حلم في ربوع شركة mtn


أنا فرحٌ بنُ فرحانٍ بن فُريحان من قبيلة فُريحة من أعمالِ سعيدٍ بنِ سعدٍ بنِ الأسعدِ بنِ سعدان جذوري تعودُ إلى ماقبل وجودِ الحزنِ بنحو قرنٍ تفاؤلي كاملٍ ما حزنتُ يوماً ولا دريتُ مامعنى التعاسة كلُّ شيءٍ حولي تمامُ التمامِ ............
كنتُ أعملُ رئيساً لكوكبِ الأرضِ تتلمذتُ على يدِ (زهرتوس خبرتوف) سيّد كوكبِ الزُهرة و (مريخو سسنكريتو) معلم المريخ الأوَّل تنقلتُ في المجرَّة من الأرض إلى الزُهرة حيث بلغتْ سُمعتي العطرة كلَّ زهرة وزهرة ...........

إلى المريخ حيثُ أنختُ ناقتي (مُرجانة) التي تزوجتْ فيما بعد من (مخاريتوا) سيّد البهائم والدواب وأقاما حفلَ الزفافِ في غابات مجموعة الدبِّ الأصغر أما شهر اللبن عفوا قصدي العسل كان على طلب العروسة في مجموعة الدبِّ الـأكبر ......
ومن المريخ تنقَّلتُ إلى المشتري اشتريتُ بعضَ العبيد لكي يساعدوني في عدِّ وإحصاء ثروتي التي أكلتْ مالَ (قارون) و ( سليمان) ووضعتْ عينها على مُلك (رمسيس الأوَّل) لكنَّ الأجل قد سبقها وأكله قبلها .
فالدراهمُ لها مزاريبٌ في بيتنا من كثرتها فلا مجال لعدِّها أو جمعها ولا حتَّى حصرها أو عصرها ..... والمشاكلُ طريقها مسدودٌ مسدودٌ يا ولدي على رأي (عبد الحليم)
أما الحبُّ فلي حبيباتٌ على عدد قطرات المطر وأنا أبدلهنّ كلّما بدلّتُ بذلة أو غيّرتُ ربطة عنق أو فتحت باب سيارة من الكراج الذي يتلوّن بأزهى الألوان من المارسيديس إلى البي أم واللمبركيني واللموزين والانفنتي والأودي وإلى ما إلى من هذه ومن سوى وحدِّث ولا حرج ..........
أحوال أمتي عالُ العال فقد استعمرنا روسيا وأمريكا وأخضعنا الصين وبلادَ ما وراء الأنهار وما بين الأنهار وحتَّى ما تحتَ الأنهار وصدَّرنا الطائرات والمدمرات والمدبرات والراقصات والمغنيات والساذجات ..............
أمَّنَّا فرصَ عمل لكلِّ العاطلين من (بكين إلى أقصى الصين مروراً ببلاد الواق واق وانتهاء إلى كل مَنْ وضع ساقاً على ساق)..........
أما إسرائيل فمسحناها بكعب الكندرة الذي استوردتُه من إيطاليا فأمسى يوم مسح اليهود علامةً مسجلة بفضل ماركة الحذاءِ الغالية .............
وجعلنا لحذاء المنتظر معرض يضاهي (اللوفر) في فرنسا عراقة وتاريخ لما لهذه الكندرة من قيم قومية واجتماعية بل و روابط تاريخية قد جمعتِ الأمل في رمي رأس العم سام وما هيجته تلك الرمية في نفوس الأمة مما جعلها تتباها مُخضرّة الوجه ومُحمرّة وعلى سيرة مُحمرّة بدأنا بتصنيع أحمر للشفاه وأزرق للعيون ومبيضا للسنون والعهود والفضائح والمجون ...........
أما أسعار الاتصالات ففي أمتي أمسى رخيص رخيص تكلّم دقيقة مجاناً واحصل على آنسة تسامركَ طوال الليل ......... أما الفتاة فلا داعي لأن تتكلم فما عليها إلا أنْ تبعث (call me) والفاتورة واصلة ومدفوعة على حساب الذمة الواسعة المسروقة .
كلُّ شيء إلى الآن عالُ العال إلى أنْ رنَّ جرسُ الجوال فوقَ رأسي وأنا في نوم عميق إنها الساعة الخامسة والعشرون والدقيقة الواحدة والستون والثانية التسعون من اليوم الذي يأتي ما بين الجمعة والسبت وأنتم الحاسبون ........
أنظرُ مَنْ الطارق فإذا ما يسمونه ( sms) تبسّمتُ قلتُ هذه حبيبتي القديمة لعلها قد حنّتْ إلي بعدما قد قالت لي يومها والله يا (سامر) أنا ماعدتُ أحبكَ ولا تؤاخذني فالأمر خرج من يدي وصار في جيب حبيبي الجديد فكما تعلم الدراهم كالمراهم .......
أو قلتُ هي معجبة جديدة ممن حضروا لي أمسيات شعرية وخاصة تلك التي كانت توزّع ابتساماتها عليّ في قاعة ابن خلدون سألتها مَنْ الصبية قالتْ قسمي العربية ومستجدة في الأولى لكني بهية الطلّة وراغبة الحسب وفوق هذا شاعرية.......
وأنا بين التبسّم والتوقّع أفتح الرسالة وإذ أراها تضع على تاجها أو رأسها فبدايتها تقول :
( من مكتب mtn ) (عزيزي المشترك.........) وأنا منذ وقت سحيق لم يقل لي أحدٌ (عزيزي) فتباهيتُ بنفسي وأنا أكمل القراءة (عزيزي المشترك إنّ مكتب mtn يمنحك (خمس) أيام هدية لصلاحية خطك بعد أن انتهت فترة السماح لكَ ولم تقم بشحن خطك تستطيع من خلال هذه الأيام الخمس أن تجري أي اتّصال بأي طريقة تريد )
وهذا تذكرتُ أني لم أستطع أنْ أشحن رقمي الجميل الذي أتباهى به لأنه يبدأ بــ (0967300) لسبب بسيط هو أني وضعتُ كلَّ مالي في الخزنة ونسيتُ أنْ أترك فِلساً أو رزمةً وتذكّرتُ أني كنتُ لا أملك لا فلساً ولا رزمة ولا حتى خزنة فوضعتُ الجوال من يدي وتابعتُ حلمي آملاً أنْ يصبح فحواه عنواناً لغدي.
كان معكم من أرضِ التعاسة والألمِ والمعاناة كاذبٌ بنُ كذبان بن كذّاب بن كذيذبان من أعمال محتال أدبي برتبة شاعر شحّاد متسوّل جداً إلى اللقاء في أحلام أخرى أقول هذا وأتمنى الخير لي ولكم وللوطن.



السَّامر غريوي