النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: لا تصالح للشاعر أمل دنقل

  1. #1 لا تصالح للشاعر أمل دنقل 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    انتقيت لكم هذه الرائعة لأمل دنقل.


    لا تصالح للشاعر أمل دنقل
    لا تصالحْ !

    .. ولو منحوك الذهب

    أترى حين أفقأ عينيك،

    ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

    هل ترى..؟

    هي أشياء لا تشترى..:

    ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،

    حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،

    هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،

    الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..

    وكأنكما

    ما تزالان طفلين!

    تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:

    أنَّ سيفانِ سيفَكَ..

    صوتانِ صوتَكَ

    أنك إن متَّ:

    للبيت ربٌّ

    وللطفل أبْ

    هل يصير دمي - بين عينيك - ماءً ؟

    أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..

    تلبس - فوق دمائي - ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب ؟

    إنها الحربُ !

    قد تثقل القلبَ ..

    لكن خلفك عار العرب

    لا تصالحْ ..

    ولا تتوخَّ الهرب !

    (2)

    لا تصالح على الدم .. حتى بدم !

    لا تصالح ! ولو قيل رأس برأسٍ

    أكلُّ الرؤوس سواءٌ ؟

    أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!

    أعيناه عينا أخيك ؟!

    وهل تتساوى يدٌ .. سيفها كان لك

    بيدٍ سيفها أثْكَلك ؟

    سيقولون :

    جئناك كي تحقن الدم ..

    جئناك . كن - يا أمير - الحكم

    سيقولون :

    ها نحن أبناء عم.

    قل لهم : إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك

    واغرس السيفَ في جبهة الصحراء

    إلى أن يجيب العدم

    إنني كنت لك

    فارسًا،

    وأخًا،

    وأبًا،

    ومَلِك!

    (3)

    لا تصالح ..

    ولو حرمتك الرقاد

    صرخاتُ الندامة

    وتذكَّر ..

    (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)

    أن بنتَ أخيك "اليمامة"

    زهرةٌ تتسربل - في سنوات الصبا -

    بثياب الحداد

    كنتُ، إن عدتُ:

    تعدو على دَرَجِ القصر،

    تمسك ساقيَّ عند نزولي..

    فأرفعها - وهي ضاحكةٌ -

    فوق ظهر الجواد

    ها هي الآن .. صامتةٌ

    حرمتها يدُ الغدر:

    من كلمات أبيها،

    ارتداءِ الثياب الجديدةِ

    من أن يكون لها - ذات يوم - أخٌ !

    من أبٍ يتبسَّم في عرسها ..

    وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها ..

    وإذا زارها .. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،

    لينالوا الهدايا..

    ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)

    ويشدُّوا العمامة ..

    لا تصالح!

    فما ذنب تلك اليمامة

    لترى العشَّ محترقًا .. فجأةً ،

    وهي تجلس فوق الرماد ؟!

    (4)

    لا تصالح

    ولو توَّجوك بتاج الإمارة

    كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ ..؟

    وكيف تصير المليكَ ..

    على أوجهِ البهجة المستعارة ؟

    كيف تنظر في يد من صافحوك..

    فلا تبصر الدم..

    في كل كف ؟

    إن سهمًا أتاني من الخلف..

    سوف يجيئك من ألف خلف

    فالدم - الآن - صار وسامًا وشارة

    لا تصالح ،

    ولو توَّجوك بتاج الإمارة

    إن عرشَك : سيفٌ

    وسيفك : زيفٌ

    إذا لم تزنْ - بذؤابته - لحظاتِ الشرف

    واستطبت - الترف

    (5)

    لا تصالح

    ولو قال من مال عند الصدامْ

    " .. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام .."

    عندما يملأ الحق قلبك:

    تندلع النار إن تتنفَّسْ

    ولسانُ الخيانة يخرس

    لا تصالح

    ولو قيل ما قيل من كلمات السلام

    كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس ؟

    كيف تنظر في عيني امرأة ..

    أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها ؟

    كيف تصبح فارسها في الغرام ؟

    كيف ترجو غدًا .. لوليد ينام

    - كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام

    وهو يكبر - بين يديك - بقلب مُنكَّس ؟

    لا تصالح

    ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام

    وارْوِ قلبك بالدم..

    واروِ التراب المقدَّس ..

    واروِ أسلافَكَ الراقدين ..

    إلى أن تردَّ عليك العظام !

    (6)

    لا تصالح

    ولو ناشدتك القبيلة

    باسم حزن "الجليلة"

    أن تسوق الدهاءَ

    وتُبدي - لمن قصدوك - القبول

    سيقولون :

    ها أنت تطلب ثأرًا يطول

    فخذ - الآن - ما تستطيع :

    قليلاً من الحق ..

    في هذه السنوات القليلة

    إنه ليس ثأرك وحدك،

    لكنه ثأر جيلٍ فجيل

    وغدًا..

    سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،

    يوقد النار شاملةً،

    يطلب الثأرَ،

    يستولد الحقَّ،

    من أَضْلُع المستحيل

    لا تصالح

    ولو قيل إن التصالح حيلة

    إنه الثأرُ

    تبهتُ شعلته في الضلوع..

    إذا ما توالت عليها الفصول..

    ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)

    فوق الجباهِ الذليلة !

    (7)

    لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم

    ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..

    كنت أغفر لو أنني متُّ..

    ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ .

    لم أكن غازيًا ،

    لم أكن أتسلل قرب مضاربهم

    أو أحوم وراء التخوم

    لم أمد يدًا لثمار الكروم

    أرض بستانِهم لم أطأ

    لم يصح قاتلي بي: "انتبه" !

    كان يمشي معي..

    ثم صافحني..

    ثم سار قليلاً

    ولكنه في الغصون اختبأ !

    فجأةً:

    ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..

    واهتزَّ قلبي - كفقاعة - وانفثأ !

    وتحاملتُ ، حتى احتملت على ساعديَّ

    فرأيتُ : ابن عمي الزنيم

    واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم

    لم يكن في يدي حربةٌ

    أو سلاح قديم،

    لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ

    (8)

    لا تصالحُ ..

    إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:

    النجوم.. لميقاتها

    والطيور.. لأصواتها

    والرمال.. لذراتها

    والقتيل لطفلته الناظرة

    كل شيء تحطم في لحظة عابرة:

    الصبا - بهجة الأهل - صوتُ الحصان - التعرف بالضيف - همهمة القلب حين يرى برعمًا في الحديقة يذوي - الصلاة لكي ينزل المطر الموسمي - مراوغة القلب حين يرى طائر الموت وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة

    كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة

    والذي اغتالني: ليس ربًّا

    ليقتلني بمشيئته

    ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته

    ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة



    لا تصالحْ

    فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ ..

    (في شرف القلب)

    لا تُنتقَصْ

    والذي اغتالني مَحضُ لصْ

    سرق الأرض من بين عينيَّ

    والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة !

    (9)

    لا تصالح

    ولو وَقَفَت ضد سيفك كلُّ الشيوخ

    والرجال التي ملأتها الشروخ

    هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد

    وامتطاء العبيد

    هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم،

    وسيوفهم العربية، قد نسيتْ سنوات الشموخ

    لا تصالح

    فليس سوى أن تريد

    أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد

    وسواك .. المسوخ !

    (10)

    لا تصالحْ

    لا تصالحْ
    __________________
    بالامس كان لهم وطن
    واليوم صار لهم كفن
    من باع شبرا من بلادي
    بعته وبلا ثمن...
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    سلمك الله يا سليم والسليم من الأضداد فيقال للملدوغ وللسليم من اللدغ سليم

    أشكرك على رأيك
    إنشاء قريبا سأحاول ان أفتح حوارأً في الشعرية على أن يكون ديمقراطيا وحراً كما عودنا أبو شفيق وسوف أعد لهذا الحوار مجموعة من الأسئلة نتبادل الرأي فيها ولجميع الأعضاء
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    181
    معدل تقييم المستوى
    20
    اخى الفاضل طارق
    اشكرك على نشر هذه الرائعة للعملاق المرحوم امل دنقل
    لى عودة فانا من عشاق الراحل الغالى
    اخوك
    جمال النجار
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    164
    معدل تقييم المستوى
    20
    من باب النقد ليس اكثر

    ما فائده ان ننشر منقوله في منتدي المفترض انه لابداعات الكتاب ؟؟

    المنقولات يمكننا ان ننقلها من اي مكان ولا يكون لجمعها قيمه

    من الممكن ان يعلق احدهم رابطا لمنقوله تعجبه

    وان كنت لا اري ان يفرد لها موضوعا كاملا وإلا فلا يكون مكانها هنا

    انصح الاداره بأنشاء قسم خاص للمنقولات

    مع خالص الاحترام للاخ كاتب الموضوع
    وتقبلوا تحياتي
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. لله في خلقه شؤون..
    بواسطة ماجدة2 في المنتدى الواحة
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 19/01/2012, 03:58 PM
  2. ضدُّ من - أمل دنقل - بصوت علي طه النوباني
    بواسطة علي طه النوباني في المنتدى الشعر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 20/07/2010, 09:24 PM
  3. ولله في خلقه شوؤن
    بواسطة ضياء الشمس في المنتدى إسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25/01/2010, 08:10 AM
  4. ديوان أمل دنقل ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى ديوان العرب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15/05/2008, 07:55 AM
  5. لاتصالح لا تصالح
    بواسطة وائل في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28/07/2007, 09:17 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •