النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: معزوفة غروبية

  1. #1 معزوفة غروبية 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    89
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    17
    معزوفة غروبية
    على الساعة الرابعة والنصف صباحا، اكتب وكأنك معي كعادتك على هذا الخييط الذي لازال يربطنا ،فلربما ينقشع الضباب ويبيت كل شيء سرابا لا محالة .
    يكاد يتيه بي الشعور وتسكنني الوحدة إلى عالم مثالي في التخيل والشعور والخوف،وتنزوي مني الأفكار ويكاد ينمحي كل شيء غائر هناك في الذاكرة ،حيث تسكن خلايا جد معقدة فتتجمع على شكل غير شكلها المعتاد عند عامة البشر،كل شيء منها يخرج فريدا غير مرتب ترتيب الطمع أو الجشع أو الاستغلال ،ولكن ذلك ينساب من خلاياه دونما تعسف على أي منها أو إرغام على شيء يأبى فعله أو الإحساس به ،تتسلل الأفكار المتتالية والهواجس المرعبة والخوف من مستقبل مجهول ، تتراءى لي أشياء ما يصدقها العقل قط ؛ولكن مع ذلك أجعله يقبلها وينقاد كالبعير من طفل صغير تعود أن يعبث بالحبل المتهرئ الذي يرتبط بخطام البعير .فعلا ينقاد الى حيث لا يريد، حين تردد قبل أن يقبل بدخوله عرض المحيط ؛كل مرة كان يحس الغرق ،لكنه كان ينجو فيحسب انه لن يقع مرة أخرى في وسط عاصفة تعصف بكل شيء ؛ هي كذلك هوجاء تأتي على الأخضر واليابس مما نسجت الأيام من عناقيد تدلت ،و خضرة يانعة.... ،كل الأمر كان هدى وطواعية ،وسير بخطى حريصة هنا وهناك ،فتمثلت لي الجنة ذات القطاف والظلال الوارفة، انمحى بريق القحط وسكون الصحاري، وسقيت الأرض الجنة من الكوثر حين تخيلنا ان للجنة نظير في الأرض، ولكن هيهات ان يكون للناس هذا في هذه البقعة المتسخة من هذا الكون ؛ إذ كيف تمثلت ارض سفلى بشيء مقدس هو في الكون أعلى ،وتبقى كلمة بحرفين تعبث بعقل ادمي، وهو ينجر راكبا الثقة والوعود وكلاما جارفا يحسبه حقيقة ، لا أكاد أتملص من هاجس حتى يسطو علي آخر ،أفكر كل مرة في شيء اقنع به نفسي ،صرت أتعلم كيف اخدع نفسي، كيف اسقي كياني كذبا عليه بتركيب لحن خرافي يستطيع أن يهدئ الروع ؟صرت كالمعتوه الذي رماه الحب بين جنبات الشوارع كالصراصير ،ألوذ بالفرار من كل صخب وادمي،إلى حيث أكلمها دون أي حركة إلى جانبي أو دون أن يراني احد ممن يعرفني أتنقل بين ظلمات الشوارع حين لم تكن مجهزة بمصابيح ،فكانت مرتعا لي للكلام والأخذ والرد في أمور كثيرة لا مثيل لها ، ملل في البعد ووقار في النفس، وحديث نفس وقلم ،ووحي من حين لآخر يتردد على كياني ،مرة تصيبني القشعريرة ،ومرة يصيبني ذهول، ومرة أصبح بين أخذ ورد، وبعد هذا كله أحس بدغدغة في القلب تنقلب إلى ألم حاد في جهة الجسم اليسرى، حين ارتبط هذا العضو منذ سنين خلت بكلمة الحب التي تمخر عبابه وتجعل المرء يئن ويتلاشى في عالم بلا حدود ،فيصبح القلب في المحك وصاحبه بين مطرقة وسندان، سكنا لمدة قبل أن تبدأ المطرقة الطرق بنبضات قلب يكاد ينسى نبضاته العادية ،فعلا تائه في بلدي، في وطني ،في مدينتي ،إلى حيث هي أسافر ،أرحل ،أتمزق ولا ادري من أمري شيئا سوى أنني أصبحت في عداد الغرقى ،سفينة بلا ربان وبحر بلا شاطئ وإنسان بلا قلب ،وسيارة بدون محرك ،ودراجة بدون راكب ..... ،فعلا أمر رهيب أن أظل في عجلة من أمري نحو عالم المثل ،نحو أشياء لا يصدقها العقل ،نحو هروب دائم من الحقيقة الصاخبة والصادحة ،أمور كثيرة تتجلى لي من بعيد ،ولكني لازلت أعقلن الأمور بيني وبين نفسي، لعلي أجد الأمان والطمأنينة هنا أو هناك ،لا في مكان ،ولكن بين قلوب رحيمة نسجت للحب مكانا فكانت شرنقة بين نباتات، أو بين خشاش سقوف المنازل ،أو بين جنبات إنسان تجلت فيه جميع صفات الإنسانية ،قيل منذ سنوات إذا أحبتك المرأة تحدت العالم من أجلك،فكيف برسالة تنتظر منها أن تطمئنك ولا رسالة أتت سوى بضع قطرات من صنبور يعلوه الصدأ لشح المياه المنسابة منه .فعلا أعجب من نفسي ولا أبالغ حين يصبح الأمر هكذا و أنا بين المطرقة والسندان يجوب بي الحب كل الدروب والأزقة، ولاشيء يتحقق سوى كلمة الرفض تكاد تعلو أفقي، ولكني أقنع نفسي أنها ليست رفضا لوقوعي في شرك هو نار حارقة، وأقول لها كوني بردا وسلاما علي وعلى حبي ،فعلا أظل أناجي نفسي وتناجيني الوساوس والأحاديث المتلوة على مسمعي ،كل مرة أنتبه إلى مقتطف أو إلى سلوك عابر منها ،أو على صمت متكلم بكلام الوداع المتألق ،فعلا لحظات من الصمت المتكلمة بصوت يعلو الأفق ويردد نغمات الوداع في معزوفة غروبية ،حين يتمثل لنا ذلك القرص الذهبي آيلا للغروب لا محالة؛لتشرق شمس الغد على أناس لا يعرفون للحب كنها بل هم في العبث يسبحون ويصدرون العويل لرقصة بل لمعزوفة إفريقية منحطة هنا وهناك حيث الويل ثم الويل بعد الجنة التي سقاها الكوثر ذو المياه الرقراقة التي تسقي الروابي وحدائق ذات قطاف دانية ،فعلا شرود وضياع ،كما وجدتني يوم التقيتها ،عدت إلى سابق عهدي ،لا أجد للراحة مثولا ولا طريقا سويا ولا صراطا مستقيما نحو السعادة التي حسبت نفسي رمتها .
    [
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    كاتب مسجل الصورة الرمزية العاشق الفقير
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    gaza
    العمر
    60
    المشاركات
    149
    معدل تقييم المستوى
    15
    دمت بود راق لي ماكتبت
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 معزوفة غروبيه 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    114
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    14
    إن الكتابة على كل حال هي ألعاصم من وطأة الظروف الصعبة,,, التي أخذت تضيق على النفس ما كان واسعا مع خريف اخذ يطرق أبواب الحياة...... الكتابة دون غيرها تجعل من اللاجئين إلى عوالمها الرحبة والمتمسكين بحبلها المتين يستخفون بما ملاء الحياة من صعوبات جمة.
    ....ولكنه ولأسباب عديده قد يلجأ احدنا إلى الصمت عندما يكتشف انه لامناص من الصمت وانه ليس كل ما يعرف يقال وإننا نعيش في حال من القلق والتململ بسبب من الحالة الفكرية المتقلقلة والتعبة من أعباء ماضي مشين ومستقبل نرهبه ونهاب ركوب موجه .
    ابدعت...ابدعت ...ابدعت لك تقديرى.
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. معزوفة غروبية :
    بواسطة عبد الله نفاخ في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18/11/2010, 03:44 PM
  2. لحظات غروبية
    بواسطة عبد الله نفاخ في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 17/08/2010, 01:27 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •