هذا ما جناه علي الإنســــــــان ...
ترى ما عساها تقول الأيام ..؟
هذا ما جناه علي الإنسان ...
مثير جدا ما تكون عليه الأيام من حال وهي حامل بسوء ما صنع الإنسان، إذ تظل تشكو في عناء مر حملها الكريه، وتحاول غير مقصرة وضع ما أثقلت به في أقرب فرصة تتاح لها، لكنها تصدم عندما تدرك أن ذاك الحمل الذي أكرهت عليه مرغمة غير قابل للوضع .. كيف ستضع حملا تناثرت أعضاؤه ..؟ كيف ستبدي ما بأحشائها وبعضه في صراع واقتتال مع بعض ..؟ هل ستكشف عن حرب دامية ضروس لا هوادة فيها ..؟
إنها تخجل من مجرد التفكير في هذا الصنيع، وفي ذات الآن تبعث صرخة مدوية من أعماقها، وترسل نداء قويا من أعماق أعماقها على أجنحة السؤال .. متى تنتهي الحرب لأضع السلم مكانها ..؟
لم يزج الإنسان بنفسه في ديجور الشقاء ..؟ مهلا .. مهلا .. إن هذا السؤال لمشبع بالعديد من الإستفهامات، لكن ما دام التفكير ورد بشأنه، فذلك لأن له وجودا لا سبيل إلى تجاهله .. ترانا حاولنا التفكير يوما في ذلك الخيط الرفيع من السعادة، الذي يؤاخي بين الإنسان والأيام المتداولة بين الناس ..؟ هل سعينا يوما إلى الوقوف على حقيقة السعادة المنتزعة من بين أنياب الشقاء ..؟
ثمة من سينظر إلى هذه الأسئلة شزرا، وقد يراها آخرون من قبيل العبث ..؟ قل ما شئت .. قل ما يروق لك .. لكن عندما يخلد لسانك إلى الراحة بعد تعب القول، أعد النظر في ما تقول ...
لم يضن الإنسان ويبالغ في بخله بالسعادة على نفسه ..؟ شبيه حال الإنسان المفتقد إلى السعادة بغصن شجرة وحيدة، وهي تفتقد دفء وحفيف الأوراق الخضراء زمن الخريف ...
د. أبو شامة المغربي
