السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان لابد لثورة 25 يناير أن تجعل مشاهد تطفو على سطح الذاكرة لنستخلص منها العبر ونتعلم فالإنسان قد لا يعلم قيمة النعمة إلا بعد فقدها وقد لا يُضطر إلى استحضار مخزونه من تلك المشاهد إلا عندما تضعه المشاهد المُناقضة أمامها ليعقد المقارنة ويستخلص منها الدروس
وكانت أهم المشاهد التي تراءت أمامي :
ثلاث مشاهد أولهما
للحبيب المصطفى ( صلّ الله عليه وسلم ) عندما دخل عليه عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وقد أثر الحصير في جنبه و جعل عمربن الخطاب رضي الله عنه يبكي فقال له النبي صلّ الله عليه وسلم ما يبكيك يا عمر قاليا رسول الله إنك أكرم على الله من كسرى وقيصر وهما يعيثان فيما يعيثان فيه فقال لهالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة
والمشهد الثاني
لعمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) الذي حاسبته الرعية عن ثوبه الذي كان أطول من ثيابهم حتي جاء بابنه عبد الله وأقر أمام الجميع أنه أعطي ثوبه لأبيه فوصله بثوبه لأنه كان رجلاً ضخم البنيان
والمشهد الثالث
حينما أرسل كسرى مستشاره الهرمزان إلى المدينة يريد عمر ، فدخل المدينه وقال أينقصر الخليفة؟ قالوا ليس له قصر، قال أين بيته؟ فذهبوا فأروه بيتًا من طين وقالوا لههذا بيت الخليفة، قال أين حرسه؟ قالوا ليس له حرس، فطرق الهرمزان الباب، فخرج ابنه،فقال له أين الخليفة؟ فقال التمسوه في المسجد أو في ضاحية من ضواحي المدينة، فذهبواإلى المسجد فما وجدوه، فبحثوا عنه فوجدوه نائما تحت شجرة وقد وضع درّته بجانبهوعليه ثوبه المرقع وقد توسّد ذراعه ، فدُهش الهرمزان وقال: حكمتَ فعدلت فأمنت فنمت يا عمر

أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة
المسؤول الذي يحمل هذه الكلمات في قلبه هل يُمكن أن يلهث خلف الدنيا ولا يُوجد سقف لطموحه من الغرف منها ، هل يُمكن بعد هذه الكلمات أن تتربع الدنيا في قلبه لتحل مكان الأمانة والورع والعدل ونظافة اليد ومراقبة الله ولين الجانب للمساكين والفقراء
فإن قلّ الوازع الديني ولم يكن المسؤول رقيب على نفسه فيما أحل الله وحرم جاءت الرقابة الخارجية لتُعيد الأمور إلى نصابها وتُقوّم المعوج وهذا ما يُحدثنا عنه المشهد الثاني
من أين لك هذا ؟؟؟ سؤال لن يُطرح في ظل سلطة فاسدة هي الحكم وهي الرقيب تلتف حول أصابع الاتهام والشبهات وتتجاهل الصرخات والتأوهات إلى أن نخر الفساد في حياة الناس وأصبح محاربته مسألة حياة أو موت وقد كان وقامت الثورة وقُتل فيها من قتل ونحسبهم شهداء ولا نزكي أحدا على الله ولكن المشهد العجيب من أزهق حياته من قبل نتيجة الظلم والفساد وإن كان هذا لا يجوز لأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ولكنه للاستدلال فقط على قسوة القلوب التي تنتج من سطوة الدنيا على القلب فلا يستطيع أن يسمع أو يبصر
كيف يطيب لك مأكل وتهنأ بعيش وأنت تغوص في بحر النِعم وتغض الطرف عن صرخات الجوعى واستغاثة الملهوفين أمن عجز أم أن الباب يُغلق أمام من أكل الحرام وتمرغ في الشبهات
وصدق الله : ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ) البقرة
ولله در من ترك الحلال تورعا حتى لا يقع في الشبهات
ثم أخيرا لا اليهود ولا أمريكا ولا الفتن الطائفية تستطيع زعزعة أمن بلد واستقراره وإنما الحق والعدل هما الأساس والضمان لاستقرار وأمن الوطن وحجاب لدرء الفتن وتدخل الأجنبي
قال الله تعالى :(يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا) أخرجه
مسلم في صحيحه
كلمات تترجم المشهد الثالث يا عمر حكمت فعدلت فنمت فأمنت