صفحة 3 من 97 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 13 53 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 25 إلى 36 من 1155

الموضوع: أدب الرحـــــــلة ...

  1. #25 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية السندباد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    48
    معدل تقييم المستوى
    0
    ابن بطوطة
    تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار

    (ترجمة الرحالة المغربي)

    هو محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي، أبو عبد الله، ابن بطوطة، رحالة مؤرخ، ولد سنة 703هـ، ونشأ في طنجة بالمغرب الأقصى، وخرج منها سنة 725هـ، فطاف بلاد المغرب، ومصر، والشام، والحجاز، والعراق، وفارس، واليمن، والبحرين، وتركستان، وما وراء النهر، وبعض الهند، والصين، والجاوة، وبلاد التتر، وأواسط إفريقية، واتصل بكثير من الملوك والأمراء، فمدحهم، وكان ينظم الشعر، واستعان بهباتهم على أسفاره، وعاد إلى المغرب الأقصى، فانقطع إلى السلطان أبي عنان من ملوك بني مرين، فأقام في بلاده، وأملى أخبار رحلته على محمد بن جزي الكلبي بمدينة فاس سنة 756هـ، وسماها (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)، ترجمت إلى اللغات البرتغالية، والفرنسية، والإنجليزية، ونشرت بها، وترجمت فصول منها إلى الألمانية ونشرت أيضا، وكان يحسن التركية والفارسية، واستغرقت رحلته 27 سنة - (1325م - 1352م)، ومات في مراكش، وتلقبه جمعية كمبردج في كتبها وأطالسها بأمير الرحالين المسلمين، وفي نابلس بفلسطين أسرة الآن تدعى بيت بطوط، وتعرف ببيت المغربي، وبيت الكمال، تقول: إنها من نسل ابن بطوطة.
    وتوفي رحمه الله سنة 779هـ .

    (من قراءات السندباد)
    ---
    سافرْ تَجِدْ عِوَضاً عَمَّنْ تُفَارِقُهُ
    وَانْصَبْ، فإنَّ لَذِيذَ العيشِ في النَّصَــــبِ
    إنِّي رأيتُ وُقُوفَ الماءِ يُفْسِدُهُ
    إنْ سَالَ طَابَ، وإنْ لم يَجْرِ لم يَطِــــــــبِ
    والشمسُ لَوْ وَقَفَتْ في الْفُلْكِ دائمةً
    لَمَلَّهَا الناسُ مِنْ عَجَمٍ ومِن عُرْبِ
    رد مع اقتباس  
     

  2. #26 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية السندباد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    48
    معدل تقييم المستوى
    0
    الرحلات المتبادلة بين الغرب الإسلامي والمشرق

    يتضمن هذا الكتاب مجموعة من الدراسات الخاصة لنماذج من الرحلات بين الغرب الإسلامي والمشرق، كتبت في مناسبات مختلفة بعضها نشر في مجلات عربية، أو في محاضر الندوات التي ألقيت فيها هذه الأبحاث، وبعضها الآخر لم ينشر، ويظهر هنا لأول مرة.
    وبالنظر إلى أهمية الرحلة التي تمثل مظهراً من مظاهر الحضارة العربية الإسلامية، وغلى دورها في الربط بين ثقافة المشرق والمغرب، جاءت الفكرة لجمع هذه الأبحاث، ونشرها ضمن كتاب واحد.
    وكمثال لتنوع أهداف الرحلة في العالم الإسلامي عبر العصور، جاء تنوع هذه الأبحاث، التي تشير إلى مختلف الأسباب الرئيسية التي دفعت العلماء إلى الرحلة، كأداء فريضة الحج مثلاً، وزيارة الأماكن الشهيرة في المشرق، التي تشد المسلم شداً لكونها مهد الحضارة، ومهبط الوحي، وهذه هي الرحلات الحجازية.
    أما الرحلات الخاصة بطلب العلم والاستزادة من÷، فهي الرحلات الدراسية التي يهدف أصحابها إلى لقاء المشايخ الكبار والأخذ عنهم، والرجوع بالإجازات التي تخولهم رواية الحديث النبوي الشريف، ومختلف فروع العلوم العربية والإسلامية.
    وإلى جانب هذه الرحلات يمكن الإشارة إلى الرحلات السياحية التي تكون غايتها الوقوف على الأماكن، ووجوب الآفاق، والتعرف إلى أخلاق الشعوب وعوائدها.
    وهناك نوع آخر من الرحلات، يمكن أن يشمل أهدافاً متعددة، وهي الرحلات العامة التي جمعت أغراضاً كثيرة، مثل الحج، والسياحة، والتعليم، والتجارة، وخير مثال عليها، رحلة ابن بطوطة.
    وتغلب الصفة العلمية والدينية على بعض الرحلات التي تمت معالجتها في هذا الكتاب، ولاسيما في البحثين الخاصين بالصلات العلمية بين القدس والأندلس، والصفحات المشرقة من التواصل الثقافي بين القدس والغرب الإسلامي، ففي هذين البحثين يتجلى بوضوح مدى التبادل الثقافي بين الجانبين.
    وأجريت دراسة التأثير العلمي لهذه الرحلات بشكل أكثر تفصيلاً، ليكون أنموذجاً لهذه الرحلات، في بحثين آخرين، الأول، تناول صوراً من هذا التأثير بين الموصل والأندلس، والثاني جاء بعنوان: الرحلة ودورها في توثيق الصلات العليمة بين المشرق والأندلس. وكانت مدينة الموصل أيضاً الأنموذج الذي تم اختياره لهذه الدراسة.
    وليس معنى هذا أن الموصل كانت الوحيدة في هذا الشأن، بل يتساوى معها الكثير من المدن الكبيرة الأخرى في المشرق، وربما يزيد عليها.
    وتأكيداً لقولنا أعلاه، على أن هذه الرحلات لم تكن مقتصرة على مدينة واحدة، بل شائعة بين الأندلس، ومختلف العالم الإسلامي، جاء البحث الخامس، الذي تطرق إلى الرحلات العلمية والتواصل بين الأندلس وبلاد إيران وما وراء النهر.
    وبالنظر إلى ما تتمتع به رحلة ابن جبير من مكانة عالية بين الرحلات المغربية، فقد توجه إليها الاهتمام لدراسة أكثر من موقع في المشرق الإسلامي، ولا سيما أن هذه الرحلة تعد رواية شاهد عيان للأحداث التي جاءت فيها، وشهادة العيان هي قمة ما يصبو إليه المؤرخ لتسجيل الروايات التاريخية.
    والواقع أن رحلة ابن جبير، تعد من المصادر الأساسية لتاريخ أي بلد مرّ به هذا الرحالة، لأنه كان دقيق الملاحظة، صائب النظر، يهتم بتسجيل كل ما يراه بأسلوب سهل صادق يبعث على الثقة. ومن هنا جاءت أهمية البحث السادس: الرحلات الأندلسية مصدراً لتاريخ بلاد الشام/دراسة تحليلية مقارنة لنص ابن جبير، فضلاً عن فائدة هذه الرحلة في تقوية الصلات بين الجانبين، أي الغرب الإسلامي وبلاد الشام، فقد كانت لملاحظاته، ومشاهداته، أهمية كبيرة في تاريخ هذه البلاد.
    وينطبق الأمر نفسه على البحث السابع: بغداد من خلال رحلة ابن جبير، التي تمت في سنة 580هـ/1184م، فقد تناولت روايته مختلف جوانب الحياة فيها، ولا سيما خطط المدينة، ومحلاتها، ومساجدها، ومجالسها العلمية، وتم التركيز في البحث على إبراز أهم الملامح الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية والثقافية من خلال مشاهدات ابن جبير.
    أما البحث الثامن: تكريت من خلال رحلات المغاربة والأندلسيين، فقد تمت معالجتها من خلال دراسة أكثر من رحلة واحدة، وذلك لصغر هذه المدينة التي تقع بين بغداد والموصل.
    وفي البحث التاسع، تم تناول رواية الرحالة المغربي المعروف ابن بطوطة، عن اليمن، وهي رواية على درجة كبيرة من الأهمية، لأن هذا الرحالة عرف بشدة اهتمامه بكل صغيرة وكبيرة من شؤون الحياة العامة للبلاد التي يزورها.
    (من قراءات السندباد)
    ---
    سافرْ تَجِدْ عِوَضاً عَمَّنْ تُفَارِقُهُ
    وَانْصَبْ، فإنَّ لَذِيذَ العيشِ في النَّصَــــبِ
    إنِّي رأيتُ وُقُوفَ الماءِ يُفْسِدُهُ
    إنْ سَالَ طَابَ، وإنْ لم يَجْرِ لم يَطِــــــــبِ
    والشمسُ لَوْ وَقَفَتْ في الْفُلْكِ دائمةً
    لَمَلَّهَا الناسُ مِنْ عَجَمٍ ومِن عُرْبِ
    رد مع اقتباس  
     

  3. #27 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية السندباد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    48
    معدل تقييم المستوى
    0
    تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار

    يقول أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي، المعروف بابن بطوطة رحمه الله تعالى:
    (كان خروجي من طنجة مسقط رأسي في يوم الخميس الثاني من شهر الله رجب الفرد عام خمسة وعشرين وسبعمائة، معتمدا حج بيت الله الحرام، وزيارة قبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، منفردا عن رفيق آنس بصحبته، وراكب أكون في جملته، لباعث على النفس شديد العزائم، وشوق إلى تلك المعاهد الشريفة كامن في الحيازم، فحزمت أمري على هجر الأحباب من الإناث والذكور، وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكور، وكان والدي بقيد الحياة، فتحملت لبعدهما وصبا، ولقيت، كما لقيا، من الفراق نصبا، وسني يومئذ اثنتان وعشرون سنة...)

    (من قراءات السندباد)
    ---
    سافرْ تَجِدْ عِوَضاً عَمَّنْ تُفَارِقُهُ
    وَانْصَبْ، فإنَّ لَذِيذَ العيشِ في النَّصَــــبِ
    إنِّي رأيتُ وُقُوفَ الماءِ يُفْسِدُهُ
    إنْ سَالَ طَابَ، وإنْ لم يَجْرِ لم يَطِــــــــبِ
    والشمسُ لَوْ وَقَفَتْ في الْفُلْكِ دائمةً
    لَمَلَّهَا الناسُ مِنْ عَجَمٍ ومِن عُرْبِ
    رد مع اقتباس  
     

  4. #28 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية السندباد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    48
    معدل تقييم المستوى
    0
    تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار

    يقول ابن بطوطة:
    (... ثم سرنا إلى مدينة حلب، المدينة الكبرى والقاعدة العظمى، قال أبو الحسين ابن جبير في وصفها: قدرها خطير، وذكرها في كل زمان يطير، خطابها من الملوك كثير، ومحلها من النفوس أثير، فكم هاجت من كفاح، وسل عليها من بيض الصفاح، لها قلعة شهيرة الإمتناع، بائنة الإرتفاع، تنزهت حصانة من أن ترام أو تستطاع، منحوتة الأجزاء، موضوعة على نسبة اعتدال واستواء، قد طاولت الأيام والأعوام، ووسعت الخواص والعوام...
    وقلعة حلب تسمى الشهباء، وبداخلها جبلان ينبع منهما الماء، فلا تخاف الظمأ، ويطيف بها سوران، وعليها خندق عظيم ينبع منه الماء، وسورها متداني الأبراج، وقد انتظمت بها العلالي العجيبة المفتحة الطيقان، وكل برج منها مسكون، والطعام لا يتغير بهذه القلعة على طول العهد، وبها مشهد يقصده بعض الناس، يقال: إن الخليل عليه السلام كان يتعبد به، وهذه القلعة تشبه قلعة رحبة مالك بن طوق، التي على الفرات بين الشام والعراق، ولما قصد قازان طاغية التتر مدينة حلب، حاصر هذه القلعة أياما، ونكص عنها خائبا...)

    (من قراءات السندباد)
    ---
    سافرْ تَجِدْ عِوَضاً عَمَّنْ تُفَارِقُهُ
    وَانْصَبْ، فإنَّ لَذِيذَ العيشِ في النَّصَــــبِ
    إنِّي رأيتُ وُقُوفَ الماءِ يُفْسِدُهُ
    إنْ سَالَ طَابَ، وإنْ لم يَجْرِ لم يَطِــــــــبِ
    والشمسُ لَوْ وَقَفَتْ في الْفُلْكِ دائمةً
    لَمَلَّهَا الناسُ مِنْ عَجَمٍ ومِن عُرْبِ
    رد مع اقتباس  
     

  5. #29 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    ياباني في مكة
    تأليف: محمد صالح (سوزوكي تاكيشي)
    ترجمة: د. سمير عبد الحميد إبراهيم، سارة تاكاهاش
    الرياض 1419هـ
    310ص
    يكشف الكتاب النقاب عن جوانب مجهولة من أدب الرحلات اليابانية، كما يشكف النقاب عن نمط أدبي فريد، فمؤلفه ياباني مسلم يجيد التعبير عن أحاسيسه بدقة، ناقد يحلل ما يرى وما يسمع، كتب المؤلف عن الإسلام ومبادئه، ثم عن الرحلة ذاتها، والظروف التي دفعته إلى القيام بها، وركّز على الأمور الجغرافية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعمرانية.
    وقد تحدث المؤلف في الكتاب عن سفره إلى مكة المكرمة بالباخرة من كوبة في اليابان إلى مصر مروراً بقناة السويس على باخرة مصرية، ثم وصوله إلى المملكة العربية السعودية وأدائه لمناسك الحج والإحرام...

    *****
    د. أبو شامة المغربي

    رد مع اقتباس  
     

  6. #30 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    أدب الرحلــــة
    *****
    الرِّحلات، أدب. أدب الرحلات ذلك الأدب الذي يصور فيه الكاتب ما جرى له من أحداث وما صادفه من أمور في أثناء رحلة قام بها لأحد البلدان. وتُعد كتب الرحلات من أهم المصادر الجغرافية والتاريخية والاجتماعية، لأن الكاتب يستقي المعلومات والحقائق من المشاهدة الحية، والتصوير المباشر، مما يجعل قراءتها ممتعة مسلية.
    عرف العرب أدب الرحلات منذ القدم، وكانت عنايتهم به عظيمة في سائر العصور، ولعل من أقدم نماذجه الذاتية، رحلة التاجر سليمان السيرافي بحرًا إلى المحيط الهندي في القرن الثالث الهجري، ورحلة سلام الترجمان إلى حصون جبال القوقاز عام 227هـ، بتكليف من الخليفة العباسي الواثق، للبحث عن سدّ يأجوج ومأجوج، وقد روى الجغرافي ابن خُرْدَاذْبـُهْ (المتوفى سنة 272هـ) أخبار هذه الرحلة.

    ثم تأتي رحلات كل من المسعودي (المتوفى سنة 346هـ) مؤلف مروج الذهب، والمقدسي صاحب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، والإدريسي الأندلسي في نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، هذا إلى رحلة الرحالة المؤرخ عبد اللطيف البغدادي (المتوفى سنة 629هـ).
    وتأتي رحلة البيروني (المتوفى سنة 440هـ)، المسماة تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة، نموذجًا فذًّا مخالفًا لكل ما سلف، إذ تُعد وثيقة تاريخية هامة تجاوزت الدراسة الجغرافية والتاريخية إلى دراسة ثقافات مجتمعات الهند قديمًا، ممثلة في لغاتها وعقائدها، وعاداتها، مع عناية خاصة باللغة السنسكريتية، وهي لغة الهند القديمة، إذ يتناولها البيروني بالتحليل، ويقارن بينها وبين اللغة العربية على نحو جديد.

    وقد أعانه على ذلك إتقانه اللغة السنسكريتية، وثقافته الواسعة، وميله إلى التحقيق والدقة، فضلاً عن إقامته الطويلة بالهند، حيث قاربت الأربعين عامًا، وكان البيروني قد دخلها برفقة السلطان محمد الغزنوي عند فتحه الهند، ثم انطلق سائحًا متأمِّلا.
    ويعد القرن السادس الميلادي وما يليه من أكثر القرون إنتاجًا لأدب الرحلات، وهنا يطالعنا ضمن النماذج العديدة نموذجان هما: رحلة ابن جبير الأندلسي (المتوفى سنة 614هـ).

    أنظر: الجبير، وهي في الواقع ثلاث رحلات، أولاها إلى مكة للحج، وثانيتها للمشرق وقد استغرقت عامين (585 - 587هـ، 1189 - 1191م)، والثالثة للمشرق أيضًا، قام بها وهو، آنذاك، شيخ كبير أراد أن يتعزَّى عن فقد زوجته عام 601هـ، ولم يعد، بعدها، للأندلس بلده، بل مكث قرابة عشر سنوات متنقلاً بين مكة وبيت المقدس والقاهرة مشتغلاً بالتدريس إلى حين وفاته بالإسكندرية، وسجل لنا مقاومة المسلمين للغزو الصليبي بزعامة نور الدين وصلاح الدين، كما وصف مظاهر الحياة في صقلية وبلاط النورمان، في لغة أدبية وتصوير شائق، هذا فضلاً عن وصفه مظاهر الرغد والحياة المزدهرة في مكة المكرمة.
    والنموذج الثاني في أدب الرحلات يمثله ابن بطوطة (ت779هـ).
    وهو أعظم رحالة المسلمين، وقد بدأت رحلته عام 725هـ من طنجة بالمغرب إلى مكة المكرمة، وظل زهاء تسع وعشرين سنة يرحل من بلد إلى بلد، ثم عاد في النهاية ليملي مشاهداته وذكرياته على أديب كاتب يدعى: محمد بن جُزَيّ الكلبي بتكليف من سلطان المغرب وسمَّى ابن بطوطة رحلته تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار.

    وروى ابن بطوطة مشاهداته لبلدان إفريقية، وكان هو أول مكتشف لها، كما صور الكثير من العادات في مجتمعات الهند بعد ثلاثة قرون من الفتح الإسلامي لها.
    والرحلة، في عمومها، صورة شاملة دقيقة للعالم الإسلامي خلال القرن الثامن الهجري، وإبرازٌ لجوانب مشرقة للحضارة الإسلامية والإخاء الإسلامي بين شعوبه، بما لا نجده في المصادر التاريخية التقليدية.
    وهناك في أدب الرحلات، في القرن الثامن الهجري، كتاب خطرة الطيف في رحلة الشتاء والصيف لأديب غرناطة الشهير: لسان الدين بن الخطيب (776هـ).
    ولابن خلدون، في أدب الرحلات، نفاضة الجراب في علالة الاغتراب وصف فيه مشاهداته في بلاد المغرب، خلال نفيه إليها، وهو في ثلاثة أجزاء. هذا بالإضافة إلى كتاب ابن خلدون (807هـ) التعريف بابن خلدون ورحلته غربًا وشرقًا، وهو مزيج من السيرة الذاتية وأدب الرحلات مكتوب بلغة سلسة، مع وصف دقيق لرحلته إلى كل من بلاد الأندلس حين أقام فيها منفيًّا، وبلاد الفرنجة حين أوفده أحد أمراء بني الأحمر إليها، ثم مصر التي أقام فيها قرابة ربع قرن متقلِّبا بين مناصب التدريس والقضاء.
    وفي العصر الحديث، أصبح أدب الرحلات شكلاً فنيًا داخلاً في الأدب، وليس دراسة تاريخية وجغرافية حيّة كما كان من قبل، ومن نماذجه في القرن التاسع عشر: تخليص الإبريز في تلخيص باريز لرفاعة رافع الطهطاوي (المتوفى سنة 1873م)، الذي رافق البعثة التي أرسلها محمد علي للدراسة في فرنسا، ليكون واعظًا وإمامًا. وتصور رحلة الطهطاوي انبهاره بمظاهر النهضة الأوروبية، مع نقد لبعض عوائدهم في أسلوب أدبي.
    كما يلقانا أحمد فارس الشدياق (المتوفى سنة 1887م) بكتابه: الواسطة في أحوال مالطة، وقد وصف صنوفًا من العادات والتقاليد، وبخاصة النساء المالطيات.
    وبقدر ما يُعد كتاب حديث عيسى بن هشام إرهاصًا بظهور أدب الرواية العربية الحديثة، فإنه معدود أيضًا من كتب الرحلات الخيالية، إذ يقص رحلة قام بها البطل عيسى بن هشام برفقة أحد باشوات مصر، بعد أن خرج هذا الباشا من قبره، وكان قد مات منذ زمن بعيد، ثم خرج يتجوَّل في شوارع مصر ودوائرها الحكومية، ومنها المحاكم، ويصف لنا، بأسلوب أدبي ساخر، مظاهر التحول السلبي التي أصابت الحياة.

    كما تلقانا رحلة أمين الريحاني التي أسماها الريحانيات، وقد سجل مشاهداته في بلدان عربية ووصف عادات أهلها، كما زار بعض ملوك العرب ومن بينهم المغفور له الملك عبد العزيز رحمه الله، وسجل لنا بعض أحاديثه وآرائه، هذا إلى رحلات الأديب المصري حسين فوزي التي سمّاها السندباد العصري، ورحلة توفيق الحكيم المسماة زهرة العمر وفيها يتناول بحس مسرحي قصصي جوانب من الحياة في باريس.
    وكما شاع ـ من أدب الرحلات في تراثنا ـ أدب الرحلات الحجازية، فكذلك عرف الأدب الحديث نماذج منها: الرحلة الحجازية للبتانوني، ورحلة شكيب أرسلان: الارتسامات اللِّطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف، وهي تمضي، بشكل عفوي، على طريقة القدماء، وفيها قابل الملك عبد العزيز، يرحمه الله،، وسجل لنا صورة إعجاب بشخصيته، كما اعتبر موسم الحج فرصة لاجتماع الصف الإسلامي وتحقيق الوحدة الإسلامية.
    وتعد رحلات حمد الجاسر لونًا جديدا في أدب الرحلات إذ سجل لنا رحلاته إلى مكتبات أوروبا بحثا عن المخطوطات المتصلة بالجزيرة العربية، وسرد أسماء العديد من المخطوطات ومحتوياتها وآراءه عنها، مع سرد لبعض النوادر والمواقف، التي تدخل بهذه الرحلات مجال الأدب الشائق الطريف.

    أحمد سعد الدين

    *****
    د. أبو شامة المغربي
    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  7. #31 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    أدب الرحلات
    "السندباد" مكتشف أمريكا!
    *****
    إذا كان "حب الاستطلاع" هو الذي أخرج آدم وحواء من الجنة، فإن لهذا النوع من التشوق الإنساني إلى المعرفة فضيلة واحدة –على الأقل- هي أنه كان السبب الأول وراء ظهور نوع فريد من الأدب العالمي يعتبر جسراً للتواصل الحضاري هو "أدب الرحلات"!


    وقديماً قال الرحالة العربي المعروف أبو الحسن المسعودي: "ليس من لزم جهة وطنه وقنع بما لديه من الأخبار كمن وهب عمره لقطع الأمصار، فاستخرج كل دقيق من معدنه، واستجلى كل نفيس من مكمنه".

    ولهذا السبب كان أدب الرحلات حتى عهد قريب وقبل عصر الفضائيات والكمبيوتر والإنترنت، فرعاً مزدهراً من فروع الأدب ومصدراً مهماً من مصادر المعرفة الإنسانية يسجل طرائق حياة الشعوب وغرائب المجتمعات، حتى إن كتاب الصحفي الكبير أنيس منصور بعنوان "أغرب الرحلات في التاريخ" ظل –على ضخامته- يتصدر أعلى الكتب مبيعاً منذ صدوره عام 1982م وحتى عام 2002م أي على مدى 20 عاماً تقريباً.
    ولكن لماذا تراجع أدب الرحلات العربي في أيامنا الحالية، رغم أن العرب هم أول من ابتدع هذا الجنس الأدبي عبر رحلات الإدريسي والمسعودي وابن بطوطة وغيرهم من الرحالة العرب العظام، الذين جابوا مشارق الأرض ومغاربها وقدموا للمكتبة العربية كتابات أصبحت بمثابة مراجع في مضمارها.. ولماذا لم يعد هناك "أدباء رحالة" مثل أنيس منصور ود. حسين فوزي في عصرنا الراهن؟ أسئلة عديدة سنحاول الإجابة عليها في السطور التالية.



    المعقول واللامعقول
    يقول د. صلاح الدين الشامي أستاذ الجغرافيا بجامعة صنعاء إن أدب الرحلات العربي ازدهر قديماً على أيدي الجغرافيين والمستكشفين الذين اهتموا بتسجيل كل ما وقعت عليه عيونهم أو وصل إلى آذانهم، حتى لو كان خارج نطاق المعقول ويدخل في باب الخرافة، ولكن الرحلة سواء في البر أو البحر ظلت –على الدوام- هي العين المبصرة التي قادت الاجتهاد الجغرافي على مر العصور.
    ويعترف الأكاديمي الفرنسي جان ماري كاريه في بحث يعتبره الكثيرون البحث العماد لأدب الرحلات، بأن العرب كانوا سباقين في هذا الفرع من فروع الأدب، وأن اتساع رقعة الفتوحات الإسلامية في العصرين الأموي والعباسي، جعل للعرب الفضل الأول في نشأة أدب الرحلة بالمعنى الذي تعارف عليه الغرب –فيما بعد- عبر كتابات ورحلات ماركو بولو ودانيال ديفو ولورانس ستيرن وسواهم، كما أن شخصية "السندباد العربي" المتخيلة هي التي ألهمت كبار الرحالة الأوربيين في عصر النهضة ومنهم فاسكو دى جاما وماجلان وكولمبوس، ويقال إن هذا الأخير كان مغرماً "بالسندباد" وابن ماجد الرحالة العربي العماني الشهير الذي قاد الأوربيين إلى الشرق الأقصى.


    البشر.. بشر
    أما الناقد د. مجدي وهبة فيرى في دراسته حول "أدب الرحلات بين الشرق والغرب" أن هذا الأدب هو أحد الفنون المكتوبة التي تترك لمؤلفها قسطاً كبيراً من الحرية في اختيار الشكل والمضمون، ففيه شيء من السيرة الذاتية، وشيء من فن القص، وشيء من تيار الوعي والشعور المسترسل والذي لا يخضع لقاعدة سوى وحي الساعة وتداعي المعاني.
    والحقيقة أن المرونة النسبية في هذا الفن لا تعني أنه لا يخضع لأي معيار أو قاعدة نقدية، فملاحظات الرحالة لابد أن ترمي إلى دلالات معينة في نفوس القراء إذا أرادت أن ترتقي إلى مرتبة الأدب، فليس كل من يسجل "انطباعاته" عن رحلة ما أديباً !
    ومع أنه من المسلم به أن الحبكة القصصية ليست من ضرورات أدب الرحلات، لأن الرحلة الأدبية غالباً ما تسير في خط مستقيم، إلا أن عنصر التشويق دعامة أساسية من دعامات نجاح هذا اللون من الأدب، وأهم عناصر الجذب والتشويق في هذا الصدد هو رصد الغريب والمثير في مكان الرحلة، سواء العادات والتقاليد أو الحكايات الخرافية أو غرائب الأشياء، ومن هذا المنطلق كان المشرق العربي مقصداً للرحالة والأدباء والباحثين عن المغامرة، وظلت كتب الرحلات إلى الشرق هي الأكثر إمتاعاً للقارئ الأوروبي منذ مئات السنين، إلى حد أن بعضهم وصف هذه الرحلات بأنها "الوجه المبتسم للاستعمار".
    ولكن المتعة الحقيقية في تقدير د. مجدي وهبه لأدب الرحلات هي كشف "بشرية البشر" في كل زمان ومكان، عن طريق التعرض لعادات الناس وتصرفاتهم أينما كانوا، فكلنا - في عرف الأديب الرحالة - لآدم، وآدم من تراب، وإذا كان حب المغامرة والاستطلاع هو الدافع الأول، فإن الهدف الأخير هو الاقتناع بأن البشر.. بشر!


    رحلة الأميرة فاطمة
    ومن جانبها تقول الناقدة الإماراتية د. فاطمة الصائغ: إن أدب الرحلات من الآداب الراقية التي تعكس الأوضاع الثقافية والفكرية السائدة في المجتمعات الإنسانية، وليس الوضع المجتمعي للأفراد فحسب ولكن أنجح كتب الرحلات هي التي يصف مؤلفها بلاداً وشعوباً قلما تتاح للقارئ الفرصة لزيارتها أو التجوال فيها، لذلك كانت الكتب التي تتناول المشرق العربي هي الأكثر رواجاً، ومنها رحلات جيرار دى نرفال وهيرمان هيسه وغيرهم من ألمع كتاب وأدباء العالم في مطلع القرن العشرين.
    وفى هذا الصدد يحكى أن الأديب الألماني الكبير هيرمان هيسه سئل ذات يوم عن السبب وراء رحلته إلى الشرق، فأجاب إجابة مبهمة مفادها أنه يرغب في "رؤية الأميرة فاطمة والظفر بحبها إن أمكن"!
    وما لا يعرفه الكثيرون أن هذه الأميرة "فاطمة" التي ظنها البعض أميرة متخيلة، ما هي إلا الأميرة فاطمة طوسون التي حاول الملك أن يوقعها في حبه عام 1942م، وعرض عليها الزواج منه لكنها فضلت أن تتزوج رجلاً من عامة الشعب أحبته وهاجرت معه إلى البرازيل هرباً من الملك، والطريف أنه كتب عن هذه الرحلة كتاباً صغيراً يعد من أمتع كتب الرحلات على الإطلاق.


    رحلات "ابن عطوطة"!
    وأخيراً يقول الكاتب الصحفي الكبير محمود السعدني وهو صاحب العديد من الكتب التي تدخل في عداد أدب الرحلات ومنها "رحلات ابن عطوطة" و"الولد الشقي في المنفى" وغيرها: إذا كان المسرح "أبو الفنون" حقاً فإن أدب الرحلات هو "أبو الآداب" ذلك أن في الأسفار –كما يقولون- سبع فوائد، مع العلم أن جيلنا كله من المثقفين نكتب عليه "لعط" في البلاد وداخ فيها دوخة الأرملة فكان لابد أن يكون العبد لله "ابن عطوطة"!
    ورحم الله عمنا الكبير ابن بطوطة الذي كان دقيق الملاحظة شديد الاهتمام بالناس، شديد الشوق للبلاد والعباد، وعندما بدأ ابن بطوطة رحلته الميمونة على صهوة بغل، كان الوطن العربي يسترخي في هدوء والحدود سداح مداح والبساط أحمدي، وكان أمير المؤمنين يعطس في القاهرة فيقول له من في الدار البيضاء "يرحمكم الله" فلا جمارك ولا مكوس ولا حدود و.. لا يحزنون!

    وماذا عن أدب الرحلات العربي في عصرنا الراهن؟
    - في زمن العبد لله لا حول ولا قوة إلا بالله، الجمارك في كل مكان من بلاد العرب لا تنقض إلا على العربي، ولا تفتش إلا من يبدو من سحنته أنه من نسل عدنان أو قحطان، ورجل الشرطة في بلاد العرب الجديدة لا يقتفي إلا أثر الأعراب "الأغراب"!

    ولهذا تدهور أدب الرحلات العربي تدهوراً لا مثيل له، ولم يعد في مقدور الكاتب أن يزور بلداً عربياً شقيقاً إلا ويخضع للمساءلة أو المراقبة على أقل تقدير، ناهيك عن أن زيارة الكاتب العربي لأي بلد أجنبي في أوربا أو أمريكا معناه أن يتهموه مسبقاً "بالإرهاب" والكباب في هذا الزمن الهباب!
    (إعداد: طايع الديب)

    *****
    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  8. #32 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    أسبوع المزادات الإسلامية في لندن
    أدب الرحلات وسجاد شرقي نادر
    *****
    تشهد العاصمة البريطانية يومي الثلثاء والأربعاء المقبل مزادين علنيين كبيرين هما جزء من «أسبوع المزادات الإسلامية» الذي تنظمه دار «سوذبي» للمزادات.
    يقدم المزاد الأول مجموعة ضخمة من السجاد الشرقي الإسلامي، ويعرض الثاني للبيع مكتبة كاملة تتعلق بكتب السفر والرحلات إلى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

    لقطة تارخية للكعبة المشرفة من أحد الكتب القديمة المطروحة للمزاد في «سوذبي».
    يقام مزاد كتب الرحلات يوم الثلاثاء، والمجموعة المعروضة للبيع تنقسم إلى جزأين: يغطي الأول مناطق عدة من العالم مثل الصين وأفريقيا وروسيا وغيرها، بينما يتناول الثاني، وهو الأكبر، الشرق الأوسط بما فيه مصر وبلاد فارس وصولاً إلى منطقة الهملايا ما عدا الهند والصين وروسيا.
    المكتبة موزعة على 306 وحدات، معظمها يضم أكثر من كتاب، وضعت في إطار واحد تسهيلاً لبيعها بحسب الموضوعات التي تتناولها، ولغة المطبوعات في معظمها إنكليزية، ما عدا قسم صغير في لغات أوروبية مختلفة.ومن أبرز الكتب المعروضة، «رحلات سفينة ادفنشر وبيغل»: الطبعة الأولى سنة 1839م، والكتاب مؤلف من أربعة مجلدات ويسرد اكتشافات داروين في أميركا الجنوبية. ويقدر سعره بـ 25 ألف جنيه إسترليني.
    أما بالنسبة إلى الشرق الأوسط، فهناك كتاب باللغة الفرنسية لرحلات «علي بك العباسي» في أفريقيا وآسيا سنة 1803م1807م.
    والحقيقة أن علي بك اسم مستعار لرحالة إسباني يدعى باديا ليبليش الذي تنكر بالزي العربي بصفته عميلاً للحكومة الإسبانية قبل رحلته في المنطقة.
    يقدر سعر هذا الكتاب بسبعة آلاف جنيه إسترليني، وهناك كتاب آخر بالفرنسية، مؤلف من خمسة مجلدات، يسرد اكتشافات الفرنسي بول اميل بوتا في شمال بلاد ما بين النهرين (نينوى) العام 1843م، والكتاب معروض للبيع بـ 15 ألف جنيه إسترليني.ومن المتوقع أن يحقق كتاب جون لويس بوركهارت أكثر من أربعة آلاف جنيه إسترليني.
    ويتحدث الكتاب عن رحلة قام بها بوركهارت المتنكر بالزي العربي إلى الحجاز العام 1814م، والأمر سيان بالنسبة إلى رحلة قام بها سير ريتشارد فرانسيس بورتون إلى مكة والمدينة في العام 1853م.
    ويقدر سعر الكتاب المكوّن من ثلاثة مجلدات بستة آلاف جنيه إسترليني.ومن أهم معروضات المزاد، كتاب يتألف من ثلاثة مجلدات: اثنان يضمان النص والثالث الأطلس المصور، وهو من تأليف سنوك هورغرونييه الذي أقام في الجزيرة العربية بين عامي1884م و1885م ثم أصدر عمله القيم بين عامي 1888م1889م والذي يضم بعضاً من الصور النادرة لمكة والمدينة. ويقدر سعر هذه المجموعة بـ 25 ألف جنيه إسترليني.
    عالم السجاد
    أما عشاق السجاد الشرقي الإسلامي النادر، فهم على موعد شيّق يوم الأربعاء مع مئات القطع الفنية الآتية من أنحاء العالم الإسلامي: من المغرب وصولاً إلى تخوم الصين، تتراوح أسعارها بين مئات الجنيهات وستين ألف جنيه إسترليني، والقطع المعروضة للبيع تتفاوت في تواريخها ومدارسها الفنية، لكنها جميعاً تعكس الحرفية العريقة التي اكتسبها حائكو السجاد المسلمون على مدى القرون الماضية.
    وما يلفت الإنتباه هو تلك الزخارف التي تعتمد على الوعي الفطري للبيئة المحيطة بالفنان، لكن بعضها الآخر يقوم على تخطيط وتصميم واعيين بالغاية النهائية من صنع هذه السجادة أو تلك.وتختلف الأحجام كذلك، فهناك مصليات عادية غير أنها تتضمن معظم الموتيفات التي ما زالت تستعمل حتى اليوم في تصميم المصليات، ومن جهة أخرى هناك سجادات ذات مساحات واسعة يمكن أن تغطي صالونات حديثة من دون أن تفقد طابعها الكلاسيكي العريق.
    المصدر: لندن الحياة - 06/10/05

    *****
    د. أبو شامة المغربي

    رد مع اقتباس  
     

  9. #33 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    جوائز ابن بطوطة للأدب الجغرافي

    *****


    فاز مغربيان وسوريان ومصري وعراقي وكويتي وأمريكية بجوائز ابن بطوطة للأدب الجغرافي لعام 2006م التي يمنحها سنويا المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الأفاق/ في أبو ظبي.
    وأعلن راعي الجوائز الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي مساء الأربعاء جوائز الدورة الرابعة للمسابقة وفاز بها عن "تحقيق المخطوطات الكلاسيكية" أربعة محققين هم الأمريكية سوزان ميلار والمغربي خالد بن الصغير عن تحقيقهما: رحلة الصفار الى باريس 1845م -1846م لمحمد الصفار الاندلسي التطواني.

    وفاز المغربي محمد الصالحي عن تحقيقه: النفحة المسكية في السفارة التركية - 1589م لعلي بن محمد التمكروتي، والسوري قاسم وهب عن تحقيقه: رحلة الأمير فخر الدين المعني الثاني إلى ايطاليا 1613م - 1618م/.
    وفاز بجائزة "الرحلة المعاصرة" السوري خليل النعيمي عن كتاب: قراءة العالم.. رحلات في كوبا، وريو دي جانيرو، وماليو، ولشبونة، والهند الأوسط.
    وفاز بجائزة " الدراسات في أدب الرحلة" الكويتي نواف الجحمة عن دراسته عن صورة المشرق العربي في كتابات رحالة الغرب الإسلامي في القرنين السادس والثامن الهجريين/الثاني عشر والرابع عشر الميلاديين.

    وقال السويدي في رسالة بالبريد الالكتروني ان جوائز ابن بطوطة التي تتواصل للعام الرابع على التوالي "مشروع تنويري عربي يستهدف احياء الاهتمام بالادب الجغرافي من خلال تحقيق المخطوطات العربية والإسلامية التي تنتمي الى أدب الرحلة والادب الجغرافي بصورة عامة وتشجيع الادباء والكتاب العرب على تدوين يومياتهم المعاصرة في السفر وحض الدارسين على الإسهام في تقديم أبحاث ودراسات رفيعة المستوى في أدب الرحلة".
    وتقيم دار السويدي ندوة سنوية عن أدب الرحلة في احدى العواصم العربية أو الأجنبية، وقال الجراح لرويترز في اتصال هاتفي أن سراييفو ستكون مقرا للندوة القادمة التي سيتحدد موعدها لاحقا.

    *****
    د. أبو شامة المغربي
    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  10. #34 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    أحمد بن ماجد
    *****
    هو شهاب الدين أحمد بن ماجد بن محمد بن عمر بن أبي الركائب النجدي، وينحدر نسبه من بدو شمال الجزيرة العربية، ولم يتفق المؤرخون على تاريخ ولادته، ولكن الرأي السائد أنه كان في مطلع الثلاثينات من القرن التاسع الهجري على الساحل الجنوبي من الخليج العربي بجلفار.
    يعتبر أحمد بن ماجد مستكشف وشاعر حظي بتقديـر كبير في جلفار المعروفة حاليـا برأس الخيمة حتى لقـب بليث البحر لبراعته في ركوب البحار، والليث الرابع، وقد تمتع بشهرة كبيرة في مجال الاستكشافات البحرية، وهو من أسرة اشتهرت بقيادة السفن وركوب البحار، وقد تلقى هذا الفن عن أبيه الذي تلقاه بدوره عن جده.
    لقد أولى الغربيون اهتماما كبيرا بابن ماجد وافردوا له دراسـات تتبعوا من خلالها آثاره الملاحية وكتبه الأدبية، ومن أبرزهم العالم الفرنسي نمابر فيران والعالم نمودفور ديمومبين، ولقد قال عنه العالم والشاعر التركي الأميرال سيدي على بن حسين جلبي في عام 1554م: انه باحث عن الحقيقة من بين الرحالة البحريين واكثر المرشدين والبحارة في غرب الهند مدعاة للثقة في القرنين الماضي والحاضر.
    لقد ترك ابن ماجد الكثير من المخطوطات الجغرافية والأدبية حتى بلغت الأربعين، وهي مصنفات منظومة شعرا وتحمل اسم الأراجيز وتتراوح أحجامها بين عشرين إلى ثلاثمائة بيت، ولكن اشهرها على الإطلاق كتابه الفوائد في أصول علم البحر والقواعد، وقد تم تقسيمه إلى اثني عشر قسما، يطلق على كـل منها فائدة، أما كتابه حاوية الاختصار في أصول علم البحار، فتقع في أحد عشر فصلا تبحث مختلف القضايا البحرية.
    لقد أغنى ابن ماجد الملاحة البحرية بمصطلحات ملاحية، وكل قسما منها يعتمد إلى حد ما على تلك المرشدات البحرية التي وصفها أبوه، وجده من قبل ذلك، واستفاد من ملاحين عاشوا في عهود سابقة، ولهذا اعتبرت جهود ابن ماجد في هذا المضمار أهم مصدر لتاريخ الملاحة والتجارة في البحار الجنوبية في الفترة التي سبقت الفتح البرتغالي.
    وهناك من يتجنى على ابن ماجد فيحمله مسؤولية إرشاد الملاح البرتغالي فاسكو دي غاما في الوصول إلى الهند، والمنطقة العربية، ومع صدق ابن ماجد مع الرحالة البرتغالي، إلا أن الرحالة البرتغالي استغل صحبة ابن ماجد واكتشافاته لإغراضه الاستعمارية، وأساؤوا لأبناء المنطقة إساءة بالغة تمثلت بالقتل والتعذيب، واستغلال خيرات المنطقة، فعمل ابن ماجد لم يكن جريمة تاريخية يؤاخذ عليها بل عمل إنساني، وبما أن ابن ماجد عربي، فصفة العرب إرشاد الضال وأكرام الضيف، وابن ماجد لم يعرف ما كان يضمره فاسكو دي غاما من نوايا استعمارية غير إنسانية.
    وسيخلد التاريخ ابن ماجد، حيث سيبقى المعلم الأول الذي أفاد العرب منه، وسيبقى علماً من أعلام الجغرافية وربانا من ربابنة العالم الذي قهروا البحار والمحيطات، وعلموا العالم على ركوبها وقهرها واكتشاف المجهول فيها.
    نموذج من الكتابة البحرية عند أحمد بن ماجد
    في عام 1488، وقبل قيام فاسكو داغاما برحلته الشهيرة حول رأس الرجاء الصالح قام ابن ماجد بكتابة ما يلي: كانت لديهم البوصلة وأيضا خطوط لوصف وتحديد الأميال مع وجود ثمانية رؤوس وبينها ثمانية رؤوس ذات أشكال مختلفة، وجميعها الستة عشر تحمل أسماء النجوم باللغتين المستخدمتين في مصر والمغرب، إننا نستخدم 32 رأسا ومقاييس ارتفاع النجوم والتي تكون غير قادرة على القيام بكل ما نحتاج إليه وان كان من السهل استخدامها خلال السفر على متن السفن التي يمكننا السفر بسهوله عليها.
    لقد اعترف الأجانب إننا نمتلك المعرفة الجيدة المتعلقة بالبحر وعلومه، وكذلك حكمة النجوم في إرشادنا خلال استخدامنا الطرق البعيدة في البحر أيضا، المعرفة المتعلقة بتقسيم السفينة طولا وعرضا، إذ نقوم بتقسيمها وفقا لارتفاع البوصلة، كما أن لدينا قياسات لارتفاعات النجوم، ويفتقر الكثير من المستكشفين الأجانب لآي تقسيم مشابه أو أية وسيلة للتقسيم من مقدمة السفينة، كما لا يوجد لديهم أية قياسات لارتفاعات النجوم الضرورية، لإرشادهم.
    *******


    د. أبو شامة المغربي

    رد مع اقتباس  
     

  11. #35 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    أدب الرحلة
    من سلسلة عالم المعرفة
    للقراءة وللتحميل على الرابط التالي:
    *****
    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  12. #36 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    موسوعة مغربية عن الرحلات المكية
    ***
    صدر حديثا باللغة العربية في لندن كتاب بعنوان "رحلة الرحلات ـ مكة في مائة رحلة مغربية ورحلة" للكاتب المغربي عبد الهادي التازي.
    يقول التازي في مقدمة الموسوعة: «إن الرحالين المغاربة مكنونا من معرفة التاريخ العلمي لمكة المكرمة بما تركوه من لوائح لعدد من العلماء والمشايخ الذين كانوا يعقدون لهم مجالس طوال اليوم حتى الليل على ضوء الشموع والمصابيح، وليس الرجال فقط، ولكن السيدات العالمات من أمثال الشيخة صباح المكية والشيخة كريمة المروزية التين كانتا حاضرتين في المجالس العلمية بالحرم الشريف.
    وأولئك الرحالة مكنونا أيضا من معرفة الفئات الحاكمة والمتنفذة في المنطقة ممن عرفوا في التاريخ بأشراف الحجاز، بما عرف عنهم ـ أحيانا ـ من احتكاكات مع السلاطين، وكيف أن بعضهم التجأ إلى ملوك المغرب للاحتكام إليهم وأحيانا لبيعة رجاله، أملا في التخلص من هيمنة المماليك.
    ومن بين هؤلاء الرحالين قوم ينتسبون إلى الغرب الإسلامي بما في ذلك بلاد الأندلس، وبلاد المغرب العربي الكبير، ومناطق جنوب الصحراء المغربية، بل كذلك من بين ما حرر عن الرحلات المغربية إلى مكة بأقلام غير إسلامية تمكن أصحابها من الدخول لمكة المكرمة متنكرين تحت أسماء إسلامية، فقدموا صورة عن تلك الديار من وجهة نظرهم».
    ومن أشهر هؤلاء الرحالة أبو الحسن بن جبير الأندلسي الذي أصبح مرجعا لمعظم الحجاج المغاربة الذين كتبوا في الرحلة الحجازية، وبخاصة منهم الفقهاء والكتاب، من أمثال الرحالة الشهير ابن بطوطة.
    وبات ابن جبير دليلا حول المعلومات التي قدمها عن البيت الحرام والطرق التي يسلكونها للوصول إلى مكة، وإذا كان ابن جبير، وابن بطوطة مرجعين في الفترة السابقة من التاريخ، فإن أبا سالم العياشي غدا بالنسبة للمغاربة مرجعا في الفترات اللاحقة.
    ومن بين الأسماء التي وردت في المائة رحلة ورحلة موسوعة التازي، نذكر: الشريف الإدريسي، الرحالة والجغرافي المغربي الشهير صاحب كتاب «نزهة المشتاق»، ورحلة ابن العربي إلى مكة رغم إنها تعد مفقودة.
    بيد أن ما نقلته عنها بعض أمهات الكتب يعطي فكرة عن أهمية المعلومات التي تضمنتها، وابن خلدون الذي كتب عن البلاد المقدسة بعبارات عميقة الدلالة، وتتبع آثار مكة منذ عهد آدم قبل أن يهدمها الطوفان بعد ذلك، وأسهم ابن خلدون في مناقشة الفقهاء في أمر الطواف بناء على تلك التغيرات في مساحة البيت الحرام.
    ومع هذا يؤكد التازي أن ابن بطوطة لا يوجد مثله من كتب عن مكة المكرمة كما وكيفا، فقد ظلت مكة شاخصة في مذكراته عند كل منعرج من تحركاته في ارض الحجاز، ويكفي أن لديه أربع رحلات إلى مكة المكرمة، وسبع حجات، وأنه صام فيها ثلاثة رمضانات، وهذا ما لم يتيسر لغيره...
    واعتبر التازي رحلته الأولى لمكة المكرمة سنة 1959م بمثابة حدث يجب ذكره، لأنها كانت تدشينا لعهد جديد في أدب الرحلات المغربية، فهي أول رحلة لحجاج مغاربة بالطائرة، أختار لها عنوان [التحليق إلى البيت العتيق].
    ويتساءل التازي هنا: هل هذا النمط الجديد من رحلات الحج سيؤدي إلى انقراض أدب الرحلات البرية، وعن طريق البحر؟ والذي كان يستغرق أياما عديدة أو شهورا، بل أحيانا سنوات، إذ يقضي أصحابها فترة طويلة وهم يذرعون الأرض ويقاومون لجج البحار...
    وأورد التازي في خاتمة الموسوعة فوائد ما كتب عن الرحلات المغربية إلى الحجاز، باعتبارها مصدرا ثريا لنوازل الحج في الفقه الإسلامي، إذ أن بعض تلك الرحلات تزخر بالفتاوى حول ما يمكن أن يحصل أثناء هذا التجمع الإسلامي الكبير، وقد ازدادت أهمية تلك الفتاوى كونها لا تنتمي إلى رأي معين، فهي بمثابة موسوعة فقهية جديرة بالاطلاع.
    ومن الأمور اللافتة في موضوع النوازل ما كان له خصوصية مغربية، حيث اعتبرها المغاربة جنحا لا يمكن السكوت عليها، وعدها حجاج مشرقيون أمرا غير ذي بال، كتدخين التبغ، فقد كان الرحالة المغاربة لا يتصورون أن يقوم زميلهم الحاج بإشعال سيجارة، وعدوا ذلك أمرا غريبا، ومنكراً من المنكرات.
    وأهمية انطباعات الرحالة المغاربة لا تقتصر على أمور الدين فحسب، بل تتعداه إلى نواح أخرى كثيرة، مثل حدث خسوف القمر أثناء أداء الفريضة، فقد أسهب الرحالة المغاربة في الكتابة عن هذا الحدث العلمي الفلكي، وكذلك اهتمامهم بضبط تواريخ الأوبئة التي كانت تفتك بالحجاج، والعملات التي تروج في أسواق مكة من شتى جهات العالم.
    وأطلق الرحالة المغاربة العنان لأقلامهم للكتابة في مواضيع أخرى كالحياة في مدينة ينبع وما عليها من مظاهر الرفاهة والبذخ كميناء بحري تتعايش فيه سائر الشعوب والحضارات لدرجة أن أحد الحجاج المغاربة عبر عن وجهة نظره بقوله إن أسواق ينبع تتوفر حتى على «لبن النمل».
    ويؤكد التازي أن كل تلك الفوائد التي اختزنتها الرحلة المغربية إلى الحجاز جعلتنا نتأسف اليوم على مستقبل أدب الرحلات، وخاصة الرحلات الحجازية، فقد اقترب العالم بعضه من بعض واختفت الرحلة عموما في التأليف العربي، وفي الأدب المغربي على الخصوص.
    وأخيرا يرى التازي أن في عناوين رحلات المغاربة ما يعبر عن خصوصية الرحلة المغربية كالتي تركها ابن بطوطة عنوانها «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار»، وبعضهم اختار «ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة إلى الحرمين: مكة وطيبة»، وهناك من أطلق على رحلته عنوان «أنس الساري والسارب من أقطار المغارب إلى منتهى الآمال والمآرب سيد الأعجام والأعارب».


    *****
    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •