مشذوها.. مرتبكا جلس امام اللوحة يتفرسها يستقرئ مضامينهاالجغرافية تارة و يكاشف نوع الاطار الخشبي الذي يحاصر تخومها تارة اخرى فتعزل عن خرائط يكلسها واقع التناحر والاغتراب رغم وحدة الاصل المتجذر في ثقافة اللون .. امام هذه اللوحة التي هي رحم للاشكال الحية يناجي عظمة الشموخ الذي يتوطن في خلاياه ...يتنشق الاحساس بالانتماء عبر مسام هواء ما تجسده اللوحة من تناظرات قيمية فعالة على صناعة الخطاب طوقا للصمت صمت الحركات المتعثرة وراء احداثيات النقاط التي منها التفجر و الحركة و الانغلاق على سلوكيات مضادة لثقافة الاخر الذي يقاسمه المشترك ...و في وصلة مدغمة يصيح المتأمل :يا له من جمال آسر مقيد الاتجاهات..اللوحة لا تتحرك خارج اطارها لكن افكارها تحرر الناظر الى حيث عوالم في قرارها يكمن السؤال و سياق الانفتاح الى حيث التنابذ و التجافيالذي يتكرر و تستنسخ مشهديته طبق اصل الصور المتهادية اشباحا..و انغاما..و اناشيد تخادع زيف الصدق ايمانا بقدسية اللوحة هنا يتحقق السفر عبر الرؤى في خيالات الفضاء الجريح الى حيث اللقاء ..الوصل بعظماء من صنعوا لنا ايقونة التاويل ..هي اللوحة التي تستعصي على نفسها محاورة الاخر بسر جمودها..بحركات الالوان و تقاطع الضوء و الظل و نقاط التلاشي حيث نقطة العناق و الترفيد على شعب من خيارات الوصف و الطرح...و تستمر اللوحة تتشرنق الغازها تطوي مفازاتها و قد خلفت شتى المثيرات التي تزيد في تشابك المتاهات حيث التشاكل و التعالق و الصبر على ارتياد مجاهيلها ..سفر ضوئي داخل الاطار سفر ضال المسار ملتف المناحي مسود الاقدار لجغرافية تبتلع اسئلة عن مدى ما استفاده كل متامل من حق طبيعي لجغرافية ارض كلسها اطارها الخشبي الذي لا يمكن بالبثة تجاوزه عناقا لما وراء التموقع الصحي تحكما و استحكاما لزوايا الكشف حكامة الا بما يجعل المتفرس يغازل احلامه لارض هي الجغرافية المقدسة التي تمنح اسئلة تختزل عن حق في مواردها ..في نواتجها ..في خاماتها ..في شهدائها في وصايا من كتبوا التاريخ بالدم الاحمر و قد اقسموا باللون البني و الازرق و الاخضر و الاصفر حماية للمعتقد...انها مفاتيح نفس الخريطة التي حبلت بها لوحة من يجلس في لعبة الدور كي يقابلها صمتا و في صمته حوارات مفتوحة على اسوأ الاحتمالات...
قام من مجلسه متثاقلا في خطوه يجر اذيال الخيبة وراءه وقد بادر الى فتح المذياع اذ استهلت نشرت الاخبار بنبأ تشييع لجثامين الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن حق في الحياة و لتختتم على انهيار مدوي لبورصة القيم اصحابها هم من يمتلكون مقص تجزيئ الخرائط و تضليل الانسان ..
صاح صمتا حتى لا تسمعه الجدران قائلا:بين الخبرين تتقدس الجغرافية بالوانها و يصلب الاطار او تنخره الديدان ليجدد عن اخر اكثر نظارة و شفافية..الخريطة ايمان ..الخريطة تجوهر بالحب الالهي هذا الشتات الذي فرقته هذا الانسان...
الى اهلي في فلسطين و العراق و في كل قطر شقيق تغتصب خريطته المقدسة ظلما و افكا
محمد القصبي
في: 12/11/08
القصر الكبير
المغرب الاقصى
أخي محمد القصبي
مساء الورد
ربط عميق وله دلالات أكثر عمقا
بين مكونات الخريطة العربية ودلالات الإنتماء فيها
وسعة مدياتها وضجيج الألوان فيها
وبين انهيار أسس وقيم الذين قاموا وما زالوا يفعلون
بتجزىء الخريطة وشرذمتها إلى مساحات مأهولة سموها دولا
حتى يسهل لهم السيطرة عليها واغتصاب مقدراتها
وإذا لم تتضمن هذه القصة إلا الدعوة لإعادة وحدة الخريطة
فيكفيها هذه الدعوة شرفا
إن ثقافة الرفض هي المطلوبة الآن مقابل ثقافة العولمة والهزيمة
والدعوة للوحدة بأي شكل من أشكالها ذروة الرفض المعنوي
الذي نريده أن يرسخ في الوجدان الجمعي لشعبنا العربي
ونريده أن يساهم في توهج حركته الرافضة لكل أشكال التقسيم والهيمنة
شكرا لك وتحياتي