يااجدابيا صونى قصة غرامى

لاشكأن هناك في الحياة أشياء ذات قيمة عظيمة تجعلنا ننحني إجلالا لها..... ونضع أيديناعلى قلوبنا انتظارا لقدومها.....عندما تكون فى حياتك لهفه لشى ما.. اى شي ,معنى ذلك انك لازلت تعيش في خضم الصخب ومازال لديك في وهج الحياة قبس من ضوء يدفئ أركانقلبك ويبعث شرارة تتقد بها رغبتك في كل شيء في الوجود.
تذكرتهذه الكلمات التي دونتها في يوم ما كنتفي زيارة لمدينة بنغازي لمدة أيام,,,, لاادرى كيف أمضيت تلك الأيام القاتمة وأناحائرةاماذا افعل بركام افكارى المتعبة, هل أكبها في سلة النسيان أم أركنها في جزء مظلم من ذاكرتي لحين العودة إليهاوغربلتها وتصفيتها مما علق بها من روح الانهزامية والإحباط.
ماذاتفعل؟؟؟؟ ماذا تفعل ؟ عندما تجثم على صدرك ليالي بنغازي الثقال؟ سوى أن تفزع إلى حنان الأهل وهو حنان لازم لمواجهةليل المدينة!!!!.... هذا الليل الذي لا يخفف من وطأته سوى الحلم بااشراقة نهار يحطبى في شوارع إجدابيا.
فنحن قد نزور المدن الكبيرة ونعيش فيها شهوراواعواما,,, ولكنها تبدو لي مدن مخيفة!!! أنا لا أنكر إنها مدن جميلة,,, ولكنجمالها سرعان ما يخلق في إحساس من النفور والكره’’’’خصوصا حين يفتقد فرد(اجدابى )مثلى مااعتاد من الهدوء والسكينة والآلفة ومعرفة البشر المحيطين به حيث امظى في أزقةإجدابيا مصحوبة بدفء العلاقات الاجتماعية محمية بنظرات الأعين الصديقة والقريبة.
وبمناسبةالحديث عن أزقة إجدابيا القديمة,,, فدعونا نقول : يااجدابيا حكايات وخررايف جداتناصوني.
فهذهأنا أتجرأ- واعترف إن(خرا ريف جداتنا وهمسات أمهاتنا وهى تناجينا صغارا) حين يسدل الليل ستاره على شوارع إجدابيا القديمة وتفوح روائح خبز(فرن الحاره القديم) فيانوفنا هي من صنعت فينا التجذر في حب المدينة وأهلها الطيبين,,,حكايات جداتنا وخراريفها هي من صنعت رجالات المدينة وشبابها.... والرجل ما هو إلا نتاج امرأة عقلاوفكرا وثقافة.
أناعن نفسي أقول : لقد كتبتني امى وجدتي!!!فقصص جداتنا مازالت راسخة في ذاكرتنا وهى التي شكلت أفكارناومعتقداتنا..... اذكر أنى كنت أعيد سرد حكايات جدتي على صويحباتي ونحن في طريقالعودة من مدرسة (الاستقلال),,,, (وقبلي) إجدابيا يلفح وجوهنا فيترك أثره علىبشرتنا اسمرارا بلون برونزي وكأننا من بلاد الهنود الحمر.
وتلحعليا صديقتي بأن نجلس مستظلين بسور المدرسة لأروى لها (خر افة ليلة البارحة التيروتها جدتي) مستمتعين كلانا بشغف الاستماع والإلقاء ومن فرط غروري كنت اعتقد إنشارع (الهدايةة) يتنصت ا لى قصصي ويشارك صويحباتي لذة الاستماع إلى حكايات(امبسيسى, وعيشه بنت الحوات), حتى محلات الشارع وابواب بيوته من فرط براءتي كنت أظنها تسترق السمع لحكايتنا وتحتفظ بها محفورة في مطرقة أبوابة النحاسية. ذلك الجرس البدائي العتيق الذى اختفى واندثر وضاعت معه آخر الحكايات وآخر المساءت الجميلة فيك يا مدينة سكنت فى قلبى وسكنتُ فى قلبها
وبلغ بى الغرور مبلغ تخيلت فيه ان سورمدرسة (الهدايةة) قد قصرت قامته وجثي على الأرض جالسا قربى ليسجل قصصي ويلقيها فياذاعتة الصباحية,,,,, وهل كانت قصص جداتنا إلا مواعظ ودروس بنينا عليها أفكارناومنهاج حياتنا.
واخبرا وفى حقيقة الآمر: إننا نتاج حكايات جداتنا وأمهاتنا إننا نتاج أزقة إجدابياالعريقة خليط من بهاء شوارع إجدابيا القديمة...وزاوية بن عيسى الصوفية وسيدي (شاهرروحة) و سيدى ( شحات) . حقا كم كنا اناس مفعمين بالحيوية ومقبلين على الحياة اقبالا لا يدانية فتورا ابداً
والحديثمعك (يااجدابيا) لا نهاية له.

فتحية عبد الحميد المغربى