قمحية عربية سمراء[(قصيدة)[size="5"]/size]
د. ماجد عرب الصقر الزبيدي

سرت في إثرها
سنة كاملة
تابعتها
من البيت للجامعة
ليس بيننا من وصال
او لقاء
بيننا إعجاب ونظرات
وإيماء!
كانت تمشي كحمامة
على مهل
وإستحياء
يشع وجهها أنوثة
وتبذر كلما سارت الأرض
زهرا وحياء!
فقيرة هي
من بلدتنا
مثلي
مثل أهلي الفقراء!
إن افطروا الصبح
شكروا الله
وصاموا حتى آحر
العشاء!
ضامرة الخصر هي
كعذراء نجدية
من بلاد اليمامة
ممشوقة القوام
إن تحدثت
رقصت على شفتيها
حروف الغنج
تلتها حروف الحياء
مثل صبية حموية
أو بنت عربية
من بيوت البقاع
أو سامراء!
قمحية الخدين
عذبة سمراء
في سمرتها
أحس طعم قهوة أهلي
يفوح منها
هيل وقرنفل
وموسيقى مهباش
ولحن شجي
من ربابة
في سامر ديرتي
في ليالي الصيف
والشتاء!
بعد سنة صارحتها
أرسلت لها مع أمي طالبا الوصل على سنة
الله والرسول والخلفاء!
قلت لها:
"أمي وأنا في البيت
أنت سيدته
وأبي مات باكرا
في موسم الحصاد
في البلاد
بقيت لي من الدنيا أمي
هي لي كالهواء
كالماء
وهل يحيا في البر سمك
من دون ماء"!
أصيلة هي في ردها
هي السمراء
صدق الرسول حين أوصى
بالحسب والنسب
فكيف إذا أضفت
على العقل الثناء!
قالت في رسالة الجواب:
"راضية أنا
وليس لي من شرط
سوى أن يبقى للبيت سيدته
تبق هي من لك كالهواء
هي لك كالهواء
وأنا لك كالماء
وأنت لنا نحن الإثنتين
نخلة تظللنا
من الأرض للسماء"!
طرت فرحا
كذكر نحل لهث وراء
ملكة العسل بين الهواء
والعلياء!
كتبت لها:
"بدأ عمري الآن
غدا تفاتح "جاهتي"
ولي أمرك
ومني لك ولسيدة البيت
الرطب والنسيم
والوفاء
أتوق لمسائي
لمساء
تسبقه ليلة الحناء
ودبكة الشباب والصبايا
على الناي
والسحجة و"الحاشي"
والقصيد
والغناء"!!