مسلم أرمني


عرفته لزمن طويل، عرفته مسلماً


لم أكن أعرف أنه مسلم أرمني


في الشام وحدها ترى مسلمين أرمن
حين أعملت يد الطاغوت العثماني يدها في الأرمن هربوا للشام
وكان حسين منهم
قال لي
هرب بنا والدي ونحن تسعة أطفال ودخل قرية القحطانية في الحسكة - سوريا
وقال لصاحب المنزل - من عشيرة تدعى الجوالة - أعهد لك بهؤلاء وذهب ليتابع شأن من تركهم من أسرته
الرجل الشهم كغيره من الشاميين
استضاف الأرمن الهاربين من محرقة العثمانيين
وربى الأطفال التسعة
أعطاهم أسماء ورباهم حتى كبروا
بعد زمن طويل جاء أقارب لهم من أرمينيا
قالوا أنهم أولاد عم العائلة الأرمينة
من البنات من قبلت بالسفر لأرمينا
ومنهم من بقيت
الشباب كذلك
وبقي صديقي حسين هو وأخوه
وحملوا كنية الرجل الشهم حتى اليوم


القرى في الجزيرة السورية احتضنت بأكرادها وعربها الأرمن الناجين من المجزرة






بلاد الشام بما أودع الله فيها سكينته وعمود نوره
كانت عبر التاريخ ملجأ للمستضعفين من كل الملل