ناثرو الولاءات وبائعو الضمائر

كلمات د.ماجد توهان الزبيدي (جامعة فيلادلفيا)

أنى ذهب أو صال وجال
يعرفه الوزير والعين والوكيل
تراه في كل وليمة
أو مناسبة حكومية
لايُصاحبُ إلأ كل ذي كرش
أو مال وفير
أو من وزن العيار الثقيل!
يعرفهُ النائب الناجح والساقط
الحالي والسابق
ومن يسير على درب الترشيح
ومن يلمعُ في مواسم الإنتخابات
والتزمير والتطبيل!
كلما زاره مُرشح للنيابة
اقسم له على الفرقان
ووعده بصوته وأصوات عشيرته
وأهله والحي
يجمعُ له في بيته عجائز الحي
وأطفاله والعاطلين عن العمل
والمُعاقين والمؤلفة قلوبهم
وإبن السبيل!
فإذا ماإنتهت الزيارة
قبض من المرشح
عن كل راس
الكثير والقليل!
بعد ساعة يجمع صاحب الوزير
مرة ثانية
ماتبقى من الفقراء
وما تيسر من النصابين والدجالين
ومن كانوا على شاكلته
من بائعي الضمير
وناثرو الولاءات مع الهواء
والنسيم العليل!
في حضرة المُرشح الثاني
يقسمُ له بائع الضمير
أغلظ الأيمان
ان أهل القرية والحي في جيبه
مع آيات الشكر والتبجيل!
ويهزُ الجمع المُهتري
من مُدمني الإستجداء والرشوة
في حضرة المرشح المخدوع
رؤوسهم بالتكبير والتهليل!
في الليلة التالية
يعيدُ صديقُ الحكومة
للمرة الثالثة
في حضرة المرشح الثالث
الإسطوانة المشروخة
ويتوًجُ الجلسة جمع غفير
من شهود الزور
و"الطفرانين" والطماعين
ومُتعاطي الحبوب
وكلاب الصيد
ومحترفي كتابة الإنشاء والتعبير
من الوشائين ومُسترقي السمع
ومُحترفي التشطيب
ومُدمني الإنحراف والتضليل!

يتوسطهم خطيب نبت على لسانه
نبات الدجل والتلفيق والمديح
ويسيل مع لعابه وكلامه
جراثيم الرياء والسفالة
تارة يُشبًهُ المرشح المعتوه
بالمنقذ من الضلال
وتارة بالمُخلص المُنتظر
وثالثة بصاحب الضمير
والأصل النبيل!

في بلدتي
يكثرُ في مواسم الإنتخابات
المنافقون والمُزورون والدجالون
والفاسدون وسماسرة الضمائر والأرض
ومشترو أصوات الناس
وولائم الأرز واللحم
وتُبدعُ الحكوماتُ
في التزوير
تصولُ وتجولُ!
ويصرُ الجميعُ
أننا شعبٌ عربيٌ حضاريٌ
واصيل!

9/12/12