شعر د. ماجد عرب الصقر الزبيدي
حمدان محمد عبدالله
عربي ضائع
من بلاد العرب
تجده يسير في بلاد الشام
والرافدين
والنيل
والمغرب
وخليج اللؤلو والمرجان
والعاهات!
وقع حمدان أرضا
ذات مساء
أغمي عليه
رشوه بالماء
والنفط والكاز
نهض
تلعثم
ترنح
مال
ثم أغمي عليه ثانية
حتى حسبوه في عداد
الأموات!
حضر الطبيب
قاس ضغطه
وذوبان السكر في دمه!
صرخ الطبيب:
إحملوه لغرفة الإنعاش
قد تلحقوه
وقد يضاف في سجل
الأموات!
عاش حمدان
نصف حمدان
شلل نصفي
وجلطة قلبية!
سيبقى حمدان نائما
طيلة ماتبقى له
من بضع سنوات!
بعد التحريات
عرف أهله والناس
سبب الوفاة:

حضر حمدان من عمله عصرا
واجهته طفلته على الباب:
-"طلبتك المخابرات"!
-"ماذا؟"
- طلبتك غدا صباحا المخابرات"!
- "ماذا قالوا؟"
- "قالوا :أمر هام وطارىء فيه حياة أو ممات"!
تلك كل ماتذكره حمدان
من كلمات
قبل ولوج غرفة الإنعاش
والأموات!!
في اليوم التالي:
هاتفت زوجة حمدان
مديرية المخابرات
تصرخ

تولول
تتوسل
تقسم بالله أن حمدان
معلم مدرسة
متخصص بالرياضة وجمع الكرات!!
لايسهر
لايثرثر
لايجيب بنعم أو بلاء!!
يحلم طيلة الليل
بالكرات والمباريات!!
يمشي أحيانا في نومه
يصفر
يصفق
ويتفوه بشيء شبيه
بكلمات!
رد رجل المخابرات:
- إعطني إسمه الرباعي وإسم أمه
ثم إنتظري على الخط
لحظات!
بعد لحظات
رد رجل المخابرات:
- دائرتنا لاتهتم بالعاهات

زوجك في قاموسنا فيه من الماء
كل الصفات!
نحسبه في سجلاتنا من
الأموات!!
لم نطلبه ولن نطلبه
طيلة ماتبقى في عمره
من بضع سنوات!!
بعد التحقق من رقم الهاتف
تبين أن طفلة حمدان
تلعثمت في سماع صدى
الكلمات
مثلما تلعثم في الفهم
زين الهاربين وصديق باراك
ورجل حبوب الهلوسة
والمخدرات!!
وغيرهم ممن سيلحق بهم
بعد لحظات
أو ساعات
وليس سنوات!
أولئك لم يفهموا شعوبهم
طيلة نصف قرن
يزيد قليلا أو يقل
بضع سنوات
لم يعوا عاقبة
الجوع والحرمان والظلم
ومايزال رفاقهم
يصرون على عدم
فهم دلالة لغة الشارع
وصراخ الحناجر
وإشتعال لهب الهتاف
والمفردات!
بإختصار

تبين بعد موت نصف حمدان
وتفحص مراجع الوفيات:
وفيات الأعيان
وفوات الوفيات
والوافي بالوفيات
أن من إتصل بهاتف حمدان
دائرة من دوائر الصحة
هي دائرة المختبرات!
نعم دائرة المختبرات!
سهوا مات نصف حمدان
قلبت طفلته التاء ألفا
لم تخطىء المسكينة سوى
بحرف من حروف
الكلمات
غيرها من علية القوم
يجهلون نصف حروف الضاد
لايميزون بين التنازلات
والمترادفات!!
لم يطل عجبي
من موت نصف حمدان
طال عجبي
كيف لايموت كل حمدان
وإبليس يرتجف
يدخل طواعية
في الأصفاد
ويكف عن الدسائس
والمؤامرات
كلما ذكر أحد على مسامعه
دائرة المباحث
أو محكمة امن الدولة
او مديرية المخابرات
!!