خريطة العالم في 1900

[عبده رشيد]

لتعلم ماجد2 أن في العهد الجديد مع الملك محمد السادس لم تعد بالمغرب حقائق من"التابهوات"ولم يعد هناك تاريخ مكتوب وآخر مكتوم كما الامر في دولة عسكر الجزائر ويرجع الفضل في ذلك ألى انفتاح المغرب على الاعلام بشقيه السمعي والبصري وعلى حرية الصحافة المكتوبة والمقروءة.إذ استطاع المغاربة من خلال هذا الانفتاح وفي ظرف وجيزأن يستلهموا الحاضر من ألق الماضي ويستشرفوا المستقبل بزاد الحاضر.
فكما هو معلوم صعوبة وخطورة المرحلة الاستعمارية التي مر منها المغرب والمؤامرات التي حيكت ضده من طرف القوى العظمى المستعمرة والتجادبات السياسية الاقليمية في المنطقة لم تعد خفية على أحد بعدما كانت خبايا هذه الامور حكرا على دار المخزن وفي أرشيفات المخابرات العسكرية للقوى المرتبطة بالمنطقة.فكل المعلومات المرتبطة بتلك الحقبة تسربت وخرجت من قمقم السرية الى العلن.
ولابأس بعودة سريعة الى تلك الفترة الاستعمارية البائسة لأنها هي سبب تمزيق أوصال المغرب العظيم بتاريخه ورجالاته العظام وتقسيمه الى عدة مناطق نفوذ فرنسي/اسباني/دولي.فنجد الاستعمار الاسباني في الشمال <الريف>وفي الجنوب <الساقية الحمراء ووادي الذهب >بما في ذلك بعض الجزز على المتوسط والمحيط الاطلسي.في حين وسط البلاد وشرقها بما فيهاالصحراء الجنوبية الشرقية خضعت للاستعمار الفرنسي اما وضعية مدينة طنجة فكانت مدينة دولية.
وبعد مفاوضات واتفاقيات الاستقلال مع فرنسا واسبانيا استرجع المغرب وسط البلاد واحتفظت فرنساالمستعمرة بالاقاليم الشرقية والصحراء الجنوبية الشرقية من المملكةالمغربيةالشريفة كمااستعاد المغرب من الاسبان منطقة<الريف> ماعدا الثغرين العزيزين سبتة ومليلية وبعض الجزر على المتوسط والمحيط الاطلسي لاسباب جيوسياسية.في حين تمسكت اسبانيا "الفرونكوية" بالمناطق جنوب مدينة تزنيت الى ان أعاد جيش التحرير المغربي مدينة باعمران عاصمة الاسبان في الجنوب المغربي انذاك إلى الوطن وبعدها مدينتي ايفني وطانطان عن طريق مفاوضات مباشرة مع الاسبان في وقت بقيت منطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب تابعتين لسلطة الاسبان حتى 1975 حيث استردها المغرب بعد مسيرة خضراء مظفرة شارك فيه 350ألف متطوع ومتطوعة من عامة وخاصة الشعب المغرب الأبي.
بعد سرد هذه القبسات النورانية من تاريخ وطني الحبيب المغرب.ادعوك بكل تواضع الى النبش في بعض الحقائق المغيبة والتي ظلت في رفوف النسيان لعقود طوال وغيبت قصرا من المناهج التعليمية بعيد الاستقلال لاسباب تعود لفصل "كل ما من شأنه" لحساسية المرحلة والظروف الاقليمية والعالمية التي في كانت في مخاض دائم ولا تكاد تستقر على حال.لكن اليوم والحالة هذه تستدعي من كل وطني غيوران يعمل على اساس ألا تظل هذه الحقائق في طي الكتمان والنسيان لانها حقائق وطنية ملك لجميع المواطنين المغاربة.والا كيف يشب المرء وهو جاهل لتاريخ وحدود بلده؟وكيف له ان يحافظ عليها ويدود عنها بالغالي والنفيس وهو يجهلها كل الجهل.
إن ثمن <الاستقلال > سواء كان ممنوحا او مبثورا لم يكن ليأتى بدماء الشهداء فقط والتضحيات الجسيمة للوطنيين الاحرار بل كان ايضا بثمن سياسي واقتصادي في زمن الضعف والتكالب والمؤامرات من القريب قبل البعيد.اذ تعرضت المؤسسة الملكية لعدة ضغوطات وابتزازات جعلتها تضعف وتهون أمام مستعمر متسلط جبار وخونة عملاء اخترقوا جيش التحرير والحركات الوطنية.فمنهم من أعلن العصيان في شمال المغرب وآخرون في جنوبه.ولولا الطاف الله الخفية وحنكة المغفور محمد الخامس وولي عهده انذاك المغفور له الحسن الثاني لتمزقت اوصال المغرب العظيم اربا اربا في غفلة من الزمن.وهكذا وجدت المؤسسة الملكية نفسها في موقف حرج سياسيا ووضعية اقتصادية هشة جدا ومتخلفة على جميع الاصعدة وفي شتى الميادين الحياتية وفي ظل التكتلات وتداخل مصالح القوى العظمى لم تستطع مجابهة كل تلك القوى المتصاعدة المرتبطة بمصالح غربية وأزلامها في دولة عسكر الجزائر.في تلك الفترة بالذات تم اختراق جيش التحرير من طرف المخابرات الجزائرية صنيعة فرنسا بامتياز لينقسم هذا الجيش قسمين .قسم موالي للعرش وأخر أريد منه أن يكون فزاعة أو بعبع للنظام الملكي لحسابات ومزايدات سيساوية.
ليدخل المغرب في صراع داخلي حول مصير السلطة.فما كان من المخزن الا ان يخضع ويتواطئ مع الفرنسيس والاسبان ضده فصائل من جيش التحرير مدعومة مخابراتيا بفرنسا والاسبان بشكل خفي مموه وبسيناريو محبوك.وعبر حملة واسعة وشرشة كانت منطلقها من منطقة جنوب مدينة محاميد الغزلان وتندوف وكولمب ضد فلول جيش التحرير المتمردة.كانت تلك الحرب الملفقة والخادعة من الاسباب الرئيسية التي ثنت المؤسسة الملكية المطالبة بحدة بالصحراء الشرقية التي استحكم الجيش الفرنسي الطوق المدعوم بالامبريالية العالمية للحفاظ على الثروات الطاقية التي تزخر بها تلك المنطقة نفس الشئ حدث مع الاسبان واستغلالهم لفوسفاط منطقة بوكراع في الجنوب المغربي .وهكذا تمت عملية استقطاع الصحراء الشرقية وضمها الى ما كان يعرف ب "دوزيام فرنسيس".
يتبع