إمرأة من بلادي:سلافة الحجاوي
بقلم د.ماجد عرب الصقر الزبيدي
mzubidi2008@gmail.com

سلافة الحجاوي هي سلافة أو حكاية متميزة في العطاء...لم تهد الصعاب والمحن والتشرد والحزن وتقلب الأيام،عزيمتها أو تنل منها مقدار مثقال !!هي صورة أو "طبسلة" ل"جبل النار" وعناد "جرزيم"و"عيبال" في مقارعة الرياح العاتية...ذهبت الرياح والعواصف وكل التتار الجدد وبقي "جرزيم" وشقيقه "عيبال" شاهدان على أصالة هذا الشعب وعنفوانه...ومثلما هي جميلة ومدهشة منذ أن كانت ملكة جمال كلية اللغات في مدينة الماء والنخيل والجمال والعنفوان...بغداد العروبة ،في مطلع خمسينيات القرن الميت، ماتزال سلافة تشع جمالا وعطاء ونتاجا وتلد كل لحظة كلمات عذبة...لكن الأهم في سلافة أنها بقيت وطنية وعروبية تعشق فلسطين والعراق!!هل أدرك أحد بعد الحبل السري بين القدس وبغداد؟؟؟لم يهن من عزيمة سلافة إنهيار حلمها الشخصي وهجران فلذات اكبادها في أصقاع الدنيا ولا هجرتها كطائر لقلق بين تونس وغزة والضفة...كانت تعي ضخامة الضريبة ومرارة التجربة وصعوبة المناورة للبقاء على قيد الحياة في محيط يطوقه الغزاة والعملاء ومن لهم وجوه الماء والمنافقين وكل ضباع الليل...هن نساء نابلس لهن لونهن الخاص والفريد ولهن جمالهن وثقافتهن وسفر طويل من التراث تضرب جذوره في أعماق أعماق جوف "عيبال"و"جرزيم".


عندما تدخل مكتب سلافة ،إن كان في تونس ،إبان عملها في مكتب مستشاري الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات،أو مكتبها في قلب مدينة غزة،لاحقا،أثناء توليها مدير عام مركز التخطيط الفلسطيني،تجد المكتب وقد غطت طاولاته العديد من الفصليات والشهريات البحثية العالمية من الدوريات الإنجليزية والعربية ،المتخصصة في موضوعات الصراع العربي مع الصهاينة والقضية الفلسطينية،من مثل:"السياسة الخارجية=
forein policyو"الشؤون الخارجية=foreign affairs ومجلة الدراسات الفلسطينية =Journal of Palestine studies الصادرة بالإنجليزية منذ العام 1973م بالتعاون بين مؤسسة الدراسات الفلسطينية(مؤسسة عربية مستقلة مقرها بيروت وواشنطن)بالتعاون مع جامعة كولومبيا (من محرريها الأوائل المفكران العربيان الفلسطينيان :إدوارد سعيد وهشام شرابي رحمهما الله ألأستاذان المتميزان بالجامعة ذاتها) والنسخة الفرنسية والعربية من المجلة ذاتها ،والتي يحررها بالفرنسية المفكر أ.د..إلياس صنبر،وبالعربية ا.د. أحمد سامح الخالدي والصديق محمود سويد ،فضلا غن دوريات إنجليزية أخرى من مثل:فصلية القدس=the Jerusalem Quarterly و"مجلة جيش حرب العدو= IDF Journal و"تقرير واشنطن للشرق الأوسط"=the Washington Report on theMiddle east،إضاقة لتقارير دورية من معاهد ومراكز أبحاث يعمل فيها ويكتب لها متخذو قرارات كبار في السياسة الخارجية الأميركية والأوروبية مثل تقارير معهد بروكينغز ومؤسسة كارنيجي .

إلى ذلك ستجد على مكتب سلافة ،سلسلة طويلة من الدوريات العربية البحثية المتخصصةمثل :"شؤون فلسطينية "الصادرة عن مركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية عام 1971م ببيروت ونيقوسيا والتي أسسها المفكران الكبيران فايز وانيس صايغ رحمهما الله بتكليف من المرحوم القائد الكبير أحمد أسعد الشقيري ابو مازن( الريئس الأول والمؤسس لمنظمة التحرير الفلسطينية ومندوب سابق للسعودية وسوريا في مجلس الأمن الدولي ومحامي عربي وعالمي كبير والذي توفي عام1981م)،و"شؤون عربية "الدورية الصادرة عن جامعة الدول العربية ،والتي أسسها وجررها المفكر أنيس صايغ ثم الهيثم الأيوبي،و"قضايا عربية" الشهرية ثم الفصلية العربية الصادرة في بيروت ،و"السياسة الدولية "المسنتمرة بالصدور حتى الان والتي صدرت في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ورأس تحريرها المتخصص العربي المصري الكبير بالشؤون الإفريقية بطرس بطرس غالي (الوزير المصري السابق والأمين العام للأمم المتحدة الأسبق)،و"الفكر الإستراتيجي العربي"التي يصدرها معهد الإنماء العربي ببيروت بدعم مالي من ليبيا،و"مجلة مركز الدراسات الفلسطينية "في جامغة بغداد والتي ساهمت بتأسيها وتحريرها والكتابة بها سلافة الحجاوي ذاتها وغيرها من الدوريات العربية الفاعلة.
وترى إلى جانب كل ذلك الصحف اليومية العربية الأساسية في حرية الكتابة والتعبير والنفوذ:"النهار" و"السفير" البيروتيتين،و"الحياة"و"القدس العربي"و"الشرق الأوسط"اللندنية،و"الحياة الجديدة "و"القدس"و"الأيام"الفلسطينية،و​"الوطن"و"السياسة"و" الرأي العام"و"الأنباء"الكويتية ،و"الأهرام" و"لوموند" الباريسية ،و"الواشنطن بوست" و"الفايننشال تايمز" و"جيروازليم بوست"و"الغارديان" وغيرها من الدوريات الأسبوعية المهمة مثل :"التايم"و"الإيكونوميست" !!


كانت سلافة وما تزال منارة فكرية وثقافية وأدبية من طراز رفيع مقارنة مع بنات جنسها من الكاتبات العربيات ،إذ تميزت عنهن بإنخراطها المباشر في ميادين الفعل الميداني المباشر في شؤون قضيتها الفلسطينية وقضايا امتها العربية من خلال تفرغها العملي في مؤسسات عربية ثم تاليا في مؤسسات فلسطينية ذات صبغة سيادية،جمعت حولها في كل تلك المؤسسات نفر من قادة الفكر والسياسة والأدب!!
لسلافة ولكل أمثالها من المبدعات العربيات مليار تحية وتقدير وإحترام ،ذلك أننا أمة إعتادت أن تكرم مبدعيها بعد رحيلهم ،لكن الأمم الأخرى تكرم مبدعيها في حياتهم ومماتهم مغا!!وهم الأصح والأفضل بالطبع!سلافة الآن في نابلس مسقط رأسها بعد أن تركت ببغداد نخلتين باسقتين من رحمها من صلب زوجها الشاعر العربي العراقي التقدمي كاظم جواد وهو الزواج الذي شهد عليه صديق زوجها وصديقها مبتدع الشعر العربي الحر :بدر شاكر السياب!! وقد يكفي سلافة أنها أول من مترجم عربي لأشعار الثورة الفلسطينية للغة الإنكليزية قبيل مطلع العام
1970م، وعدد كبير من الكتب والدراسات البحثية في موضوعات القضية الفلسطينية والصراع العربي مع الغزاة الصهاينة!!