النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: من هو محمد كومياما؟

  1. #1 من هو محمد كومياما؟ 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    من هو محمد كومياما؟
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    وزير المواصلات الياباني المسلم : جوشيرو كومياما

    المجتمع الياباني فريد من نوعه ، ذلك أن اليابانيين قوم يتميزن بالجدية والتمسك بعقيدتهم ، وعلى الرغم من أنهم يقودون حاليا ً ثورة التقنية الحالية التقنية ويسبقون في ذلك نظراءهم بعشرات السنوات حتى ليمكن القول : أنهم دخلوا فعلا ً القرن الحادي والعشرين بأعمالهم واختراعاتهم الباهرة بكل قوة ، وعلى كل هذا التقدم ، لا يزالون يتمسكون بعقيدة “الشنتون” التي هي فرع من البوذية ، وتقوم على الربط بين الشخصية القومية للبلاد والاعتقاد بأن الامبراطور أو “الميكادو”سليل لآلهة الشمس وفي ضل هذه البيئة وتلك المعتقدات ولد ” جوشيرو كومياما ” . ( وعقيدة تقديس الامبراطور والتمسك بعقيدة الشنتو ليست سائدة الآن وإنما كانت في زمن مولد جوشيرو )



    ولد ” جوشيرو كومياما “ عقب الحرب العالمية الأولى بسنوات ، ليشب مثل غيره من الأطفال اليابانيين يؤمن بــ ” الميكادو ” ويقلد دون وعي ، مايفعله والداه وأقاربه وجيرانه من طقوس وثنية مُـبهمة . وحين شب عن الطوق دفعه شغفه بالعلوم إلى التخصص فيها ، فاليابان أم التقنية الحديثة ، والمستقبل مستقبل العلوم ، وهو مايتوافق مع طبيعة التكوين النفسي لأبناء اليابان الذين يعشقون العمل ويحرصون على اتقانه ، والإخلاص له ، فكان طبيعيا ً أن يتجه جوشيرو إلى التخصص التقني ، وأن يدفعه طموحه خطوات كبيرة إلى الأمام ، حتى تقلد منصب وزير البريد والمواصلات السلكية والاسلكية ، ثم ترأس وكالة العلوم والتقنية ، وهما منصبان يلبيان طموح أي إنسان .
    إلا أن جوشيرو كان له طموح من نوع آخر ، فهو _كرجل عاش حياته للعلم _ لم يكن مقتنعا ً بصحة عقيدته ، وما تقوم عليه من ادعاءات واهية ، فتجاذبه عنصران : أولهما ميله _ كياباني _ إلى احترام الأسلاف والاعتقاد بصواب مايقولونه . والثاني تلك الرغبة المتأججة في داخله للمعرفة ، والنداء الغامض الذي يأتي من فطرته السليمة ، ويدعوه إلى نبذ ماهو عليه من باطل وخلط مابين الحقائق .

    سؤال محير
    كان في داخله سؤال محير : إن من الثابت أن يكون الخالق وُجد قبل أن يوجد بوذا ، وقبل أن يوجد كنفوشيوس ، وغيرهما ممن عـُبدوا بعد موتهما ، فكيف يمكن أن يقال بألوهية مثل هؤلاء أو الإيمان بهم؟ إن العلم بحقائق الأشياء يقطع بأن الخالق يسبق الخلق ، وليس العكس. لم يكن جوشيرو يملك أية فكرة عن الإسلام ، حتى كانت العاشر من رمضان 1393 هـ وما تحقق من خلالها من نصر للعرب والمسلمين ، صاروا بنفطهم الذي وضعوه في خدمة معركتهم الحضارية قوة يعترف بها العدو قبل الصديق ، فأخذ جوشيرو يشاور نفسه حول حقيقة هذا الدين ، واطلع على ترجمة لمعاني القرآن الكريم كان قد قام بها أستاذ ياباني غير مسلم يعمل في جامعة طوكيو عام 1920 ، وعلى الرغم من عدم إجادة المترجم للغة العربية واستعانته بالترجمات الإنجليزية فإن تلك الترجمات أتاحت لجوشيرو أن يعرف شيئا ًعن الإسلام كعقيدة سماوية للبشرية كافة لا تميز بين عرق وجنس ولون . وأتيح لجوشيرو التعرف على مسلم ياباني هوالحاج عمر ميتا المستشار العام للمركز الإسلامي في طوكيو في تلك الفترة الذين أسهم في إرشاده للكثير من الحقائق حول الشريعة الإسلامية مما كان له أكبر الأثر في توجيه قراءاته ، وإتاحة الفرصة له ليوازن ويفكر ذلك أن الياباني والتي من طبيعته التروي وعدم التسرع ، فلا يتخذ قرارا ً إلا بعد تفكير عميق ومناقشة واعية موضوعية.
    اعتنق الإسلام
    وهذا ماحدث للمهتدي جوشيرو كومياما الذي درس الإسلام بفكر متجرد وعقل منفتح ، فوجد في هذا الدين القيم ماتبحث عنه نفسه الحيرى من أمن روحي واقتناع عقلي ، وبخاصة بعدما وجد في القرآن الكريم دعوة إلى طلب العلم ، وإعلاء شأن العلماء مماحفزه على اتخاذ الخطوة الأولى نحو طريق الهدى والخلاص من شرك الجاهلية .كانت حقبة السبعينات الميلادية تقترب من نهايتها حين طيرت وكالات الأنباء العالمية خبر اهتداء جوشيرو كومياما إلى دين الحق ، وإشهاره للإسلام ليصبح اسمه محمد كومياما منتصرا ً لنفسه في حربها الداخلية بين نداء الفطرة وبين دين الآباء فبعد اسلامه لم يركن محمد كومياما إلى التقوقع داخل الذات أو الاكتفاء بإنقاذ روحه بل عمل بإخلاص في خدمة الدعوة الإسلامية مع إخوته من المسلمين اليابانيين الذين سبقوه إلى اعتناق دين الحق.ومن أمثلة ذلك تنظيمه مع صديقه البروفسور الحاج شوقي فوتاكي مؤتمرا ً للتضامن الإسلامي في طوكيو قبل نحو عشرين عاما ً شاركت في أعماله 26 دولة اسلامية ، وحضره مايزيد على سبعة آلاف مسلم ياباني ، فكان ذلك المؤتمر الأكبر من نوعه ، والأول الذي يعقد في دولة غير مسلمة ،ونتج عنه توسع كبير في إقامة المساجد والمراكز الإسلامية في المدن الكبرى في اليابان .
    الرؤية
    ويرى محمد كومياما أن القرن الحادي والعشرين الذي نحن فيه الآن هو قرن الدين حتما ً ، وإن الإسلام مؤهل بما يشتمل عليه من قيم خالدة ، ومعان روحية سامية لأن يسود العالم ، وينتشر في أصقاع المعمورة ، وأن على المسلمين تنمية القيم الروحية بعد مراجعة الحضارة المادية ، لتعريف البشرية بان الإسلام هو دين البشرية جمعاء ، وهو مايمكن أن يحدث لو تكاتف المسلمون لنقل مبادئ دينهم السامي عبر تقديم خدمات تعليمية وصحية لإخوتهم في البشرية ليكونوا القدوة الحسنة لغيرهم من الأمم ، فالكلام وحده لا يكفي لإنقاذ الأرواح وهدايتها مالم يصاحبه عمل واع مدروس .
    كانت هذه الجولة المشوقة في حياة المسلم الياباني محمد كومياما ، حيث تعرفنا خلالها على المجتمع الذي عاش فيه جوشيرو الياباني وعلى شخصيته في ذلك الزمن ، وبما كان يفكر فيه قبل وبعد والإسلام وماهي رؤيته .

    مصدرنا لهذا المقال- بتصرف- مجلة الفيصل العدد 263 جمادى الأولى 1419 هــ .اتمنى أن يكون هذا الموضوع دافعا ً لنا لخدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان خاصة في اليابان .
    نقله أبو ياسر


    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 05/04/2010, 08:52 PM
  2. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14/04/2008, 07:37 PM
  3. مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 12/04/2008, 10:08 PM
  4. محمد محمد البقاش يفوز بجائزة ناجي نعمان الأدبية لسنة 2007
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28/04/2007, 02:04 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •