صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 12 من 16

الموضوع: بكة في الكتاب المقدس ..

  1. #1 بكة في الكتاب المقدس .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    ارسل: الخميس مارس 09, 2006 3:50 pm موضوع الرسالة: بكة في الكتاب المقدس ورد الحديث عن بكة باللفظ في خمسة مواضع من الكتاب المقدس:
    1)
    ففي المزمور 84 يقول النبي داود في تغنيه بالشوق لديار الرب:
    Psa 84:4-6
    (4) طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ أَبَداً يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ.
    (5) طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ.
    (6) عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ.

    تتحدث هذه المقاطع الثلاث من المزمور 84 عن اشتياق داود لديار الرب، وهو يتغنى بهذه الديار والحاجين إليها، ويستبشر بحجهم وبأجرهم العظيم الذي ينالونه، حينما يسبحون ببيته، ويعبرون بوادي البكاء، ويغطون مورة بالبركات.
    وإن قراءة النص في سياقه من هذا المزمور تظهر أن كل حديثه إنما هو عن ديار الرب والعابرين إليها.
    ولنطلع عليه بمقاطعه الاثني عشرة:

    Psa 84:1-12
    (1) لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ عَلَى الْجَتِّيَّةِ. لِبَنِي قُورَحَ. مَزْمُورٌ مَا أَحْلَى مَسَاكِنَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ.
    (2) تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ. قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالإِلَهِ الْحَيِّ.
    (3) اَلْعُصْفُورُ أَيْضاً وَجَدَ بَيْتاً وَالسُّنُونَةُ عُشّاً لِنَفْسِهَا حَيْثُ تَضَعُ أَفْرَاخَهَا مَذَابِحَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ مَلِكِي وَإِلَهِي.
    (4) طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ أَبَداً يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ.
    (5) طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ.
    (6) عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ .
    (7) يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ.
    ( يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ اسْمَعْ صَلاَتِي وَاصْغَ يَا إِلَهَ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ.
    (9) يَا مِجَنَّنَا انْظُرْ يَا اللهُ وَالْتَفِتْ إِلَى وَجْهِ مَسِيحِكَ.
    (10) لأَنَّ يَوْماً وَاحِداً فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. اخْتَرْتُ الْوُقُوفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلَهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ.
    (11) لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْداً. لاَ يَمْنَعُ خَيْراً عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ.
    (12) يَا رَبَّ الْجُنُودِ طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ!

    فالنفس تتوق إلى ديار الرب، والقلب واللحم تهتفان بالإله الحي فطوبى للساكنين والعابرين إلى هذا البيت العظيم ، وإن يوما فيه خير من ألف.
    إنه رغم الوضوح الكبير في حديث النص عن بيت الله إلا أن فيه كلمات ترجمت إلى اللغة العربية بطريقة أفقدتها كثيرا من دلالاتها الموجودة في النص العبري، أو في الترجمات اللاتينية، وعلى رأس هذه الكلمات لفظة بكة والتي ترجمت هنا بالبكاء. وإن إطلالة سريعة على هذا المقطع في مجموعة من اللغات ليجلي الأمر:
    Psa 84:6

    (FDB) Passant par la vallée de Baca, ils en font une fontaine; la pluie aussi la couvre de bénédictions.

    (FLS) (84:7) Lorsqu'ils traversent la vallée de Baca, Ils la transforment en un lieu plein de sources, Et la pluie la couvre aussi de bénédictions.


    (GNT-V)

    (HOT) (84:7) עברי בעמק הבכא מעין ישׁיתוהו גם־ברכות יעטה מורה׃

    (IRL) Quando attraversano la valle di Baca essi la trasformano in luogo di fonti; e la pioggia d'autunno la cuopre di benedizioni.

    (KJV+) Who passing5674 through the valley6010 of Baca1056 make7896 it a well;4599 the rain4175 also1571 filleth5844 the pools.1293


    (SRV) Atravesando el valle de Baca p?nenle por fuente, Cuando la lluvia llena los estanques.

    (SVD) عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ.

    ففي كل هذه اللغات وردت بكة اسما لمكان يأتيه العابرون إلى بيت الله، وهو يتناسب مع الكلمة في النص العبري הבכא ، الذي هو النص الأصلي، لكن المترجم إلى اللغة العربية تعمد إخفاء هذا الأمر، لما يعلمه من أن اسم المكان الذي يوجد به بيت الله في العربية هو بكة، وهو المكان الذي يحج إليه المسلمون كل عام،وقد كان الناس يحجون إليه حتى قبل مجيء الإسلام.
    أما مفسرو الكتاب المقدس، فإن أحدا منهم لم يحدد هذا الموقع، وإنما ذكروا أنه يوجد في مكان ما في فلسطين، مع العلم أنهم من الدارسين الجيدين للوثائق العربية، ويعرفون جيدا أن "بكة" قد ذكرت في القرآن الكريم بالاسم، مرتبطة بالحج الذي إنما أسسه وأقام شرائعه إبراهيم عليه السلام، كما تنص على ذلك نصوص الكتاب المقدس نفسها، بل إن منهم من ذهب إلى أنه حديث مجازي ليس من اللازم أن يكون في موقع ما.
    والملاحظ أن هؤلاء المفسرين قد ربطوا بين هذا النص في المزمور، وبين النصوص الأخرى الواردة في سفر التكوين وصموئيل الثاني، و سفر القضاة، كما نجد ما يماثلها في سفر أخبار الأيام الأول. ونحن نتفق معهم في أن لهذه النصوص ارتباطا كبيرا ببعضها البعض، وعلى هذا الأساس سنتابع مدارستنا لها.
    وتبعا لذلك فإن النص الذي بين أيدينا يحتاج إلى إعادة ترجمة حتى يكون وافيا بالمعنى المترجم، وأعتقد أننا نستطيع ترجمته بشكل أصح على الطريقة التالية:
    النص العبري:
    Psa 84:4-6
    (4) (84:5) אשׁרי יושׁבי ביתך עוד יהללוך סלה׃
    (5) (84:6) אשׁרי אדם עוז־לו בך מסלות בלבבם׃
    (6) (84:7) עברי בעמק הבכא מעין ישׁיתוהו גם־ברכות יעטה מורה׃

    الترجمة المقترحة:
    المزمور 84 عدد 4-6:
    4- بشرى لساكني بيتك أبدا يهللون لك،
    5- بشرى لأناس عزهم بك، المصليات بقلوبهم،
    6- عابرين بوادي بكة يصيرونه معينا، وببركات يغطون المروة أيضا.
    وبهذا يكون تغني داود بديار الرب وبيته والحجاج بوادي بكة والمروة، تعظيما لمشاعر الله وشعائره المقامة في بيته، ورغبة واشتياقا أن يكون من المشاركين في هذا العمل العظيم.

    2)
    إذا كان ذكر بكة في هذا المزمور قد ورد مرتبطا بديار الله التي اشتاق إليها داود، فإننا نجد هذا الاسم مرتبطا ببيت الله مرة أخرى في سفر التكوين، حيث يؤمر يعقوب بالصعود إليه وإقامة الطقوس فيه، كما أقامها من قبل جده إبراهيم وأبوه في نفس المكان الذي اختاره الله لهذا الأمر.
    جاء في الإصحاح 35 من هذا السفر:
    Gen 35:6-8
    (6) فَاتَى يَعْقُوبُ الَى لُوزَ الَّتِي فِي ارْضِ كَنْعَانَ (وَهِيَ بَيْتُ ايلَ) هُوَ وَجَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ مَعَهُ.
    (7) وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا وَدَعَا الْمَكَانَ «ايلَ بَيْتِ ايلَ» لانَّهُ هُنَاكَ ظَهَرَ لَهُ اللهُ حِينَ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ اخِيهِ.
    ( وَمَاتَتْ دَبُورَةُ مُرْضِعَةُ رِفْقَةَ وَدُفِنَتْ تَحْتَ بَيْتَ ايلَ تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ فَدَعَا اسْمَهَا «الُّونَ بَاكُوتَ».
    إن المكان الذي في بيت إيل، والذي تحته دفنت دبورة، هو الذي سماه يعقوب ألون باكوت، وما ( باكوت، בכות ) إلا بكة التي رأينا نبي الله داود يتغنى بالحجاج إليها، وها هو ذا يعقوب يصعد إليها بأمر الله، ليقيم فيها شعائره هو وباقي عائلته.
    إن هذا المكان هو الذي رقد فيه يعقوب ورأى فيه الملائكة يصعدون من الأرض إلى السماء وقال ما هذا إلا بيت الله وسماه بيت إيل.
    فقد جاء في الإصحاح الثامن والعشرين من سفر التكوين ما يلي:
    Gen 28:10-22
    (10) فَخَرَجَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ وَذَهَبَ نَحْوَ حَارَانَ.
    (11) وَصَادَفَ مَكَانا وَبَاتَ هُنَاكَ لانَّ الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ. وَاخَذَ مِنْ حِجَارَةِ الْمَكَانِ وَوَضَعَهُ تَحْتَ رَاسِهِ فَاضْطَجَعَ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ.
    (12) وَرَاى حُلْما وَاذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الارْضِ وَرَاسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ وَهُوَذَا مَلائِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا
    (13) وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا فَقَالَ: «انَا الرَّبُّ الَهُ ابْرَاهِيمَ ابِيكَ وَالَهُ اسْحَاقَ. الارْضُ الَّتِي انْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا اعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ.
    (14) وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الارْضِ وَتَمْتَدُّ غَرْبا وَشَرْقا وَشِمَالا وَجَنُوبا. وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الارْضِ.
    (15) وَهَا انَا مَعَكَ وَاحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ وَارُدُّكَ الَى هَذِهِ الارْضِ لانِّي لا اتْرُكُكَ حَتَّى افْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ».
    (16) فَاسْتَيْقَظَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «حَقّا انَّ الرَّبَّ فِي هَذَا الْمَكَانِ وَانَا لَمْ اعْلَمْ!»
    (17) وَخَافَ وَقَالَ: «مَا ارْهَبَ هَذَا الْمَكَانَ! مَا هَذَا الَّا بَيْتُ اللهِ وَهَذَا بَابُ السَّمَاءِ!»
    (1 وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ وَاخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رَاسِهِ وَاقَامَهُ عَمُودا وَصَبَّ زَيْتا عَلَى رَاسِهِ
    (19) وَدَعَا اسْمَ ذَلِكَ الْمَكَانِ «بَيْتَ ايلَ». وَلَكِنِ اسْمُ الْمَدِينَةِ اوَّلا كَانَ لُوزَ.
    (20) وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْرا قَائِلا: «انْ كَانَ اللهُ مَعِي وَحَفِظَنِي فِي هَذَا الطَّرِيقِ الَّذِي انَا سَائِرٌ فِيهِ وَاعْطَانِي خُبْزا لِاكُلَ وَثِيَابا لالْبِسَ
    (21) وَرَجَعْتُ بِسَلامٍ الَى بَيْتِ ابِي يَكُونُ الرَّبُّ لِي الَها
    (22) وَهَذَا الْحَجَرُ الَّذِي اقَمْتُهُ عَمُودا يَكُونُ بَيْتَ اللهِ وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي فَانِّي اعَشِّرُهُ لَكَ».
    إنه نفسه المكان الذي جاءه إبراهيم من قبل عندما ترك أرضه وعشيرته وبيت أبيه، بأمر من الله ليباركه ويجعله أمة ويعظم اسمه وتتبارك فيه جميع عشائر الأرض:
    فقد جاء في الإصحاح الثاني عشر من سفر التكوين:
    Gen 12:1-8
    (1) وَقَالَ الرَّبُّ لابْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ ارْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ ابِيكَ الَى الارْضِ الَّتِي ارِيكَ.
    (2) فَاجْعَلَكَ امَّةً عَظِيمَةً وَابَارِكَكَ وَاعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً.
    (3) وَابَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاعِنَكَ الْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الارْضِ».
    (4) فَذَهَبَ ابْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ ابْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ.
    (5) فَاخَذَ ابْرَامُ سَارَايَ امْرَاتَهُ وَلُوطا ابْنَ اخِيهِ وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا الَّتِي اقْتَنَيَا وَالنُّفُوسَ الَّتِي امْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا الَى ارْضِ كَنْعَانَ. فَاتُوا الَى ارْضِ كَنْعَانَ.
    (6) وَاجْتَازَ ابْرَامُ فِي الارْضِ الَى مَكَانِ شَكِيمَ الَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الارْضِ.
    (7) وَظَهَرَ الرَّبُّ لابْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ اعْطِي هَذِهِ الارْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ.
    ( ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ الَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ ايلٍ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ ايلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ.

    إن هذا المكان هو الذي اختاره الله لمباركة جميع قبائل الأرض، وكان إبراهيم، وكما يدل عليه اسمه أبو الأمم هو أول من جاء إليه بأمر من الله بعد أن ترك أباه وقومه وأرضه، ليؤسس أول بيت وضع للناس من أجل مباركتهم، في المكان الذي اختاره سبحانه، وتعليمهم شؤون دينهم وليشكروا ربهم على ما رزقهم من خيرات ونعم.
    ولم يكن الله ليأمر يعقوب بالصعود إلى هذا البيت وإقامة الشعائر فيه، هو وعشيرته لو لم يكن هذا البيت محجا للمؤمنين ، وهو ما يعلمه يعقوب الذي سرعان ما استجاب لأمر ربه. وإذا تدبرنا النص الذي فيه دعوة يعقوب للصعود إلى بيت إيل، نكتشف أنه إنما يتحدث عن الحج نفسه الذي اشتاق إليه داود في مزاميره، والذي بوادي بكة، فنفهم حينها أن هذه التسمية هي الاسم المعلوم لبيت الله منذ اليوم الأول الذي بناه فيه إبراهيم وإسماعيل، ونعرف ماذا تعني "باكوت" الذي سماه بها يعقوب، عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين أزكى الصلاة والتسليم، فهذه الكلمة هي "بكة" "בכא"، و "وت" "ות" إنما هي إحدى اللواحق التي تدخل على الاسم، والتي قد تفيد جمع غير العاقل أحيانا، أو العظمة، مثل الملكوت والجبروت، والتي لن تغير من المعنى الأصلي للكلمة شيئا، بل وقد تكون هي "التاء المربوطة" الموجودة في الأصل العربي للكلمة "بكة" "باكوت".
    يتبع-----------------------------------------------------

    الموضوع , لكاتبه : د مصطفى بوهندي ..
    وقد استأذنته في نقل الموضوع الى غير المنتدى الذي نشره به ..
    وكنت ارغب في ان يطلع عليه الزميل الكبير عبد السلام ..
    التعديل الأخير تم بواسطة محمود الحسن ; 12/03/2006 الساعة 01:09 PM سبب آخر: تعديلات في الشكل
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد : بكة في الكتاب المقدس .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    ارسل: الخميس مارس 09, 2006 3:53 pm موضوع الرسالة: وهذا هو السياق التي وردت فيه تلك التسمية، فقد جاء في سفر التكوين:

    Gen 35:1-21
    (1) ثُمَّ قَالَ اللهُ لِيَعْقُوبَ: «قُمِ اصْعَدْ الَى بَيْتَِ ايلَ وَاقِمْ هُنَاكَ وَاصْنَعْ هُنَاكَ مَذْبَحا لِلَّهِ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ حِينَ هَرَبْتَ مِنْ وَجْهِ عِيسُو اخِيكَ».
    (2) فَقَالَ يَعْقُوبُ لِبَيْتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ مَعَهُ: «اعْزِلُوا الْالِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَتَطَهَّرُوا وَابْدِلُوا ثِيَابَكُمْ.
    (3) وَلْنَقُمْ وَنَصْعَدْ الَى بَيْتِ ايلَ فَاصْنَعَ هُنَاكَ مَذْبَحا لِلَّهِ الَّذِي اسْتَجَابَ لِي فِي يَوْمِ ضِيقَتِي وَكَانَ مَعِي فِي الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبْتُ فِيهِ».
    (4) فَاعْطُوا يَعْقُوبَ كُلَّ الْالِهَةِ الْغَرِيبَةِ الَّتِي فِي ايْدِيهِمْ وَالاقْرَاطَِ الَّتِي فِي اذَانِهِمْ فَطَمَرَهَا يَعْقُوبُ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي عِنْدَ شَكِيمَ.
    (5) ثُمَّ رَحَلُوا. وَكَانَ خَوْفُ اللهِ عَلَى الْمُدُنِ الَّتِي حَوْلَهُمْ فَلَمْ يَسْعُوا وَرَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ.
    (6) فَاتَى يَعْقُوبُ الَى لُوزَ الَّتِي فِي ارْضِ كَنْعَانَ (وَهِيَ بَيْتُ ايلَ) هُوَ وَجَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ مَعَهُ.
    (7) وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا وَدَعَا الْمَكَانَ «ايلَ بَيْتِ ايلَ» لانَّهُ هُنَاكَ ظَهَرَ لَهُ اللهُ حِينَ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ اخِيهِ.
    (8) وَمَاتَتْ دَبُورَةُ مُرْضِعَةُ رِفْقَةَ وَدُفِنَتْ تَحْتَ بَيْتَ ايلَ تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ فَدَعَا اسْمَهَا «الُّونَ بَاكُوتَ».
    (9) وَظَهَرَ اللهُ لِيَعْقُوبَ ايْضا حِينَ جَاءَ مِنْ فَدَّانَِ ارَامَ وَبَارَكَهُ.
    (10) وَقَالَ لَهُ اللهُ: «اسْمُكَ يَعْقُوبُ. لا يُدْعَى اسْمُكَ فِيمَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ اسْرَائِيلَ». فَدَعَا اسْمَهُ اسْرَائِيلَ.
    (11) وَقَالَ لَهُ اللهُ: «انَا اللهُ الْقَدِيرُ. اثْمِرْ وَاكْثُرْ. امَّةٌ وَجَمَاعَةُ امَمٍ تَكُونُ مِنْكَ. وَمُلُوكٌ سَيَخْرُجُونَ مِنْ صُلْبِكَ.
    (12) وَالارْضُ الَّتِي اعْطَيْتُ ابْرَاهِيمَ وَاسْحَاقَ لَكَ اعْطِيهَا. وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ اعْطِي الارْضَ».
    (13) ثُمَّ صَعِدَ اللهُ عَنْهُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ
    (14) فَنَصَبَ يَعْقُوبُ عَمُودا فِي الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ عَمُودا مِنْ حَجَرٍ وَسَكَبَ عَلَيْهِ سَكِيبا وَصَبَّ عَلَيْهِ زَيْتا
    (15) وَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ اللهُ مَعَهُ «بَيْتَ ايلَ».
    (16) ثُمَّ رَحَلُوا مِنْ بَيْتِ ايلَ. وَلَمَّا كَانَ مَسَافَةٌ مِنَ الارْضِ بَعْدُ حَتَّى يَاتُوا الَى افْرَاتَةَ وَلَدَتْ رَاحِيلُ وَتَعَسَّرَتْ وِلادَتُهَا.
    (17) فَقَالَتِ الْقَابِلَةُ لَهَا: «لا تَخَافِي لانَّ هَذَا ايْضا ابْنٌ لَكِ».
    (18) وَكَانَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهَا (لانَّهَا مَاتَتْ) انَّهَا دَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ اونِي». وَامَّا ابُوهُ فَدَعَاهُ بِنْيَامِينَ.
    (19) فَمَاتَتْ رَاحِيلُ وَدُفِنَتْ فِي طَرِيقِ افْرَاتَةَ (الَّتِي هِيَ بَيْتُ لَحْمٍ).
    (20) فَنَصَبَ يَعْقُوبُ عَمُودا عَلَى قَبْرِهَا. وَهُوَ «عَمُودُ قَبْرِ رَاحِيلَ» الَى الْيَوْمِ.
    (21) ثُمَّ رَحَلَ اسْرَائِيلُ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ وَرَاءَ مَجْدَلَ عِدْرٍ.

    إن بيت إيل والصعود إليه والإقامة فيه، والذبح هنالك، وعدم الشرك فيه، والتطهر له وتبديل الثياب، وهدايا الذهب والسعي وعمود الحجر القائم إلى اليوم وتسمية المكان ألون باكوت، كل هذا لا يمكن أن يتحقق إلا في مكان واحد ما انقطعت فيه العبادة يوما منذ عهد إبراهيم ويعقوب وداود، وإلى عهد الراوي أو الكاتب، بل وإلى هذا اليوم الذي نعيشه، وهو بكة أول بيت وضع للناس ، ليتبارك فيه الناس جميعا، وهو يتعظم يوما عن يوم، فلا يمكن أن يكون قد أتى عليه حين من الدهر، يدعي فيه أحد أن الناس قد تركوه وذهلوا عنه فلم يعرفوا مكانه بعد. وخصوصا بعد وعد الله أن يكون هذا الصعود إليه كل عام فريضة أبدية، على كل الأمم والشعوب، وأيما أحد ترك هذه الفريضة تقطع تلك النفس من شعبها، وهي فريضة لا يتركها إلا من سفه نفسه.

    3)
    جاء في سفر صموئيل الثاني توجيه من الرب إلى داود للصعود إلى هذا المكان الذي نتحدث عنه، وقد ورد في الترجمة العربية تحت مسمى "أشجار البكا":

    2Sa 5:19-25
    (19) وَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ: «أَأَصْعَدُ إِلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ أَتَدْفَعُهُمْ لِيَدِي؟» فَقَالَ الرَّبُّ لِدَاوُدَ: «اصْعَدْ لأَنِّي دَفْعاً أَدْفَعُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيَدِكَ».
    (20) فَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى بَعْلِ فَرَاصِيمَ وَضَرَبَهُمْ دَاوُدُ هُنَاكَ، وَقَالَ: «قَدِ اقْتَحَمَ الرَّبُّ أَعْدَائِي أَمَامِي كَاقْتِحَامِ الْمِيَاهِ». لِذَلِكَ دَعَى اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ «بَعْلَ فَرَاصِيمَ».
    (21) وَتَرَكُوا هُنَاكَ أَصْنَامَهُمْ فَنَزَعَهَا دَاوُدُ وَرِجَالُهُ.
    (22) ثُمَّ عَادَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ فَصَعِدُوا أَيْضاً وَانْتَشَرُوا فِي وَادِي الرَّفَائِيِّينَ.
    (23) فَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ فَقَالَ: «لاَ تَصْعَدْ، بَلْ دُرْ مِنْ وَرَائِهِمْ وَهَلُمَّ عَلَيْهِمْ مُقَابِلَ أَشْجَارِ الْبُكَا
    (24) وَعِنْدَمَا تَسْمَعُ صَوْتَ خَطَوَاتٍ فِي رُؤُوسِ أَشْجَارِ الْبُكَا حِينَئِذٍ احْتَرِصْ، لأَنَّهُ إِذْ ذَاكَ يَخْرُجُ الرَّبُّ أَمَامَكَ لِضَرْبِ مَحَلَّةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».(هل يخرج أمامك أم تقف أمامه؟)
    (25) فَفَعَلَ دَاوُدُ كَذَلِكَ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ جَبْعٍَ إِلَى مَدْخَلِ جَازَرَ.
    وقبل أن نسمح لأنفسنا بمراجعة الترجمة العربية للنص، نود أن ننبه إلى أن الاتجاه الذي سارت فيه القصة في هذا السفر، يختلف عن الاتجاه الإيجابي الوارد في نص المزمور السابق مدارسته، أو في نص سفر التكوين المتحدث عن هذا المكان، حيث أن داود تغنى بهذا البيت والعابرين إليه، ممجدا لله ومسبحا بحمده ومبينا لبركاته على الساكنين فيه والحجاج إليه، ونفس الأمر قام به يعقوب وإبراهيم من قبل، حيث أنهم ساروا إليه استجابة لأمر الله، وهناك وقفوا أمام الله مسبحين ومهللين، وراكعين وساجدين وطائفين وعاكفين وذابحين وصائمين وداعين الله وحده لا شريك له ... بينما يتحدث النص الذي بين أيدينا عن حروب وقتال وحقد وانتقام، ونحن نعتقد أن خللا ما قد طرأ على هذا النص حتى بدا كما هو عليه الآن، ونظن أنه بالاستعانة برد النصوص إلى سياقاتها مع الاعتماد على باقي أسفار الكتاب المقدس نستطيع إصلاح هذا الخلل، والكشف عن ملابساته المختلفة، وبيان أوجه الصواب فيه بأدلتها، والتي ما زال الكتاب المقدس يحتفظ عليها.
    1) إن مفسري الكتاب المقدس قد اتفقوا على كون "بكييم" " בכאים " " הבכאים " و "باكوت" " בכות " و "بوكيم" "בכים " و "بكة" " הבכא " ، كلها تتحدث عن مكان واحد، ولذلك فهم يحيلون بعض هذه الأسماء على بعض، باعتبارها مسمى واحدا. ونحن لا نجد كبير عناء في تأكيد هذه المسألة، فكل السياقات التي وردت فيها هذه الكلمات تتحدث عن المكان الذي يوجد فيه بيت إيل، والذي هو بيت الله .
    2) كل هذه الألفاظ הבכא ،בכאים ،הבכאים ، בכים،בכות ، التي يظهر أنها مختلفة فيما بينها ذات جذر واحد هو "بكة" "בכא" "בכ" مع اللواحق التي تدخل على الأسماء، مثل "ה" التعريف، أو "ות" و"ים" للجمع أو التعظيم، وكلها وردت في الحديث عن اسم المكان الذي يصعد إليه الناس وخصوصا الأنبياء والصالحون بدءا من إبراهيم وإلى داود عليهم السلام للوقوف أمام الله والصلاة في بيته وتقديم الذبائح له.
    3) إن ترجمة النص العبري سواء الوارد في "2Sa 5:23-24" أو في "1Ch 14:14-15" إلى اللغتين العربية والإنجليزية لم تكن وفية، فقد جاء في الأصل العبري:
    2Sa 5:23-24
    (23) וישׁאל דוד ביהוה ויאמר לא תעלה הסב אל־אחריהם ובאת להם ממול בכאים׃
    (24) ויהי בשׁמעך את־קול צעדה בראשׁי הבכאים אז תחרץ כי אז יצא יהוה לפניך להכות במחנה פלשׁתים׃

    وترجم بالعربي هكذا:
    (23) فَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ فَقَالَ: «لاَ تَصْعَدْ، بَلْ دُرْ مِنْ وَرَائِهِمْ وَهَلُمَّ عَلَيْهِمْ مُقَابِلَ أَشْجَارِ الْبُكَا
    (24) وَعِنْدَمَا تَسْمَعُ صَوْتَ خَطَوَاتٍ فِي رُؤُوسِ أَشْجَارِ الْبُكَا حِينَئِذٍ احْتَرِصْ، لأَنَّهُ إِذْ ذَاكَ يَخْرُجُ الرَّبُّ أَمَامَكَ لِضَرْبِ مَحَلَّةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».

    1- والملاحظ أن " בכאים" أو " הבכאים" ليس فيها أي ذكر للأشجار، لتترجم ب" أَشْجَارِ الْبُكَا " للعربية، و " mulberry trees" للإنجليزية، وإنما هي "בכא" أي "بكة" و "ים" وهي الياء والميم الدالة على الجمع في العبرية، ويماثلها الواو أو الياء والنون في العربية، وهنا تعني المنطقة أو سكانها. والظاهر أنها تدل على المكان، وإن دلت على أصحاب المكان فستكون ترجمتها "البكيين" نسبة إلى بكة، وفي كل الأحوال فلا ذكر للأشجار هنا.
    2- والملاحظة الثانية تتعلق بصعود داود أو عدم صعوده إلى هذا المكان المتحدث عنه، فقد نهي عن الصعود " ויאמר לא תעלה " والتي ترجمت ب " فقال :" لا تصعد""، والواضح أنه لا يمكن أن يقوم بمهمته حتى وإن كانت عسكرية إن لم يصعد، وقد جاء في المقطع التاسع عشر من نفس الإصحاح خلاف ذلك تماما، حيث أن دفع الفلستيين بيده مرهون بالصعود، فقد جاء في الترجمة العربية المعتمدة:
    (19) وَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ: «أَأَصْعَدُ إِلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ أَتَدْفَعُهُمْ لِيَدِي؟» فَقَالَ الرَّبُّ لِدَاوُدَ: «اصْعَدْ لأَنِّي دَفْعاً أَدْفَعُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيَدِكَ».
    وتبعا لهذا النص فإنه أمر بالصعود ليدفع الله له الفلستيين، فكيف يؤمر بعدم الصعود بعد ذلك لينال نفس النتيجة، بأمرين متناقضين؟


    وإن كنا نعلم أن معنى الصعود هو معنى أكبر من المعنى المادي المعروف، وهو يرتبط خصوصا بالأماكن المقدسة، إذ في حديثك عن هذه الأماكن في اللغة العبرية لا بد لك من اختيار الألفاظ المناسبة لذكرها، لما لها من مكانة وقداسة تجعل الذاهب إليها "يصعد" وليس يذهب، ويقابلها في اللغة العربية يحج، و"بكة" من هذه الأماكن التي لا يذكر الذهاب إليها إلا "صعودا" و "حجا".
    وإننا بالرجوع إلى مثل هذا النص في سفر أخبار الأيام الأول باللغة العبرية، لنجد حلا مثاليا لهذه المعضلة فقد جاء فيه:

    1Ch 14:14-15
    (14) וישׁאל עוד דויד באלהים ויאמר לו האלהים לא תעלה אחריהם הסב מעליהם ובאת להם ממול הבכאים׃
    (15) ויהי כשׁמעך את־קול הצעדה בראשׁי הבכאים אז תצא במלחמה כי־יצא האלהים לפניך להכות את־מחנה פלשׁתים׃
    والذي ترجم هكذا:

    1Ch 14:14 فَسَأَلَ أَيْضاً دَاوُدُ مِنَ اللَّهِ, فَقَالَ لَهُ اللَّهُ: «لاَ تَصْعَدْ وَرَاءَهُمْ, تَحَوَّلْ عَنْهُمْ وَهَلُمَّ عَلَيْهِمْ مُقَابِلَ أَشْجَارِ الْبُكَا.
    1Ch 14:15 وَعِنْدَمَا تَسْمَعُ صَوْتَ خَطَوَاتٍ فِي رُؤُوسِ أَشْجَارِ الْبُكَا فَاخْرُجْ حِينَئِذٍ لِلْحَرْبِ, لأَنَّ اللَّهَ يَخْرُجُ أَمَامَكَ لِضَرْبِ مَحَلَّةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».
    والملاحظ أن بين النصيين في السفرين، صموئيل الثاني وأخبار الأيام الأول بعض الاختلافات البسيطة، والتي تستطيع أن تمدنا بما نحتاج إليه.
    ففي الأول نجد " ויאמר לא תעלה"، والتي تعني "فقال: لا تصعد"، وفي الثاني نجد " ויאמר לו האלהים לא תעלה"، والتي تعني "فقال له الله: لا تصعد"، والملاحظ أن النص الأول ينتمي لما يسمى بالتوراة "اليهوي" نسبة إلى "يهوه"، والثاني ينتمي إلى التوراة "الإلوهيمي" نسبة إلى "إلوهيم" كما يذهب إليه بعض الباحثين في فيلولوجيا التوراة، والمعلوم أن سفر الأخبار الأول والثاني قد أعاد ذكر مجموعة من الأحداث المذكورة في صموئيل والملوك بحذافيرها مع بعض التعديلات البسيطة، والمهمة للدارسين في الكشف عن مواطن الخلل التي وردت في الكتاب المقدس من أجل إصلاحها.
    فأما عن المقطع الوارد في سفر صموئيل فلا يستقيم في الجملة الوارد فيها، إذ جاء فيه: "وسأل داود الرب فقال: لا تصعد" ، بحيث يصير السائل الذي هو داود هو القائل لقول لا يمكن أن يصدر عنه، وهو ما انتبه له صاحب سفر الأخبار فقال: "وسأل داود الله، فقال له الله: لا تصعد" فاستقام المعنى داخل الجملة، وإن بقي متناقضا مع السياق العام للأحداث، التي لابد فيها من الصعود قبل مباشرة أي عمل آخر في المكان الذي يصعد إليه داود.
    وهو ما يعني أن لفظة " לו " "له" لها أهمية خاصة في هذه المدارسة، مما يدفعنا إلى الوقوف أمامها في كلا النصين لمعرفة الحل:
    ففي النص الأول ورد " ויאמר לא" والتي تعني "قال : لا" وفي النص الثاني ورد " ויאמר לו " والتي تعني "قال له"، وكلاهما يقرأ بنفس القراءة، مما يعني أن الأصل هو ما ذهب إليه صاحب السفر الإلوهيمي، وإن حافظ في الإجمال على المعنى الخاطئ الذي أتى به صاحب السفر اليهوي، والذي ينه عن الصعود. وإننا بتبديل "لا" "לא" ب "له" "לו" كما هو الأمر في سفر الأخبار، فسيستقيم المعنى من جميع جوانبه، ويكون الله هو الآمر لداود بالصعود إلى بكة والطواف بها، والوقوف أمام الله فيها بالمحلة التي اختار الله فيها بيته، قبل أن يكون لداود ولا لسليمان أي بيت آخر، لأنه لم يبن بعد سليمان "بيت الرب".
    وبهذا الحل نستطيع ترجمة النص بالطريقة التالية:
    النص العبري:


    2Sa 5:23-24
    (24) וישׁאל דוד ביהוה ויאמר לו תעלה הסב אל־אחריהם ובאת להם ממול בכאים׃
    (24) ויהי בשׁמעך את־קול צעדה בראשׁי הבכאים אז תחרץ כי אז יצא יהוה לפניך להכות במחנה פלשׁתים׃
    التعديل الأخير تم بواسطة محمود الحسن ; 12/03/2006 الساعة 01:10 PM
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد : بكة في الكتاب المقدس .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    ارسل: الخميس مارس 09, 2006 3:54 pm موضوع الرسالة: الترجمة العربية المعتمدة :

    (23) فَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ فَقَالَ: «لاَ تَصْعَدْ، بَلْ دُرْ مِنْ وَرَائِهِمْ وَهَلُمَّ عَلَيْهِمْ مُقَابِلَ أَشْجَارِ الْبُكَا
    (24) وَعِنْدَمَا تَسْمَعُ صَوْتَ خَطَوَاتٍ فِي رُؤُوسِ أَشْجَارِ الْبُكَا حِينَئِذٍ احْتَرِصْ، لأَنَّهُ إِذْ ذَاكَ يَخْرُجُ الرَّبُّ أَمَامَكَ لِضَرْبِ مَحَلَّةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».

    الترجمة المقترحة:
    23- (وسأل داود الرب فقال له: "اصعد وطف من ورائهم، وآت إليهم أمام بكة")
    24- ( فيكون بسمعك صوت صاعد بأعالي بكة، فانتبه حينئذ لأن الله أمامك ليهبك محلة الفلستيين)

    إن هذه الترجمة المقترحة تسير وفق ما توصلنا إليه حسب المدارسة التي نقوم بها الآن في نصوص الكتاب المقدس، ودون أن نضمنها نتائج دراسات أخرى قمنا أو نقوم بها، وإننا لنعلم أنها تحتاج إلى جهد غير قليل، حتى تكتمل في إطار ما نستطيع اكتشافه من خلال مدارسات نقدية مقارنة متراكمة لنصوص الكتاب المقدس.
    إنه بتأملنا في مختلف كلمات النص المتحدث عنه لنكتشف أننا أمام حقل خاص من المصطلحات المرتبطة في عمومها بالأماكن المقدسة، وعلى رأسها الصعود، فقد ذكر مرات عديدة منسوبا إلى كل من داود والفلستيين، وذكر ترك الأصنام ونزعها، وذكر البعل، وذكر الوقوف أمام الله والطواف والأصوات الصاعدة بأعالي بكة، وهي كلها تنتمي إلى حقل تداولي معين، ليس الحج غريبا عنه أو بعيدا منه، إن لم يكن هو، وخصوصا في الكتاب المقدس.
    ولقد كان المفسرون للكتاب المقدس مدركين لهذه الحقيقة ويحاولون إخفاءها، ولنستمع إليهم وهم يحاولون كتمها بتوجيهات تنبئ على الأقل بأن موضوع مكة حاضر بأذهانهم وهم يعالجون هذه المسألة، لكنهم لا يستطيعون التصريح بذلك لأسباب متعددة.
    يقول بارنس(Albert Barnes « 1798-1870 ») وهو يعترض على ترجمة הבכאים بالإنجليزية إلى "The mulberry trees" أي "أشجار التوت":

    2Sa 5:23 -
    "أشجار التوت- بل، أشجار بكة، الموجودة بكثرة قرب مكة. إنها تشبه أشجار البلسم كثيرا، ويمكن أن يكون اسمها قد اشتق من رحيق ورقة الشجر عندما تقطع فتكون مثل الدمع. ويعتقد البعض أن وادي بكة الوارد في Psa_84:6 سمي كذلك بسبب هذه النبتة التي تنبت هنالك."
    وقال (Johann C.F. Keil: 1807-1888) و (Franz Delitzsch: 1813-1890) في حديثهما عن وادي بكة:
    " עמק הבּכא "وادي بكة" لا تعني "وادي البكاء"، كما يستخلص ذلك "هابفيلد Hupfeld " من السبعينية، أو كما يجده "برخارت Burckhardt " في العربية (وادي البكاء wâdî 'l-bk' ) بالقرب من سيناء. البكاء في العبرية هو בּכי، בּכה، בּכוּת، وليس בּכא. ويذهب رينان في الفصل الرابع من حياة المسيح، إلى أن المراد بهذه العبارة هو الموقع الأخير للذين يرحلون من شمال فلسطين بجانب الأردن في اتجاه أورشليم، "عين الحرامي"، في واد ضيق ومظلم، حيث يخرج ماء أسود من الحجارة التي تقطر مثل الثدي ، ولهذا فإن معنى "وادي بكة" هو "وادي الدموع" أو "قطرات الماء". ولكن القطرات الصادرة من الحجر تسمى أيضا בּכי ، Job_28:11 ، وليس בּכא. هذه الكلمة مفردة من בּכאים في 2Sa_5:24 ، (انظر. נכאים , צבאים، Psa_103:21)، اسم شجرة ، وتبعا للمعاجم اليهودية القديمة، شجرة التوت ( التلمود תּוּת ، العربي توت ) ، لكن تبعا لوصف شجرة تنطف بسائل ما ، مثل الشجرة التي تسمى بالعربية بكاءون baka'un ، والتي تشبه شجر البلسم the balsam-tree ، الذي يوجد بكثرة في ضواحي وادي مكة valley of Mecca ، ومن ثم يمكن أن يكون قد أخذ الاسم الذي أعطي لبعض ضواحي وادي الأرض المقدسة ،
    (vid., Winer's Realwörterbuch, s.v. Bacha) ، وتبعا لما جاء في 2Sa_5:22-25 ، فهي إحدى المناطق بالوادي، كما يظهر، الذي يوصل من سفوح الفلسطينيين إلى أورشليم. وما يقال في المقاطع مثل: Isa_35:7 ، Isa_41:18 ، من أنه من فعل قدرة الله، الذي يحمل شعبه إلى صهيون، يظهر هنا باعتباره نتيجة لقوة الإيمان في أولئك الذين، يحتفظون بمثل النهاية لرحلاتهم في الماضي، عابرين الوادي القاحل الذي لا ثمر له. ومن جهة أخرى، فإنهم بالعكس لم يبقوا من غير تعويض . ليس فقط لأن إيمانهم يخرج لهم الماء من الرمل والصخر في الصحراء، بل لأن الله يشاركهم من جهته بمحبته، ويجازيهم على إيمانهم: غيثا رقيقا، مثل ذلك الذي ينعش الحقول المزروعة في الخريف، نازلا من فوق لسقيها (انظر وادي بكة) بغطاء من البركة."


    إن بارنس وهو يرفض " التوت mulberry "، ويطالب بأن توضع محلها " Bacah بكة "، ثم يعلل ذلك بأن أشجار بكة، هي تلك التي توجد مهجورة بجانب "مكة" ، ليعلم علم اليقين أن بكة هي مكة، وأشجار بكة هي أشجار مكة، لكنه أراد أن يؤكد على معنى الشجر والثمر، ويغفل الموضوع الذي نحن بصدد الحديث عنه والذي هو المكان، الذي يعرفه معرفة جيدة، وهو الذي ببكة.
    وإن k&d وهما يقبلان القول ب "التوت mulberry " ويذكران أنها أشجار توجد بالأماكن الجافة بوادي مكة،
    وفي حديثهما عن لفظ بكة قال Keil & Delitzsch :
    (بكة، كلمة توجد في בּכאים هنا (يقصد 2Sa_5:23 ) وفي المقطع الموازي في 1Ch_14:14 ، أصبحت ἀπίους، شجرة الأجاص في السبعينية، و شجرة التوت عند الربيين. وكلا الحدسيين غير دقيق. بكة تبعا لأبي الفضل، هي الاسم المعطى بالعربية لفاكهة تنمو بمكة Mecca، وتشبه البلسم، إلا أن لها أوراقا أوسع وفاكهة مستديرة، وعندما تكسر ورقة منها تخرج سائلا كالدمع الأبيض، والذي من المحتمل أن يكون مصدرا لاسم "البكاء")
    إنهما إذن ليؤكدان علمهما الراسخ بالعلاقة الموجودة بين مكة وبكة وأشجارهما. لكنهما كما هو الأمر بالنسبة لبارنس ولكل من اطلعت عليهم من مفسري الكتاب المقدس، لم يريدا إلا أن يربطا بين هذا الاسم وما يعتبرانه الأرض المقدسة عندهما، محاولين من جهة أخرى دفع التقديس عن البيت الذي ببكة مباركا وهدى للعالمين.
    فأما عن الأرض المقدسة، فلم تبن بعد، في عهد داود، ولم يوجد الهيكل بعد، لأن الذي بناه إنما هو سليمان بعد وفاة أبيه داود، وكان كلاهما قبل ذلك إنما يصعدان إلى بيت إيل والذبح فيه وإقامة الشعائر في مشاعره، وإن أكثر الأذى الذي لحقهما من الذين كفروا من بني إسرائيل إنما كان بسبب هذا الأمر نفسه، حتى أنهما اتهما بأنهما يقدمان الذبائح لآلهة الأمم الأخرى، على اعتبار أن بيت إيل هو أحد مرتفعات بني عمون التي يذبح فيها لغير الله.


    4-
    بوكيم
    جاء في الإصحاح الثاني من سفر القضاة:
    Jdg 2:1-5
    (1) وَصَعِدَ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ الْجِلْجَالِ إِلَى بُوكِيمَ وَقَالَ: «قَدْ أَصْعَدْتُكُمْ مِنْ مِصْرَ وَأَتَيْتُ بِكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمْتُ لآِبَائِكُمْ, وَقُلْتُ: لاَ أَنْكُثُ عَهْدِي مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ.
    (2) وَأَنْتُمْ فَلاَ تَقْطَعُوا عَهْداً مَعَ سُكَّانِ هَذِهِ الأَرْضِ. اهْدِمُوا مَذَابِحَهُمْ. وَلَمْ تَسْمَعُوا لِصَوْتِي. فَمَاذَا عَمِلْتُمْ؟
    (3) فَقُلْتُ أَيْضاً: لاَ أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ بَلْ يَكُونُونَ لَكُمْ مُضَايِقِينَ, وَتَكُونُ آلِهَتُهُمْ لَكُمْ شَرَكاً».
    (4) وَكَانَ لَمَّا تَكَلَّمَ مَلاَكُ الرَّبِّ بِهَذَا الْكَلاَمِ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ الشَّعْبَ رَفَعُوا صَوْتَهُمْ وَبَكُوا.
    (5) فَدَعُوا اسْمَ ذَلِكَ الْمَكَانِ «بُوكِيمَ». وَذَبَحُوا هُنَاكَ لِلرَّبِّ.

    Jdg 2:3-5
    (3) וגם אמרתי לא־אגרשׁ אותם מפניכם והיו לכם לצדים ואלהיהם יהיו לכם למוקשׁ׃
    (4) ויהי כדבר מלאך יהוה את־הדברים האלה אל־כל־בני ישׂראל וישׂאו העם את־קולם ויבכו׃
    (5) ויקראו שׁם־המקום ההוא בכים ויזבחו־שׁם ליהוה׃


    Jdg 2:3-5
    (3) فَقُلْتُ أَيْضاً: لاَ أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ بَلْ يَكُونُونَ لَكُمْ مُضَايِقِينَ, وَتَكُونُ آلِهَتُهُمْ لَكُمْ شَرَكاً».
    (4) وَكَانَ لَمَّا تَكَلَّمَ مَلاَكُ الرَّبِّ بِهَذَا الْكَلاَمِ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ الشَّعْبَ رَفَعُوا صَوْتَهُمْ وَبَكُوا.
    (5) فَدَعُوا اسْمَ ذَلِكَ الْمَكَانِ «بُوكِيمَ». وَذَبَحُوا هُنَاكَ لِلرَّبِّ.

    בכים أو بُوكِيمَ بالعربي ،هو المكان الذي صعد إليه ملاك الرب ، من الجلجال، حيث أمر بني إسرائيل أن لا يقطعوا مع سكانه عهدا وأن يهدموا مذابحهم، ولما لم يستجيبوا لقوله قرر ألا يطرد سكان الأرض من أمامهم، فيعيشون لهم مضايقين، وتكون آلهتهم لهم شركا. فرفع الشعب أصواتهم وبكوا، ودعوا اسم المكان بوكيم، وذبحوا هناك للرب.
    هذا المكان هو نفسه الذي صعد إليه داود في בכאים (بكييم) أو הבכאים (هبكييم) والتي رأينا أنها تعني بكة مع إضافة ياء وميم الجماعة، ولا نعتقد أن اللفظة التي بين أيدينا تختلف عن ذلك (בכים)، ويمكن قراءتها بنفس الشكل (بَكَيِيم) والتي تعني (البكيين) أو (بكة)، وليس عند مفسري الكتاب المقدس أي اعتراض على هذا التوجيه، وذلك لأنهم اعتبروا أن المكان المتحدث عنه في المزامير، والتكوين، وصموئيل الثاني، وأخبار الأيام الأول وسفر القضاة، هو واحد، ولذلك تراهم يحيلون في كل مرة من نص إلى نص من هذه الأسفار.
    ورغم أن هذا المكان قد صعد إليه الملاك، كما ترجمه المترجمون، والذي أظن أنه خطأ منهم، وإنما هو الرسول أو النبي، إذ أن لفظة מלאך־יהוה (ملاك يهوه) هي رسول الله سواء كان من الملائكة أو من الناس، لكنه في هذا السياق يعني الرسول من الناس. إذ هو الذي يمكنه أن يصعد إلى بكيم ويكلم الشعب هنالك. ويقول لبني إسرائيل إن سكانه سيعيشون بينهم ولن يطردوا من أمامهم، لأنه لم يكن لهم بعد ملك ولا مملكة، وهم لا يستطيعون قيادة حرب ضدهم. وحسب النص فإن الرغبة في طرد سكانه منه والبقاء فيه دونهم، هي التي جعلتهم يبكون حتى سمي ب(بكييم) أو (بوكيم). وهي نظرة عدائية –بكل تأكيد- لأهل ذلك المكان. رغم أنه بيت الله الذي صعد إليه بنو إسرائيل وقدموا فيه ذبائح.

    وخلاصة القول:
    إن "بكة" هو الاسم المختار لأول بيت وضع للناس بالأرض المباركة للعالمين. وهو ما رأيناه في هذه الأسفار الخمسة منصوصا عليه بالاسم، سواء في سفر التكوين أو القضاة أو صموئيل الثاني أو الأخبار الأول أو المزمور 84، وتحت هذه المسميات: הבכא بكا (بالتعريف)،בכאים بكييم،הבכאים بكييم (بالتعريف)، בכים بكيم،בכות بكوت، وكلها تؤكد على المسمى الواحد للمكان الواحد الذي وضع للناس من أجل أن يصعدوا إليه لأداء شعائر الله فيه، منذ إبراهيم وإلى آخر الناس في الأرض، فريضة دهرية من تركها تقطع تلك النفس من شعبها، فصدق الواقع نبوءات الكتاب المقدس، واستمر البيت الأول الذي وضع للناس ببكة في استقبال الحجيج إليه، تتبارك فيه جميع عشائر الأرض وأممها، يأتونه من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم، وليذكروا اسم الله ويشكروه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، استجابة للنداء الأول الذي أطلقه أبو الأمم إبراهيم عليه السلام.
    خلافا لمحاولات الإخفاء التي يقوم بها مترجمو الكتاب المقدس ومفسروه عن علم وسبق إصرار، حيث يدعون أن هذا البيت ومكانه قد انمحت آثاره وزالت عن الوجود، ولا أحد يعرف مكان وجوده من قبل، وهم بذلك إنما يكذبون كتاب الله الذي أنزل إليهم وأنبياءه ونبوءاتهم، كما يحاولون كتم حقيقة معلومة منظورة للعالمين، الذين لا يكفون عن النظر إلى البيت المعمور، الذي ما انفك الحج إليه منذ أبي الأنبياء إبراهيم وإلى يوم الناس هذا وإلى قيام الساعة، فريضة أبدية لا يرغب عنها إلا من سفه نفسه.
    وصدق القرآن الكريم تلك النبوءات في قوله تعالى:
    "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين".
    التعديل الأخير تم بواسطة محمود الحسن ; 12/03/2006 الساعة 01:11 PM
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد : بكة في الكتاب المقدس .. 
    باحث مربدي
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    124
    معدل تقييم المستوى
    20
    اخونا الشليب لك الف شكر وشكر على كل هذه المعلومات والتي ستتركني انظر من زاوية اخرى وبالخصوص عندما اثبت كيف قاموا بترجمة بكة اننا فعلا تركنا مجموعة تسكن في قلب العالم العربي وهم في الحقيقة اكبر عصابة مجرمة في التاريخ



    بالنسبة الي ما اراه هو فتح لغز ( اعتذر هنا ساستعمل النسخة الفرنسي )

    genese 11-26,32
    genese 21-1,3
    genese 24- 59,61 et 67

    الخ ....

    ABRaM تعني حسب اللغات القديمة الرب او الاب المهذب
    الخ ... من التفاسير حول الاسماء

    ساحاول ولو انه عمل شاق ومتعب ان اصل الى نتيجة


    لا تبخل ان تكتب عن كل شيء من هذه الزاوية



    لك الف تحية وتحية وشكرا لك
    Abdesslem Zayane
    Tunisie

    كامل مواضيعي :


    http://www.merbad.net/vb/forumdisplay.php?f=28
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد : بكة في الكتاب المقدس .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    عزيزي د مصطفى بو هندي،

    تحية طيبة وبعد،

    بحث جميل حول بعض أيات الكتاب المقدس. لا أوافقك على بعض تأويلاتك ومقترحاتك لكيف يجب أن تتم ترجمة بعض الكلكات فيه، ولكن هذا غير مهم حالياً.

    ما يهمني كمسيحي هو:

    1. ما علاقة "بكا" بغض النظر عن معناها بمكة التي في أرض الحجاز؟! وما دليلك على العلاقة التي تراها؟!

    2. بكا بالعبرية كتبت بالعبرية بالألف، فلماذا تريدنا أن نقلبها "هاء" وما الدليل اللغوي الذي تقدمه لتدعم ضرورة قلب الألف هاءً، مع العلم أن اللغتين العبرية والعربية تنبعان من الأصل عينه والذي يرجح أنه الآرامي؟!
    تعقيب بواسطة ابن العرب ..
    -----------------------------------------------------------
    د. مصطفى بو هندي ..

    هل قرأت كتاب كمال الصليبي " التوراة جاءت من جزيرة العرب " .
    وما هو رأيك ..

    هل نستطيع نقل هذا الموضوع القيّم , الى غير منتديات تعميما للفائدة ..

    بكل احترام .
    الشايب
    ------------------------------------------------------------
    الدكتور مصطفى ابو هندى تحيه على بحثك الرائع
    فقط اتمنى نشر الكتاب الذى ذكرته او ارساله لى اذا توفر لك الكترونيا
    من الممكن ان نتعارف فى رساله خاصه اذا اردت
    بالنسبه لمسأله بكا وبكه التى طرحها الاخ ابن العرب فاجابتها عندى من المخطوطات طبقا لكلام المفسر الشهير جدا ادم كلارك
    seven MSS. have bacheh
    سبع مخطوطات تحوى كلمة (بكه)
    وهذا فى تفسيره للايه
    اى ان هناك مخطوطات تذكرها بكه ولاحظ ما يعنينا هو حرف H فى اخر الكلمه بدلا من حرف الـ A
    اى ان اليهود عبثوا فى بعض المخطوطات وحولوها الى بكا ، وبقيت بعضها بكه كما يقول كلارك ولا مصلحه له فى الكذب
    التعقيب بواسطة : شريف حمدي " دكتور " .
    -----------------------------------------------------------
    تحية إلى الإخوة في المنتدى، وخاصة إلى الأخ ابن العرب الذي اطلعت على بعض دراساته المتميزة في هذا المجال، وأظن أن هذا المقال إنما هو بداية لحوار أتمنى أن يكون مثمرا وجادا ، وأتمنى أن تكون غايته الجدل العلمي النافع الذي يجعل المتجادلين يستفيدون من بعضهم البعض، مع احترام الخصوصيات ، واختلاف وجهات النظر ، فأما عن سؤالكم عن الفائدة من كون بكة منصوص عليها في الكتاب المقدس، فأظنها فائدة عظيمة، تساهم في التقريب بين أهل الأديان الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام. بحيث يكون الله سبحانه وتعالى قد اختار بيتا لعبادته تجتمع عليه كل أمم الأرض، وقد وكل إبراهيم الخليل به، وأعلمه أن هذا البيت ستتبارك فيه جميع عشائر الأرض، وأن هذه المباركة مباركة أبدية لا تختص بجيل دون جيل ولا بشعب دون شعب، سنة بعد سنة، فريضة دهرية إلى آخر الزمان، وأيما أمة أو شعب أو فرد ترك هذه الفريضة تقطع تلك النفس من شعبها، أو تلك الأمة من شعوب العالم وأممه، وقد صدقت الكتب المقدسة ورسل الله في ذلك، ولم تنقطع المباركة يوما منذ أن أسسها إبراهيم في الأرض، وقد جاء القرآن الكريم لتصديق هذا الأمر وبيانه، بعد أن تدخلت أهواء بعض الناس الذين رأوا أن إمامة هذا البيت قد سحبت منهم- لأن الإمامة لا ينبغي أن تكون إلا في أحد أسباطهم المخصصين لها- عندما خرجوا من الأرض المباركة إلى مصر، وتركوا بني أعمامهم فيها أئمة لهذا البيت المبارك للعالمين.
    وقد آن الأوان لتصحيح هذا الأمر والتأمل فيه من أجل اكتشاف الحقيقة التي لن تخفى إلى الأبد، وأنا مستعد أخي الفاضل لأن أناقش معك -باعتبارك باحثا مهتما- هذا الأمر بأدق تفاصيله، واعلم أنني مسرور جدا، بأن أناقش باحثا في مرتبتكم وشكرا.
    أما عن الأخ الذي أراد أن ينقل هذا الموضوع إلى مواقع أخرى، فسأكون سعيدا بمبادرته، وأرجو أن يعلمني بالنقاشات المثارة حول الموضوع
    تعقيب وردود الدكتور ابو هندي ..
    -------------------------------------------------------
    شكرا ..
    على السماح لي بالنقل لى منتدى , وفق اصول النقل والامانة..

    واجدني مضطرا لتكرار السؤال عليك فيما اذا اطلعت على كتاب الدكتور كمال الصليبي , التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

    بكل احترام ..
    الشايب
    ---------------------------------------------------------
    إلى الأخ الفاضل الشايب
    أشكرك على الاهتمام، وأخبرك أني قد اطلعت على أطروحة كمال الصليبي سنة 1989 وقد ضمنت بعض فقراتها في رسالة للماجستير ناقشتها في مقارنة الأديان، عن "العقائد الإسرائلية وأثرها في توجيه التفسير" في تلك السنة نفسها.
    أما بالنسبة للسؤالين الذين قدمهما ابن العرب وهما:

    1. ما علاقة "بكا" بغض النظر عن معناها بمكة التي في أرض الحجاز؟! وما دليلك على العلاقة التي تراها؟!

    2. بكا بالعبرية كتبت بالعبرية بالألف، فلماذا تريدنا أن نقلبها "هاء" وما الدليل اللغوي الذي تقدمه لتدعم ضرورة قلب الألف هاءً، مع العلم أن اللغتين العبرية والعربية تنبعان من الأصل عينه والذي يرجح أنه الآرامي؟!

    فأولا موضوع المزمور 84 هو التغني بديار الرب التي اشتاق إليها داود، وتبشير الساكنين ببيت الله والحاجين إليه بالفضل العظيم، لأن يوما ببيت الله خير من ألف بغيره، مما يعني أن هذا المكان قد كان الناس يعبرون إليه ويحجون على عهد داود، قبل أن يبني ابنه سليمان "بيت الرب" الذي سيصبح هيكلا لله في ما بعد، أما قبل ذلك فلا يمكن الحديث إلا عن "بيت إيل" الذي هو بيت الله الواحد.
    وثانيا يوجد هذا البيت بوادي بكة، وبه توجد "مورة" التي "تغطيها البركات"، والتي تدل دلالة أخرى على المكان الذي هاجر إليه إبراهيم عندما أمره الله بترك أرضه وعشيرته وبيت أبيه، والذهاب إلى الأرض التي يريه، فجاء إلى "بلوطة مورة" ب" شكيم"، وبنى "بيت إيل" الذي س" تتبارك فيه جميع عشائر الأرض"، وكان هذا هو الجزاء الأوفى لإبراهيم على الإنجازات التي حققها في حياته السابقة بأن يصير "أبا لجمهور من الأمم" وهو ما تعنيه "أبراهام"، أو صار إماما باللغة القرآنية.
    ثالثا: هذا هو المكان نفسه الذي صعد إليه يعقوب وأهله بأمر من الله للعبادة وتقديم القرابين وما إلى ذلك من الطقوس التي لا تعني إلا الحج، ثم سماه "إلون باكوت" والتي تحمل نفس التسمية لنفس المكان، كما يشهد به شارحو الكتاب المقدس أنفسهم، عندما يربطون بين أسماء هذه الأماكن بعضها ببعض.
    وأحب أن أذكر الأستاذ الفاضل أن لي بحوثا أخرى تتحدث عن مكة وأسامي أخرى كالصفا والمروة والكعبة وعرفة وعرفات، وكذا طقوس الحج من سعي وطواف ورمي جمرات والمبيت بمنى وغيرها من تفاصيل مثيرة ، وعن كل مواضعها في الكتاب المقدس، وسياقاتها، ومحاولات الإخفاء المتعمدة لا من طرف المترجمين أو المفسرين، وأظن أنه من خلال هذه المباحث سنتطلع إلى الموضوع بشكل أعمق وأجلى.
    وهنا أود أن أوجه سؤالي إلى ابن العرب: "هل يمكن لمكان أحاطه الله بكل هذه العناية، منذ تأسيسه من طرف إبراهيم وتغنى به داود في مزاميره، وتحدثت عنه جل أسفار العهد القديم- ويمكن أن نتدارس ذلك في أوانه-، ثم يأتي يوم تضيع آثاره وتغيب معالمه فلا يعرف مكانه أحد؟"، "وحينها فما معنى النصوص الكثيرة المتحدثة عن الصعود الواجب إلى هذا البيت على كل الأمم سنة بعد سنة، فريضة دهرية، فهل نسي العالم كله هذه الأوامر الإلهية وخالفوا أوامرالله وتركوا مناسكه بما فيهم أولئك الذين يقيمون بذلك البيت، ويعيشون من الرزق القادم إليه؟؟؟ أم هل أخلف الله وعده الذي ذكره في كتبه؟ أم أن الخطأ هو في فهم هذه الأمور وربطها بسياقاتها الكتابية والتاريخية والإنسانية، بعيدا عن روح الأنانية والإقصاء والتكبر والعنصرية التي عرفتها كل الأمم والشعوب فأثر ذلك على رؤيتها للعالم وقرائتها لأحداثه.
    إن مكة التي لا زال الحج إليها قائما إلى اليوم، بكل شعائره وطقوسه هي التفسير الوحيد الممكن لهذه النصوص الكتابية حتى تصدق نبوءات الكتاب، وهي مكان الحج الذي كان يحج إليه الناس قبل مجيئ محمد صلعم نفسه، والذي ما انقطع يوما منذ أن أسسه إبراهيم الخليل، ولم يبق بنو إسرائيل في هذا المكان، لأنهم هاجروا مع أخيهم يوسف إلى مصر وتركوا البيت الذي كان قبلة للعالمين في يد بني أعمامهم"بني عمون"،وهم بني إسماعيل، ولذلك فهم يسمونهم في أكثر من موضع "بني الأنبياء" أو "رجال الله" كلما تعلق الأمر بإمامة "بيت إيل".
    أما عن السؤال الثاني والمتعلق بكتابة بكة بالألف أو التاء أو الهاء أو بدون ذلك، فلا أحب أن أذكر أن التاء المربوطة لا توجد في اللغة العبرية، وبديلها هو الألف أو الهاء أو الواو والتاء، أو الياء والميم للجمع غير العالقل أو الجمع أو التعظيم، في بعض الحالات، والعجيب أنها كلها قد ذكرت في حالة "بكة".
    وتقبلوا تحياتي . د بو هندي ..
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد : بكة في الكتاب المقدس .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    عزيزي د مصطفى بو هندي

    لم آجد في مداخلتك دليلاً علميّاً على العلاقة بين المزمور ٨٤ ومكة التي في أرض الحجاز. كلّ ما وجدته هو سلسلة من الاستنتاجات -بغضّ النظر عن منطقيتها- بالإضافة إلى قفزة غير مدعومة بالأدلة من هيكل أورشليم إلى كعبة مكة.

    لكنني وجدتُ أيضاً -للأسف- نظرة سطحيّة جدّاً لتاريخ تشكيل المزامير وتكوّنها؛ نظرة تعترف ببراءة تلامس السذاجة بمصداقيّة النظرة اليهوديّة المتأخرة لليهود التي تعتبر سفر المزامير بأجمعه من وضع الملك داؤود وهي بالتأكيد نظرة تتلاشى فور مطالعة بعض المزامير وموضوعاتها المتأخرة ببضعة قرون عن زمن داؤود الملك وتبيّن اختلاف بيئتها وتباينها بين مجموعة وأخرى من مجموعات المزامير.

    لنأخذ على سبيل المثال، المزمور ١٣٧ حيث جاء فيه: "على ضفاف أنهار بابل، هناك جلسنا باكين، عندما كنّا لصهيون ذاكرين...". هذا المثال وحده كافي ليدلنا أنّه موضوع خلال حقبة السبي إلى بابل، أي بعد سقوط مملكة الجنوب حوالي العام ٥٨٦ قبل المسيح. وعليه فالمزامير ليست كلّها من وضع الملك داؤود.

    في الحقيقة، الكتاب المقدس نفسه يبيّن لنا آنّ المزامير ليستْ كلّها من وضع داؤود، فهو يذكر في فاتحة المزامير أنّ بعضها لداؤود، وبعضها لآساف، وبعضها لبني قورح وهكذا دواليك. والدراسات تشير إلى أنّ المزامير تقسم إلى ثلاث مجموعات.

    المجموعة الأولى تضم المزامير ٤١ - ٨٢ وتستعمل فيها كلمة "إلوهيم" (الله) في الكلام عنه تعالى بدل "يهوه" (الرب). ونجد في هذه المجموعة ثلاثة أقسام صغيرة: ١. مزامير منسوبة إلى داؤود (٥٠-٦٤ و٦٧-٦٩). ٢. مزامير منسوبة إلى بني قورح (٤١-٤٨). وبنو قورح هؤلاء هم من بني لاوي وهم مرتلون "يسبّحون الربّ بملء أفواههم" (٢ أخبار ٢٠، ١٩). ويشيدون بالمدينة المقدسة وبالهياكل. ٣. مزامير منسوبة إلى "آساف" (مزامير ٤٩ ،٧٢-٨٢). وآساف كان مرتّلاً في عهد داؤود الملك وأكمل أحفاده رسالته بعد العودة من جلاء بابل وكانوا مرتلين للرب وعددهم نحو ١٤٨ رجلاً (نحميا ٧، ٤٤). هناك أيضاً مجموعة لا يُذكر كاتبها (٦٥، ٦٦، ٧٠ وواحد منسوب لسليمان ٧١).

    المجموعة الثانية تضم المزامير ٣-٤٠ وتستعمل كلمة "يهوه" التي تلفظ "أدوناي"، إجلالاً لاسم الله تعالى. كلّ هذه المزامير - ما عدا المزمور ٣٢ - منسوبة إلى داؤود النبي. وداؤود بحسب الكتاب المقدس هو بادئ هذا النوع من الصلاة والأناشيد وهو منظّم الطقوس الدينيّة.

    المجموعة الثالثة، تضمّ المزامير ٨٣-١٥٠ ويمكن تقسيمها إلى قسمين: قسم يبدأ أو ينتهي بكلمة هللويا والقسم الثاني هي مزامير المراقي أو الصعود وهي التي يتغنّى بها الحجّاج لدى "صعودهم" إلى المدينة المقدسة.

    هذا الكلام الذي أوردته أعلاه، يا عزيزي، يضحد الادّعاء الذي تبني عليه نظريتك كلّها، من حيث أنّ الهيكل لم يكن قائماً في زمن داؤود الملك وعليه فلا بدّ أنّ المرنّم يشيد ببيت آخر، تريد أنت أن تجعله "مكة" التي في الحجاز (دون دليل يُذكر". وواقع الحال يشير إلى أنّها بالفعل مزامير قيلت للتغني بالربّ "يهوه" إله الهيكل، وبالهيكل، بيت الربّ الذي في القدس، ولا يوجد أي سبب يدعونا إلى التشكيك بالأمر فتاريخ تأليف المزمور متأخر عن زمن داؤود النبي وسليمان الملك.

    المزمور ٨٤ هو مزمور نشيد الحجّاج أو تعبير عن الحنين إلى الهيكل حيث يحفظ الله المؤمنين بسبب "نظره إلى وجه مسيحه" أي الكاهن الأعظم. ويقول المتكلم وهو من "بني قورح" الذين كانوا بوابي الهيكل: هذه الوظيفة المتواضعة على عتبة بيت الله خير له من ألف بيت .

    أما فيما يتعلّق "بوادي بكا"، فبعض المخطوطات تذكر "وادي البكاء" وغيرها "وادي البلسان". لكن أغلب الظنّ أنّ موقع وادي البكاء له علاقة وثيقة بموقع "البلسان" المذكور في ٢ صموئيل ٥، ٢٣-٢٤ מִמּוּל בְּכָאִים

    وبكائيم هنا هي جمع بكا. والحديث عن قيام داؤود بصد هجمة للفلسطينيين في محاولة لاحتلال القدس. فالربّ يقول لداؤود أنّه متى سمع صوت "خطواته" في رؤوس أشجار البلسان מִמּוּל בְּכָאִים، فإن الرب مع داؤود وعليه أن يهاجم وسينتصر. وهكذا كان.

    والحقيقة أنَّ اللفظة العبرية يمكنها أن تعني سواء البلسان وسواء البكاء لأن المفردة العبرية تحمل هذين المعنيين. والبلسان (شجر البكاء) هو المَيْس بحسب ما ورد في ٢ صموئيل ٥، ٢٣-٢٤. وموقع وادي الميس هو شمال وادي هينوم (جهنم)، وهو بحسب التقليد اليهودي المرحلة الأخيرة للحجّ على تقاطع الطرق الآتية من الشرق والغرب والشمال.

    النتيجة:
    1. تاريخ وضع المزمور لا يتعارض مع حقيقة أن الهيكل كان قائماً وكان اليهود يحجّون إليه زرافات ووحدانا.
    2. بكا تعني إما وادي البكاء أو وادي البلسان، واسم الموقع يتوافق مع الموقع المذكور في موضع أخر من الكتاب المقدس مما يؤكد أنه في القدس على مشارف جبل الهيكل.


    تقبل تحياتي القلبية
    -----------------------------------
    ابن العرب
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد : بكة في الكتاب المقدس .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    هذا الرد ليس نيابة عن الدكتور مصطفى
    انا لا اراك تعلق على كلام كلارك بوجود مخطوطات تحوى بكه بالهاء
    فهل يعنى هذا انك تسلم بهذه النقطه؟
    ثانيا هل قولك ان بعض المزامير فقط هى من وضع داوود (صوره من صور المشروع الالهى الانسانى الذى تحدثنا عنه)
    ثالثا انت لا تثبت تاريخ المزمور اصلا باى صوره من الصور ، ولا يوجد ما يمنع ان يكون مكتوبا قبل الهيكل ، ولا دليل على انه لاحق عليه

    رابعا بعض المزامير مجهولة المصدر ، فلماذا تعتبرونها مقدسه وهى مجهولة تماما ، فكيف يمكن تفسيرها بنظريه المشروع الالهى النبوى وكاتبها غير معروف

    خامسا هل بنى قورح انبياء ؟
    ارجوا اخبارنا وكيف يتم تطبيق هذا على المشروع الالهى النبوى فى الوحى
    ---------------------------------------------
    تعقيب : الدكتور شريف حمدي .
    --------------------------------------------------------
    عزيزي شريف حمدى،

    أولا، بخصوص كلام كلارك، فأنا لم أجد لا اقتباسات ولا استشهادات ولا إشارات إلى مواقع هذا الكلام في الكتاب المقدس. فكيف أتحقق من الاعاءات غير المدعومة وكيف أرد عليها؟!

    ثانيا، لا!

    ثالثا، بل يوجد ما يمنع ذلك لأن المزمور يحمل دلالات واضحة على تأخر تاريخ تدوينه. مثله مثل الماثال الذي أشرت إليه وهو بالتأكيد بعد النفي إلى بابل أي بعد 586 قبل الميلاد.

    رابعاً، لا يهم الكاتب، لأن الكتب المقدسة نشأت في حضن الجماعة المؤمنة. فالجماعة المؤمنة هي التي تحافظ على الوحي لا النبي فقط.

    خامساً، ليسوا أنبياء بل مرنمين في الهيكل. وله علاقة طبعا بكون "الجماعة المؤمنة" هي التي ترعى الوحي وتحفظه بمعونة الروح القدس وتحت إلهامه.
    ----------------------------------------------
    الرد : ابن العرب .
    ------------------------------------------------------------
    يبدو ان اليقونة التي تظهر في النصوص هي بديل عن --- ) . ---
    أما الارقام والاشارات مثل --- &#1636 او 1641 او 1640 ..
    فلم استطع ايجاد طريقة لتفسيرها , ولست متأكدا اذا ما كانت تهر على شاشات الزملاء ايضا ..
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 رد : بكة في الكتاب المقدس .. 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    نعم هي تظهر فعلاً لدينا ما تراه يراه الجميع لكننا نحس أحيانا ان تفكيرنا يخصنا وإذ به تفكير مشترك والكل لا يفصح عنه ظناً منه أنه الوحيد الذي يفكر به

    مثلا قد أفكر حالياً انه يجب ان نقتلع هذه الشرذمة ونرميها في البحر ثم تحرير الغرب من فكره المادي
    هل من أحد غيري يفكر بذلك

    تحياتي لك
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9 رد : بكة في الكتاب المقدس .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    صديقي ..

    انا أفضل سفن , لعل العالم الذي رماهم بلاوي علينا , يناله شيء من منهم ..

    ما رأيك . ؟
    رد مع اقتباس  
     

  10. #10 رد : بكة في الكتاب المقدس .. 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    بكـة في القرآن الكريم
    يقول ابن كثير في تفسيره:

    (( ... يخبر تعالى أن أول بيت وضع للناس أي لعموم الناس لعبادتهم ونسكهم يطوفون به ويصلون إليه ويعتكفون عنده للذي ببكة" يعني الكعبة التي بناها إبراهيم الخليل عليه السلام، الذي يزعم كل من طائفتي النصارى واليهود أنهم على دينه ومنهجه، ولا يحجون إلى البيت الذي بناه عن أمر الله له في ذلك ونادى الناس إلى حجه، ولهذا قال تعالى "مباركا" أي وضع مباركا "وهدى للعالمين".
    وقد قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أول؟ قال: "المسجد الحرام"، قلت: ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم بينهما؟ قال: "أربعون سنة"، قلت: ثم أي؟ قال: " ثم حيث أدركتك الصلاة فصل فكلها مسجد" وأخرجه البخاري ومسلم من حديث الأعمش به.
    وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا سعيد بن سليمان عن شريك عن مجالد عن الشعبي عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا" قال: كانت البيوت قبله، ولكنه أول بيت وضع لعبادة الله.
    وحدثنا أبي حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن خالد بن عرعرة قال: قام رجل إلى علي رضي الله عنه فقال: ألا تحدثني عن البيت، أهو أول بيت وضع في الأرض؟ قال: لا، ولكنه أول بيت وضع فيه البركة مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا، وذكر تمام الخبر في كيفية بناء إبراهيم البيت، وقد ذكرنا ذلك مستقصى في أول سورة البقرة فأغنى عن إعادته هنا.
    وزعم السدي أنه أول بيت وضع على وجه الأرض مطلقا والصحيح قول علي رضي الله عنه.
    فأما الحديث الذي رواه البيهقي في بناء الكعبة في كتابه دلائل النبوة من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبدالله بن عمرو بن العاص مرفوعا "بعث الله جبريل إلى آدم وحواء فأمرهما ببناء الكعبة، فبناه آدم، ثم أمر بالطواف به، وقيل له: أنت أول الناس، وهذا أول بيت وضع للناس"، فإنه كما ترى من مفردات ابن لهيعة، وهو ضعيف، والأشبه والله أعلم أن يكون هذا موقوفا على عبدالله بن عمرو ويكون من الزاملتين اللتين أصابهما يوم اليرموك من كلام أهل الكتاب.
    وقوله تعالى "للذي ببكة" بكة من أسماء مكة على المشهور قيل: سميت بذلك لأنها تبك أعناق الظلمة والجبابرة، بمعنى أنهم يذلون بها ويخضعون عندها وقيل: لأن الناس يتباكون فيها أي يزدحمون.
    قال قتادة: إن الله بك به الناس جميعا، فيصلي النساء أمام الرجال، ولا يفعل ذلك ببلد غيرها.
    وكذا روى عن مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وعمرو بن شعيب، ومقاتل بن حيان.
    وذكر حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال: مكة من الفج إلى التنعيم وبكة من البيت إلى البطحاء.
    وقال شعبة عن المغيرة عن إبراهيم: بكة البيت والمسجد، وكذا قال الزهري.
    وقال عكرمة في رواية وميمون بن مهران: البيت وما حوله بكة، وما وراء ذلك مكة، وقال أبو مالك وأبو صالح وإبراهيم النخعي وعطية العوفي ومقاتل بن حيان: بكة موضع البيت، وما سوى ذلك مكة.
    وقد ذكروا لمكة أسماء كثيرة مكة، وبكة، والبيت العتيق، والبيت الحرام، والبلد الأمين، والمأمون، وأم رحم، وأم القرى، وصلاح، والعرش على وزن بدر، والقادس، لأنها تطهر من الذنوب، والمقدسة، والناسة بالنون وبالباء أيضا، والباسة، والحاطمة، والرأس، وكوثاء، والبلدة، والبنية،والكعبة...)).
    ( تفسير ابن كثير)

    د. أبو شامة المغربي
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 16/03/2006 الساعة 11:19 PM
    رد مع اقتباس  
     

  11. #11 رد : بكة في الكتاب المقدس .. 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    بسم الله الرحمن الرحيم




    (بكــــــة ومكـــــــة)


    *
    قال تعالى في سورة آل عمران: "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين. فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا، ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا".

    *وقال عز وجل في سورة الفتح: "وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم ".




    نلاحظ اختلاف الاسم المستعمل لوصف البلد الحرام، والمكان الذي فيه… ففي الآية الأولى استعمل اسم بكة، وفي الثانية الاسم الشهير مكة، والسبب يتضح لنا عندما نعرف الفرق بين الاسمين، ثم نلاحظ سياق كل آية.


    فأما بكة فهي من البك، وهو لفظ يدل على الزحام، وآية آل عمران تتحدث عن الحج، والحج فيه زحام حيث يبك الناس بعضهم بعضا أي يتزاحمون.


    بكة اسم من أسماء مكة، سميت بذلك لأنها كانت تبك أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم. يقال: بكّ عنقَه: أي دق عنقه.


    أما سياق آية الفتح فليس في الحج، بل هو حديث عن البلد نفسه كموضع فاختير له الاسم المعتاد.

    و(مكة) من المك بمعنى الامتصاص، يقال: مك الفصيل ما في ضرع أمه أي امتص جميع ما فيه وشربه كله، ويقال مك العظم أي امتص ما فيه من المخ.


    وسميت مكة بهذا الاسم لقلة مائها وذلك أنهم كانوا يمتكون الماء فيها أي يستخرجونه، ولذلك يكون المعنى مأخوذا من اجتذابها للناس من كل مكان، وقيل: سميت مكة لأنها كانت تمُك من ظلم فيها وألحد أي تهلكه.



    د. أبو شامة المغربي




    رد مع اقتباس  
     

  12. #12 رد : بكة في الكتاب المقدس .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    تحية خالصة إلى كل الإخوة،
    أوجه حواري إلى الأخ "ابن العرب" لمناقشة الأفكار الواردة في تعليقه:
    أعتقد أن كل ما ذكرتُه إنما هو أدلة علمية على العلاقة الموجودة بين المزمور 84 ومكة التي في أرض الحجاز، بينما لا يوجد في هذا المزمور أي حديث عن الهيكل وهو لم يبن بعد، ثم إن داوود أو المغنين من بني قورح الذي يتغنون بهذا المكان، لابد أنهم بعيدون عنه وقد اشتاقوا إليه، ولا يمكن أن يكونوا مقيمين به وحراسا لأبوابه، ثم يحنون إليه كما تقول:
    " نشيد الحجّاج أو تعبير عن الحنين إلى الهيكل حيث يحفظ الله المؤمنين بسبب "نظره إلى وجه مسيحه" أي الكاهن الأعظم. ويقول المتكلم وهو من "بني قورح" الذين كانوا بوابي الهيكل: هذه الوظيفة المتواضعة على عتبة بيت الله خير له من ألف بيت ."
    أما إن كان هذا النص من النصوص الموضوعة " خلال حقبة السبي إلى بابل، أي بعد سقوط مملكة الجنوب حوالي العام ٥٨٦ قبل المسيح" فهو يعني أن هيكل أورشليم لم يعد له وجود، ولا بقي لبني قورح وظيفة وهو المسبيون إلى بابل، ولا بقي للحجاج إلى هذا المكان معنى، فكيف يشتاقون ويتغنون ويرغبون في مكان لا وجود له في زمن تغنيهم به؟ ولا في الأزمنة التي تليه وإلى يومنا الحاضر؟؟
    وهنا أجدني أستشهد بعبارات الأستاذ نفسها " لكنني وجدتُ أيضاً -للأسف- نظرة سطحيّة جدّاً لتاريخ تشكيل-ليس فقط- المزامير وتكوّنها؛-وإنما الكتب المقدسة برمتها- نظرة تعترف ببراءة تلامس السذاجة بمصداقيّة النظرة اليهوديّة المتأخرة لليهود التي تعتبر "أنه لا يوجد في الأرض إلا مكان مقدس وحيد معتبر، وهو هيكل أورشليم، وأن كل ما عداه من البيوت إنما هي بيوت المرتفعات التي ينبغي أن تهدم ويهلك أهلها"، بما فيها بيت إيل الذي كان أول بيت وضع في الأرض، ليكون بيتا لله تقام فيه مشاعره وتؤدى فيه شعائره، فريضة أبدية سنة بعد سنة، لم يتركها أحد من الأنبياء والصالحين، بدءا من إبراهيم ويعقوب، وإلى أنبياء بني إسرائيل المتأخرين بمن فيهم داود وسليمان ، عليهم السلام جميعا.
    وهنا أتوجه إلى "ابن العرب" لتذكيره بأن كل الخرائط المرافقة للكتب المقدسة، وكل الاستراتيجيات العالمية، والسياسات الدولية، المبنية عليها، وخصوصا في الشرق الأوسط، قد أسست على تلكم النظرة التي " تعترف ببراءة تلامس السذاجة بمصداقيّة النظرة اليهوديّة المتأخرة "، والتي على أساسها قسمت الشعوب والأجناس واللغات والتاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والعلوم وغيرها، ولا أحتاج لتذكير "ابن العرب" أن نصيب "ابن العرب" كان هو أبخس نصيب، فهو "ابن الجارية الذي لا يرث مع ابني إسحاق"، "فتنزع منه بكوريته"، "وتسرق وتباع منه بركته"، "ويلقى هو وأمه في الصحراء من غير نصيب"، "وبأمر من الله"؟؟؟
    لابد من الإشادة بالجرأة التي يتحدث بها "ابن العرب" عن الكتب المقدسة، عندما يتحدث عن "تأخر تاريخ تأليف المزامير"، وهو يعلم ما يترتب على هذا القول من فتح باب نقد الكتاب المقدس على مصراعيه، كما يفتح بشكلي آلي باب نقد الفهم المترتب على هذه النصوص في صيغتها الأصلية. ولهذا أدعو الأستاذ المحترم ليكون مستعدا لتغيير مجموعة من مفاهيمه المبنية على تلكم النظرة التي " تعترف ببراءة تلامس السذاجة بمصداقيّة النظرة اليهوديّة المتأخرة ".
    فأما قوله: " هذا الكلام الذي أوردته أعلاه، يا عزيزي، يدحض الادّعاء الذي تبني عليه نظريتك كلّها، من حيث أنّ الهيكل لم يكن قائماً في زمن داؤود الملك وعليه فلا بدّ أنّ المرنّم يشيد ببيت آخر، تريد أنت أن تجعله "مكة" التي في الحجاز (دون دليل يُذكر". وواقع الحال يشير إلى أنّها بالفعل مزامير قيلت للتغني بالربّ "يهوه" إله الهيكل، وبالهيكل، بيت الربّ الذي في القدس، ولا يوجد أي سبب يدعونا إلى التشكيك بالأمر فتاريخ تأليف المزمور متأخر عن زمن داؤود النبي وسليمان الملك." فالجواب عليه أن الهيكل ما كان قائما على عهد داود، ولا كان قائما على العهد الذي تتحدث عنه في السبي، لأنه قد هدم وأخذت آنيته وأخشابه وسبي أهله، فأي هيكل يمكن الحديث عنه حينها. والنص لا يتحدث عن خراب الهيكل ولا السبي ولا ذهاب المملكة أو ما يسمى بالمراثي، وإنما يتحدث عن الاشتياق للوقوف أمام الرب، في بيته بوادي بكة، حيث التسبيح الدائم ، وليس المؤقت، أو الذي كان في وقت من الأوقات:
    Psa 84:4
    (4) طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ أَبَداً يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ.
    (5) طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ.
    (6) عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ.
    فالتسبيح دائم وأبدي، لا ينقطع ولا يفتر بالليل والنهار، وهو ما لا يوجد بالهيكل المتحدث عنه، والذي لم يكن موجودا بزمن داود، ولا كان موجودا بزمن السبي البابلي، فأين التغني بالساكنين ببيت غير موجود، المسبحون بهيكل لا تقام فيه الصلاة، والحجاج إلى بيت متهدم؟؟؟ ومن ثم فإن محاولات الربط التي تقوم بها يا "ابن العرب" في هذا الشأن غير مجدية، وقد قام بها قبلك دارسون للكتاب المقدس- نقلتَ بعض أقوالهم- لكنهم لم ينجحوا.
    أخي يا "ابن العرب" لقد بينت لنا أننا قد أخطأنا عندما اعتبرنا المزمور84 من كلام داوود، بدليل تأخير تأليف المزامير، وأتيتنا بمثال،وهو المزمور 137، جعلته وحده كافيا" ليدلنا أنّه موضوع خلال حقبة السبي إلى بابل، أي بعد سقوط مملكة الجنوب حوالي العام ٥٨٦ قبل المسيح."، وعلى أساس ذلك دحضت الادّعاء الذي نبني عليه نظريتنا كلّها،" من حيث أنّ الهيكل لم يكن قائماً في زمن داؤود الملك وعليه فلا بدّ أنّ المرنّم يشيد ببيت آخر،" وأريد أنا -كما تقول- "أن أجعله "مكة" التي في الحجاز (دون دليل يُذكر". وواقع الحال يشير إلى أنّها بالفعل مزامير قيلت للتغني بالربّ "يهوه" إله الهيكل، وبالهيكل، بيت الربّ الذي في القدس، ولا يوجد أي سبب يدعونا إلى التشكيك بالأمر فتاريخ تأليف المزمور متأخر عن زمن داؤود النبي وسليمان الملك". وقد نتفق معك يا أستاذ على كل مقدماتك، لكنها لا تؤدي بالضرورة إلى النتائج التي تبنيها عليها، فتأليف المزمور في وقت متأخر، لا ينفي أن يكون من الأغاني المأثورة عن داود، ومشكلة المزمور 137 لا تنسحب على المزمور84 بالضرورة وعلى كل المزامير الأخرى، وكل ذلك لا يتنافى مع التغني بوادي بكة الذي يعبر إليه الحجاج إلى بيت الله الحرام قبل داوود وعلى عهده ومن بعده ، ويسبحون الله فيه دائما ويسجدون ويركعون ويطوفون ويعظمون شعائر الله فيه.
    غير أن "ابن العرب" لما أكمل محاولته الأولى بإقناعنا أنه لا علاقة لداود بوادي بكة، ولم يكن هو المتغني به، وإنما تغنى به بنو قورح بعد قرون من زمن داوود، نراه في محاولته الثانية، يعيد هدم ما بناه، عندما يعتبر أن وادي بكة الوارد في المزمور 84 له علاقة وثيقة بالموقع المذكور في ٢ صموئيل ٥، ٢٣-٢٤ מִמּוּל בְּכָאִים، ثم فسر لنا هذه العلاقة بقوله:
    "وبكائيم هنا هي جمع بكا. والحديث عن قيام داؤود بصد هجمة للفلسطينيين في محاولة لاحتلال القدس. فالربّ يقول لداؤود أنّه متى سمع صوت "خطواته" في رؤوس أشجار البلسان מִמּוּל בְּכָאִים، فإن الرب مع داؤود وعليه أن يهاجم وسينتصر. وهكذا كان".
    وهنا علينا أن نذكر الأستاذ بأن هذا الربط قد جعل داوود في قلب الأحداث، وجعل هذا المكان مقدسا إذ هو مكان الساكنين في بيت الله والعابرين بوادي بكة، فكيف يهاجمه داوود، بغض النظر عن موقعه؟ وإن حاول "ابن العرب" أن يجعل داود مدافعا عنه، بينما يتحدث النص عن هجوم لامتلاك أرض الرفائيين:
    (2Sa 5:22) ثُمَّ عَادَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ فَصَعِدُوا أَيْضاً وَانْتَشَرُوا فِي وَادِي الرَّفَائِيِّينَ.
    (2Sa 5:23) فَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ فَقَالَ: «لاَ تَصْعَدْ، بَلْ دُرْ مِنْ وَرَائِهِمْ وَهَلُمَّ عَلَيْهِمْ مُقَابِلَ أَشْجَارِ الْبُكَا
    (2Sa 5:24) وَعِنْدَمَا تَسْمَعُ صَوْتَ خَطَوَاتٍ فِي رُؤُوسِ أَشْجَارِ الْبُكَا حِينَئِذٍ احْتَرِصْ، لأَنَّهُ إِذْ ذَاكَ يَخْرُجُ الرَّبُّ أَمَامَكَ لِضَرْبِ مَحَلَّةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».
    (2Sa 5:25) فَفَعَلَ دَاوُدُ كَذَلِكَ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ جَبْعٍَ إِلَى مَدْخَلِ جَازَرَ.
    ولقد رأينا فيما سبق عيوب هذه الترجمة، وخصوصا في قضية المكان، واقترحنا بديلا لها أكثر انسجاما مع النص، وهو:
    23- وسأل داود الرب فقال له: "اصعد وطف من ورائهم، وآت إليهم أمام بكة"
    24- فيكون بسمعك صوت صاعد بأعالي بكة، فانتبه حينئذ لأن الله أمامك ليهبك محلة الفلستيين.

    كما أننا أشرنا في إحدى الملاحظات إلى ما كرر "ابن العرب" الخطأ فيه، عندما ترجم מִמּוּל בְּכָאִים ، بأشجار البكا، إذ قلنا:
    1-" والملاحظ أن " " أو " הבכאים" ليس فيها أي ذكر للأشجار، لتترجم ب" أَشْجَارِ الْبُكَا " للعربية، و " mulberry trees" للإنجليزية، وإنما هي "בכא" أي "بكة" و "ים" وهي الياء والميم الدالة على الجمع في العبرية، ويماثلها الواو أو الياء والنون في العربية، وهنا تعني المنطقة أو سكانها. والظاهر أنها تدل على المكان، وإن دلت على أصحاب المكان فستكون ترجمتها "البكيين" نسبة إلى بكة، وفي كل الأحوال فلا ذكر للأشجار هنا".
    وقد أضاف إليها ابن العرب "أشجار البلسان" كما نقله عن المفسرين السابقين.
    أود من "ابن العرب" أن يقف معي وقفة أكلم فيها عقله وقلبه، وأرجو أن يتحرر ولو لبعض الوقت من أسر مسلماته، على المقطع الأول من النص الذي نحن بصدد مدارسته، والذي جاء فيه الحديث عن مكان الأحداث:
    (2Sa 5:22) ثُمَّ عَادَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ فَصَعِدُوا أَيْضاً وَانْتَشَرُوا فِي وَادِي الرَّفَائِيِّينَ.
    فالأحداث تطرأ بوادي الرفائيين، وبها يؤمر داود بالصعود إلى בכאים (بكاييم) موضوع النقاش، مما يعني أنها توجد بوادي الرفائيين، ولنستمع لسفر التثنية وهو يحدثنا عن هذا الشعب:
    Deu 2:10 (الإِيمِيُّونَ سَكَنُوا فِيهَا قَبْلاً. شَعْبٌ كَبِيرٌ وَكَثِيرٌ وَطَوِيلٌ كَالعَنَاقِيِّينَ.
    Deu 2:11 هُمْ أَيْضاً يُحْسَبُونَ رَفَائِيِّينَ كَالعَنَاقِيِّينَ لكِنَّ المُوآبِيِّينَ يَدْعُونَهُمْ إِيمِيِّينَ.
    فالرفائيون يا "ابن العرب" في هذا النص، يدعوهم المؤابيون "إيميين" "האמים"، أي "الأميين"، وهم العرب الذين كانوا أئمة البيت الحرام قبل مجيء الإسلام، والذين بعث فيهم النبي محمد عليه الصلاة والسلام. وأرضهم بالتأكيد لا علاقة لها بأورشليم وهيكلها الذي لم يبن بعد، ولن تقول لي أن هذه الأحداث التي وقعت لداود قد وقعت له بعد وفاته، وبعد بناء ابنه سليمان للهيكل بأورشليم؟
    وأود بالمناسبة يا "ابن العرب" أن أضيف إليك نصا ثانيا، من نفس السفر، يؤكد ما ذكرناه:
    (Deu 2:19) فَمَتَى قَرُبْتَ إِلى تُجَاهِ بَنِي عَمُّونَ لا تُعَادِهِمْ وَلا تَهْجِمُوا عَليْهِمْ لأَنِّي لا أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ مِيرَاثاً - لأَنِّي لِبَنِي لُوطٍ قَدْ أَعْطَيْتُهَا مِيرَاثاً.
    (Deu 2:20) (هِيَ أَيْضاً تُحْسَبُ أَرْضَ رَفَائِيِّينَ. سَكَنَ الرَّفَائِيُّونَ فِيهَا قَبْلاً لكِنَّ العَمُّونِيِّينَ يَدْعُونَهُمْ زَمْزُمِيِّينَ.
    فالرفائيون حسب هذا النص – كذلك- من بني عمون، وبنو عمون يدعونهم زمزميين، وهو ما يعني أن لا علاقة لهذا المكان المتحدث عنه بأورشليم وهيكلها كما تذهب إليه يا "ابن العرب"، بل إن النبي قد أكد لبني إسرائيل أنه لا يعطيهم أرض بني عمون ميراثا، لأنها أعطيت لبني لوط. وحقيقة الأمر أن بني عمون إنما هم أبناء العم، أبناء إسماعيل، لكن الحسد والغل الذي كان في قلوب مزوري التوراة جعلهم ينسبون إليهم كل نقيصة، بدءا من أصلهم، حتى نسبوهم إلى زنا المحارم، واتهموا لوطا وهو نبي من أنبياء الله بالزنا بابنتيه ليقولوا عليهم بهتانا عظيما.
    وإن النص الذي بين أيدينا ليؤكد أن المقصودين بالرفائيين هم من يسميهم بنو عمون الزمزميين، نسبة إلى بئر زمزم ومائها، وهي عين الماء التي بوادي بكة، وهو ما يؤكد مرة أخرى أن المكان الذي صعد إليه داود لم يكن بأورشليم ولا بهيكلها، الذي لم يبن بعد كذلك، وإنما هو بيت الله الذي بوادي بكة، وقد صعد إليه ليقف أمام الله ويسأله ويقيم شعائر الله فيه ويعظم مشاعره، ولا علاقة لكل ذلك بالحروب والعداوات والأحقاد التي ينفثها السفهاء من الناس على أنبياء الله وبيوت عبادته.
    ولا أريد أن أطيل على "ابن العرب" في بيان "من هم الرفائيون والجبعونيون والمعكيون والعمونيون الذين جاء داود إلى أرضهم؟" لأن عشرات النصوص من الكتاب المقدس تتحدث عنهم، وتأمر بني إسرائيل إن جاءوا إلى أرضهم، أن يدفعوا ثمن طعامهم وشرابهم وخدمتهم، وأن لا يعادوهم ويهاجموهم، لأنهم خدام بيت الله في المكان الذي اختاره.
    وحتى لا أطيل أكثر، فسأنتقل معك يا "ابن العرب" إلى النتيجة التي خرجت بها وهي:
    النتيجة:
    1. تاريخ وضع المزمور لا يتعارض مع حقيقة أن الهيكل كان قائماً وكان اليهود يحجّون إليه زرافات ووحدانا.
    2. بكا تعني إما وادي البكاء أو وادي البلسان، واسم الموقع يتوافق مع الموقع المذكور في موضع أخر من الكتاب المقدس مما يؤكد أنه في القدس على مشارف جبل الهيكل.
    لأقول لك:
    1 – إن كان المزمور84 من أقوال داود، فلا معنى للتغني فيه بالاشتياق إلى بيت لم يبن بعد، وإن كان من أقوال المغنين في زمن السبي، فلا معنى للتغني بالساكنين في بيت لا وجود له، وبالعابرين إلى مكان قد صار خرابا، ولا صلاة ولا تسبيح دائمين فيه، فكيف يكون الاشتياق للوقوف به وهو على هذا الحال؟ وفي المقابل، فإن بيت الله الذي بوادي بكة، قد اختاره الله ليكون بيته لمباركة جميع أمم الأرض، ولتأتي إليه جميع جزائر الأرض، فتهلل فيه وتسبح وتصلي وتصوم وتذبح وتطوف وتعكف وتنذر وتشكر الله على ما وهبها من بهيمة الأنعام، بشكل دائم، سنة بعد سنة فريضة أبدية، لا تنقطع، قبل داود ومع داود وبعد داود. فيكون التغني به هو المقصود في كل الأزمنة.
    وهذا المكان يوجد بأرض الرفائيين الذين ليسوا من بني إسرائيل، وإنما من بني عمهم إسماعيل، وهي أرض الأميين و أرض الزمزميين، ولا يأتيهم بنو إسرائيل إلا زائرين أو حاجين، يدفعون ثمن طعامهم وشرابهم وخدمتهم، ويؤدون نسكهم ويعودون إلى أرضهم البعيدة عن هذا المكان.
    وكل ذلك طبعا لن يكون بأرض أئمتها هم بنو إسرائيل ، ولذلك جاءت الأخبار عن هذه المكان وأهله متناقضة وعدوانية وحاقدة، وقد آن الأوان لفضح كل ذلك، وأظنك يا من اختار اسم "ابن العرب" تستطيع أن تدافع عن اختيارك هذا بالمساهمة الموضوعية العلمية في هذه العملية إذا كنت من المنصفين، ولست أستبعد أن تكون منهم.
    أما مدة قيام الهيكل فلم تتجاوز مدة مملكة سليمان التي سقطت بعد وفاته عليه السلام بقليل، ولا يمكن لهذه المدة التي لا تصل أبدا إلى القرن الواحد، أن تفسر كل الأحاديث الموجودة عن بيت الله في أسفار الكتاب المقدس ، والمتحدثة عن عشرات القرون من الزمن، من بعد سليمان ومن قبله، وهو ما يسقط كل محاولات الادعاء القائمة.
    2 – بكة اسم مكان اختاره الله ليكون فيه بيته، في زمن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، وقد سماه يعقوب بهذا الاسم قبل أن يكون لبني إسرائيل كيان، وتكون بني إسرائيل إنما كان بعد خروجهم من مصر، وقد تركوا قبل ذلك هذا البيت الذي ببكة لبني عمهم، بني عمون والزمزميين والأميين والجبعونيين، الذين تكفلوا بخدمته التي لم تنقطع، وهو ما تحدث عنه الكتاب المقدس بأدق التفاصيل، على الأقل في الأسفار المتحدثة عن ما كان قبل بناء المملكة والهيكل، وليس ممكنا يا "ابن العرب" أن يقص علينا الكتاب المقدس أحداثا طرأت في مكان لم يوجد بعد. وإن ما تقوله يا "ابن العرب" يتنافى مع ما قاله المفسرون والمترجمون، الذين يعتبرون المكان بعيد عن القدس، وفي طريق الحجاج إليها، وهو مكان غير معلوم، وقد يكون مكانا رمزيا ليس إلا.
    وأشكر كل الإخوة الذي تابعوا معنا هذا الحوار، الذي أظن أنه سيفتح بابا مهما للبحث العلمي في هذا المجال.
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. هل تعتقد أن الثورات العربية ستمهد لتحرير بيت المقدس قريباً
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 17/04/2011, 10:36 PM
  2. بيت المقدس وماحوله
    بواسطة فيصل الملوحي في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05/06/2010, 08:23 AM
  3. فرنسيون في بيت المقدس
    بواسطة فيصل الملوحي في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09/01/2010, 03:12 AM
  4. لم ابتعت هذا الكتاب ؟
    بواسطة د.ألق الماضي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 30/07/2006, 12:13 AM
  5. أيها الكتاب
    بواسطة د.ألق الماضي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11/03/2006, 11:11 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •