النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: سوريا واسطة العقد العربى الى اين؟

  1. #1 سوريا واسطة العقد العربى الى اين؟ 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    114
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    14
    1-

    اليوم، ينكشف الواقع العربي، عِبْر سورية، على وجههِ الأكثر صحّةً ودقةً. فحيث يكون التاريخ أشدّ كثافة وتعقيداً، تكون تحولاته أكثر إضاءة وكشفاً. وسورية مُلتقى الروافد البشرية والحضارية، منذ أكثر من خمسة آلاف سنة. وهي، إذاً، ملتقى الإبداعات والتخطيات، بقدر ما هي مُلتقى الهشاشات والمخاطر، الانطلاقات والكوابح. تكفي الإشارة هنا إلى أن هذه البلاد هي المكانُ الذي تمّ فيه التأسيس لحضارة الإنسان، كونياً: الأبجدية، الدولاب، افتتاح البحار، القانون، الوحدانيات الثلاث، تمثيلاً لا حصراً.

    وهي إلى ذلك «واسِطة العِقد» العربي.

    - 2 -

    كان لكل مرحلة في تاريخ هذه «الواسطة»، وهذا «العِقْد»، حصادُها - المتألّق، حيناً، والمريرُ، غالباً.

    وها هو حصادُها في بدايات القرن الحادي والعشرين: منذ أكثرَ من نِصْفِ قرن، يتمّ التفرّق العربي باسم التجمع، والانشقاق باسم الوحدة، والسُّبَات باسم اليقظة، والجهل باسم العلم، وهباءُ العدّة والعدَد، والتخلّف باسم التقدّم.

    هل يكتشف، اليومَ، أهلُ اليسار والثورة الذين حكموا البلدان العربية ويحكمونها، منذ أكثر من نصف قرن، أنهم لم يتركوا وراءهم، على أرض الحياة، أرض العمل والفكر، إلا التفككَ والتراجُعَ والانهيار، وإلاّ المرارةَ والعذاب؟

    هل سيعترفون أنّهم لم يبرعوا في شيء، طولَ هذه الفترة، كما بَرعوا في الاستئثار، والاحتكار، والاتجار، والانحدار؟

    أَنّهم أقاموا سلطة ولم يبنوا مجتمعاً، أَنّهم حوّلوا بلدانهم الى فضاءٍ من الشعارات والرايات، دون أي مضمونٍ ثقافيّ أو إنساني، أَنّهم دَمّروا بعضهم بعضاً، فيما كانوا يدمّرون مواطنيهم - تخويناً، وسجناً، تشريداً وقتلاً، أَنّهم لم يضعوا أساساً عميقاً واحداً لبناءِ مجتمعٍ جديد، أو وطنٍ جديد، أو إنسانٍ جديد، أو عقلية جديدة، أو ثقافة جدية، أو حتى مدرسة نموذجية واحدة، أو جامعة نموذجية واحدة - وأضرب صفحاً عن المعامل والمصانع والمشروعات الاقتصادية العامة، أَنّهم رَذَلُوا جميع القضايا التي يمكن أن تُمهّد للتخلّص من القبيلة، والعشيرة، والطائفة، باستقلالٍ سيّدٍ عن الخارج، ورَفْضٍ نيّرٍ وخَلاّقٍ لجميع أشكال التبعيّة، أَنّهم، في هذا كلّه، كانت شهواتهم السلطوية التسلّطية تزدادُ تكالُباً وتوحّشاً، وكان طغيانهم يزداد توسّعاً وفتكاً، وكانت حقوق الإنسان وحرياته تزداد غياباً وضياعاً.

    - 3 -

    هكذا، يبدو الأفق العربي، اليوم، كمثل بيتٍ يسكنه عاشقان: التمرد والحرية.

    التمرّد على السلطة الفاسدة ومؤسساتِها، تخلّصاً من مخازيها.

    والحرية، تخلّصاً من القيود التي تشلّ الحياة والفكر.

    وكان الإنجاز، حتى الآن، مُهمّاً وحيوياً. وهو آخذٌ في الاتساع لكي يشمل المناطق العربية الباقية، بعد تونس ومصر.

    - 4 -

    غير أن لدى العرب تجربةً في العراق أثبتت أن مجرّد الخلاص مما هو قائمٌ: من الأحكام العرفية المهينة، وثقافاتها الرقابية الأمنية الأكثر إهانة، ومن السلطة الفاسدة ومؤسساتها وأصحابها، ليس كافياً.

    لا يتمّ تغيير المجتمع بمجرّد تغيير حُكّامه. قد ينجح هذا التغيير في إحلال حُكّامٍ أقلّ تعفّناً، أو أكثر ذكاءً. لكنه لا يحلّ المشكلات الأساسية .
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    وها هو حصادُها في بدايات القرن الحادي والعشرين: منذ أكثرَ من نِصْفِ قرن، يتمّ التفرّق العربي باسم التجمع، والانشقاق باسم الوحدة، والسُّبَات باسم اليقظة، والجهل باسم العلم، وهباءُ العدّة والعدَد، والتخلّف باسم التقدّم.
    أَنّهم أقاموا سلطة ولم يبنوا مجتمعاً، أَنّهم حوّلوا بلدانهم الى فضاءٍ من الشعارات والرايات، دون أي مضمونٍ ثقافيّ أو إنساني، أَنّهم دَمّروا بعضهم بعضاً، فيما كانوا يدمّرون مواطنيهم - تخويناً، وسجناً، تشريداً وقتلاً، أَنّهم لم يضعوا أساساً عميقاً واحداً لبناءِ مجتمعٍ جديد، أو وطنٍ جديد، أو إنسانٍ جديد، أو عقلية جديدة، أو ثقافة جدية، أو حتى مدرسة نموذجية واحدة، أو جامعة نموذجية واحدة - وأضرب صفحاً عن المعامل والمصانع والمشروعات الاقتصادية العامة، أَنّهم رَذَلُوا جميع القضايا التي يمكن أن تُمهّد للتخلّص من القبيلة، والعشيرة، والطائفة، باستقلالٍ سيّدٍ عن الخارج، ورَفْضٍ نيّرٍ وخَلاّقٍ لجميع أشكال التبعيّة، أَنّهم، في هذا كلّه، كانت شهواتهم السلطوية التسلّطية تزدادُ تكالُباً وتوحّشاً، وكان طغيانهم يزداد توسّعاً وفتكاً، وكانت حقوق الإنسان وحرياته تزداد غياباً وضياعاً.
    يعني كسوري وقرأت ما كتبت وأجهدت نفسك فيه

    هل تقصدين بكلامك وخاصة المقبوس سوريا أم ليبيا ؟؟!!
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    114
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    14
    ان من يدفع ثمن هذه الثورات والتغيرات الدمويه هم البسطاء والمساكين من افراد الشعب,,,,اما الطبقات الراقية اما ان تحارب من اجل بقاءها لان لديها السلاح واما تهاجر خارج البلاد لتنعم بالرفاهية فى دول اوربا,
    ,,,,وواوضح هنا انى ارفض وبشدة تسليح المعارضة ولكنى لا اتفهم لماذا لا يتنازل الطرفين ويجلسون الى طاولة المحاورات,,,على اقل تقدير حفظا لجمال وتراث سوريا...احبوا من شئتم ولكن حبوا سوريا قبل كل شئ
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحية عبد الحميد المغربى مشاهدة المشاركة
    ان من يدفع ثمن هذه الثورات والتغيرات الدمويه هم البسطاء والمساكين من افراد الشعب,,,,اما الطبقات الراقية اما ان تحارب من اجل بقاءها لان لديها السلاح واما تهاجر خارج البلاد لتنعم بالرفاهية فى دول اوربا,
    ,,,,وواوضح هنا انى ارفض وبشدة تسليح المعارضة ولكنى لا اتفهم لماذا لا يتنازل الطرفين ويجلسون الى طاولة المحاورات,,,على اقل تقدير حفظا لجمال وتراث سوريا...احبوا من شئتم ولكن حبوا سوريا قبل كل شئ
    لو بقيت الثورة دون سلاح لكنا كلنا ندعمها حتى تحقيق كامل مطالب الشعب، وكان سيحصل عليها حقاً

    لكن الارتماء في حضن الغرب والمراهنة على التدخل الخارجي وحمل لواء الجهاد في سبيل الله تحت راية الناتو
    أمور سنبقى نقاتلها ما حيينا

    ان تنصروا الله ينصركم وإن تنصروا الناتو يخذلكم

    لقد خذل الناتو كل من حلم بالعدالة عن طريق الكفرة

    أيها الناس ماذا فعلتم لقد كانت ثورتكم ضد الله
    لقد ثرتم باسم الإسلام وباسم الاصلاح ضد الله
    ولقد ضيعتم ما ذهبتم إليه لسوء الوسيلة، وكيف تظنون أن الذئب الضاري الذي يحمل سجلاً تاريخياً في سفك دماء الخراف أن يكون اليوم حامي الخراف الدولي


    لقد افتتح الذئب مجلساً دوليا لحماية الخراف
    ولقد كون جيشاً من الذئاب المفترسين لحماية الخراف

    ولقد ذهبت الخراف العربية له اليوم لنصرها على كبش أكل أموالهم


    لقد استبدلوا الكبش الظالم بالذئب الكافر

    فأخبرونا عن إنسانية هذا الذئب أيتها الخراف الصغيرة الحالمة
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25/11/2011, 07:26 AM
  2. يجب إنقاذ سوريا من التدخل الغربي
    بواسطة ماجدة2 في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20/06/2011, 02:18 PM
  3. الكونغرس العربي الامريكي والاسلامي يؤكد وقوفه مع سوريا
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07/04/2011, 11:51 PM
  4. العقد
    بواسطة أبو طلال العنزي في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 10/08/2010, 12:32 PM
  5. من جميل ما ورد في العقد الفريد
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10/01/2007, 06:34 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •