حزمَتْ حقائبَها تريدُ ذهابا
وتَكَلَّفتني أن أخوضَ سرابا

قد آذَنَتْ برحيلِها أفعالُها
فكتمتُ في كبدي أسىً أوصابا

لمْ تدرِ أني قد تصدَّعَ خافقي
لمَّا تخطَّى خطوُها المِحرابا

حتى إذا قُمتُ المقامَ موَدِّعاً
لم أستطعْ لعواطفي تحجابا

أحسستُ حُنجرتي تَفَجَّرُ دونَها
والأدمعُ الحرَّى جرتْ أطنابا

في مقلتيها دمعتانِ وأدمُعٌ
غَدَقُ بأعينِ صحبِها الأترابا

هي مُهجتي وحشاشتي وأميرتي
والكلُّ دونَ مليكتي حُجَّابا

هي أضلعي اللائي بِهِنَّ تنفَّسَتْ
رئتايَ صعداء الحياة سَقابا

هي نبضُ قلبي لم يزلْ مُتدفِّقاً
يسقي بنسغِ حضورِها الأورابا

برحيلِها ضَرَبَ اليباسُ جنائني
وغدَتْ غلالُ حدائقي أخشابا

وتقطَّعَت سُبُلي وأجْدَبَ موسِمي
لم أجْنِ إثْرَ غيابها الأعنابا

ميلادُ، بعدَكِ قد لويتُ بخيبةٍ
مُلِئتْ سمائي غبرةً وتُرابا

من بعدِ ما كُنَّا، مُليدَةُ، صُحبَةً
دارَ الزمانُ وشَجَّنا أغرابا

ما خِلتُ يوماً أن أوَّدِعَ مبسماَ
أسَرَ الحِجا من سحرِه إعجابا

تاللهِ حاضرةٌ بكلِّ لُحيظَةٍ
لم تسعَ بينا غربةٌ إسهابا
25/6/2013

الوصب: المرض كثيرُ الأوجاع
أطناباً: متتاليةً كالحِبال
سقابا: عالياً كعمودِ الخباء يقيمُ فضاءَه
الحِجا: العقل