تصويبات لغوية –1
د. تيسير الناشف،نيويورك
يتوجب علينا ثقافيا وقيميا أن نبديالحرص على اللغة العربية التي ننطق نحن بها. ولا حاجة بلغة العلم والأدب الرفيعهذه أن تتعرض لسوء الاستعمال وللتهميش. ومن المفترض واللازم أن نكون نحن أول منيحرص على سلامة لغتنا ورفعتها وعلى تعزيزها وتمكينها ورفع شأنها.
ويزخرعدد من الصحف والمجلات العربية بأخطاء نحوية وصرفية جسيمة. وفي الحقيقة أن منالسهل تفادي الوقوع في هذه الأخطاء لو شارك مستعملو اللغة العربية في مختلف أماكنعملهم في دورات للغة العربية تنظمها الهيئات التي ينتمي إليها المتكلمون باللغةالعربية. إن من واجب المسؤولين والمدراء القيام بتنظيم تلك الدورات وبرفع مستوىمعرفة اللغة العربية.
ويجبالقيام بكثير من التصويبات ونشرها. والفقرات التالية تقوم بتصويب استعمال بعضالعبارات العربية. وآمل في أن يكون لهذه التصويبات آثرها المتوخى.
"العسكري"و"العسكر"
فيعدد غير قليل من الصحف والمجلات والمحطات الفضائية التلفزيونية العربية يتكرراستعمال كلمة "العسكري" أو "العسكرية" ترجمة لعبارة “the military” الإنكليزية باعتبار هذهالعبارة صفة. بيد أن لـ “themilitary” معاني أخرى وفقا لوظيفتها النحوية كما سيوضح في ما يلي: فضلا عنإمكانية أن يرد استعمال العبارة الإنكليزية بوصفها وصفا معرفا أو نكرة ومذكرا أومؤنثا يمكن أن ترد تلك العبارة بوصفها اسم جمع بمعنى "العسكر" أو"العساكر" أو "الجيش". وبوصف هذه العبارة الإنكليزية اسم جمعلا تصح ترجمتها إلى العربية بمعنى "عسكري" أو "العسكري".
"ثُمَّ"و"ثَمَّ"
وفي وسائطالاتصال تلك يجري أحيانا خلط بين "ثُمَّ" (بضم الثاء)و"ثَمَّ" (بفتح الثاء). "ثَمَّ" (بفتح الثاء) معناها"هناك"، و"من ثَّمَّ" معناها "لذلك" أو "لذلكالسبب" أو "من هنا" أو "من الآن". و"ثَمَّتَ"أو "ثَمَّةَ" (بفتح الثاء) معناها "هناك".
ولـ"ثُمَّ"(بضم الثاء) معان تختلف عن معاني "ثَمَّ"، ومن معاني "ثُمَّ""فضلا عن ذلك" و"أيضا".
"لا" النافية للجنس
تنفي، كما يدل اسمها عليها، الجنس، ومعنىنفيها للجنس أنها تنفي أي وجود لجميع الأفراد التي تندرج تحت مدلوله. وتُنصببالفتحة. ويُشترَط في عمل "لا" ما يلي: أن يكون الاسم التالي لها فيحالة النكرة والمفرد، وألا يكون موصوفا، وأن يكون متصلا بها غير منفصل عنها بفاصلوألا تكون مقترنة بحرف جرّ. فإن كان اسمها معرفة أو فُصل عنها بفاصل أُلغِيعملُها. وفيما يلي أمثلة على ذلك: لا كتاب
يخلو من فائدة،لا خوفَ عليهم، لا ولدَ في البيت.
وبالتاليفإن الصيغ التالية غير صحيحة: لا خطرَ كبيرا، لا استقلالَ كاملا، بلا خيرَ، لاخيرَ عميما.
وفيالبيت التالي تُستعمل "لا" بوصفها "لا" النفي:
لاالقومُ قومي ولا الأعوان أعواني إذا ونَىيومَ تحصيلِ العُلى وانِ
(البيت للشاعر إسماعيل صبري).