رسالة إلى امرأة متخفية
شعر عزالدين مبارك
سيدتي....
لماذا أنت متخفية؟
وراء النظارات السوداء
وتهربين من الأضواء
كفراشة الربيع
وابتسامتك على الشفاه
كزهرة الياسمين
بللها طل الصباح
وعانقها الضياء
وشعرك الهفهاف
كغابة زيتون
وواحة دمشقية
عطرها البهاء
وتمرين
في عجلة من أمرك
كنسمة صيفية
جاءت لتطفئ
ظمأ الصحراء
فزاد غموضك سيدتي
بهاء على بهاء
وأصبحت لغزا محيرا
لم أجد له تعويذة
ولا دواء
ومدينتك عالية الأسوار
مليئة بالأسرار
وعسس السلطان
وبابها مقفل
بالحديد
وكلمة السر
ضاعت
في أعماق البحار
فمن يفك طلاسمها؟
ويأتيني بالخبر اليقين
فألج مملكة الزمرد
والضباء
وتختفين وراء وجوه
الحسناوات
وصور النساء
وأنت سيدتي
الغادة الحسناء
وبعيدة عن عالمي
بعد الأرض عن السماء
فممن إذا تخافين؟
وخلف الفأرة
أسمع نبض قلبك
يخفق دلالا
وعيناك الجميلتان
تتأملان الحروف
المتناثرة
على الشاشة البيضاء
وأناملك الناعمة
تلامس بحنان
الكلمات الجامدة
فتغدو
في رمشة العين
عصافير تغرد
في الهواء
فتصلني بردا وسلاما
فتجدني حالما
كطفل صغير
يحلو له اللعب
والتلذذ والارتواء
ولا أمل في الإبحار
والتسكع
في ربوع
صفحتك الرائعة
فاتبع خطاك
أين حللت
لعلني ألقاك
متخفية كعادتك
بين الصور والسطور
والظلال الوارفة
والفراشات الزاهية
وينابيع الصفاء
وتنتهي رحلة
العشق والعناء
بمعجزة
يذكرها التاريخ يوما
ولقاء.