منهجية جديدة في التاليف المعجمي العربي:


معجم مفاهيم المعلوماتية الشارح للزبيدي


مراجعة د. محمد الخطيب


صدر حديثا للدكتور ماجد خالد توهان الزبيدي الأستاذ المساعد بقسم علم المكتبات والمعلومات بكلية العلوم الإدارية والمالية بجامعة فيلادلفيا ، عمله المرجعي الثاني بعنوان:"معجم مفاهيم علوم المكتبات والمعلومات في الفضاء الرقمي :إنجليزي/عربي" عن الشبكة العربية للتعليم المفتوح والتعليم عن بعد وبدعم من "إتحاد الجامعات العربية".

يقع المرجع الجديد في 365 صفحة من الحجم الكبير، من خلال غلاف مقوى،وهو الثاني في سلسلة (الإتجاهات الحديثة في علوم المكتبات والمعلومات) ،للمؤلف، والرابع عشر من سلسلة منشورات الشبكة العربية.
تميز معجم الزبيدي عن كل المعاجم العربية السابقة في موضوع علوم المكتبات والمعلومات بتقديم شرح موسوعي لمئات من المفاهيم والمصطلحات الحديثة والجديدة التي ولدت في بيئة الشبكات والفضاء الرقمي للنشر العلمي من خلال البحث في آلاف من المواقع الشبكية ومقالات الدوريات الإلكترونية في موضوعات ومباحث علوم المكتبات والمعلومات وقواعد البيانات والنشر العلمي الإلكتروني ،وصناعة المعلومات وخدماتها الآلية وتوزيعها ومؤسساتها العاملة في بيئة الشبكات،عكس المعاجم والقواميس العربية المماثلة للموضوع التي إنصبت على ترجمة مصطلحات ومفردات من معجم أو اكثر من معاجم المعلوماتية مما نشر باللغة الإنجليزية .

وتميز المعجم الحديث للزبيدي أنه الوحيد من بين معاجم العرب المتخصصة الذي يتناول بشرح موسوعي قواعد البيانات ومؤسسات ونظم وجمعيات وببليوغرافيات المعلومات ودور النشر للعدو الصهيوني في فلسطين وتجمعاته الصهيونية واليهودية الأميركية،فانت تقرأ بالعربية لأول مرة معلومات موسوعية عن مصطلحات ومفاهيم جديدة مثل :الببليوغرافيا الوطنية اليهودية ،المكتبة الوطنية والجامعية لليهود، ببليوغرافيا الكتاب العبري، نظام المعلومات في المكتبات الجامعية الصهيونية، دور النشر اليهودية والصهيونية في الولايات المتحدة.....إلخ.

ويذكر أن الدكتور الزبيدي كان قد أصدر في العام 2009م معجمه الأول بعنوان:"معجم مختصرات علوم المكتبات والمعلومات في بيئة الإنترنت :إنجليزي/عربي "، من خلال الناشر : دار صفاء للنشر والتوزيع بعمان ،في 304 صفحات من الحجم الكبير، والذي يعد القاموس العربي الوحيد الذي يتناول تقديم مقابلات عربية فصيحة وكاملة لمعاني المختصرات الإنجليزية في علوم المكتبات والمعلومات ، التي عرقها النتاج الفكري الإنجليزي مع بدء شيوع الحوسبة والأتمتة والشبكات والنشر الآلي وقواعد البيانات الآلية،ولا يوجد في المكتبة العربية من قبل سوى معجم صغير في حجم الجيب في موضوع مختصرات علوم المكتبات كان قد صدر قبل خمس وعشرين سنة للدكتور العربي الليبي عبدالله الشريف ،قبل شيوع الحاسبات وقواعد البيانات وشبكاتها وأقراصها وبالتالي مصطلحاتها ومختصراتها التي تكاثرت تكاثرا جرثوميا مخيفا بدءا من أوائل الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي.

ومع أن القواميس والموسوعات هي في الأصل جهود مجموعة مشتركة من العلماء والمتخصصين تحت إشراف ودعم الجامعات ومؤسسات البحث العلمي ودور النشر إلأ أن هذه المؤسسات في الوطن العربي ماتزال بعيدة عن نشر النتاج العلمي الجمعي والمرجعي الرصين وأن الأمر مايزال مبادرات فردية من علماء وأساتذة هالهم الفراغ الكبير في المكتبة العربية في مراجع جد لازمة للدارسين والباحثين في الوطن العربي ،فسخروا إمكاناتهم وجهودهم لإنجاز ماعجزت عنه تلك المؤسسات ،مما يدلل أن المبادرة الفردية كانت وماتزال عنصرا حاضرا وفاعلا ومن سمات حضارتنا الفكرية والعلمية العربية منذ أن تبرع العالم محمد بن إسحاق النديم في "الفهرست"وعالم اللغة العربية الأول ابو الأسود الدؤلي ومبتكر المعاجم اللغوية العربية الأول"الخليل بن أحمد الفراهيدي"الذي إبتكر أول معجم لغوي عربي هو "العين" الذي رتبه حسب الحروف العربية وبدأ بالحروف الخارجة من الحلق أولا ثم اللسان ثم الشفاة،غلى أن تم لاحقا إعتماد حروف الهجاء!
وكان المؤلف الزبيدي قد أوضح في مقدمته لمعجمه الثاني أنه سيصدر تباعا في غضون العامين القادمين معجمه الثالث بعنوان:"معجم قواعد بيانات العلوم والمعارف :إنجليزي/عربي شارح"والرابع بعنوان"معجم الإنترنت الموسوعي للجامعيين العرب:إنجليزي/عربي".

وينهج الدكتور ماجد توهان الزبيدي منهجا مغايرا لما تعود عليه المعجميون العرب المتخصصون الذين يعتمدون على معجم أو اكثر باللغة الإنجليزية ويترجمونه للعربية "وكفى الله المؤمنين شر القتال"،بل لجأ إلى بضعة آلاف من مواقع الإنترنت ومقالات الدوريات الإنجليزية المطبوعة والإلكترونية المنشورة في الدوريات المحكمة، الورقية والإلكترونية مما لم يعرف طريقه،بعد، للنشر بالعربية ولا في كتابات المتخصصين العرب قبله في تخصصات علوم المكتبات والمعلومات والتوثيق ،وهو منهج رائد وجديد يعطي المؤلف أسبقية علمية على من سيأتي بعده ويتصدى لما تصدى له من نتاج فكري مرجعي كان الأجدر بالجامعات العربية أن تتولاه لو هي تنبهت لأدوارها الصحيحة والأولية!