المقال يتكلم عن لعنة تيمورلنك وإني أنقل هذه الأسطورة ليس للتصديق فقد أنزل الله عذابه بتيمورلنك وجيشه واستباحته الانهيارات الثلجية على نهر جيحون ومات شر ميتة، لكن العبرة هنا أن الناس حين تخاف تصدق أي كذبة حتى ستالين خاف وصدق الخرافات، وهناك دور هام لغرف المعالجة النفسية لاستخدام الخوف والترويع كتحضير لنشر الأكاذيب والمهاترات



سر لعنة تيمورلنكاضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	9Timur.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	67.6 كيلوبايت 
الهوية:	1275
ظهرت أسطورة تحكي عن "لعنة تيمورلنك" بعد أن تم نقل جثمان الحاكم تيمورلنك إلى عاصمته في مدينة سمرقند ودفن في ضريح فاخر يدعى بكور أمير.




ويجري المؤرخون في كثير من الأحيان مقارنة بين الفاتح العظيم تيمورلنك مع جنكيز خان، فقد تمكن الأول من تأسيس دولة قوية امتدت من آسيا الصغرى وحتى الصين. وتمكنت جيوش تيمورلنك من سحق دول عظمى في آسيا مثل القبيلة الذهبية والهند وبلاد فارس والإمبراطورية العثمانية. وفي نهاية حياته فكر تيمورلنك في القيام بحملة كبيرة ضد الصين، لكنه لم يتمكن من إنجازها، حيث أصيب بمرض وتوفي عام 1405. وبطبيعة الحال فقد نقل جثمان الحاكم إلى عاصمته في مدينة سمرقند ودفن في ضريح فاخر يدعى بكور أمير. وقتئذ ظهرت أسطورة تحكي عن "لعنة تيمورلنك" والمقصود هنا أنه في حال تعرضت جثته لأي قلق فهذا يعني بداية حرب رهيبة وعظيمة. وعليه لم يجرؤ أحد لمدة خمسة قرون من الزمن من خرق وانتهاك حرمة الضريح. لكن حدث ذلك في شهر حزيران/يونيو من عام 1941 عندما أمر جوزيف ستالين بإرسال بعثة علمية إلى سمرقند لنبش قبر تيمورلنك.
لا أحد يعرف لماذا أصبح الزعيم السوفيتي مهتماً بشكل مفاجئ بهذا الضريح، ولكن بحسب الرواية الرسمية فقد كانت سمرقند تستعد لإقامة معرض كبير مكرس للحديث عن عهد تيمورلنك. إلا أن الرواية غير الرسمية تقول بأن العلماء كانوا يبحثون عن كنز يعتقد بأنه مخبئ في ضريح بكور أمير. أياً كان الأمر فقد تم فتح الضريح في العشرين من شهر حزيران/يونيو لعام 1941، وفي صباح الثاني والعشرين من الشهر نفسه أي بعد يومين هاجمت ألمانيا النازية الاتحاد السوفيتي. وأخذ الناس يتحدثون عن تحقق لعنة تيمورلنك وبدأت حرب دموية شرسة.
وفي هذا الإطار تذكر مصور البعثة مالك قيوموف حادثة غريبة وقعت عشية نبش القبر. وقتها دخل إلى مقهى والتقى مجموعة من كبار السن. فسأل أحدهم: "ألستم أنتم من تريدون نبش قبر تيمورلنك؟" وعندما تلقى الجواب إيجاباً، عبس الرجل العجوز وأخرج مخطوطة قديمة مكتوبة باللغة العربية: "أولئك الذين سيفتحون القبر سيهزمون من قبل عدو أكثر هولاً مني". كان العجوز يقرأ المخطوطة بحماس وبشكل مقنع، حتى أن قيوموف قرر أن ينقل ما سمعه ورآه إلى علماء البعثة، لكنهم ضحكوا منه وسخروا واعتبروا ان كل ذلك خرافة لا أكثر ولا أقل، وواصلوا عملهم.
أزال الباحثون بلاطة الرخام التي كانت تغطي قبر الفاتح، وكان تحتها تابوت خشبي ضخم حافظ على شكله وكأنه تابوت جديد على الرغم من مضي 500 عام تقريباً، وهنا كانت المفاجأة. فما أن رفع العلماء غطاء التابوت حتى انطفأت الأضواء التي كانت تنير ظلمة القبر فجأة، وانتشر في الهوا عبير ورائحة مسكرة. وهنا قرر العلماء أنه عندما دفن تيمورلنك في التابوت وضعت له مجموعة من أنواع البخور، لكن كان من الصعب عليهم شرح معجزة انقطاع الكهرباء، حيث عادت الأضواء بعد ثلاث ساعات فجأة كما انطفأت.
وفي هذا الإطار أخرج الباحثون من القبر عظام الأمير ووضعوها في صندوق خاص واستعدوا لإرسالها إلى موسكو. وفي اليوم التالي أي في صباح 22 من شهر حزيران/يونيو جاء نبأ اندلاع الحرب مع ألمانيا. وهنا تذكر الجميع ما قاله قيوموف عن قصة الشيخ من المقهى في سمرقند، وأخذوا يبحثون عنهم لكن دون جدوى، حتى أن السكان المحليين لم يسمعوا عنهم قط، ومع ذلك نقل العلماء رفات تيمورلنك إلى موسكو.
لم تنته القصة عند هذا الحد، فقد تطوع مصور البعثة مالك قيوموف إلى الجبهة لتصوير وثائق حربية. وفي خريف عام 1942 تسنى له أن يلتقي بأحد أبطال هذه الحرب وهو المارشال غيورغي جوكوف. عندها أعلم قيوموف المارشال جوكوف عن لعنة تيمورلنك وعن نذير كبار السن. وهنا سرعان ما تم إعلام ستالين بهذا الخبر، وعلى ما يبدو أن هذه القصة تركت انطباعاً عميقاً لدى الزعيم السوفيتي، وذلك لأنه أمر على الفور بإعادة دفن تيمورلنك في سمرقند. وبالطبع فقد وارى الفاتح الرهيب مثواه مرة أخرى في بكور أمير في 19 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر لعام 1942. وفي هذا التوقيت بالتحديد بدأ تاريخ الهجوم المضاد للقوات السوفيتية في ستالينغراد وبدأ الجيش الألماني يتكبد هزائم ساحقة، أي أنه بعد عودة رفات تيمورلنك إلى سمرقند تغير الوضع على الجبهة بشكل كبير، وبدأت القوات السوفيتية تحقق الانتصارات تلو الانتصارات إلى حين شهر أيار/مايو من عام 1945 عندما انتهت الحرب بالنصر الكبير على الفاشية الألمانية.
تبقى رفات تيمورلنك حتى يومنا هذا في ضريح بكور أمير. ونحن بدورنا نأمل في أن تبقى هذه الرفات هناك إلى الأبد. نحن بإمكاننا ألا نصدق الأساطير القديمة التي تتحدث عن "اللعنات"، ولكن لا ينبغي علينا أيضاً أن نختبر القدر.



صوت روسيا