النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هكذا فهمت الحياة - للأديب و المفكر محمد قاسم (إبن الجزيرة)

  1. #1 هكذا فهمت الحياة - للأديب و المفكر محمد قاسم (إبن الجزيرة) 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,901
    مقالات المدونة
    40
    معدل تقييم المستوى
    18
    هكذا فهمت الحياة(1)
    (مقدمة )
    محمد قاسم "ابن الجزيرة "
    m.qibnjezire@hotmail.com

    "من البديهيات ان البشر يختلفون في مستويات الفهم عن جميع الكائنات من جهة، وفيما بين بعضهم بعضا من جهة أخرى- مهما كانت الأسباب: مستوى النضج،درجة الذكاء، مستوى الخبرة، مستوى الوعي عموما، ظروف التربية... التكوين النفسي عموما...
    النتيجة- او المهم- أننا نرصد حقيقة راسخة هي: ان البشر يختلفون- واقعيا- في الفهم.
    كان هذا فيما مضى، وهو حاصل في الحاضر، وسيظل كذلك الى نهاية العالم؛ بالنسبة للكتلة البشرية ككل...
    وعلى حالة الفهم هذه؛تبنى أحوال التنوع المختلفة الأخرى،نختصرها-او نلخصها- بمفهوم: "الوعي".
    على اعتبار ان هذا المفهوم"الوعي" من الناحية الاصطلاحية، هو:
    جماع حالات –او تفاعل-القوى الكائنة في الإنسان،والمكوّنة لفعاليته... والتي تنتج بهذه الفعالية الفهم المستنير لديه؛ إلى الدرجة التي يمكن لهذا الفهم ان يَخضع –ويتقبل- للمعايير المفترضة –التي قبل بها معظم الواعين- للاستناد إليها في تقييم وتحديد الأهلية و مستواها في مختلف الأنشطة البشرية ،لاسيما تلك التي تتناول القضايا الكبرى في حياة الإنسان ومنها المعتقدات الدينية... وما يتصل بالقوانين الرئيسة كالدساتير في الدول مثلا...ومحتوياتها التي تحدد شكل الدولة ونهج العمل في ساحتها، وتُميز الحقوق بين الحكام والمحكومين،والآليات التي يمارس بها كل منهم حياته .. ومختلف الخيارات الممكنة ..من اجل الارتقاء بالمجتمع –الدولة-.الخ.
    هذه الحقيقة تفرض سؤالا- بل ربما أسئلة - :
    مادام الاختلاف حاصل بين مستوى الفهم- ولنقل الوعي- لدى الإنسان كـ"حقيقة" مؤكدة، فلماذا يُنظر الى جميع البشر بنظرة موحدة عند تقييم حالهم-في الثقافة السائدة- ومن ثم إخضاع الجميع لتقييمات ما –أيا كانت طبيعتها- وفقا لنفس المستوى-او الدرجة- من المعايير؟!
    هل هذا ينبئ عن خلل في الفهم أيضا لدى الجميع –ومنهم المفترض أنهم واعون ويفهمون... ؟
    أم هو اتجاه-او نهج- معلوم،يتبعه هؤلاء الواعون –المفترضون كالعلماء والمشايخ والمثقفين والسياسيين..الخ. لغايات خاصة ،تخدم مصالحهم باعتبارهم المؤثرين-وربما المتحكمين- مفاصل الحياة في المجتمعات ؟"
    ..........................
    ............................
    ..............................
    يتبع
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,901
    مقالات المدونة
    40
    معدل تقييم المستوى
    18
    هكذا فهمت الحياة(مقدمة)
    القسم الثاني

    محمد قاسم


    .......................
    .........................
    "هذه الحقيقة(اختلاف الفهم) تفرض سؤالا- بل ربما أسئلة - :
    مادام الاختلاف حاصل بين مستوى الفهم- ولنقل الوعي- لدى الإنسان كـ"حقيقة" مؤكدة، فلماذا يُنظر الى جميع البشر بنظرة موحدة عند تقييم حالهم-في الثقافة السائدة- ومن ثم إخضاع الجميع لتقييمات ما –أيا كانت طبيعتها- وفقا لنفس المستوى-او الدرجة- من المعايير؟!
    هل هذا ينبئ عن خلل في الفهم أيضا لدى الجميع –ومنهم المفترض أنهم واعون ويفهمون... ؟
    أم هو اتجاه-او نهج- معلوم،يتبعه هؤلاء الواعون –المفترضون كالعلماء والمشايخ والمثقفين والسياسيين..الخ. لغايات خاصة ،تخدم مصالحهم باعتبارهم المؤثرين-وربما المتحكمين- في مفاصل الحياة في المجتمعات ؟
    هذه التساؤلات –او الأسئلة- تثير تساؤلات-او أسئلة- أخرى مثل:
    إذا كان الواعون المفترضون الذين يعتمدون المعايير نفسها –وبنفس الدرجة – للحكم على أحوال مختلفة بالحكم نفسه –وبنفس الدرجة والطبيعة- يقعون في خلل استخدام المعايير–ونفرض أنهم يفعلون ذلك عفوا-فكيف يمكنهم-إذا- تقييم ومحاسبة من ليس لديهم القدرة على وعي هذه المعايير أصلا؛ بحكم ما لديهم من نقص –او خلل- في الفهم، مما يجعلهم- بشكل طبيعي- لا يرقون الى استيعاب المعاني والأفكار المعروضة-أيا كانت- كما يجب ومفترض...؟!
    فإن فرضنا-من ناحية أخرى- ان معظم هؤلاء الواعين المفترضين –العلماء والمشايخ والمثقفون والسياسيون... يمارسون الخلل عن قصد مبيّت ،لتحقيق غايات خاصة، فما هو الوجه المشروع- والمبررات المقبولة الممكنة - لمثل هذا المسلك ؟
    ودون ان نقصد، فإن الأسئلة تتداعى... وتنتظر أجوبة شافية ولها انعكاسات متوافقة مع الوقع...الواقع وفقا لحقيقة ما فيه، لا وفقا للتصورات المأمولة.-مع تقديرنا لأهمية التصورات كمحفز للبعد التربوي ،الأخلاقي خاصة.!"
    ......................
    يتبع
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,901
    مقالات المدونة
    40
    معدل تقييم المستوى
    18
    هكذا فهمت الحياة(مقدمة)
    القسم الثالث
    ...............
    ..............

    يقودنا ما سبق إلى محاولة استخلاص نتائج يمكن إجمالها في منظومتين رئيسيتين من الأفكار كنتائج:
    النتيجة الأولى: أن الحياة فعلا صراع بين تناقضات –ومنها مستوى العلاقات البشرية...- وبالتالي لا يختلف عالم البشر عن عالم الحيوانات؛ والذي يوصف غالبا بأنه عالم يخضع لحكم شريعة الغاب"القوي يأكل الضعيف".
    فقط في عالم البشر، تختلف الوسائل والمنهج وأشكال التجلي –او المظاهر.
    النتيجة الثانية : ان معظم الذين يتمتعون بالوعي في الحياة- وقد أشرنا إلى نماذج منه أساسية فيما سبق- يعرفون الحقائق كما هي؛ ولكنهم ينساقون إلى غلبة الغرائز ومشتهيات النفس لديهم، ومنها المكابرة والمصالح عموما.. فيتبعون نهجا مُضلّلا في عرض الحقائق والقيم والمفاهيم... واعتماد نهج يتبع في المعايير ، ثم تطبيقاته الميدانية-او لنقل الحياتية- لتلبية هذه الغرائز والمشتهيات...والمصالح.!
    ومن ثم إنشاء منظومة ثقافية نظرية ،ينحتون فيها، المفاهيم والمصطلحات ... وطبيعة النهج المتبع في استخدام المعايير ، وتوظيف ذلك - كنهج – لممارسة " شريعة غاب" متطورة-إذا صح التعبير- تُناسب طبيعةَ ما يتمتع به هؤلاء الواعون المفترضون ،و المتحكمون في إدارة المجتمعات –والمجموعات- البشرية، وهي وعي مدخول فيه- او عليه - عوامل تزويق ... لتحسين شروط حياتهم كما يشتهون، وتنزع إليها غرائزهم وان اختلفت اتجاهات ومظاهر التعبير فيها..وابتكروا أسماء تغطي على الجوهر الحقيق وغير المقبول في تكوين الثقافة مثل"الحضارة" أو " التقدم" او غير ذلك مما تشربته عقول ونفوس العامة ومعظم الذين يرون أنفسهم من المثقفين بلا كفاءة حقيقية...وهؤلاء هم الوسط الأكثر إنباتا لما يريده "الواعون المفترضون الذين يفهمون الحقائق كما هي ولكنهم ينساقون إلى رغباتهم وأهوائهم فيلوون أعناقها ويطوّعوها لهذه الرغبات والأهواء.ولهذا فإن روح الشر تقوى على حساب روح الخير ويعيش البشر في القرن الواحد والعشرين المآسي والاتجاه التدميري للقيم وللحياة والطبيعة..
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12/08/2012, 04:52 PM
  2. ق.ق.ج سلسلة - هكذا هي الحياة-
    بواسطة أبو زينب في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16/12/2010, 09:57 AM
  3. لنبارك للأديب محمد سرحان نيله الدكتوارة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى الواحة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 28/06/2010, 05:22 PM
  4. هكذا هي الحياة
    بواسطة أبو زينب في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 18/09/2007, 11:37 PM
  5. هكذا هي الحياة
    بواسطة إيلي سويد في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29/04/2006, 05:20 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •