لماذا لا يذهبون إليه ؟


لو كانوا يحتاجونه لذهبوا إليه
لو أحسوا به لذهبوا إليه


المال أشعرهم بالاكتفاء وأعطاهم شعوراً وهمياً بعد الحاجة إليه ومنذ كثرت أموالهم تبلدت أمانيهم وما عادوا يذهبون إليه.




العلم حل لهم كثيراً من متاعب الحياة وروض لهم الطبيعة فما عادوا يذهبون إليه.


لكنهم يذهبون إليه في أروقة المشافي، وحين يخرج الطبيب من غرفة العمليات يهرعون لسماع كلام الطبيب فيقول: نحن عملنا كل ما بوسعنا والباقي على الله.


فيجمدون لحظة ويرمي وجدانهم بكل الثقة الجوفاء بالعلم: يا الله ، يا رب نحن نحتاجك.


وحين ينجي مريضهم من الموت ، يفرحون فرحاً شديداً وينسون أو يتناسون من أنجاه.
من أغفل قلبك أيها الإنسان


تشعر أن كل هذه الأسلحة من حولك تحميك




وحين يتصل قائد العمليات ويقول، والله التعزيزات وصلت، و مدفعية الإسناد تدك خطوط العدو والراجمات تقصف، لكن الهجوم عنيف، ونحن عملنا ما علينا.


يفكر العقل فما بين الحياة والموت رصاصة


وتراه يلهج باسمه: يالله، إلا تنصرنا فمن ينصرنا ، يا رب


وما إن ينصر الله القطعة المحاصرة، ينسى الإنسان من نجاه وحماه


ما أقسى قلبك أيها الإنسان




في متاهات الشهوات تستغني روحك عن الجمال
وتظن بأن هذه الشهوات تروي روحك، وتنصرف عن خلق الله العجيب من حولك


وحدهم الذاهبون إليه يكلمونه عند كل زهرة، وكل ابتسامة طفل ، عند كل شجرة وكل نهر ، عند كل غيمة وكل نسمة




وحدهم من تعتمر قلوبهم بتذكره والعروج لأسراره


وحدهم من يذهبون إليه