سامي الزبيدي، أو ،إستعجال الموت!د.ماجد توهان الزبيدي

لم يكن المرحوم سامي الزبيدي كاتبا عاديا أو من أولئك الذين يمجدون السلطان أو يمدون ايديهم والسنتهم للعطايا وصرة الأمير! ولم يكن من أولئك الذين "يصفطون"الكلام من القواميس وفق رغبات اولي الأمر او أولي النعمة!بل كان كاتبا كتب بحروف عربية بدوية تختلط بنراب البادية والهواء المتحرك الذي لايعرف السكون! أو العزف على لحن موحد! كان سامي واحدا من قلة من كتاب العرب الذين إختلط في دمهم وكلماتهم الوطنية بالقومية واحد قلة قليلة حافظوا على تلاقح وتزاوج وطنيتهم الصغيرة مع عروبتهم الكبرى في وقت نام معظم الكتبة تحت ارجل الغزاة وأذناب الغزاة من متعهدي النفط والبترودولار وثقافة الإنحناء والإنبطاح!!
لم يرض سامي السير مع جحافل السائرين بأقلامهم في مقدمة جيوش الغزاة لفتح الأمصار العربية التي تمردت على تعاليم غزاة الإفرنج والصهاينة الجدد!!ولم يلتحق بملايين دورات نرويض اقلام العرب ومفردات قواميسهم ،بل بقي يسير على هدي الخليل بن أحمد الفراهيدي وابي السود الدؤلي وإبن دريد والأصمعي والفرزدق وجرير وأبي الطيب وأبي فراس ينشد النثر والمقالة ويلتحف بحركات الإعراب ويطلق الرصاص والرماح لكل "قناني"التجميل التي أرادت تزيين الضاد :رابطتنا ومشعل وحدتنا وفخرنا!
أصدر المرحوم سامي مجلات فكرية وكتب مقالته الإسبوعية واسس مواقع إعلامية وإخبارية في الفضاء التخيلي!وكان"عمان بوست" يستقبل الكتاب وإبداعاتهم دون شرط أو رقيب!
في لقائنا في ديوان آل النمري العرب المسيحيين الفاضل من إخواننا الميامين في نتائج الإنتخابات البرلمانية السابقة حضر سامي مع كوكبة من أهل القلم من عمان...ألقى كلمته ثم قال لي:"تجمعنا قرابة الفكر ووحدة التوجه وليس قرابة الدم"!!
إستعجل المرحوم سامي الخطى!وكان عليه التريث للدورة البرلمانية القادمة إلى أن تستقر القوانين وترسو الحرية!!لكنه آثر السباق في الدورة الحالية لإنتخابات البرلمان الأردني مثله مثل زملاء له من مثل :عساف الشوبكي وجميل النمري إدراكا منه أن الكاتب أكثر من غيره ميال للتغيير والتصحيح!!لعله كان على حق! لكنه ةإستعجل السباق وغستعجل الرحيل!وآثر أن يأخذ معه اعز احباب قلبه :زوجه زهرة وغالييه خالد وشام وكندة !
كان سامي مثل جده ..جدي معد بن يكرب الزبيدي الذي قطع رأس قائد جيوش الفرس رستم الجبان مما كان السبب الرئيس لفتح بلاد فارس ..وغنتصار أمة العرب في قادسية العز! كان مثله في الإقدام والجرأة والصولات والصهيل والنشيد في وقت خرست فيه اقلامكثير من العرب ونامت في أحضان التطبيع ومغازلة الغزاة من مُغتصبي المقدسات والأوطان!