النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: اعتذار لتونس ومصر وليبيا

  1. #1 اعتذار لتونس ومصر وليبيا 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    278
    معدل تقييم المستوى
    15
    اعتذار للشعب التونسي والمصري والليبي
    اسماعيل القاسمي الحسني


    \09q-7.htm

    المؤكد الآن بالنسبة لكل ذي بصيرة، أن الأمة العربية والإسلامية، تنتقل بكفاءة عالية وتضحيات دامية، من حالها الذي كانت عليه من التهميش وإعدام قيمتها عبر العالم، إلى أمة بحول الله تغير معالم السياسة الدولية تماما، مستعيدة بفضل رجالها ونسائها وزنها ودورها الأصيل، فارضة هيبتها التي تستحق في المحيط الدولي، مانعة استغفالها بنهب ثرواتها عبر مرتزقة متحكمين فيها بالنار والحديد، يساندهم في فرض الدكتاتورية وهذا النهب، بكل وضوح وكما تبين الآن، حكام العالم الغربي، الذين لا يختلفون عنهم في شيء من ناحية تبخر الأخلاق وانحلال القيم، والأخطر الغباء الذي لا نظير له، أليس مضحكا مثلا أن يكتشف ساركوزي فقط يوم سقوط بن علي أن له أموالا ضخمة في فرنسا؟ ثم ارتفعت سمفونية بقية حكام أوروبا بنغمة واحدة، وتكررت بذات الغباء والتخلف مع حسني مبارك، ثم ها نحن اليوم نسمعها بذات الكلمات بشأن القذافي، كأنما القوم يتحدثون عن مئة يورو أو كوخ متهالك في قرية نائية، يرافق هذا الغباء، وأقول غباء لأن حكام الغرب يعتقدون أنهم يستغبون الشعوب العربية بتلكم التصريحات البهلوانية، بأنهم جمدوا وفعلوا كذا وكذا، والأخيرة تضحك ملء شدقيها على هذا المستوى المسف التافه، وتعلم يقينا حسب تجارب سابقة لها، أن هذه الأموال صحيح لن يستفيد منها الحاكم العربي السارق، ولكن الأصح كذلك أنها لن تعاد للشعوب العربية.
    ولنا مثل في 30 مليار دولار الإيرانية التي كانت مودعة في بنك أمريكا المركزي، وهي ملك الشعب الإيراني، من عام 1979 لم تعد، واختلقت لنهبها الولايات المتحدة أعذارا واهية. من هذه المقدمة المتواضعة أقول، إن الكاتب والمفكر يحمل أمانة في عنقه غاية في الخطورة، وهي أن يقف إلى جانب الحق، مهما كانت التضحية أو الخطورة، تلكم رسالته وذلكم دوره، فهو يكشف مع بقية النخب للأمة الحقائق، ويستشرف بما آتاه الله من دراية وعلم المستقبل، وكذلك يقف سدا منيعا في وجه دجل المتحكمين في شؤون الأمة، فاضحا أراجيفهم، وأعتقد جازما أن من لم يقم بهذه الرسالة فهو قطعا خائن لأمته بائع لذمته.
    ومن هنا أرى أنه فرض عين تقديم الاعتذار الصادق للشعب التونسي الأبي والشعب المصري الأشمن ثم الشعب الليبي البطل، وقبل ذكر الأسباب الموضوعية للاعتذار اذكر الإخوة بأن المرء قبل ثوراتهم التي أدهشت العالم بذكائها الخلاق، وروح التضحية التي شلت عقول العالم، كان يؤمن والله يشهد بأن المتحكمين فيهم ليسوا منهم في شيء، بل هم مجموعة عملاء تستقوي بإجرامها على هذه الشعوب البريئة بالعالم الغربي لا غير، وها نحن اليوم بحمد الله نرى هذه الحقيقة واقعا ماثلا أمام من لم تسكّر أبصارهم أو هووا في مكان سحيق من بقية المتحكمين العرب، وعلى هذه القاعدة أذكر أنني في ثاني مقال صدر لي بصحيفة 'القدس العربي' منذ حوالي عامين أعلنت في مقدمته بكل وضوح أن الصور الكرتونية الظاهرة على الساحة السياسية الجزائرية، ممثلة لسلطة الاستخبارات، لا تمثلني في شيء وأنا بريء من كل ما يصدر عنها، سواء في حق الشعب الجزائري ذاته، أو الأمة العربية، من اخمص قدمي هذا اللانظام إلى هرمه، ولذلك على الإخوة أن يتيقنوا بأن ما يسمى النظام الجزائري الظاهر أو الخفي لا يمثل على الإطلاق الشعب الجزائري أبدا، وانتخاباتهم على مختلف مستوياتها، هي صورة طبق الأصل لانتخابات النظام التونسي البائد والمصري المخلوع.
    الجريمة الأولى التي ارتكبها هؤلاء باسم الشعب الجزائري وتستوجب الاعتذار، ما ظهر على وسائل الإعلام الدولية قبيل هروب زين العابدين بثلاثة أيام، أنهم أرسلوا إليه مجموعات من القناصة لتدعم المجرمين الذين كلفهم بهذه المهمة القذرة الحقيرة، والتي يترفع عنها حتى أصحاب الجاهلية الأوائل، ولكن فر الرئيس وبقي أزلامه وطوي الملف بعد أن كذبته السلطة هنا، قلت في نفسي لعل وعسى، لكن سرعان ما انفجر بركان الشعب الليبي، والكل يرى على المباشر الجرائم ضد الإنسانية في أبشع صورها، لتفاجئنا الفضائيات بمتخصص في محكمة لاهاي يؤكد حصولهم على معلومات موثقة تثبت نقل سبع طائرات جزائرية لمرتزقة وقناصين دعما للمجرم القذافي في إبادة شعبه، وما كاد يكذب هذا التصريح ما يسمى بوزير الخارجية، حتى ظهر الناطق باسم المجلس التأسيسي الذي أعلن في بنغازي، يوجه الاتهام لأربع دول، تدعم هذا المجنون على ارتكاب المجازر، وعلى رأس هذه الدول النظام الجزائري، هنا تذكرت حديث جدتي، رحمها الله، حين همست في أذني حكمة تقول: لا دخان من دون نار.
    ما فائدة مجلس تأسيسي حديث النشأة ينشد دعم الدول العربية وغيرها، أن يوجه اتهاما خطيرا لدولة عربية بحجم الجزائر هكذا مجانا، ويجلب على نفسه عداءها؟ في المقابل وبكل صراحة ووضوح، الذين أدخلوا الشعب الجزائري في فتنة أبادوا على إثرها 150000 مواطن هذا تصريحهم الرسمي، هم أنفسم من يتحكم اليوم في الجزائر، إذن الشيء من معدنه لا يستغرب، ووجدتني أميل إلى تصديق تصريحات ثوار ليبيا الأبطال مما يستجوب الاعتذار من صميم القلب، والدعوة مسبقا إذا ما هيأ الله الظروف للتغير في الجزائر، وثبتت هذه الجرائم في حق الشعبين الشقيقين فلا بد من التحقيق وإقامة القصاص، وتعويض الضحايا. ألا يرى الشعب الجزائري الشهم، إذا صح ما سبق ذكره، أنه مدين باعتذار جدي وفعلي وعملي في حق ضحايا قتلوا بآلته وأيدي رجاله وأمر المتحكمين فيه؟
    أما الاعتذار للشعب المصري، وينضوي تحته اعتذار آخر للشعب التونسي، سببه مرة أخرى ليس انعدام الوازع الديني لدى قادة هذا البلد ولا حتى القيم والأخلاق، ولا روابط الاخوة والانتماء للأمة والدين الواحد، فقد عدم الشعب الجزائري كل ذلك من المتحكمين فيه، ولكن هل عدموا كذلك الإنسانية؟ يعني ألا ينتمون فعلا بشكل مطلق للبشر؟ كارثة إنسانية حلت بالشعب المصري فما يقارب أو يزيد عن مئة ألف هارب بحياته من جحيم القذافي، فقراء مساكين لا هم من التيارات السياسية ولا المحاربين من أجل الحكم، عمال يدويون في معظمهم استقبلهم الشعب التونسي على الظروف الصعبة التي يمر بها، وكما يقال عندنا في الجزائر نزعوا من لحمهم وقدموا لهم يد العون، وضمدوا جهدهم جراحهم وأبدوا كرما وسعة صدر مذهلة، وماذا فعلت جزائرنا العظمى التي رفع رئيسها في خياله الضيق حد النقطة علمها إلى السماء السابعة؟ رئيس الجزائر الذي يضرب المكروفون ثلاث مرات لينتبه العالم إلى قرآنه اقتداء بسيده بومدين، يهتز ويتفاعل ويصدر الأوامر القاطعة ليبدأ في تطبيقها فورا، حين يحتاج الفريق الوطني البائس التعيس لأنصار في أم درمان، هنا يسجل صاحبنا أكبر جسر جوي عسكري منذ خمسين عاما على مستوى العالم، أما أن يأمر بذات الجسر الجوي لنقل الأشقاء المصريين إلى بلدهم، فهذا أمر لا يدخل في مجال تفكير من ملأت رأسه كرة ليس فيها إلا هواء، صحيح على قدر أهل العزم تأتي العزائم، بريطانيا فرنسا ايطاليا اسبانيا وغيرها أمرت أساطيلها الجوية بالمساهمة في رفع هذه المعاناة، ونحن الإخوة الأشقاء العرب في غيبوبة.. وإذ لم يفعلوا هذا هؤلاء اللاإنسانيين باسم الشعب الجزائري فلا أقل من إرسال مساعدات من شاحنات 20 طنا إليهم في تونس، يغيثون خلق الله.. لهذا أعتذر صادقا بهذا الشأن للشعب المصري والتونسي، وآخر كلامي: اللهم أهن من أهان هذه الأمة واقطع دابر من قطعها، وانتقم عاجلا غير آجل من كل من خانها من قادتها فقد ظهر فسادهم في الأرض والسماء.

    ' فلاح جزائري
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    2
    معدل تقييم المستوى
    0
    أشكرك يا أستاذ حسن على هذا الموضوع الذي يشد اهتمام كل حر أبي في هذه المرحلة التاريخية من حياة الشعوب والتي أقول فيها لو هيء لي مارد جبار (كما تروي الأساطير )وطلب مني أمنية ليحققها لي لطلبت أن تعود الروح لعمالقة الشعر أبو القاسم الشابي القائل:
    إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
    ولا بد للليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر

    ونزار قباني القائل :



    كلما فكرت أن أعتزل السلطة..
    ينهاني ضميري.................
    من ترى يحكم بعدي هؤلاء الطيبين ؟
    من سيشفي بعدي الأعرج..?
    والأبرص.....?
    والأعمى......?
    ومن يحيي عظام الميتين ؟
    من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر ؟
    من ترى يرسل للناس المطر ؟
    من ترى يجلدهم تسعين جلدة ؟
    من ترى يصلبهم فوق الشجر ؟
    من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر ؟

    كلما فكرت أن أتركهم.....
    فاضت دموعي كغمــــامة ...
    وتوكلت على الله ..
    وقررت أن أركب الشعب....
    من الآن الى يوم القيامة...!!!!!!!!!!.
    ولو ليوماً واحداً ليروا ما فعلته الشعوب الحرة الأبية وتثلج صدورهم كما نحن الآن

    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. سيرة مشتركة عن تونس ومصر
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30/01/2011, 08:27 PM
  2. لتونس ضاء الطريق
    بواسطة ياسر الششتاوي في المنتدى الشعر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22/01/2011, 02:45 AM
  3. إهداء شعري إلى أهل المربد الأزاهر .. قصيدة اعتذار .. أحمد مطر ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 28/12/2008, 02:46 PM
  4. اعتذار من عاشق ثائر
    بواسطة أيوب مليجي في المنتدى الشعر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 18/06/2007, 09:16 AM
  5. انها ليست قضية اعتذار ..
    بواسطة الشايب في المنتدى إسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02/02/2006, 09:11 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •