استهلالٌ من كتابِ العشق
عبد اللطيف غسري

أقولُ وبَعضُ الحال يُجْمِلُهُ القـــــــولُ
عَشِقتُ وبَعضُ العشق يزهُو به العقلُ

وكمْْ كنتُ أُذكِي في الخفاء قصائــــدي
وكمْ كنتُ أخشَى سَوْرَة العِشق من قبلُ

وكمْ قد كفاني أنْ أرُصَّ مشاعـــــــري
قراطيسَ منْ شِعرٍ يَضيقُ به النقـــــلُ

وشِعري إذا عَزَّ القريضُ بذاتِـــــــــــهِ
عزيزٌ وما بالرَّاغبينَ به بُخــــــــــــــلُ

كتبتُ على خدِّ البياض قصيـــــــــــدةً
مَثيلاتُها شَتَّى وليسَ لها مثــــــــــــــلُ

لآنسَةٍ ضَوءُ الحكاياتِ تاجُهـــــــــــــا
تَشِفُّ لهُ الأنهارُ والجَدولُ الضَّحْـــــلُ

كأنَّ لها يَرْفُو المســـــــــــــــاءُ رداءَهُ
كأنَّ إليها تَهْدِفُ الأنجُمُ الشُّهْـــــــــــلُ

خُرَافيةُ الإكليلِ، من مَفْرقِِ السَّنـــــــا
أتتْ، من حكايا شهرزادَ لها أصـــــلُ

هناكَ على أُرجوحَةِ البدر بَيتُهـــــــــا
تَحُفُّ به الأنسامُ والشعرُ والليــــــــلُ

رَكِبتُ إليها كُلَّ جِسر مُحَلّــــــــــــــِقٍ
تُسابقُني الأحلامُ، يَسبقُني الظـــــــــلُّ

وقلتُ هُنا أرْعى الخريفَ أنا فهــــــلْ
ربيعٌ هُلامِيٌّ لهُ عندَها شكـــــــــــــلُ

لها في مَقام السحر أن تُبْطِلَ الرُّقـــى
وكلَّ التعاويذِ التي إثرَهــــــــــــا أتلو

أرَى حَولَها نقعَ الأمانِــــــي ولا رُؤًى
وأسمَعُ من حَولي الصهيلَ ولا خيــلُ

حفرتُ أخاديدًا بذاكرة الوغـــــــــــى
لعلَّ لهَا من لهفتي يَعبُرُ السيـــــــــــلُ

فخُبِّرتُ كمْ صَرْعَى بساحتها قضَـــوْا
فما انْقضتِ النجْوَى ولا الْتأمَ الشمْــلُ

على صَهْوَة الآهاتِ قدَّمْتُ أهبَتــــــي
وجَرَّدتُ سيفًا من دمائِي له نََصْـــــلُ

أنا الفارسُ المَفتونُ سَابحُــــــــــهُ إذا
فُتِنتُ بشيْءٍ لم أُسَلِّمْ ولمْ أسْـــــــــــلُ

من مجموعتي الشعرية الثانية..