علياءُوالليمونةُوبئر الماءُ/كلمات د.ماجد توهان الزبيدي
(قصيدة كُتبت بضغط الشريان، مُهداة لعلياء ماجد توهان الزبيدي في الأعظمية على شاطىء دجلة)
علياءُ ياوليدي
في أرض الرصافة والكرخ
طبتِ صباحا
ومساء!
علياءُ
فتاة عربية ممشوقة القوام
نخلة حجازية
شامخة الطول
تُعطي كلما هب النسيم
الرطب والتمر
بطيب وحياء!
علياءُ
قمر الليل
يشعٌ نورا على المعمورة
والناس
ويملأ ضوئه الرجاء!
علياءُ
فتاة من آل عدنان وقحطان
من مدينة العلماء
من زبيد
حاضرة العلم وموطن جدها
معد بن يكرب الزبيدي
مؤدب كسرى
وقاطع رأس رستم
وهازم الفيلة في القادسية
مع سعد وصحبه الأجلاء!
علياءُمن بلاد القدس
من سهول بيسان
فيها من أُمة العرب
التحدي والعنفوان
وكل مدارس الجود
والشيم والإباء!
علياء يابنيتي
تذكرتُ شعرك الكستنائي
كلما حل ليل كانون
كأنه غابة من عناب ولوز
نبتت على نبعة الماء!
علياءُ يافتاتي
مايزال والدك
يطحنُ عزمه الصوان
يحرثُ الأرض
يقرأُ ويكتبُ
ويواصلُ الليل بالنهار
ويتحدى العاصفة
ويسمو في عطائه
العطاء!
هو كما تركتين
ينامُ آخر الليل
ويصحو أول النهار
ويكتفي من اليوم
بلقمة وشربة ماء!
همٌهُ في الدنيا
حاضر شعبه وامته
وحاضرك وحاضر ستة
من الزهرات والقادم من الأيام
كي لايحاصرنا البغاثُ والجراد والشوك
ويتحكم في لقمتنا الغزاة والأوغاد
والأعداء!
علياءُ ياحبيبتي
سنأكل الشوك
وتطحن معدتنا الصخر
كي تبقى هاماتنا شامخة
تُحلقُ فوق الغيوم
تسمو السحب
تملأ الكون والفضاء!
علياءُ ياعلياءُ
لك ولعبير الزهر ولريم الفلا
القبلات والتحيات والأمنيات
عدد ذرات التراب
من بلاد شنقيط حتى بلاد
الأعظمية وسامراء!
علياءُ
مايزال ظهرُ والدك
صلبا كحجر الرحى
كواسط البيت
تكسرت على أضلاعه
كل خناجر الأقرباء والأصدقاء
ومن ماثلهم من الأعداء
وابى أن ينزف
قطرة من الدماء!
علياءُ أنت شبه والدك
منذ الطفولة في المراعي
وبين الخيام
حصان جامح يقطع الفيافي
يواصل النشيد والصهيل
على طول المدى
لم يعرف في تاريخه
الإنبطاح أوالإنحناء!
علياءُ
كل الذين عاشوا للطعام والشراب
والنفاق والتافه من الكلام
غابوا من التاريخ
وإستقروا في حاويات القمامة
والنسيان
وبقي النسر والصقر
يحلقان
يبحثان عن بقايا جرادة
في الأجواء!
النسر ملك الطيور
يأنف الطير في الوديان
أو شمٌ الجيف في القيعان
يجوع ويعطش كل يوم
لكنه يعشق السباحة
في بحر السماء!
علياءُ ياوليدي
هل قرأتِ في كتب التاريخ مرةَ
ان الحياة شبع فيها
العلماءُ والأنبياءُ!
علياءُ ياحبيبتي
أنت شبه والدك
في البساطة والثقة بالنفس
والوفاءِ!
أنت مثله
في التحدي والصبر والعلم
والمسامحة والثبات والإستقلال
وعزة النفس
ومواصلة المسير والفداءٍ!
آه ياعلياء
نصف قرن مشيتُها
في حقول ألغام
وشوك والسفوح
وبطون المصادر والمراجع
وتحت البرق والرعد
ووابل من صواريخ ورصاص
من نهر الأردن للأغوار
لبغداد للقدس للرمادي لغزة
لم تنل من حذائي
مؤامرات الأقربين
والوشاة وكتبة التقارير
والأعداءِ!
ولم تزل حنجرته تفيضُ
لحناً وتصدح في أغاني
الثوار والأحرار
من جنوب لبنان
لغزة لبيسان للبصرة
ونواحي الإحساء!َ
من كان منهم بلا شرف
أو ذرة من حياءِ!
علياء زيتونة من بلاد الشام
ويدُ الله فوق الشام
تحمي اهلها
من مؤامرات الغزاة
والعملاء!
هي لاتعيش في بلاد الشمس
علياء مكانها بلاد الشام
كي تدوم في وجنتيها
حمرة مشماش الغوطة
وفي شعرها لون الكستناءِ!
علياءُ
فكر الطوائف والقبائل والعشائر
وطغاة السلاطين والأزلام والأنصاب
للزوال والحضيض
ويسمو فكر العروبة
والشريعة السمحاءِ!
علياءُ ياحبيبتي
وصيتي لك
كلما حل الصباح
قبلة مني لك وللأميرتين
عبير الزهر وظبية الدار
ومثلها كلما حل
المساء!
علياءُ
هنا في وطنك الحاضر والمستقبل
وطيب العيش ورقص الفراشات
وشدو البلابل وهديل اليمام
ومشي الحمام
والصحة والعطاء والنماء!
علياءُ تعالي
أُعلمك في وقت الفراغ
ركوب الخيل
وقرض النثر والشعر
وحكمة التاريخ وخبايا مكر الأعداء
كي توصلين لاحقا الرسالة
لبنات العروبة والأبناء!
تعالي أدرب اصابعك
رمي الرصاص
فلن يرد الغزاة في قادم الأيام
سوى صبايانا والنساء!
علياءُ
هاتِ أوراقكِ وأقلامك وكتبك والدفاتر
وعودي لدياركِ وأهلك وحضني
نقرأ معاً
ونرسم عصافير الدار!
تعالي نكتب اجمل الكتابات
بزهر الليمون
تحت الليمونة الشهرية
قرب رطوبة بئر الماء!!
علياءُ معذرةً
لم تسعفني قريحتي
في الشعر والنثر
وغطت على عيوني وقلبي
مؤلفات الحقوق والقانون
والعقوبات والمحاكم
ومؤامراتأشباه الرجال
وغدر النساءِ!
(الحصن فجر 14/11/2012م)