الغول يستبيح المُستعمرة!
كلمات د. ماجد توهان الزبيدي
كلما حلًَ المساء
عند سويعات الغروب
صلًى المغرب جماعةَ
ثم إلتحف بكوفيته
ودسً تحت قميصه
رشاشهُ
في يده اليمنى رمًانة
وفي اليسرى لغم
وفي جيبه كمًاشًة!
إستباح المستعمرة
خمس مرات
وهذه هي المرة
السادسة!
ودًع والديه
وترك كعادته
وصيته تحت فراشه!
زحف على بطنه
من شرق جامع الريًس
نحو تلة جبالية!
وصل أسلاك المستعمرة
قصً شريطيًن
ثم أدخل جسده
واصل الزحف ثم وقف لحظة:
نظر خلفه
نصت لصوت الآذان
من مئذنة جامع الريًس
يصدح في الأرجاء
وفي جوف المستعمرة!
نظر النظرة الأخيرة
صوب جبالية والزيتون
والنصر والشجاعية
ومدينة زايد
رأى قمة عمارة البرج
تفصل بين مخيم اتلشاطىء
وحي الرمال
كمنارة الإسكندرية!
واصل زحفه بهدوء
ورؤية
كقط يحسب خطواته
في محيط تلتف من حوله
أفاعي وحيًة!
بعد برهة
أصبح حارس دبابة المستعمرة
في مرمى رشاشه
تناول الرشاش
قرا الفاتحة
وما حفظ من أدعية
ثم قال ويده تضغط الزناد:
الله أكبر..ياالله!
وإنطلقت صلية مجلجلة!
لم يرى عبد الكريم الغول
سوى تدحرج الجندي
من برج الدبابة!
عاد مهرولا
تارة يمارس ماتدربه
في السقطات الهوائية
وتارة يقلب ُ على ظهره
وبطنه
ويواصل قراءة ماتيسر
من قصار السور
وأدعية!
هي المرة السادسة
بعد الخامسة
يغزو في سبيل الله
عبد الكريم
ويستبيح المستعمرة!
وفي كل مرًة
يكتب له الرحمان
السلامة والغنيمة لجبالية!
في غزة رجال صناديد
وفتيان لهم وجه فراشة
يلًوون رقبة الغول
ويفترسون جيش الصهاينة!
إذا حلً الليلُ
خاف من بأسهم
السبع والضبع والنمر
والليل والعتمة
والحنش والحيًة!!23-24/10/2011