النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: كتاب نهج البلاعة نصوص شعريةام نثرية

  1. #1 كتاب نهج البلاعة نصوص شعريةام نثرية 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية عماد اليونس
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    العراق/الفلوجه
    المشاركات
    458
    معدل تقييم المستوى
    17
    كتاب نهج البلاغة؛ نصوص شعرية أم نثرية؟
    يؤكد الشعر عبر تاريخه ان الشعر العظيم هو شعر المعاني "المعان الشعرية" أو بعبارة اخرى هو تحكم الشعرية في النص اوامتلاءه بها هو المبدا الذي يحدد ابداع نص ما واصابته لغايته الجمالية والمعرفية وامكانية دخوله حيز الشعر سواء أجاء النص بشكله العرفي (قصيدة) او تجاوزه الى شكل اخر. وحين يتضح لمؤلف القصيدة ان الشكل الشعري العرفي لم يعد كافيا او ملائما لتنفيذ افكاره فقد يرى وهذه قضية واجهها الكثير من المفكرين الذين بدؤا حياتهم شعراء ان من المناسب لهم التخلي عن هذا الشكل الى شكل اخر ربما يكون مقتبسا من ثقافات امم اخرى كما حصل لاحمد شوقي مع الشعرالمسرحي وتجربة بدر شاكر السياب مع الشعر الحرأو مااصطلح عليه بـ (شعر التفعيلة) او شكلا مبتكرا كما هو عليه حال الشعر النثري او مايسمى بـ (شعر الحداثة) والذي شاع استخدامه و اقام الدنيا ولم يقعدها في هذه الايام.
    اذا فهي المعاني المنجزة بطريقة شعرية مدهشة أو مايسميه النقاد (سر الصنعة), هذه المزية التي لا يتعرف على وجودها في النص الا من مارس الصناعة ذاتها واعني بذلك القاريء الشاعر الذي يتمكن ببصيرته النافذة من رؤية عظمة المعاني , طريقة تركيبها, قلق مؤلفها وفتحه المعرفي في النص ذاته قبل ان ينظر الى شكل النص ومبناه.
    هذه المسالة هي جوهر اعجابنا ودهشتنا بالنصوص الابداعية والمعرفية على مبدا المعاني الشعرية التي يحتويها كتاب نهج البلاغة للامام علي (ع). حيث ينطوي هذا المؤلف على قيمة شعرية معرفية وابداعية عظمى في نظر كل شاعر حقيقي خبر صناعة الشعر وجربها بل هو الكتاب الذي يسفر عقب كل قراءة في معانيه وطريقة صياغة عباراته عن هزيمة القاريء الشاعر وعجزه ثم اعترافه المرير بفقر موهبته وقلة خبرته وفارق المكانة التي يؤدي من خلالها صنعته الشعرية والمكانة التي يتبؤها هذا الكتاب لابالنسبة لشعره فحسب بل بالنسبة لكل دووايين الشعر العربي قاطبة بل انه يعد المعين الذي لاينضب لكل فحول الشعراء الذين اعقبوه.
    وللتدليل على صدق هذه العلاقة اي كون الشعراء الكبار هم الاعرف برفعة المنزلة الابداعية لمضمون هذا الكتاب وعلو صناعته فلنا شاهد من تاثر أعظم شاعرين في تاريخ الامة الشعري بنوع صناعته وطريقة قول معانيه, وهما ابو تمام والمتنبي.
    ونورد هنا بعض الامثلة على هذا التاثر بدءا بقصائد ابو تمام فحين يقول الامام علي (ع) في احدى خطب نهج البلاغة ص38 بشرح محمد عبده :
    (وقر سمعٌ لم يفقه الواعية, وكيف يراعي النبأة من اصمته الصيحة).
    فيقول ابو تمام في مطلع احدى قصائده الرائعة, (أصم بك الناعي وان كان اسمعا) ويقول الامام علي (ع) ص 225 :أخذو الراحة بالنصب (التعب)
    فيقول ابو تمام في قصيدته الشهيرة عن فتح عمورية :
    بصرت بالراحة العظمى فلم ترها تنال الا على جسر من التعب
    وقول الامام علي (ع) في خطبة له ج2 ص 113 ( وخذو من اجسادكم وجودو بها على انفسكم )
    فيقول ابو تمام ( والجود بالنفس اقصى غاية الجود).
    اما ابيات المتنبي التي نعتقد صلتها ببض عبارات نهج البلاغة فهي:
    يقول الامام علي (ع) في وصف اصحاب محمد (ص) : ( كان بين اعينهم ركبُ المعزى من طول سجودهم اذا ذكر الله هملت اعينهم حتى بل جيوبهم...)
    ويقول المتنبي : كأن العيس كانت فوق جفني مناخاة فلما ثرن سالا
    ويقول الامام علي في نفس الخطبة : ( ومادو كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفا من العتاب... ثم يقول في موضع اخر ( وسجدت له بالغدو والاصال الاشجار الناظرة وقدحت له من قضبانها النيران المضيئة).
    ويقول المتنبي في احدى قصائده:
    لو تعقل الشجر التي قابلتها مدت محيية اليك الاغصنا
    ويقول الامام علي في صفة الملائكة (... فهم اسراء ايمان لم يفكهم من ربقته زيغ ولاعدول).
    ويقول المتنبي: ( ومن وجد الاحسان قيدا تقيدا).
    نخلص من خلال ما تقدم الى القول بوجود نوع خاص من النصوص تحمل القيمتين معا, المعرفية والابداعية في آن واحد, فهي نصوص شعرية كبرى اذا ما تم النظر اليها من ناحية الكم الغني الذي تمتلكه من مبدأ الشعرية الذي يقع منها بمنزلة النسغ الداخلي الذ ي يغذي شجرة معانيها المفعمة بالحياة , في ذات اللحظة التي تكون بها هذه النصوص من جنس (أدبي – فكري)آخر "غيرشعري" اذا ماتم لنا النظر لها من حيث ارادة مؤلفها وقصده المعرفي والنفسي و المتمثل باخراج نصه وتحريره من مجموعة الشروط العرفية لانتاج القصيدة وهذا مافعله الامام علي (ع) في كتابه نهج البلاغة وهذا مادرج عليه كتاب الشعر النثري او شعر الحداثة والذين ستكون لنا وقفة مع نصوصهم التي اثارخروجها عن الشروط العرفية للقصيدة خروج من ملة الخليل بن احمد الفراهيدي لدى الكثير من اتباع هذه الديانة .
    المهم في هذا كله هو التصريح بان اهمية هذه النصوص المعرفية والجمالية المتحققة قد تأتت من اتباعها الاسلوب الشعري في قول معانيها العميقة اي اختيار الشعرية وسيلة لتنفيذ مضمون الفكر بكل ما ينطوي عليه من بنى اخلاقية, نفسية ومعرفية خارجية وداخلية .
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,901
    مقالات المدونة
    40
    معدل تقييم المستوى
    18
    شكرا سيدي عماد اليونس على المقال
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مفترق العمر ،، قصيدة نثرية طويلة ،، الحمصي
    بواسطة عبدالرحيم الحمصي في المنتدى الشعر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08/04/2010, 08:05 AM
  2. صرخة الرافدين،،قصيدة نثرية قصيرة،،الحمصي
    بواسطة عبدالرحيم الحمصي في المنتدى الشعر
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 16/04/2009, 08:31 PM
  3. هولاكو يغزو غزة ،،،قصيدة نثرية قصيرة ،، 2 ،،
    بواسطة عبدالرحيم الحمصي في المنتدى الشعر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05/01/2009, 01:25 PM
  4. كتاب جديد: «قراءة في نصوص أدبية حديثة»
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28/02/2008, 05:00 AM
  5. قصيدة نثرية بعنوان ( عبد الناصر)
    بواسطة اسامة كمال في المنتدى الشعر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06/01/2007, 02:12 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •