ياسمينة النافذة
كلمات د.ماجد توهان الزبيدي
في موقف الحافلة
انتظر في الصباح
للذهاب للجامعة
وينتظرني وجه جميل
وإبتسامات متدفقة
على الجهة المقابلة
من النافذة!
تطرح صاحبة الوجه الصبوح
عليً السلام
مرة وإثنتين وعشر
وانا لاأستطيع الرد
او المبادلة!
أصبحت تعرف سر ضعفي
وضعف حيلتي
سيدة النافذة
وموقفي المحشور في
الزاوية!
أتوق للرد
وعندي لهفة جامحة
للإبتسام والسلام
لولا محاصرتي
من كل صوب
بالعيون الساهرة!
عبثا حاولت الهروب تارة
والتجاهل تارة ثانية!
لكن سيدة النافذة
ظلتً تصر على مغازلتي
وتعذيبي
من وراء ستار النافذة!
في اليوم التالي
حشرت راسي في كتاب
بين السطور والصفحات
الغامقة!
لكنها هرولت مسرعة
مثل قطة ناعمة
تستنجد بالمذياع
بفيروز
تصدح عذوبة ورقة
مدهشة ونادرة!
عجبا من سيدة النافذة!
كيف عرفت سر عشقي
لسيدة الطرب الصباحي
لفيروز وعصابة الرحابنة
وأشجانها في الصباح
وإستسلامي لصوتها
و"عودها الرنًان"
من دون مقاومة؟!
وصرت كلما أسمعتني
معذبتي:"ياجبل الشيخ"
تضرب قدميً الأرض
مرة وإثنتين وعشر
في مرأى من الناس
والعامًة!
وإذا ماأرادت هياجي
صدحت فيروز:
"سلًمًلي عليه"
مرة
و"عودك رنان"
و""نحن والقمر جيران"
و"أنا عندي حنين"
مرة ثانية وثالثة!
صرتُ أصحو باكرا
وانتظر ساعة
في موقف الحافلة!
كلما مرت للجامعة
حافلة
تجاهلتها
حتى تصل آخر حافلة!
اصابني إدمان صوت فيروز
ورائحة عطر الياسمين
والوجه المليح
يطلُ عليً من النافذة!
ولم اعد اهوى
طريقة النعامة
في المقاومة
ولم أعد أطيق الإقتراب
من السطوروالكتب
والفقرات الغامقة!
صرت دائم التطلع
والتعلق بالوجه الصبوح
تشرق من خديه
اشعة شمس الضحى
وضوء بدر
وألحان فيروز
تنساب في كياني
كعطر فؤًاح
من ياسمينة
يتراقص زهرها
كلما قبًله النسيم
من ياسمينة
زرعت على زواية النافذة!
من يدري؟
أاذهب غداَ للجامعة؟
أم أنسى نفسي
في موقف الحافلة
حتى آذان الظهر
ألهو مع الياسمينة
وأشمُ رحيقها
واشجانها وتغريدها
من النافذة؟!!24-25/10/2011