ماذا قال الجواهري و قباني والدرويش في دمشق




نزار قباني قال : مآذن الشام تبكي إذ تعانقني


وللمآذن, كالأشجار أرواح


محمود درويش ذكر المآذن كذلك وقال :


في دمشق
ينام الغريب على ظله واقفاً
مثل مإذنة في سرير الأبد
لا يحن إلى أحد.. أو بلد




في الوقت الذي تترقرق المشاعر والذكريات الدافئة الحقيقة من شعر نزار


قباني، تطفح صور محمود درويش وألعابه اللغوية بكم من التصنع و التكلف




لا شك أن لمحمود درويش شعر جميل كقوله :




حاصر حصارك ...... لامفرّ


سقطت ذراعك فالتقطها
واضرب عدوك لا مفر
وسقطت قربك فالتقطني
واضرب عدوك بي .. فأنت الآن حرٌ
حر
وحر
قتلاك او جرحاك فيك ذخيرة
فاضرب بها اضرب عدوك .. لامفر
أشلاؤنا أسماؤنا
حاصر حصارك بالجنون
وبالجنون
وبالجنون
ذهب الذين تحبهم ذهبوا


فإما ان تكون
او لا تكون








ولا شك أن لنزار قباني ألعاباً لغوية وخوضاً في ميدان التصويرية الذهنية
التي لا يذكرها أحد ، فهي تبهرك لمرة واحدة، كخدعة بهلوان السيرك، لكنها تبهرك قراءة فقط، وإذا سمعتها تغنى، تفقد بهجتها ،فالشعر إذا يذاع يخاطب القلب، والقلب يجيد التمييز بين الجيد من الشعر والمتصنع


أما حين تقرأ الشعر فهو يخاطب عقلك، وكثيراً ما يخدعنا عقلنا
والشاعر التصويري يخدع عقولنا بألعابه اللغوية فنظنها شعراً ولا شعر فيها




أما لو وقفنا عند " دمشق صبراً على البلوى"


يحار القلب من أن يسمعها


فهي مقطوعة فنية رائعة الوصف تأخذ الألباب


قال شاعر الشعراء محمد مهدي الجواهري :
-------------------------------------------------


شممت تربــــــك لا زلفى ولا ملقــــــا ** وســـرت قصدك لاخبّاً ولامذقــــــا


وكــان قلبــي إلى رؤيـــاك باصرتـــي ** حتى اتهمت عليك العين والحدقـــا


وســرت قصـدك لا كالمشتهي بلــدا ** لكن كمن يتشهّى وجه من عشقـــــا


يا جلـق الشــام والأعـــوام تجمـع لــي ** سبعاً وسبعين ما التأما ولاافترقـا


ما كــان لي منهما يومــان عشتهمـــا ** إلا وبالسؤر من كأسيهمــــا شرقــا


يا جلـــق الشــام إنـا خلقـة عجــــب ** لــم يــدر ما سرها إلا الذي خلقــــا


إنــا لنخنـــق في الأضـــلاع غربتنـــــا ** وإن تنزّلــت على أحداقنــا حرقــــا


دمشق صبراً على البلوى فكم صهرت ** سبائك الذهب الغالي فما احترقـــا


على المــدى والعــروق الطهر يرفدنـا ** نســـغ الحياة بديـلاً عن دم هرقـــا






ماذا قال نزار قباني في دمشق
---------------------------------




في دمشق


هذي دمشق .. وهذي الكأس والراح
اني أحب .. وبعض الحب ذباح


انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي
مآذن الشام تبكي إذ تعانقني


وللمآذن, كالأشجار أرواح
للياسمين, حقوق في منازلنا
وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح


طاحونة البن, جزء من طفولتنا
فكيف ننسى؟ وعطر الهال فواح


ما للعروبة تبدو مثل ارملة
اليس في كتب التاريخ, افراح؟


والشعر .. ماذا سيبقى من اصالته؟
اذا تولاه نصاب .. ومداح


حملت شعري على ظهري .. فاتعبني
ماذا من الشعر يبقى, حين يرتاح؟










يقول محمود درويش
---------------------




في دمشق تطرز أسماء خيل العرب
من الجاهلية حتى القيامة
أو بعدها بخيوط الذهب




في دمشق
تسير السماء على الطرقات القديمة
حافية حافية
فما حاجة الشعراء للوحي والوزن
والقافية
........
في دمشق
ينام الغريب على ظله واقفاً
مثل مإذنة في سرير الأبد
لا يحن إلى أحد.. أو بلد
......
في دمشق
يواصل فعل المضارع أشغاله الأموية
نمشي إلى غدنا واثقين من الشمس
في أمسنا
نحن والأبدية سكان هذا البلد