مواقف العلامة البوطي قبل أحداث سوريا

[طارق شفيق حقي]

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه


في عام 2010 أي قبيل الثورة السورية اطلع قلب العالم الجليل محمد سعيد رمضان البوطي على رؤيا أرادها الله له


فرفع صوته وقطع درسه وقال إن الغيث يُمنع في سوريا لنقل المنقبات من وظائفهن في سلك التعليم ومن الإساءة للإسلام في مسلسل من المسلسلات السورية التي أخذت تتجرأ يوماً بعد يوم في نقد الإسلام والمسلمين بشكل فج غليظ
كانت رؤيا العلامة واضحة وقد حذر من خطر داهم مقبل سيكون انحباس الغيث أوله
فنادى وأعلم
لكن البعض سخر منه
سارعت الحكومة لإعلان الاستسقاء بقرار سريع يوزع
أردف الشيخ ما هكذا يكون الاسستقاء, وفيما نشر أنه يجب أن يخرج حاكم البلاد ويذل أمام حاكم السماء وطلب جمع كل المصلين للاستقاء
وحين اشتعلت الثورة طلب من الحاكم أن يجدد بيعته لله كي يجدد الشعب البيعة له بكل جرأة وصراحة
ولهذا اليوم فإنه يطلب من قادة الجيش وضباطه وكل صغير وكبير أن يعود لله وأن يصطلح مع الله بسلاح سنه النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وهو سلاح الدعوة
بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة ، ومما نظن أنه سيحدث في سوريا أنه سيسمح بالصلاة بكل حرية في الجيش وقد يكون لكل قطعة عسكرية شيخ يعلم من يريد الدين الإسلامي كما كان في الخمسينيات
نعود لأحداث 2010
سارعت أكثر من صحيفة سورية للتهكم على الشيخ البوطي بأقلام صحفيين مأجورين
وقد عدت لهذه المقالات فرأيت واحدة باسم صحفية نكرة في صحيفة الثورة
والثانية باسم عضو مجلس الشعب المنشق محمد حبش في موقع سيريا نيوز الذي انشق مديره وهرب لتركيا
وقرأت فيما قرأت الرد التالي على الشيخ البوطي وكل هذا قبيل ما يسمى الجرح السوري
"""""
جزاك الله خير ياصاحب الروح النقية
الله يجزيك الخير ياد.حبش فرحت قلبنابكلامك الدرر وانعشت فيناالثقة بالعقول النيرة بعد وقت كنا رح نرفض نسمع فيه مرة تانية لكلام عالم اوشيخ مع احترامي للجميع لأن كتير يعني الفرقعة اللي صارت لهادالمسلسل على شوي حسينا رح تنخسف الارض فيناوالقصة ومافيها مسلسل وعرض فكرة وانا شفت ان اظهر وجهين لرجال الدين الوجه المعتل نفسياوالوجه الاخر الحقيقي اللي كل فرد فينا بيتمنى يكون في كتير منهم لانهم فعلا بيكون سبب صلاح الفرد والمجتمع اللي هو احد اهداف دينا الاسلامي الحنيف بارك الله روحك النقية د.حبش


"""""


على الأغلب أن صاحب هذا الرد إما محرر صغير ينتعل صفة كاتب متابع ويُدفع من قبل جهة ما لهذا الغرض
وهو ربما الآن منشق حر ثوري


""""
وكتب آخر
فليمنع البوطي انهيار ات قاسيون
لن أغوص في الأحكام.. ولكن أسأل الشيخ البوطي هل انهيارات البيوت في جبل قاسيون هي بسبب المسلسل أيضاًوالقرارات المذكورة.. *


"""""""""""""


ثم قامت حملة واسعة وقد تهكم بعض الشيوخ كمحمد حبش على الشيخ ورؤياه


===
وكان البوطي قد قال تعليقاً على مسلسل 'ما ملكت أيمانكم' 'أحمل إليكم النذير الذي رأته عيني، إنها غضبة إلهية عارمة، تسدّ بسوادها الأفق، هابطة من السماء وليست من تصرفات الخلائق .. إنها زمجرة ربانية عاتية تكمن وراء مسلسل السخرية بالله وبدين الله، الفياض بالهزء من المتدينين من عباد الله'.


وتعليقاً على ذلك قال حبش: 'ربط المسائل بالأحلام الرؤى أمر غير مقبول وأنا لم أسمع من الشيخ البوطي من قبل أنه يتخذ مواقفه بناءً على أحلام، وأتمنى أن يراجع نفسه في موقفه الأخير'، ودعا حبش لأن يعود المسجد الأموي إلى استيعاب كل العلماء، أي عدم ربطه بإمام واحد هو الشيخ البوطي.




واليوم العلامة البوطي هو رئيس اتحاد علماء بلاد الشام وإمام الجامع الأموي
وحبش منشق عن وطنيته وهو المنافق للدولة أيام قوتها والمنشق عنها أثناء ضعفها
والبوطي كان المنتقد لها في زهوة قوتها والرحيم بها وبالمسلمين في زهو ضعفها


وتلك الأيام نداولها




أنقل المقالات التي كتبت مع روابطها ليعلم من لا يعلم


ورحم الله العالم الجليل الشيخ الفاضل محمد سعيد رمضان البوطي
فلقد نبه وحذر ولكن كنت أسمعت لو ناديت

[طارق شفيق حقي]

كتب محمد حبش عضو مجلس الشعب السوري المنشق على موقع سيريا نيوز بتاريخ 2010-12-15
دفاعاً عن الإيمان


ومحمد حبش من الشيوخ الذين حللوا الربا والفائدة في المصارف


ولازال البوطي يحرم الربا الذي حرمه الله ولا ينافق للسلطة بفتوى تلتف على دين الله


انتقد البوطي نقل المنقبات بهذا الشكل المهين
ونافق حبش للسيطة وقتها بأجمل العبارات وأدقها والتف بأجمل الطرق
بقي البوطي يدافع عن وطنه فيما سماها الحملة الصليبة التاسعة
و غرز حبش وأمثاله سيوفهم في بلاد الشام




يقول حبش :
وبعد تردد.. قررت أن اكتب دفاعاً عن الإيمان، أو بشكل أكثر تحديداً دفاعاً عن عقيدتي في الله رب العالمين، الذي ينظر إلى الخلق جميعاً على أنهم عياله وأن أحب الخلق إلى الله انفعهم لعياله..




فقد قرأت خلال الأيام الماضية أكثر من عشرين مقالاً وخبراً في شكر الطبيعة والثناء على الطبيعة لأنها وهبتنا هذه الخيرات، وجاءت بالزائر الأبيض، ووجد عدد من الملاحدة فرصة مناسبة للحديث عن رزق وغياث لا علاقة لله تعالى به، بل تواترت التقارير الصحفية الشامتة بأن السماء كست الأرض ثلوجاً بيضاء على الرغم من غضب رجال الدين وإعلانهم أن الغيث لن يأتي هذا العام إلا بشروط محددة، وراح الشامتون يعقدون المقارنات بين واقع رجال الدين في سوريا وواقع الكهنة في العصور الوسطى الذين كانوا يسعون إلى فرض حكم بابوي كهنوتي يملك خزائن الأرض والسماء.


وبدون مجاملة فقد انطلقت هذه الحملة الهائجة بشكل مباشر بعد أن صدرت تصريحات نسبت إلى الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وفيها أن الله أطلع هذا الشيخ منذ أربعة أشهر عبر رؤيا صادقة أن الله قرر أن لا ينزل الغيث هذا العام بسبب مسلسل نجدت أنزور، وبسبب قرارات وزير التربية بشان المنقبات، وحتى الاستسقاء نفسه فإنه لن يجدي نفعاً بسبب أن الدولة قررت الاستسقاء في أكثر من مسجد وليس في جامع واحد كما جرى في موسم سابق من الاستسقاء!!


وبأمانة فأنا لم ألاحظ هذا الأسلوب من قبل لدى الشيخ البوطي، ولم أقرا له في الماضي موقفاً يبنيه على حلم من الأحلام، وهو رجل تعود أن يخوض منازلاته الفكرية مع خصومه بمنهج علمي محكم، وليس بعجائب المشاهدات، ولست أدري ما سر هذا الجديد في خطاب البوطي؟ وأرجو أن يتسع صدره لبعض الجدل الذي لن يخرج إن شاء الله عن حدود الأدب والديمقراطية.


الغيث نعمة من الله، وعطاؤه سبحانه يشمل سائر عباده، وهو يشرق شمسه على الصالحين والطالحين، ويعم بعطائه الأبرار والأشرار، ويمنح الحمام والفراش نعمة البقاء ويمنح الأفعى ثوب الحياة، ويعطي العقرب صبراً وجلداً وناباً يدافع عن نفسه في الصحراء، وهي معلومات يعرفها كل أحد، وفي أول كلمة في القرآن الكريم نقرؤها فهو سبحانه رب العالمين وفي آخر كلمة نقرؤها في القرآن الكريم فهو سبحانه رب الناس وملك الناس وإله الناس، وما بين أول آية وآخر آية آلاف الآيات التي تتحدث عن رحمة الله بعباده جميعاً وعطائه لهم، وفي كل سورة من القرآن الكريم تمجيد للرحمن والرحيم، والرحيم من يرحم من يستحق، أما الرحمن فهو من يرحم الكل بغض النظر عن المستحق وغير المستحق، الرحيم يرحم المؤمنين والأتقياء، والرحمن يرحم العصاة والأشقياء، وهو القائل ورحمتي وسعت كل شيء، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.


حاشاه سبحانه أن يعم بالعذاب والعطش سائر بلاد الشام وملايينها الثلاثين بسبب إساءة كاتب سوري واحد، وقد نصت شريعته على أن لا تزر وازرة وزر أخرى.


وبالمناسبة فقد عرض المسلسل المذكور مشهدين سلبي وإيجابي لرجل الدين، وكان من الواضح أنه متحمس للأسلوب الإيجابي ويريد أن يعري الفهم السلبي للدين، أو استغلال المشاعر الدينية ورواية الخرافات والأوهام لصناعة أمجاد شخصية وهذا موجود ومعروف بوضوح، وقد سبق للبوطي نفسه مهاجمته بعنف في ظاهرة الرابطة الشريفة، وهي أخطاء حقيقية موجودة لدى الرجال والنساء في الحركات الدينية، ولا بد من مواجهتها، كما يفضح استغلال المشاعر الدينية للإرهاب والعنف، وهي حقيقة واقعة تماماً ويعرفها الجميع، ويكتوي بها اليوم على الأقل عشرات الملايين من حولنا في العراق وباكستان والصومال، ومن واجب الفن أن يقتحم لتعرية هذا السلوك المنحرف، والذي يجزم البوطي نفسه بأنه فهم منحرف، ولست ادري لماذا يكون مجرد مناقشة سلوك رجال الدين عدواناً على الله والشريعة؟


حاشاه سبحانه أن يعطي علم الغيب لأحد من عباده فيجزم أمام الناس أن الغيث هذا العام ممنوع حتى يتوب فلان ويؤوب فلان، ويوقف المسلسل الفلاني، ويتغير الوزير الفلاني، وقد جاء النبي الكريم نفسه ليعلن نهاية عصر الوحي وبدء عصر الإنسان، ونهاية عصر الغيب وبدء عالم الشهادة، ونهاية ضباب الخوارق وبدء عصر السنن، وأعلن بوضوح: لا نبي بعدي، وقد انقطع الوحي بعد رسول الله وأصبح من يقعد منها مقاعد للسمع يجد له شهاباً رصداً.


حاشاه سبحانه أن يأمرنا بالإحسان إلى عباده ثم يبخل عليهم بالعطايا، وشمسه تطلع على الأبرار والأشرار، وإن عطاياه وغياثه وإنعامه في كل مكان في الأرض يشرب منه المؤمنون والكافرون والهندوس والبوذيون وحين يهطل عليهم بخيراته لا يسألهم سبحانه ماذا تعبدون، وهو القائل سبحانه: إني والجن والإنس في نبأ عظيم ارزق ويعبد غيري وأعطي ويشكر غيري.


في خبر ذي دلالة ذكر الطبري عن ابن عباس قال: ان أناساً من الأنصار كان لهم أنسباء وقرابة من قريظة والنضير، وكانوا يكرهون أن يتصدقوا عليهم، ويريدونهم أن يسلموا، فنزلت: ليس عليك هداهم، والآية الكريمة لا تحتاج لأي تفسير وإنما تحتاج لتأمل ونظر، ونصها كما في الآية الكريمة: ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون.


لست أدري لماذا يتعين علينا أن نقحم مسائل الإيمان التي هي أرقى أحوال الوصال بين الله وبين عباده من الشوق والحب والتجلي والصفاء، إلى مشهد من الاستفزاز والتهديد، وأن نصور الله تعالى لعباده على صورة إله الجند الغاضب الذي لا مكان في قلبه للرحمة، وأنه سيلقي في الجحيم من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين شخصاً كما ورد في بعض كتب الأحاديث التي لا يسمح لنا بانتقادها، ولست أدري لماذا نستبدل انتظار رحمته وغياثه بانتظار غضبه وانتقامه سنة أهل الكتاب الأول فيما كانوا يقولونه لأهل المدينة: يوشك أن يظهر فينا نبي آخر الزمان فنحاربكم به حرب عاد وإرم!


الأيام البيضاء التي كست سوريا بالثلج الأبيض ينتظرها المؤمنون منذ عقود وكان بالحري أن تكون موسماً للشكر والرحمة وليس للكفران والجحود، أو للنذير والوعيد، وعلى الرغم من احترامي الكبير لكل معارف الحضارة وما تحقق من إنجاز معرفي في جانب التنبؤ بالهطول والغيث، ولكنني أشعر بالضعف البشري وعجز الإنسان أمام لوح القدر وأفضل أن أقرأ بضراعة قول الله تعالى: قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين؟


----------------------------------


وكتبت صحفية مغمورة - ديانا جبور- مدفوعة للنيل من البوطي ولم تسمه في صحيفة الثورة


بتاريخ لاثنين 13-12-2010


أهل سلطان لا أصحاب دين
معاً على الطريق
الاثنين 13-12-2010م
ديانا جبور
هل يعقل أن يعاقب الله سبحانه وتعالى وهو الغفور الرحيم عباده المؤمنين الآمنين بجريرة فئة ضالة منهم إن سلمنا طبعاً أنها ضالة.
ألا يثبت تاريخ البشرية أن سبحانه قد تعالى على تجرؤ الضالين أو حتى الفاسدين والكافرين فلم يحملنا نحن عباده المؤمنين وزر وازرة أخرى؟‏
هل أنزل سبحانه بأهل الشام عقوبة احتباس المطر لأن جماعة فنت فمثلت أو غنت؟ إنه تفسير من يريد أن يتحكم بخيارات البشر بحثاً عن سلطة دنيوية تجعله سلطاناً في الحياة بدل أن يكون رجل دين أي محبة وتسامح.‏
لكن ماذا لو سلمنا أن الدنيا ميدان للعقاب والثواب الفوريين؟ ألن تنقلب الأمور لمصلحة الضالين وقد منّ الله علينا ليس فقط بمطر مألوف في بيئتنا بل بثلوج أضفت بياضاً ملائكياً رحباً سمحاً ومتسامحاً على عباد قد يخطئون لكن أحداً لم ينل تفويضاً لتحديد أشكال وأزمان عقابهم.‏
باستكمال الاستدلال الذي يلجأ إليه المخوفون سنحتار في سبب اقتصار نزول العقاب الإلهي ببلدنا أو حتى بمنطقتنا.‏
هل خلت أوروبا من العصاة فلم تعرف قحطاً أو جفافاً؟‏
وماذا عن الأميريكتين الشمالية والجنوبية وفيهما ما فيهما من كرنفالات وحانات ومحطات تلفزة وأفلام تجرأ بعضها على المقدس وشخّص بعضها الآخر الملائكة والأنبياء والرسل.‏
قساة الدنيا يعرفون أن الإيمان الذي يأتي به التخويف يذهب به العقل فهل هو الخوف من العقل؟‏
أنا مؤمنة بعقلي وبعواطفي ولا أشعر أنني بحاجة إلى وسيط يلزمني بمساره للوصول إلى درجة أخرى من الإيمان، كما لا أؤمن أن سبحانه وتعالى قد فوض البعض بمهام المدعي العام الذي يقتصر دوره على حشد الاتهامات والمطالبة بإنزال أقسى العقوبات.‏

[طارق شفيق حقي]

رحمك الله وأسكنك فسيح الجنان
فلقد لقي قتلتك مصيرهم وهم بين يد العدالة ونصيبهم المخيف سيكون في الآخرة
أما مشغلوهم الحقيقيون فمصيبتهم أعظم

من عادى لي وليا آذنته بحرب
فكيف من قتل لي ولييا