غزالة الضفتين/كلمات د.ماجد توهان الزبيدي

صدفة رأيتها في بيت الجيران
ممشوقة القوام
طويلة نحيفة
كأنها من فصيلة حور العين
أو من جنس الملائكة!
ناعمة راقية
عزيزة النفس
شامخة
كأنها نخلة واثقة
من نخيل المدينة المنورة
إن تكلمت تساقط منها
رطب وزهر وبلح
وإن لامسها النسيم
مشت وتمايلت مشي يمامة!
صبية في عمر الربيع
تتمايل كعود ريحان
وتنثر في الأجواء
كلما جاءت وراحت
عطر الياسمين والنرجس
وماء البركة!
إن سالتها عن درسها
أجابت قبل تكملة السؤال
والجملة!
ذكية لماحة هي
عيونها تحكي
قصة براءة عربية!
عندما رأيتها تركتُ الحضور
وإنشغلتُ ُبها
كأني أجالسُ شقيقة
زرقاء اليمامة
في خيمة صحراوية!
ضامرة الخصر هي
كصبية بدوية
يسري الحياء على
شفتيها ووجنتيها
كحياء عروس ريفية
يوم كتابة عقد قرانها
أمام المأذون وأهلها
في ليلة صيف هنية!
جريئة هي واثقة
كأنها تخرجت
من جامعة أو كلية!
صغيرة هي طرية
كفرخ حمام أو يمام
حط للتو في عشه
تمشي على مهل
لم تُنهي بعد الثانوية!
عندما رأيتها
رأيتُ مهرةً عربية أصيلة
أو غزالة عربية
تقفز بين الضفتين
ريحانة نبتت على نهر الأردن
تارة تشرب من ماء
الضفة الشرقية
وتارة من ماء
الضفة الغربية!
ليلتها تمنيتُ لو يعيدني ربي
لمرحلة الثانوية!
اسري مع الصبح
مع صاحبة المريول الأخضر
أُشاركها الدرب
هي تذهب للمدرسة
وأنا أذهب للكلية
ويدور بيننا حديث هامس
نسرقه على إستحياء
نحلم في الدرب
عن ليلة صيف يتخللها
"دبلة"خطوبة
وعقد يُباركهُ
عنق ناعم لطيف
ويد تُزينها إسواره!
حلمتُ ياصديقي
والله لايحاسب النائم
أو الحالم في ليلة صيف هنيَه! (3/12/2012)