إنتماءُ خطيئة

للشاعر عبدالأمير الشيباني


عَيْنٌ تَغُضُ .. وعَيْنُ يُطْفِأُها العَمى
وَأَخـافُ لَــوْ ... أُرْثِيكَ أنْ أَتَيتَّمــا

وَأَخـافُ لَــوْ تَـرْنُو ... إِليَّ بِنَظْرَةٍ
تَـلِجُ الـدُّموعُ إليـكَ مِـنْ عَيْنِ السَّما

غالَبْتُ فِيكَ الشَّـكَّ ... حِيْنَ تَمُرُّ بي
قَـلَقاً ... وَتَـــأبى فِيَّ أنْ يَـتَـكَـتَّـمــا

أوْ جـاءَ مِـنْ أقْصى البَـعيدِ يَـإنُّ بِي
أُوهَـمْتُ نَفْسِي ... لَـمْ تَــكُنْ مُـتَألـِمـا

فَــــأَبَيْتُ أنْ أُرْقـِيكَ في َّ مـُشاكِســاً
قَـلْبي ... فَـيهوي عِنْدَ بابِـكَ مُـؤْثـَمـا

كابَـــرْتُ أنْ أُخْفِي الحَقيقةَ في دَمي
وخَشـَيْتُ في يَــومٍ تـَعــودُ فَـأنْدمــــا

فَطَـــرَقْـتَ جِفْنيَّ ليلَــةً جَـفَّتْ عـــلى
أَرَقٍ لِطَـيفِـكَ لَـــوْ يَـمُـرُّ مُسـلِّـمـــــا

أَنْطَـقْـتَ فيها الحُـزْنَ لَـوْمِنْ صَخْرَةٍ
عَيْنايَّ دُونَ الـدّمْـعِ ..تُـسْمِـعُ أبْـكَمـا

رُحْماكَ بي ... حَـرَجَ الإباءُ بَـراءَتي
فـأنأى بهـاعني..وَعَـنْ بَعْـض الدِّما

تَـدْري عَلى إِثـْـرِ الدَّمـاءِ إذا مـَشَـيـْ
تَ , فإنَّهـا تُـغـْـريكَ أنْ تَـتَـقَـدَّمــــا
تَـئِـدُ السَّرائِـرَ في النّـفُوسِ وَتَـدَّعي
نَصْاً مُـقَـدَّسَ ... غَـيْرَ مُحْتاجٍ فَمـــا

تَـدْري إذا أخْتَـلَـفَ الثُّـقاةُ بِهَـمْــــزةٍ
لأساقَـطَـتْ في الأبْجَــديَةِ يُـتَّـمــــــــا

ويَدُورُنَفْسُ المَوتِ مِن بِئسِ المَصيـ
رِ .. يـُعِـلُّ أهْــلَ النَّهيِّ في إبنَيْهِـمــا

لا تُوقِـظِ التَّأريخ َ ...كُـــــلُّ رِوايـَــةٍ
في ألفِ وَجْـهٍ ...لا تُـقـيـلُ جِـفاهُمــا

كُـنّْا نَـعـُــدُّ المـَـــوتَ ..نَـومـاً هــانِئاً
أو هــادِئاً .. أوعـارِضاً .. وَلَـرُبَمـــا

يُـنْبِأكَ يـَومـاً ..لَــوْ رأيتَ مُـعَـمـِّــــراً
عَـنْ وَعـْيـهِ قَـدْ غـــابَ ثُـــمَّ تَبَسَّمــا

وَاليَومَ نَجْمـَـعُ في مَهَبَّ المـوتِ أشـْ
لاءَ القَتيـــلِ ببعْضِ أشْـــلاءِ الــدُّمى

فأرقـُدْ قَـريـرَ العـَينِ .. أو كُـنْ قاتِلي
فَـلَـقَـدْ تَـعِـبْتُ بِـــأنْ أراكَ مـُـــلَـثـَّمـا

وَأرى بِـعْينيكَ الغُــــروبَ مَـسَــلَّتي
خَـوفٍ , وموتٍ ,كَـمْ صَبَرتُ عَليهما

بِهِمــا نَفَقْتُ العُـمـْـرَ .. أُوقَـدُ شَمْعَـةً
وَبِخَيطِ دَمْــــعٍ كُنْتُ أَنـْضـَحُ فيهمـا

لَكَ أنْ تَـــرُدَّ الأنَ ... قَلبيَّ مِـثْـلَمــــا
مِـنْ قَـبْـلُ مـا أَصْـبَـحتُ فيكَ مُـتيـَّما

وَلِاسْتَـرُدَّ العُمْـــــرَ مِنـكَ وَلَــمْ أَدَعْ
طِفْلاً نَـهَـرْتـَـهُ , قَـبْــــلَ أن ْ يتكَلـَّمـا

حِينَ إئْتَمَنْتُ دمي لَـــديكَ وَدِيعَـــــــةً
بيدِ الـرُّعــــاةِ الجاهِـــلين َ تَقـَسَّمـــا

في كُــــلِّ عَصْـرٍ لي ... تُـبـَرِءُ فاتحاً
يـَقتاتُ مِــنْ ألـَمي ... لِتـَبْقى مـُعـْدما

فأنْظـُرْ بِعُمقِ الجُرح , قُلْ لي صادِقاً
أتَــرى قـَـراراً .. أمْ سَحيقاً مـُظـْلـِمـا

وَأصْغي لِحِكْمـَةِ هـــارِبٍ مِـنْ ظِـلِّـهِ
عَــلِمَ الحَقيقةَ ... دُونَ أنْ يَـتـَعَـلـَّمــا

لَكَ إخْــوةُ حَمْقى ...ألَسْتَ بِقـــاريءٍ
عَـنْ ظَهـْرِ قَلبِكَ .. فاسْتَخَرتَ مُنْجِما

حِينَ إسْتَعانوا بذئبِ يوسُفَ قُلتَ لي
ذِئبٌ ملاكٌ ... خِلْتُ ذِئـْبَـكَ مـُسْلـِمـــا

وَتَظـُنُّ لَــوْ مَــرَّ الـربيعُ بــِطـَيْفيـنا
سِنةً... يـُحـَرِرُكَ السَّرابُ مِـنِ الظَّما

حتى تَعيشَ عَـزيـزَ نَفـْسٍ بَعـْــدَهــا
تَحْـتاجُ دَهـْـــراً فِيهِ أنْ تَـتَـلـَطـَّمــا

لا بُـــدَّ أنْ أُعْـطِيكَ فـُـرصَةَ تائـِـبٍ
عَـلَّ القتيلُ يـَعــُــودُ فـِيكَ مـُـعـَلـِّمــا

عُــدْ بيْ الى أرْضٍ .. يـَمُـجُّ تُرابُها
موتاً .. وذا مَوتي .. سَـتُولـِدُ تـَوأمـا

فَـلـَدَيَّ تـَخْتَصِمُ الحُـروفُ وَلَـمْ أَجِـدْ
مَـنْ يـُلـقي لي قَلَماً لِيُكْفِــلَ مَــرْيَمـا

فأنــا وأنتَ مَعَـاً ... بِــرُغْـمِ مَـرارتي
لَنْ أصْطَفي في الموتِ غيرَكَ مُنْتَمى

بَيْني وَبينَــكَ ...إنْتِمــــاءُ خَطـيـئـةٍ
إنْ لمْ تَكُنْ لي مَوطِناً.. كُـــنْ مَأتَمـا