تنطلق اليوم السبت فعاليات احتفالية حلب عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 1427 هجري 2006 ميلادي بعد مكة المكرمة وذلك نظراً لتوفر المعايير المعتمدة للاختيار من تراث عمراني ورصيد ثقافي وعلمي وفني ودور اقتصادي، وتعتبر مدينة حلب نموذجا للمدن الإسلامية بعمارتها الإسلامية عبر العصور منذ عام 16 هجريا حتى اليوم مرورا بالعصر الأموي والعباسي بما فيه من فترات حمدانية وسلجوقية وزنكية وأيوبية ثم العصر المملوكي والعصر العثماني.

ووصف الدكتور رياض نعسان اغا وزير الثقافة السوري صالون سيف الدولة الثقافي بأنه أعظم صالون ثقافي عرفته الثقافة الإسلامية ويقول أبو الطيب المتنبي (إذا قلت الشعر أصبح الكون منشدا).
ويؤكد الدكتور محمد قجة مدير الأمانة العامة لاحتفالية حلب عاصمة للثقافة الإسلامية في حديث لـ (اليـوم) ان اختيار حلب عاصمة للثقافة الإسلامية جاء لاعتبارات متأصلة في هذه المدينة أبرزها الميزات المعمارية التي تحتفظ بها حلب فهي مدينة إسلامية بامتياز إذ أنها تمثل كل العصور الإسلامية بعمارتها منذ عام 16 للهجرة وما تلاها من فترات لاحقة سلجوقية زنكية أيوبية. ومن ناحية أخرى فان هذه العمارة موجودة داخل وخارج أسوار المدينة حيث تبلغ مساحة حلب القديمة 418 هكتاراً مأهولة بالسكان وهي اكبر مساحة داخل الأسوار بمدينة إسلامية.
وأشار الدكتور قجة إلى أن هذا الارتباط العمراني والثقافي والحضاري تجمع في حلب بحكم موقعها كمحطة إجبارية على طريق القوافل التجارية القادمة من الشرق إلى اوروبا ومن شبه الجزيرة العربية، إلى الأناضول ولم تفقد حلب دورها التجاري الهام إلا بعد افتتاح قناة السويس. مبيناً أن حلب إضافة إلى غناها العمراني فقد تميزت أيضا بالغنى الثقافي والحضاري حيث ارتبط باسمها أسماء من الإعلام الكبار وكان كل واحد منهم الأول في ميدان علمه على مر التاريخ مثل الفارابي والمتنبي وأبو الفرج الأصفهاني ، إضافة إلى علماء آخرين كانوا يقصدون حلب أيام سيف الدولة كابن خلدون وأبو الطيب اللغوي وغيرهم من العلماء والمفكرين.
وحول حفل الافتتاح قال إنه سيتضمن لوحة فنية تاريخية لمدينة حلب تركز على العصور الإسلامية وابرز الشخصيات التي قدمتها هذه المدينة يلي ذلك وعلى مدار أيام الاحتفال سنخاطب العالم ونقول لهم هذه حضارتنا وهذا لوننا وهذا تاريخنا المتسامح المرن المعترف بالآخر نافين بذلك التهم الظالمة التي تلصق بالحضارة الإسلامية على أنها حضارة إرهاب وثقافة قمع وتخويف، وسنقيم خلال ذلك ثماني ندوات فكرية ومعارض ومحاضرات وعروضا فنية ومسرحية وموسيقية تساهم في الكشف عن تاريخ حلب وتراثها الثقافي.
من جهة أخرى أكد الدكتور رياض نعسان أغا وزير الثقافة السوري أن الاحتفال بحلب عاصمة للثقافة الإسلامية هو احتفال دولي وعالمي وليس محليا مشددا على دور الإعلام في إنجاح هذه الاحتفالية من خلال نقل فعالياتها وأنشطتها للناس محليا وعربيا وعالميا.
وقال نعسان أغا في مؤتمر صحفي عقده في مكتبة الأسد بمناسبة انطلاق الاحتفالية اليوم السبت انه تم اختيار حلب لهذه المناسبة لعراقتها وقدمها ولكونها بوابة بين الشرق والغرب ولأنها كانت دائما نقطة اللقاء والتمازج بين الشعوب التي سكنتها.
وبعد عرض موجز للعديد من جوانب الحضارة العربية والإسلامية أكد وزير الثقافة أن الثقافة الإسلامية هي ثقافة عالمية وستبقى كذلك لأنها تحمل في مضمونها أبعاد ثقافة إنسانية استطاعت أن تصهر مكونات ثقافات الشعوب الأخرى في العصر القديم وتتواصل مع الثقافات المعاصرة بالحوار والكلمة الطيبة.
وأضاف أن الاحتفالية التي ستستمر حتى نهاية العام تشتمل على مائة نشاط وفعالية متنوعة تضم الندوات الفكرية الهامة حول حلب في الماضي والحاضر وحول حوار الحضارات إضافة إلى العروض المسرحية والسينمائية والحفلات الغنائية والموسيقية.
وأشار إلى أن شخصيات رسمية عالمية وعربية ستحضر حفل الافتتاح بينهم ملكة أسبانيا مضيفا أن أعضاء الوفود قد يتجاوزون الخمسمائة شخص.


خليل الهملو

اليوم السعودية