قراءة في مقتل ( آية.. ) / الجريمة باسم الاسلام بين الجهالة والانتهاز../ فتحي عوض..
( وإذا الموؤدة سُئلت بأي ذنب قتلت...)
( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مُسْودّة...)
_ آية فتاة جامعية متدينة ومتفوقة وباهرة الجمال من ارياف المدينة..تقدم اليها
خاطب من المدينة فأخبرت والدها بذلك..
_ وإذ اجاب والدها الطيب فقد انكر عليه ذلك بعض الأقرباء بذريعة وأخرى..عادة أو تقليد.. ليعلق الأمر لحين تخرجها..
_ يجلب عمها شخصين من ( معاونيه )..ويحملها بسيارته الخاصة..الى خلاء..وفي بقعة نائية وموحشة يوثقها بأسلاك معدنية ثم يلقي بها الى قاع بئرة رهيبة قبل مفارقتها الحياة..
_ وطيلة اسبوع كامل يتردد ( عمها ) و ( مساعداه ) الى البئرة ل ( زيارتها )
ومن غياهب الجب وأعماق البئرة المرعبة الرعيبة..تتوسل المسكينة في رعدة البرد وحرارة الروح ووحشة المكان و ( رعب ) الزمان.. وتناشده الله في علاه الرفق والرحمة والشفقة..؟؟؟!!!
_ ولكن.. عبثا..عبثا ..عبثا..؟؟؟؟؟؟!!! يا ربنا يا الله...!!!!!!
قبل ان تئن أنينها الأخير..وتفارق الحياة..
_ بعد نحو العام على فقدانها..وفيما ينتاب اسرتها من آلام واحزان وفواجع
القلق والارق والرعب المطبق على مصيرها المجهول..تمتليء البئرة بالماء فيطفو شعرها وبعض أجزاء جسدها المتحلل على السطح..ويتم اكتشاف الجريمة..!!!!!
_ الفاعل ( عمها ) وآخران متعاونان..وثلاثتهم يُقال ( متدينون ) وينتمون الى الاسلام....!!!!!!
_ حسبنا الله ونعم الوكيل..ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم في آخر زمان الدنيا حيث ( يغدوالحليم حيران..)
_ جريمة اجتماعية رعيبة مرعبة باسم الاسلام ..يئن ويهتز ويندى لها الضمير والوجدان والانسان والاسلام الى ما تواجهه هذه الرسالة الربانية النبيلة والجليلة من جرائم السياسة والمال والمآل.. وتردي احوال الامة وأوضاع البلاد والعباد..
_ مثل هذا التوحش الهمجي البهيمي..وحتى البهائم ربما تستحي منه وتخجل..والذي كان قد سجله القرآن الكريم في عهود الجاهلية الأولى..( وإذا الموؤودة سُئلت بأي ذنب قُتلت...)
( وإذا بُشر احدهم بالأنثى ظل وجهه مُسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون..)
_ مع فارق عجيب..أن مثل هذه البشاعات والفظاعات الرعيبة كانت تُنسب من قبل الاسلام الى الجاهلية..ولكن اليوم وبعد الاسلام فتتم نسبتها الى الاسلام..!!!!!!
_ وإن كان يجدر التذكير ان الجريمة الشخصية على وجه عام وضد المرأة على نحو خاص لدى هذه الامة هي دون مستواها لدى الأمم الاخرى بدرجات بعيدة وشاسعة جدا..لا يمكن معها المقارنة بنسبة قط..
_ وأن ذلك دون ريب ..لا يشكل مبررا أو مسوغا لوقوع جريمة في هذه الامة ..وضد المرأة بالذات..التقليل أو التهوين من شأنها قط..
_ وأن الجريمة النادرة والوحيدة سيما في مثل حجم او ضرب مثل هذه الجريمة الفظيعة تنخر جسد الامة برمتها..تهز وتزلزل روحها ووجدانها..كيانها وكينونتها حتى اعماق الأعماق..
_ باسم الشرف ..وباسم العرض..تتم مثل هذه الجرائم الأثيمة..فأي شرف وأي
عرض لمجرمين متوحشين يوثقون البريئة بأسلاك معدنية ثم يلقون بها الى أعماق البئرة الموحشة المحتشدة بالأفاعي والقوارض والجرذان وطيلة اسبوع تناشدهم البريئة وجه الله الجليل الرحمة والشفقة عبثا..؟؟؟!!
_ أي دين لهم واي اسلام..وهم لا يعرفون قدر وجه رب عظيم جليل..اشرقت بلطفه ورحمته ووده السماوات والارض وما بينهما..؟؟؟!!!! فيما تتم جريمتهم الرعيبة تسترا على جرائم أخرى..؟؟؟!!!!!
_ وأين منهم مفاهيم دينهم ..وربهم الرحمن الرحيم في محكم التنزيل ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدا..)
- اي مفاهيم وتصورات سوداء أثيمة عن رسالة جليلة لبها الانسان وجوهرها الخيرية له في الدارين يحملها مثل هؤلاء المجرمون القتلة..وأي عادات وتقاليد قاصرة ومتخلفة ومغلوطة...؟؟؟؟!!!!
_ اشد ما يثير الحنق والاشمئزاز ان يعتقد مثل هؤلاء المجرمون القتلة أنهم بأيديهم الأثيمة يطبقون شرع الله ..عز وجهه..وجل شأنه..
_ والى متى سوف تدرك ألامة بأسرها أن مفهوم ( تطبيق الشريعة ) شرعا..هو الاخذ بالاسلام منهجا ونظام حياة..توحدا وتحريرا..عزة وكرامة ..وتكافلا اجتماعيا شاملا وعميقا..
_ وأن الذين يعتقدون أن مفهوم ( تطبيق الشريعة ) معناه الجلد أو الرمي أو القتل بئسوا في الدنيا وتعسوا في الآخرة لجهالتهم وافترائهم الكذب على الله ورسوله والمؤمنين وامة الاسلام التي ما عرفت الاسلام الا منقذا..وهاديا وبشيرا وخيرا عميما لأبناء الامة والانسانية جميعا..
_ تطبيق الشريعة..أي نظام الاسلام منهجا وحكما لولي الأمر..اي قيم العدل والرحمة والمساواة في الحقوق والواجبات والاحسان في الانسان وخيره وخيريته في الدارين..الدنيا والآخرة معا..
_ فيما يُعمل بنظام الحدود الاسلامي بناء على تمام استئناف الحياة الاسلامية
اعلاه وفق مجالس فقهية متخصصة رفيعة القدر وعالية الشأن تساعد وتعين ولي الأمر في اتخاذ قرار فيما يتعلق بالجريمة والقصاص إلى نصيحة له في تدبر وتدبير أمر البلاد والعباد..
_ وليس وفق جهل أو جهالة أو أهواء من شاء ...
_ فيما تأتي مقاصد الشريعة الاسلامية الخمس برمتها (حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال..) من اجل الانسان ..مصلحته وخيره وسعادته في الدنيا والاخرة سواء...)
_ أما المنابر الاسلامية فيجب ان يتولاها رجال الامة الحقيقيين..أكْفاء ثقات وعلماء وفقهاء بارزين..فيقدموا رسالة الامة وخطابها البليغ بثوبها الرحماني الإنساني المتحضر الشفيف.. وليس هملا مهملا تضطرهم اليها ظروف الحاجة..ولا ابواق مرتزقة أو مأجورة..أيضا ولا فقهاء أوعلماء سلاطين...
_ نساء هذه الامة الأنبل..الأشرف..الأجل والأسمى قدرا وشأنا بين نساء الامم
والعالمين هل تضيق بهن شريعة الاسلام..؟؟؟!!!! وهن اللاتي غدون ( سيدتنا ) بعد الاسلام...؟؟!!! خديجة وعائشة وخولة وزينب..و..و..الى سيدتنا الجدة
والعمة والخالة والاخت والبنت العزيزة والغالية وست الدار...؟؟؟؟!!!!
_ وخُصصن بالسور العظيمة في آي الذكر الحكيم..
_ وفيها لهن ( استوصوا بالنساء خيرا..) و ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي..) و..( رفقا بالقوارير...) ,...و... ( يغلبهن اللئام..) ...!!!!!
_ الناظر في الصدر الاسلامي الاول والأعظم في تاريخ امة الاسلام لا يجد عناء ليتبين ويدرك اشاعة الزواج في المجتمع المسلم بكل سهولة ويسر دون تزمت مقيت..دون قيود مصطنعة ..دون عُقد نفسية كريهة..دون انفصام أو انقسام مُزر ثقيل ..دون بصمة أو وصم لعادة أو تقليد..متخلف مهتريء وبائد..وإلى مظاهر وحفلات واشكال سطحية تافهة وسخيفة..
_ وهذه الخثعمية رضي الله عنها يُستشهد عنها جعفر الطيار فتُزوج من ابي بكر الصديق..فينتقل الى الرفيق الأعلى فتُزوج من علي ابن أبي طالب..رضي الله عنهم أجمعين..
_ وفي ثورة اعلامية وتكنولوجبة هائلة تجعل العالم في يومنا مجرد قرية صغيرة أو أقل من كذلك..وبدل أن يقوم ابناء هذه الامة المسند اليهم حمل الرسالة الاسلامية وضاحة وضاءة ناصعة الجبين..وتقديمها الى عقول ونفوس وارواح العالمين بقيمها الانسانية الرفيعة وخيريتها الانسانية البليغة..فإن مثل هذه الجرائم التي تقع على ايدي قتلة مجرمين أو جهلة مغرورين أو ضالين منحرفين أو مرضى وحمقى مهووسين..تغدو عبئا ثقيلا على الاسلام وأهله مسيئا له ولهم مهينا مشينا بحقهم..وعارا وصغارا على جباه ابناء هذه الأمة يندى له الجبين..
_على الصعيد الداخلي..وبدل أن يقوم أبناء هذه الامة المسند اليهم فرضا وواجبا رفع رسالة هذه الامة وحمل لواءها في شتى الميادين ..فما أسرع ما يند المتعالمون واشباه المثقفين منهم..
لأصدار أحكامهم البغيضة على الرسالة الاسلامية السامية الرفيعة تحت استار شتى لوصفها بالسوداوية والظلامية و..و..اجترار المصطلحات المزرية المهينة والمشينة..تمشيا واتساقا وأبواق اعلامية مرتزقة ومأجورة..هدفها وغرضها الإساءة لهذه الرسالة الجليلة وتشويه معالمها الرفيعة..
_ في الوقت الذي يتم خلاله التجاهل والتنكر واتخاذ البدائل العلمانية بديلا لرسالة الامة حكما وتوحدا وتحريرا ..سياسة واجتماعا واقتصادا..بحجج وذرائع
جهل وجاهلية وعنف وارهاب..وفي لبوس شعاراتية وطنية وقومية بل وحتى ( انسانية ) شتى..
_ في كيد وتشويه وعن سابق توصيف وتوظيف وتعمد وإصرار ..
_ ناهيك عن انتهاز كل فرصة على الصعد الخارجية من قبل اعداء الاسلام والامة..لمهاجمة الاسلام وشن الحرب الشعواء الضروس على أهله ودياره وإنسانه..ووصفه بأقذع الاوصاف والمصطلحات والألقاب..وهم ..هم المستعمرون القتلة والمجرمون..اعداء الامم والشعوب والحضارة الانسانية السامية الرفيعة والجوهرية الحقيقية..الاخاء الإنساني الشامل..والتعارف البشري العارم.. التي جاءت هذه الرسالة العظيمة لتهتف بها
( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ..)
و..و..الى ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا..)
_ فما بالنا نحن نفشل حتى بتداول وإعلاء شأن مثل هذا الخطاب حتى بيننا..بين اهلنا وذوينا على الأقل..
_ العنف ضد الآخرين..سيما ضد النساء بالذات..يجب الخجل والحياء منه..سيما
من قبل اتباع هذه الرسالة النبيلة والجليلة..اي يعلمون أن الله عز وجل هو الرحمن الرحيم..اللطيف الودود..وتعمر قلوبهم قيم الرحمة والخير والاحسان والتسامح والعطف والشفقة...)
_ حسبنا الله ونعم الوكيل..
( والله على كل شيء شهيد..)
( فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين..)
( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون..)
( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين..)
_ حسبنا الله ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم..
( رُزقت ُ حُلما ً..وذا جدّي..لعُثمانٍ ٍ..............عثمان ُ جدّي ..روْح ٌ ملؤه ُ الحُلُم ِ
.
قلبي رحيم ٌ..وذا كبدي لعثمان ٍ...............عثمان ُ جدّي ...نفس ٌ ملؤها الرّحم ِ
.
وجهي أنيس ٌ..وذا أُنسي لعثمان ٍ..............عثمان ُ جدّي...كالأنسام ِ في القِمم ِ
.
كالسّيل ِ شعري يهمي حين أذكُره ُ........كالزّهر ِ يعبق ُ في الرّوضات ِ والأجَم ِ
.
كالورد ِ والنّاب ِ والعنّاب ِ منسجم ٌ..............يهيج ُ منتظما ً... أو غير َ منتظِم ِ
يا ربّ ِ..أبرأ من قول ٍ..ومن عمل ٍ................إلا إليك ...وفيك... كل ُّ مُحتَكَم ِ
.
إلهنا..يا مُغيثا ً..راحما بَرّا ً...................فرّج ْ علينا...فرجا ً.... غير َ مُنقَسِم
مولاي َصل ّ على الهادي وعترته ِ...........رضاء َ نفسك َ ..في الأفلاك ِ والنّجِم ِ
.
مولاي ِ صلّ ِ وسلمّ ِ... دائما.. أبدا ً...............على حبيبك َ..خير ِ الخلق ِ كلّهم ِ