أصرخ سعد فقد صمت سعيد

[أبو شامة المغربي]

أصرخ سعد فقد صمت سعيد

كلما اضطربت خلجات نفسه، وكلما تضاربت الملامح، والأفكار، والمواقف في ذهنه، يشعر بقوة تدفعه إلى الكتابة، فيجد ساعتها الكلمة ملجأ يقيه هجير الحسرة والأسى.. يخيل إليه كأن المديح والرثاء، والضحك والبكاء في هذا الزمان سيان.. ما يجري في هذا الزمان من أمور عصيب.. هي عبارة همس بها لنفسه..

زمان يضج بالتلاطم والفوضى، ويضيق بالعبث والظلم المقيت.. تعبت فيه النفوس، وكلت فيه السواعد.. أحبطت فيه العزائم، وضاعت فيه المعالم.. يشعر بنفسه في ذا الزمان مظلوما غريبا بين ذوي قرباه وبين غير ذوي قرباه، فيتذكر بيتا شعريا لطرفة بن العبد...

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة // على الفتى من وقع الحسام المهند

كم حاول أن يتخذ ذوي الحجا وذوي الألباب قدوة له ومثالا يحتدى، فيتذكر بيتين من شعر بديع الزمان الهمذاني...

هذا زمان مشوم // كما تراه غشـــوم

الحمق فيه مليح // والعقل عيب ولوم

فيستفهم نفسه.. أحقا هذا الزمان مشؤوم..؟ أحقا هو غشوم..؟ ترى هل الحمق فيه مليح..؟ ترى هل العقل فيه قبيح..؟

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[محمد الشرقاوي]

دكتور أبوشامة ..دعني أيها العزيز أجيبك :

صمت سعيد وفي الصمت حكمة .. وصرخ/يصرخ سعد فما من سامع أو مجيب ..حياك الله سيدي ، ولا عدمنا في زمننا هذا أمثالك ..