يحكــــــى أن ...

[أبو شامة المغربي]

يحكى أن ...
... الشاب بادر السيدة العجوز بالسؤال مستفهما: متى تحدثيني بما وعدتني به، وبما ألهبت شوقي إلى سماعه؟ .. لقد بلغنا اليوم المعلوم، وأخشى أن يتحول بتأجيل منك سيدتي إلى يوم مجهول، ثم ألا يكفي أني مكثت أرقب حلوله بفارغ الصبر، وأنا أحصي الأيام المتبقية، وكأني أحصي أنفاسي، وأعد الليالي الفاصلة الحائلة بيني وبينه، وكأني أعد نبضات قلبي، فمتى يظلنا الوقت المنتظر؟
نظرت إليه السيدة العجوز مشفقة من بين تجاعيد وجهها الغائرة، ثم قالت له بصوت خفيض: أبشر بني، فقد صبرت وما قصرت وتمسكت بالأمل، وأبنت عن روية وأناة ولم تتعجل الأجل، فاليوم موعدك قد حل، والساعة ملقاك بما وعدتك من حديث، ولا أراه إلا قد أهل، فلترهف إلي سمعك ولا تسأل حتى أترجل من حديثي، وقيد ما سأفضي به إليك بالكتاب، والنطق، والعمل، وليكن مستهل إبحاري بك في بحر الحديث: بسم الله الرحمن الرحيم، وليكن منتهى رسوي بك على شاطئ العودة: الحمد لله رب العالمين ...
يحكى أن ...


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com