد المجمر
أما أنتم فالظلف
خير رغيف ومتاع
فالبلاد موروثة
للنبلاء الجدد
وقف لهم
مكتوب بحبر
ما وراء البحار
ونحن العبيد
الساكنون في الفيافي
وفي أسفل القاع
الطيبون على الدوام
ننسى الوجيعة
والالتياع
والسجون أوطاننا
وجميع الاصقاع
هروبا من ذواتنا
ومن فقر لا يطاق
وقد وجدنا غصبا
على التاريخ
كجراد الصحراء
نعمر الأرض كدحا
وعويلا
وضجيجا
ولا نبني غير
ناطحات الهواء
على أعمدة من فراغ.