صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 12 من 14

الموضوع: حين نحس بها

  1. #1 حين نحس بها 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    حين نحس بها

    في كل صباح تبدأ رحلة اليوم الشاقة.... وبعد أن تقفل اليد باب الغرفة وتضع المفتاح في الجيب وكأنها تغلق كل الأمور الخاصة وتعلن الخروج للأمور العامة..خطوة قدمك اليمنى ثم اليسرى تحثانك إلى السير نحو الكلية
    وكما كل يوم لسانك يلهج بالبسملة وسورة الإخلاص والمعوذات والكرسي وما تيسر لك ..... تعيد ترتيب أفكارك وتنظيم حراك عقلك , في الطريق العديد من الناس يسيرون ما يشغلك أحدهم بل تحاول الهروب تلاحقك أعين وأعين وأنت ثابت الخطوة تهرب منهم.. وتقترب من المكان ذاته ,
    وإذ بها تعترض طريقك مثل كل يوم تبطئ خطواتك ,يهدأ لسانك وقلبك وتبدأ عيناك تتأملان هذا الخلق الرائع... على يمين الطريق كانت كل يوم تنتظرك تلقى عليك السلام بتحريك لأطرافه,ا تزيد فيك الجمال جمالاً والإحساس بالخالق وتبقى تسلم عليك كل يوم وتأخذ لبك سحراً وجمالاً.
    لازالت هذه الشجرة تحتل جزءً جميلاً من ذاكرتي ...كانت شجرة غير اعتيادية, ليست ككل الأشجار, كانت تشعر بي لأني أشعر بها فحين تراني مهموما أراها تهدأ وكأنها تفكر بي .. وحين أكون سعيداً أراها تحرك كل أغصانها وأوراقها بشكل عجيب وحين أطلب منها الدعاء أراها ترفع يدها لبارئها تدعو لي.. ...يا لتينك الشجرة.
    وبعد أن مرت الأيام كان علي أن أعود لأسرتي ودعتها وداعاً حاراً وتعاهدنا على الدعاء والزيارة , في البيت انشغلت بأمور الحياة التي لا حصر لها ومرت الأيام وكانت الشجرة تمر بذاكرتي جميلة وذات يوم أحسست بشعور غريب تملكني بوجع سرى في عروقي وكأن فأساً قد ضربت خاصرتي لكنها توقفت وذبحني التفكير بالشجرة ...أخي يقول لي بأنه سيسافر إلى حلب هل أوصيه أن يمر عليها يطمئنني عن حالها ضحك من أمري ثم مشى وقبل أن يدلف من الباب تصيح به أمي : لقد أخذت الحقيبة الخطأ دائماً أنت كذلك عجول مذ خلقت.
    بعد أن عاد دخل غرفته, ولم يحادثني ثم خرج وما دريت به, قتلني التفكير بحثت عنه في السوق , عند أصدقائه دون جدوى.. في الليل عاد سألته سريعاً عنها قال لي بهدوء : آه الشجرة لقد قطعت و بنوا مكانها كشكاً وقد اشتريت من عنده علبة سجائر لم يعرف كم قتلني ,كم مرة قتلني......... طاب لي الحزن وكلما تذكرت تلك الأيام أي حب كان بيننا أي مودة
    أيا شجرة كانت تحس بيّ ، رحماك يا الله..
    وازداد همي وانتابني ألم وسقطت في الفراش وتمكن مني المرض وأهلي يعجبون يحسبون أن مساً أو جنوناً قد ألم بعقلي ...
    في الوقت ذاته كانت الشجرة تعاني من ضربة الفأس الخاطئة ...
    حين بدأ العمل في المكان يقول المتعهد للعامل بعد أول ضربة فأس : لا ليس هناك، اترك تلك الشجرة اقلع هذه دائماً أنت عجول مذ خلقت ؟!
    بقيت الشجرة التي أخطأها أخوه تبكي طوال الليل أرأيتم شجرة تبكي كانت تلك الشجرة تبكي و قد ملها الجيران من خشخشة أغصانها وظلت تهيج بالدعاء ...وازداد حزنها حتى ذبلت أغصانها وأوراقها وأحرق الجوى جوفها وظهرت الحروق في جذعها
    وماتت
    ماتت تدعو له بدوام الصحة العافية.
    شباط /2003
    طارق شفيق حقي
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    المشاركات
    25
    معدل تقييم المستوى
    0
    جميل كعادتك وتصوير فني رائع
    بكل تأكيد هي شجرة غير اعتيادية وحدها تحس به.. أملها أن تراه سعيدا.... تدعو له ويقتلها بعده
    ولقد فارقها بعد أن وعدها بالزيارة ولم يفي بوعده الا أنها بقيت على وفائها تموت وهي تدعو له بالصحة هكذا تكون الأم دائما


    ولكني أتساءل لماذا بدات القصة مستخدما الراوي ثم انتقلت بعد ذلك الى حيث النفس ( المونولوج)
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الحاطي مشاهدة المشاركة
    جميل كعادتك وتصوير فني رائع
    بكل تأكيد هي شجرة غير اعتيادية وحدها تحس به.. أملها أن تراه سعيدا.... تدعو له ويقتلها بعده
    ولقد فارقها بعد أن وعدها بالزيارة ولم يفي بوعده الا أنها بقيت على وفائها تموت وهي تدعو له بالصحة هكذا تكون الأم دائما


    ولكني أتساءل لماذا بدات القصة مستخدما الراوي ثم انتقلت بعد ذلك الى حيث النفس ( المونولوج)

    كم أتمنى زيارة تلك الشجرة متأبطاً ذات المشاعر التي كانت تجيش بداخلي يومها
    ربما لن أقف مدافعاً عما يوجه للقصة من أسئلة ، فأنا مثلك أستاذ محمد أدهش بما كتب هنا ، فلحظات الإحساس التي تمر بعروق الإنسان الروحية قد لا تتكرر أبداً

    يبقى الانتقال من ضمير المخاطب لضمير المتكلم أو عكساً أمراً مشروعاً ورائجاً فنياً


    تقبل تحياتي وأشكر مرورك الكريم
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    المشاركات
    25
    معدل تقييم المستوى
    0
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة

    كم أتمنى زيارة تلك الشجرة متأبطاً ذات المشاعر التي كانت تجيش بداخلي يومها
    ربما لن أقف مدافعاً عما يوجه للقصة من أسئلة ، فأنا مثلك أستاذ محمد أدهش بما كتب هنا ، فلحظات الإحساس التي تمر بعروق الإنسان الروحية قد لا تتكرر أبداً

    يبقى الانتقال من ضمير المخاطب لضمير المتكلم أو عكساً أمراً مشروعاً ورائجاً فنياً


    تقبل تحياتي وأشكر مرورك الكريم
    تسائلي ليس حول مشروعية التنقل بين الضمائر ولكن عن القيمة الفنية.... ما الذي كنت تهدف اليه من هذا التنقل... أم أنه كان أمر غير مقصود ولا يحمل قيمة فنية وفي هذه الحالة فانه يقلل من قيمة النسيج الفني وبالتالي يكون التنقيح ألى من أجل إعطاء القصة تناغم بنيوي

    مع خالص تحياتي
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الحاطي مشاهدة المشاركة
    تسائلي ليس حول مشروعية التنقل بين الضمائر ولكن عن القيمة الفنية.... ما الذي كنت تهدف اليه من هذا التنقل... أم أنه كان أمر غير مقصود ولا يحمل قيمة فنية وفي هذه الحالة فانه يقلل من قيمة النسيج الفني وبالتالي يكون التنقيح ألى من أجل إعطاء القصة تناغم بنيوي

    مع خالص تحياتي

    سلام الله عليك
    جميل جداً
    لكني أحتفظ بالرد لحين توضيح وتبيان أن التنقل لم يكن فيه قيمة فنية وقول ما لديك حول بقاء الراوي يتحدث بذات المضير
    فالتوضيح يأتي بعد النقد وليس قبله

    وربما أنا الآن لا أعرف وجهة نظرك إلا إذا عرضتها وبينت مرادها وتأثيرها على النص
    فالنص قد ذهب بطريقة ما سبيله الذي عرض القصة
    فهل كانت الطريقة الفنية الأخرى ستعطيه سبيلاً أجمل ، وكيف ذلك ؟؟

    تقبل تحياتي
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    المشاركات
    25
    معدل تقييم المستوى
    0
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة
    سلام الله عليك
    جميل جداً
    لكني أحتفظ بالرد لحين توضيح وتبيان أن التنقل لم يكن فيه قيمة فنية وقول ما لديك حول بقاء الراوي يتحدث بذات المضير
    فالتوضيح يأتي بعد النقد وليس قبله

    وربما أنا الآن لا أعرف وجهة نظرك إلا إذا عرضتها وبينت مرادها وتأثيرها على النص
    فالنص قد ذهب بطريقة ما سبيله الذي عرض القصة
    فهل كانت الطريقة الفنية الأخرى ستعطيه سبيلاً أجمل ، وكيف ذلك ؟؟

    تقبل تحياتي
    سيدي
    السلام عليكم
    ان هذه القصة تندرج في اطار ق ق ج وكما تعلم أن هذا النوع من القصص هو يشرح ومضة أو لقطة مختزلة من الحدث ويكمن جمالها في الاختزال والتكثيف وفي وجهة نظري المتواضعة أرى أن الانتقال من الراوي والذي هو شاهد على الحدث الى حديث النفس ( المونولوج الداخلي ) فعندها نصبح أما صورتين صورة من الداخل وصورة من الخارج وهذا ما يخدش التكثيف وهذا ما قصدته بالتحديد

    مع خالص تحياتي
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    سلام الله عليك

    أثرت موضوعاً جميلاً للنقاش
    السؤال : هل هناك ما يدعو لضعف الفنية في نص مكثف يستخدم الانتقال بين الضمائر ؟؟

    لنعد لنص مكثف وهو سورة الفاتحة : الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ،
    مالك يوم الدين ، إياك نعبد وإياك نستعين... "

    في هذه السورة تم الانتقال من ضمير الغائب " رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين " إلى ضمير المخاطب " إياك نعبد وإياك نسعين"
    في أقل من سطر من نص فني مكثف يعد معجزاً بلاغياً وفنياً ولغوياً
    ولهذا الانتقال جمالية يمكن أن نخوض فيها

    بغض النظر عن ذلك قد تعرضنا لنقطة عدم تعارض الانتقال بين الضمائر والنص المكثف ، ناهيك أن يكون ذلك قد نجح أم فشل في النص

    فنحن نحاكم الأفكار العامة التي عرضت والتي لم تقترب من تفاصيل القصة وتدافع بالاشتهاد عن النقد المطروح

    أنتظر ما لديك

    تحياتي لك
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,901
    مقالات المدونة
    40
    معدل تقييم المستوى
    18
    قصة جميلة ، الشجرة جزء من الحياة و جزء مكمل للمحطات الجميلة
    القلب المحب للشجرة قلب محظوظ مملوء بالحياة ، بالصفاء و النقاء
    بالتوفيق أخي طارق في كتاباتك البديعة، تحية لك و للأخ الكريم محمد الحاطي
    التعديل الأخير تم بواسطة ماجدة2 ; 02/09/2011 الساعة 11:16 AM
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    المشاركات
    25
    معدل تقييم المستوى
    0
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة
    سلام الله عليك

    أثرت موضوعاً جميلاً للنقاش
    السؤال : هل هناك ما يدعو لضعف الفنية في نص مكثف يستخدم الانتقال بين الضمائر ؟؟

    لنعد لنص مكثف وهو سورة الفاتحة : الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، إياك نعبد وإياك نستعين... "

    في هذه السورة تم الانتقال من ضمير الغائب " رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين " إلى ضمير المخاطب " إياك نعبد وإياك نسعين"
    في أقل من سطر من نص فني مكثف يعد معجزاً بلاغياً وفنياً ولغوياً
    ولهذا الانتقال جمالية يمكن أن نخوض فيها

    بغض النظر عن ذلك قد تعرضنا لنقطة عدم تعارض الانتقال بين الضمائر والنص المكثف ، ناهيك أن يكون ذلك قد نجح أم فشل في النص

    فنحن نحاكم الأفكار العامة التي عرضت والتي لم تقترب من تفاصيل القصة وتدافع بالاشتهاد عن النقد المطروح

    أنتظر ما لديك

    تحياتي لك
    تحية خالصة لك أخت ماجدة وتحية موصولة للأخ طارق
    كل عام والجميع بخير ويجعلكم من عواده

    سيدي الكريم
    بخصوص ما أشرت اليه في تعقيبك عن عدم وجود تعارض بين الانتقال بين الضمائر ة و التكثيف فسوف أقرك بواحدة وأختلف معك في الأخرى ,,
    أولا: الانتقال بين الضمائر وهو ما يعرف بالالتفات البلاغي فهو لا يتعارض مع (التكثيف اللغوي) أو ما يسميه البعض (التكثيف الدلالي ) ولقد استخدم القرآن هذا الاسلوب في العديد من الآيات وكذلك ظهر في الشعر الجاهلي والشعر الاسلامي أيضا .. كما أن له أمثلة في القصة القصيرة الحديثة ... واقر هنا بأن هذا لا يضر بالتكثيف اللغوي ..... ولكن مع ملاحظة أن الانتقال بالأسلوب من صيغة المتكلم أو الخطاب أو الغيبة إلى صيغة أخرى من هذه الصيغ, بشرط أن يكون الضمير في المنتقل إليه عائداً في نفس الأمر إلى الملتفت عنه... بمعنى أن يعود الضمير الثاني على نفس الشيء الذي عاد إليه الضمير الأول
    والمثال الذي قدمته في مداخلتك يوضح هذا المعنى
    "الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، إياك نعبد وإياك نستعين"

    وهذا الاسلوب له أهداف بلاغية متعددة ليس المجال هنا لذكرها


    ثانيا : هل الانتقال بين الضمائر في القصة السابقة التفات بلاغي ؟؟


    قبل الإجابة على السؤال أحب أن أقف مع هذين المثالين:
    لو عدنا الى سورة الفاتحة نجد أن السورة من أولها لآخرها وهي من كلام الله تمثل دعاء من العبد الى الله ,,,,
    وكذلك ولو نظرنا إلى قوله تعالى "ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون" فسوف نلاحظ أن الالتفات في قوله (فتمتعوا , تعلمون) انتقل من الغيبة الى الخطاب فيما حافظت الآية على صيغة التهديد من الله تعالى الى الكافرين الذين ورد ذكرهم بصيغة الغائب في اول الآية والمخاطب في آخرها


    أما في القصة التي سبقت وهي موضوع النقاش لم يحصل التفات في النص بل انتقال من راوي الى آخر ونقل القارئ من زاوية رؤية الى أخرى فلو حدث تنقل بين الضمائر مع المحافظة على الراوي لقلنا أن هذا التفات بلاغي ولكن تغير الرواة جعلنا أمام مسألة أخرى تتعلق ببنية القصة وعندما قلت في مشاركتي السابقة بان هذا الانتقال اضر بالتكثيف قصدت التكثيف البنيوي وليس التكثيف اللغوي

    فالقصة القصيرة كما تعلم وأنت صاحب خبرة اوسع مني هي في الأساس سرد لحدث أو تجربة أو فكرة أو حالة ذات ايقاع لحظي ومضي يقوم الكاتب بقولبته في قالب أدبي يعتمد فيه على الإدهاش والتشويق والقصة القصيرة تتميز عن غيرها من الفنون بالاختزال و التكثيف فتجد الكاتب يختزل الشخصيات والزمان والمكان اضافة الى التكثيف اللغوي والبنيوي فيستخدم العبارات المكثفة ذات دلالة معمقة والتي قد تعطي للقصة ابعادا متعددة ويحذف كل التراكيب والجمل والحشو والصور التي قد تضر ببنية القصة فلا تجد في القصة القصيرة الا ما كان ضروريا .....
    ونعود لنقف عند خاصية السرد فهي الخاصية التي جعلت من القصة القصيرة قصة وميزتها عن الشعر والنثر .... ومن هنا كان يتوجب على الكاتب الإختباء خلف الراوي لتقديم هذا الحدث وحيث أن القصة القصيرة مكثفة فتغيير الرواة سوف يغير زاوية الرؤية للقارئ وقد يضيف بعدا زمانيا أو مكانيا لا تحتمله القصة في حين أنه يتم التغلب على هذه المسألة في الرواية من خلال الفواصل المرقمة أو المعنونة وبكل تأكيد فن الرواية يختلف عن القصة القصيرة جدا التي لا تحتمل تلك الفواصل


    مع خالص تحياتي
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الحاطي ; 03/09/2011 الساعة 03:10 AM
    رد مع اقتباس  
     

  10. #10  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجدة2 مشاهدة المشاركة
    قصة جميلة ، الشجرة جزء من الحياة و جزء مكمل للمحطات الجميلة
    القلب المحب للشجرة قلب محظوظ مملوء بالحياة ، بالصفاء و النقاء
    بالتوفيق أخي طارق في كتاباتك البديعة، تحية لك و للأخ الكريم محمد الحاطي
    تحياتي أخت ماجدة واشكر مرورك الكريم
    رد مع اقتباس  
     

  11. #11  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الحاطي مشاهدة المشاركة
    تحية خالصة لك أخت ماجدة وتحية موصولة للأخ طارق
    كل عام والجميع بخير ويجعلكم من عواده

    سيدي الكريم
    بخصوص ما أشرت اليه في تعقيبك عن عدم وجود تعارض بين الانتقال بين الضمائر ة و التكثيف فسوف أقرك بواحدة وأختلف معك في الأخرى ,,
    أولا: الانتقال بين الضمائر وهو ما يعرف بالالتفات البلاغي فهو لا يتعارض مع (التكثيف اللغوي) أو ما يسميه البعض (التكثيف الدلالي ) ولقد استخدم القرآن هذا الاسلوب في العديد من الآيات وكذلك ظهر في الشعر الجاهلي والشعر الاسلامي أيضا .. كما أن له أمثلة في القصة القصيرة الحديثة ... واقر هنا بأن هذا لا يضر بالتكثيف اللغوي ..... ولكن مع ملاحظة أن الانتقال بالأسلوب من صيغة المتكلم أو الخطاب أو الغيبة إلى صيغة أخرى من هذه الصيغ, بشرط أن يكون الضمير في المنتقل إليه عائداً في نفس الأمر إلى الملتفت عنه... بمعنى أن يعود الضمير الثاني على نفس الشيء الذي عاد إليه الضمير الأول
    والمثال الذي قدمته في مداخلتك يوضح هذا المعنى
    "الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، إياك نعبد وإياك نستعين"

    وهذا الاسلوب له أهداف بلاغية متعددة ليس المجال هنا لذكرها


    ثانيا : هل الانتقال بين الضمائر في القصة السابقة التفات بلاغي ؟؟


    قبل الإجابة على السؤال أحب أن أقف مع هذين المثالين:
    لو عدنا الى سورة الفاتحة نجد أن السورة من أولها لآخرها وهي من كلام الله تمثل دعاء من العبد الى الله ,,,,
    وكذلك ولو نظرنا إلى قوله تعالى "ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون" فسوف نلاحظ أن الالتفات في قوله (فتمتعوا , تعلمون) انتقل من الغيبة الى الخطاب فيما حافظت الآية على صيغة التهديد من الله تعالى الى الكافرين الذين ورد ذكرهم بصيغة الغائب في اول الآية والمخاطب في آخرها


    أما في القصة التي سبقت وهي موضوع النقاش لم يحصل التفات في النص بل انتقال من راوي الى آخر ونقل القارئ من زاوية رؤية الى أخرى فلو حدث تنقل بين الضمائر مع المحافظة على الراوي لقلنا أن هذا التفات بلاغي ولكن تغير الرواة جعلنا أمام مسألة أخرى تتعلق ببنية القصة وعندما قلت في مشاركتي السابقة بان هذا الانتقال اضر بالتكثيف قصدت التكثيف البنيوي وليس التكثيف اللغوي

    فالقصة القصيرة كما تعلم وأنت صاحب خبرة اوسع مني هي في الأساس سرد لحدث أو تجربة أو فكرة أو حالة ذات ايقاع لحظي ومضي يقوم الكاتب بقولبته في قالب أدبي يعتمد فيه على الإدهاش والتشويق والقصة القصيرة تتميز عن غيرها من الفنون بالاختزال و التكثيف فتجد الكاتب يختزل الشخصيات والزمان والمكان اضافة الى التكثيف اللغوي والبنيوي فيستخدم العبارات المكثفة ذات دلالة معمقة والتي قد تعطي للقصة ابعادا متعددة ويحذف كل التراكيب والجمل والحشو والصور التي قد تضر ببنية القصة فلا تجد في القصة القصيرة الا ما كان ضروريا .....
    ونعود لنقف عند خاصية السرد فهي الخاصية التي جعلت من القصة القصيرة قصة وميزتها عن الشعر والنثر .... ومن هنا كان يتوجب على الكاتب الإختباء خلف الراوي لتقديم هذا الحدث وحيث أن القصة القصيرة مكثفة فتغيير الرواة سوف يغير زاوية الرؤية للقارئ وقد يضيف بعدا زمانيا أو مكانيا لا تحتمله القصة في حين أنه يتم التغلب على هذه المسألة في الرواية من خلال الفواصل المرقمة أو المعنونة وبكل تأكيد فن الرواية يختلف عن القصة القصيرة جدا التي لا تحتمل تلك الفواصل


    مع خالص تحياتي

    سلام الله عليك

    لقد جعلتني بالفعل أعود نقدياً للقصة بعدما كنا نتكلم بعيداً عنها وهذه نقطة تحسب لك


    أشكر لك هذه المطالعة التي تقدمت بها ، وإن كان لي بعض مقاطعات لها


    وهذا الموضوع النقدي يستحق وقفة عن جماليات الالتفات بين الضمائر


    وإني إذ قد عدت للنص وقد وجدت أن الجملة التي تحول فيه القاص بين الضمائر كانت
    "لازالت هذه الشجرة تحتل جزءً جميلاً من ذاكرتي "
    بعدما كان يخاطب وجدانه عن بعد
    وقد تحركت فيّ ذات المشاعر التي تحركت في القاص يومها ، أجد أن القاص قد انتقل كما تنتقل كميرا التصوير من التصوير البعيد إلى التصوير القريب جداً
    وربما لن تدخل أي عدسة لتصل أقرب مما وصلت له عدسة القاص إذا كان قريباً جداً من القلب
    لقد انتقل التصوير في هذه القصة من شكله الذهني لشكله العاطفي الوجداني
    فكان الانتقال بين الضمائر موفقاً ، بل وكان له لفتة شكلية مادية أن هناك التفات أهم منه بين الوصف الذهني العقلي الذي مهد لدخول القاص واستسلامه لحديث القلب الصادق الشفاف وكأنه يحادث عشيقة لا شجرة وكأنه يصف خليلة لا شجرة وكأنه يحب فتاة زرعت في الحقول لا شجرة فحسب

    لقد عدت للقصة وأعرض هنا شهادتي وأذهب ما ذهب إليه القاص يومها
    وأشكرك أستاذ محمد الحاطي لماذهبت إليه وجعلتني أقف عند ثنايا القصة مرة ثانية كما وقفت عندها أول مرة
    ولك الحق في عرض ما لديك
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 05/09/2011 الساعة 12:07 AM
    رد مع اقتباس  
     

  12. #12  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,901
    مقالات المدونة
    40
    معدل تقييم المستوى
    18
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة


    لقد انتقل التصوير في هذه القصة من شكله الذهني لشكله العاطفي الوجداني
    فكان الانتقال بين الضمائر موفقاً ، بل وكان له لفتة شكلية مادية أن هناك التفات أهم منه بين الوصف الذهني العقلي الذي مهد لدخول القاص واستسلامه لحديث القلب الصادق الشفاف
    [/FONT][/COLOR]
    معذرة على التطفل ، لقد اعجبني ردك أخي طارق مع الاثراء الذي جدتما به (انت و الاخ الكريم محمد)
    موفق دوما بإذن الله في كل ابداعاتك
    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •