النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الطبيعة

  1. #1 الطبيعة 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية خاشع ابن شيخ إبراهيم حقي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    سوريا
    المشاركات
    40
    مقالات المدونة
    13
    معدل تقييم المستوى
    0
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الموضوع :( الطبيعة : الوارد في كتاب الصف الخامس الابتدائي القراءة- )
    لفت نظري وأنا أراجع مع ابنتي الصغيرة موضوعا ً في كتاب القراءة للصف الخامس الابتدائي وهو ( الطبيعة ) .
    وإذا بالموضوع يتحدث عن الطبيعة وهباتها وخيراتها وما تمنحنا من حياة وأسباب حياة فتعجببت من هذه العبارات وصياغتها على هذا النحو الذي ينبئ أن الطبيعة هي كل شيء في الوجود , وهي مصدر الحياة وإمدادنا بأسباب الحياة ...! .
    إذ كيف تكون الطبيعة الجامدة الصماء البكماء والتي لا حياة فيها تمنحنا كل هذه النعم وهي عاجزة في الوقت ذاته عن أن تمنح نفسها الحياة أو أسباب الحياة مما جاء في ثنايا الموضوع ... !.
    بل هي فقيرة إلى موجد قديم وخالق عظيم وغني عليم , لولاه لما وجدت وما من مخلوق حي إلا ولله عليه نعمتان جليلتان نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد , وهنا أطرح السؤال التالي : أيهما أحق أن نربط الأجيال به, سيما في هذه المرحلة الحساسة من سنهم المبكرة وهم غضو الإهاب , خالو الذهن , بالطبيعة الجامدة المسخرة .. .أم بخالقها ومسخرها ؟ أيهما أجدر وأنفع أن ننقش على صفحة قلوبهم البيضاء الغضة الصغيرة التي يدأت تتفتح على الحياة فنوحي إليهم أن الطبيعة هي التي تمدنا بأسباب الحياة ( من هواء وماء وثمار وغذاء ..) وهي التي تجود علينا بالخيرات .... أم نغرس في نفوسهم حب الطبيعة , ونرسخ في عقولهم أن الطبيعة هي هبة كبرى ونعمة عظمى من جملة النعم التي أمدنا بها خالقنا العظيم , علينا أن نشكره عليها ...!؟ .
    هذا من الوجهة المنطقية والعقلية .
    أما من الوجهة العلمية , فإن العلم كما هو معلوم هو : معرفة الشيء على ما هو عليه في الحقيقة والواقع , فإذا أخذنا هذا التعريف وأردنا تطبيقه على ما جاء في موضوع ( الطبيعة ) كما ورد في الكتاب المذكور نجد أن بينهما تضاربا ً , وأن العلم لا يقول بذلك بل يخالفه أشد مخالفة .
    فمتى كانت الطبيعة واهبة الحياة أو أسبابها وهي عاجزة عن إيجاد نفسها أو أن تمدها بأسباب الحياة , وفاقد الشيء لا يعطيه ....؟ .
    إذن الفكرة الواردة في الطبيعة وكونها مصدر الحياة وتمدنا بأسبابها ومقوماتها فكرة خاطئة منطقيا ً وعلميا ً , وكذلك دينيا ً وبداهة , فبأي منطق نعلم أجيالنا الخطأ ...!؟ .
    هذا أولا ً ...
    أما ثانيا ً : فمن المعلوم لدى واضعي المناهج التعليمية والتربوية أن المنهاج الموضوع لأي صف من الصفوف , أو لأية مرحلة من المراحل التعليمية والتربوية يجب أن يكون منسجما ً بعضه مع بعض ,فيه توافق وتكامل بين مواده الدرسية , لا تعارض وتضارب , فبينما يقرأ التلاميذ في هذه المرحلة , والمراحل التي تليها في بلادنا العربية والإسلامية مادة التربية الدينية وهي مادة مقررة في المناهج في المراحل الثلاث ( الابتدائية والإعدادية والثانوية ) وفيها يتعلمون أن الله تعالى هو الخالق للأكوان وهو الواهب لجلائل النعم ودقائقها وهو المعبود بحق , لا معبود سواه , ويقرؤون : ( وما بكم من نعمة فمن الله ) و ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) ويتلوها على مسامعهم معلم الصف على أنها آيات من كتاب الله عز وجل , فإذا ما أقرأهم معلمهم ذلك ثم جاء ليقرئهم موضوعا ً في كتاب القراءة كموضوعنا هذا ( الطبيعة ومضى معهم , وكيف أن الطبيعة تهبنا الحياة وأسبابها , وتغدق علينا بخيراتها ونعمها , واسند كل ذلك إلى الطبيعة لا إلى خالقها ومبدعها , يفاجأ التلاميذ بفكرة جديدة فيلتبس عليهم الأمر , أيصدقون ما جاء في مادة التربية الإسلامية أم ما جاء في مادة القراءة ...!
    أهذا منطق ؟ أليس تناقضا ً واضحا ً في المنهاج الواحد , والصف الواحد , والمعلم الواحد ...؟
    ألا نكون بذللك تسببنا في ارتباك التلاميذ ؟ وربما أدى هذا في مستقبل أيامهم إلى تناقض في سلوكهم وحياتهم وفكرهم .
    قد يقول لك بعضهم : نحن بصدد تطوير المناهج التعليمية والتربوية في القطر تبعا ً للتطور العلمي العالمي في هذا الميدان , وهذا التطور العظيم في مجالات الحياة كافة .
    نقول له في الجواب : علينا أن نفرق بين ما يتطوروما لا يتطور ؛ أي بين بين الثابت والمتغير فتطوير المناهج العلمية والتربوية نحو الأفضل أمر حسن , ونحن معكم ونشد على أيديكم في هذا , ونقول كما تقولون ونرى كما ترون أن تطوير المناهج العلمية وإعادة النظر فيها من حين لآخر ضرورة , خاصة في هذا العصر الذي أصبحت فيه الكرة الأرضية قرية صغيرة والدعوة إلى الإهتمام بالعلوم التجربية والتكنولوجية الحديثة , والسير في هذا الطريق بات ضرورة ملحة , لعلنا نرفع عن كواهلنا وصمة عار التخلف في الميادين العلمية والصناعية ولعلنا نستعيد ثقتنا بأنفسنا وثقة الاجيال بنا , فلتتوسعوا في هذا الجانب ولتأخذوا من العالم أجمع غربيه وشرقيه ما فيه نفعنا وخيرنا وتقدم بلادنا وازدهارها ( فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها ) ومن جد وجد ومن سار على الدرب وصل .
    أما أن نأتي إلى الثوابت التي ليست قابلة للتطور فنحاول تطويرها واستبدال غيرها بها ؟ , فهذا الذي نرفضه . إذ كيف نطور مثلاً ( الأخلاق , والعقيدة والآداب ...) وهي في القمة ان أي تطوير لهذه الثوابت انحدار نحو الهاوية التي فيها الهلاك المحقق .
    لقد راجت في الأيام الأخيرة من عصرنا هذا فكرة : أوروبا هي الحداثة , وهي الأصل , وهي النموذج وباختصار القول : أوروبا هي العالم .........!
    هذا الشطط الفكري الذي ترسب في عقول الأجيال منذ عقود من السنين , أو قل هذه الفكرة التي شاعت وانتشرت بين الشباب المثقف والجيل الصاعد , هي في أصلها فكرة استعمارية تسربت إلينا من خلال
    وسائل الاعلام الاجنبية , وتلقفها ( الإمّعيون ) من أبناء هذا الشرق متأثرين بالدعاية الغربية حتى جعلوا أوروبا أسطورة لا تدأنى وقوة لا تقهر .....! .
    على القائمين على تطوير المناهج أن يلاحظوا هذا حتى يكون تطويرهم منسجما ً مع عقيدة الأمة وآدابها وأخلاقها وهي خير أمة على وجه الارض إن استمسكت بدعائمها وثوابتها التي لخصها الله تعالى في آية واحدة من كتابة العزيز حيث قال : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )) .
    فرق كبير بين أن نوحي إلى أجيالنا أن عليهم أن يتقدموا صُعدا في ميادين العلوم كافة , والتجربيية خاصة وأن يأخذوا بأحسن ما في العالم , ويستفيدوا من تجارب الآخرين من القوانين والقواعد والحقائق العلمية , لأن القوانين العلمية ملك للبشر جميعا ً , والعلم لاوطن له , والحقائق العلمية ليست حكرا ً على قوم دون قوم , وصفحة الكون هذه مبسوطة أمام الجميع .
    فإلى هذا وجهوا جهودكم , وعليه طوروا مناهجكم التعليمية , وفيه ابذلوا طاقاتكم وسخروا إمكاناتكم المادية والمالية والمعنوية , ولسوف تنجحون بأذن الله تعالى نجاحا ً عظيما ً ... أجل ... فرق واضح بين هذا وبين أن نأتي إلى ناشئتنا وهم براعم لم تكد تتفتح على الحياة فنوحي إليهم أفكارا ً خاطئة , ومعلومات لا تمت إلى العلم بصلة , ونرسخ في أذهانهم النقية وفطرتهم السليمة أن الطبيعة هي التي تمنحنا الخيرات وتهبنا البركات .... وددونكم فقرتين من الموضوع ( الطبيعة ) الذي ورد في الكتاب المذكور :
    1-إن الطبيعة تعطينا أفضل ما في الوجود , تعطينا الهواء النقي , وأشعة الشمس والماء الصافي ...
    وفي المقطع الرابع :
    4- احرص على هبات الطبيعة فلن تجد مثيلا ً لهذه الهبات ...!
    ولي وطيد الأمل في واضعي الناهج المدرسية الذين وضعت الأمة فيهم ثقلها واستأمنتهم على دينها وخلقها وآدابها أن يراجعوا حساباتهم مع أنفسهم ويعيدوا النظر في الموضوع المذكور وغيره من الموضوعات فأنا لم أستقصها كلها , وعثرت على هذا الموضوع عن طريق الصدفة لا عن تقص أو استقصاء .
    وكلي ثقة بوعيهم وإخلاصهم وبُعد نظرهم أن يسدوا هذه الثغرات في المواد التعلمية حتى ينسجم المنهاج مع عقيدة الأمة وأخلاقها وقيمها الثابتة وتتكامل المواد الدرسية فيكون التطوير متناسبا ً مع الحقائق العلمية والإيمانية والأخلاقية .
    فما أشد حاجتنا إلى جيل مؤمن بالله عز وجل خالق الوجود والطبيعة مؤمن بالحقائق العلمية التي بثها الخالق العظيم في هذه الطبيعة المخلوقة بدقة ونظام وإبداع وما فيها من قوانين ونواميس وضعها صانعها وخالقها , وحثنا على التفكرفيها والاستفادة منها بعد أن جعلها مسخرة مذّللة كما قال تعالى : ( وسخر لكم ما في السموات وما قي الأرض جميعا ً منه ) , وحضنا على التفكر والتدبر في أكثر من آية في كتابه المبين فقال جل ثناه : ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل و النهار الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيابه الارض بعد موتها وبث ّ من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات ٍ لقوم يعقلون ) .
    فتأملوا معي وتدبروا في هذه الآيات الكريمة وكيف صاغت الكون كله والطبيعة بهذه العبارات الموجزة المعجرة , لاغرو في ذلك إذا علمنا أنه كلام العليم الخبير .

    خاشع ابن شيخ إبراهيم حقي

    انظر كتاب القراءة للصف الخامس الابتدائي – الجزء الأول – الدرس : 24 ص 118- 120 طبعة 1240هـ / 1999/2000م







    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    إن من قام بوضع هذه المناهج يغفل حقائق كثيرة ويدعي ما لا تستطيع الطبيعة تقديمه

    فلو عدنا لبداية الثورة العلوم المادية في الغرب وتتبعنا الخطاب الغربي
    لعرفنا أن الغربي وضع نفسه مقام الله في الحياة الدنيا
    والبداية كانت مع العالم الذي حين اكتشف سر توليد الكهرباء من مواد موجودة قال بأنه خالق الكهرباء

    وحين اكتشف المعادن قال أنه خالقها
    وحين أسرار جسم الإنسان ودقائق الحياة قال إنه خالقها
    فوضع نفسه مكان الله وتبختر بما أعطاه الله من العلم عن مخلوقاته

    فعوض أن يشهد العالم لله على خلقه شهد لنفسه

    ونحن نصاب كثيراً بذلك حين يجاوزنا الله من خطر أو ضائقة
    فنعتد بأنفسنا ونقول نحن ونحن ولا نشهد للخالق بمعجزاته

    وهذا مثال يشابه ما يقوم به العالم المادي الذي نقل نقص علمه لعامة الشعب


    اليوم في مرحلة ما بعد الحداثة هناك أفكار لاستعادة الله إلى جانب الفكر المادي الغربي

    والحمد لله أن الغرب استعاد الله وتقبله

    لله في خلقه شؤون

    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. التلاعب بميزان الطبيعة
    بواسطة كاظم الحمامي في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 31/08/2009, 01:19 PM
  2. المرأة أثمن جوهرة نزعت من تاج الطبيعة لتكون ز
    بواسطة عابرةسبيل في المنتدى الواحة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16/07/2009, 03:17 PM
  3. لســـان حال الطبيعة ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى الواحة
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 09/04/2008, 12:29 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •