اللعبة النفسية مع السوريين:
في دوامة الوعي واللاوعي نقطة فاصلة ، لحظة واحدة ، تشعر فيها بتمازج المنطقتين وأي تصرف لحظتها ستفقد احساسك به وتسلم نفسك لتداعياته كأنه الحلم، في المسلسلات المصرية حين يقوم البعض بالشعبذة وتدور نساء في دائرة في طقس من انتشار البخور وهن يقلن " الله حي الله حي" تظن المرأة أن الروح الشريرة ستخرج بهذا الطقس بينما هي تدور وتدور تشعر بالدوار وتكرار الكلام يدخلها الشكل الدائري الذي قد يتصل فيه الوعي باللاوعي وللبخور وكثرته مفعوله كذلك، وفجأة تصرخ المرأة و تسقط أرضاً وتقوم وكانها تخلصت من كل مشاكلها.
ما تحاوله الشبكات الإعلامية فعله يشابه هذا الطقس: فهي تقول( سقط النظام لم يسقط سقط النظام لم يسقط )، (استسلم أيها الشعب لا تستلسم، استسلم لا تستلم،) (مجلس الأمن ، الجامعة العربية ، مجلس الأمن ، الجامعة العربية) ، (التدخل الخارجي ، تجميد العضوية، التدخل الخارجي ، تجميد العضوية)...............
وهكذا حتى تصبح هذه الأحلام في عقول الناس كأنها واقعاً ،وفي لحظة التداخل يسلم الشعب بمصيره ويظن أن الخلاص في رحيل النظام والتسليم للمجلس الوطني وقبول التدخل الخارجي كخلاص من اوجاعه بينما هو يسلم نفسه للمشعبذن والسحرة فأي مستقبل سيبقى لهذا الشعب بعدها.
من استطاع الخروج من هذه الدوامة شعر باليقظة وفك تسلط الإعلام وخاصة من حذف قنوات التضليل وأصم السمع عنهم.
أيها الشعب السوري العريق
كن كالجبل داخلياً واعتصم بحبل الله فلا منجي غير الله من هذه الأزمة
