الرسول الكريم يتحدث عن نفسه الشريف
(الجزء الخامس عشر)

إنا آل محمد لا نأكل الصدقة. إن الله حرم علي الصدقة وعلى آل بيتي. إني لأرى التمرة ملقاة في بيتي أشتهيها، فيمنعني من أكلها مخافة أن تكون من الصدقة. إني وجدت تمرة تحت جنبي، فأكلتها، ثم تخوفت أن تكون من الصدقة. والله ما أمسى في آل محمد صاع من الطعام، وإنها لتسعة أبيات.

شيبتني ألر كتاب أحكمت آياته، ثم فصلت وأخواتها. شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت، وما فعل بالأمم من قبلي. أعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش، والمنفصلة نافلة، لم يعطهن نبي قبلي، ولا يعطاها بعدي.

إني أقرئت القرآن، فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاثة، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرف، ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت: سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب.

إن فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور. لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور. لا تواصلوا، فإني لست مثلكم، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني. إني لبدت رأسي، وقلدت هديي، فلا أحل حتى أنحر. ألا إنما أنا بشر، وإنما يأتيني الخصم، فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له، فمن قضيت له بحق مسلم، فإنما هي قطعة من نار، فليحملها أو ليذرها.

أمتي ثلاثة أثلاث، فثلث يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، وثلث يحاسبون حسابا يسيرا، ثم يدخلون الجنة، وثلث يمحصون ويكشفون، ثم تأتي الملائكة، فيقولون: وجدناهم يقولون: لا إله إلا الله وحده، يقول الله تعالى: صدقوا، لا إله إلا أنا، أدخلوهم الجنة بقولهم: لا إله إلا الله وحده، واحملوا خطاياهم على أهل النار.
ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بقية، فترقبوها بإذن الله تعالى.


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com