لعبة الانعطاف بين سياق التمثل وواقع التمثيل
**تونس نموذجا**





يشهد العالم اليوم باهتمام آسر كافة تفاعلات ثورة الياسمين الميمونة ..هذه الثورة التي جعلت من تونس الشقيقة جيفارا الشعوب المرسل مزنها بالوحي العظيم وحي خلاصها من كل لئيم زنيم عابث عميل رجيم ..فهي الثورة المضادة لفلسفة العبوديةالتي تحققت باليات الوعي فوق السلمية..اليات لم يبتدعها اي مختبر ثوري في تحفيز و تاجيج روح التغيير و التعبير الثائر رنوا الى تحقيق النصرالذي هو ثيمة استحقاق المكتسبات .. و لم تحرك خيوطها النقابات او الهيئات الادارية المهجنة أو الاحزاب الوصولية التي تحكم صناعة الاقنعة و انما تولدت من رحم الشعب الوفي لثوابته في العزة و الكرامة هذا الشعب الابي وحده من اتخذ قرار النداء تعبيرا عن حقه في الحياة الكريمة.. النداء الذي يتجوهر بالفعل الراقي حركاته و سكناته في كافة السياقات المحدثة او المستحدثة كحواجز يراد بها القطيعة و الالتفاف ..
الفعل الهادر بلغة حضارية فاقت تصورات الديمقراطية نفسها على رغم من الوانها الطيفية.. فعل النضال المفتوح على جبهة واحدة /مشرعة على نافذة اسقاط الحكم اللاشرعي فعل انجازي لم تختلقه الصدفةأو اعتباطية المفاجآت...بل نتاج لثورة لا كالثورات.. جعلت من الانسان التونسي نموذجا حيا و شعارا نابضا بالحياة الشريفة ..يمتلك على ضوئه مقولة اساسية روجها اسلوبا بلاغيا في حبك الوصف التقريري و الحكم التنويري و الاستدلال القطعي بالشاهد الجماهيري ما مفاده : ان الشعب هو من يحمي رعاته و هو ايضا بالمقابل من يطيح بطغاته و لئن عمروا مددا..هذا الشعب العظيم من يمتلك اليات مميزة في عطائها حيث صنعت بالوثوقية و التحدي الرمزي ثورة وردية صاخبة بالمجد الذي نتمنى ان تتكرر نسخته في كل الاوطان التي تستعبد مواطنيها ايما استعباد ...فالثورة التي اذهلتنا نتائجها القيمة صارت كابوسا يقض مضاجع الخونة مهما اختلفتت مناصبهم السيادية مما جعلها الفكر السياسي الرسمي في كافة مخرجاته النسقية عقلنة لمساراتها و تاويلا لاسقاطاتها و حكما على الجينوم العربي :ان يقبلها على مضض كثورة شعائرية مميزة و مقبولة سيما بين سائر نخب المنتظم الدولي السيد/ الفاعل على مستوى تصنيع او تكييف القرارخذمة لنواسخ يعقوب الحرفية ...فمثل هذه الاليات تقرر للشعب مشروعية تقرير المصير.. فباليات بسيطة عميقة الدلالة :كاللافتات و ترديد الشعارات من قبل الاجساد العارية ضد سلطة رجال الامن الذين عبروا بالممارسة المكشوفة اعلاميا انهم فعلا حراس الانظمة الجبارة المنتهكة لشرعية التدبير العام ..هؤلاء الحراس الامناء لمن ينهبون مقدرات الشعوب الجائع المقهور بافنين التعسف دون ان يعلموا هم ايضا كونهم ابناء هذا الشعب المتضور جوعا مع فارق بسيط مفضوح القراءة اعتبار هؤلاء الحراس لصوص بالازياء الرسمية منشغلون بالحصاد اليومي لما طالت اليه اياديهم الاثيمة من اصول الناس و ممتلكاتها العينية و المنقولة و هم ايضا و نظرا لغبائهم من يملكون سر النجاح لاية ثورة مقبلة فللسلطة ثقافتها و للفكر معرفته القادرة على الاختراق و الاحتواء.. ويتكرر نفس المشهد من اعادة التاريخ لنفسه سيما في باب انهيار السلط ..انه انتصب يحكي راويا حكيما فيقول بكل تاني وتوئدة و روية :*-مهما تفنن جهاز القمع السالب المشكوك في فحولته من ممارسة اساليب القمع و التعذيب الوحشية ضراوتها ابتزازا للشعب الشعب العظيم فانما يبتز و يخون كافة القيم التي من اجلها كا ن التعاقد الاجتماعي كما ينسف كافة الاواصر و الروابط المتماسكة عراها لاسس الدولة الامينة و قواعدها المتينة فعبر تقاليدها التي باحترامها نحترم فاعلية الوحدة اشفاقا على المصير المشترك نكون اصحاب هوية و لنا امتداد في متراميات التاريخ الزمنية و مهما يكن فلا غرو ان اجزمنا سلفا كون هذا الجهاز محكوم عليه باللعنة التي ستطارده عبر التاريخ ..و لنرى الان بالشاهد الملموس كيف ان الثورةعلى رغم سلميتها الفريدة جنسا و نوعا اطاحت بالنظام الفاسد نظام مصاصي الدماء الذين يستلذون العيش في الظلام و بالثقافة الظلامية التي تعمق فيهم هوة التطلع الى خيارات العدل.. هوة تفصلهم عن مشاعر الانسانية أو الرجوع الى المعتقد المشترك نهجا و شرعة .. ومن ثمة نتساءل جازمين كيف بالموازاة سجل يراع التاريخ مذلة الجهاز القمعي التونسي الذي اراد بالباطل حقا ملتبسا بين انفصامية رئيسه و تقلبات مواقفه بعد الثورة.. فالثورة المجيدة التي اخذ عبقها ينتشر بين الاوساط الاقليمية و الدولية كثقافة تمجد حرية الارادة التي حجر عليها بفعل موظفي الشركات المتعددة الجنسيات هولاء الذين نحسبهم رعاة الوطن انما هم ممثلين بالعمولة المجانية و العمالة الرمزية لاباطرة الاقتصاد العالمي استيلاء و احتكارا قد فتتت عصا الارتكاز السلطوي و ضاعت في تدفق الكاس نقط التلاشي بعيدا بعيدا الا من حضور.. حضور الشهداء الذين نقبل ثراهم المقدسة اذ بهم تحقق النصر و بهم اعيد لنا الاعتبار كوننا نمتلك سر القوة و معهم تعلمنا بالتطبيق الفعلي لما نبه اليه سيد المقاومة /اذا الشعب يوما اراد الحياة*** فلا بد ان يستجيب القدر

و لا بد لليل ان ينجلي*** و لا بد للقيد ان ينكسر
و ها قد انكسر القيد و نحن اليوم نجد انفسنا امام قراءات متعددة لثورة الياسمين التي نعتبرها مرجعية تاريخية لكل احرار العالم ودرسا وطنيا خالصا بموجبه تتمايز كل المفارقات الناتجة عن تفاعل ثقافتين سياسيتين تناولتا بالتجسيد الحي للسلطة في جل مظاهرها الدلالية كصور لاقطة لمشاهد الاستبداد المدجج بسلاح التعتيم و التجهيل و في جانب اخر من الزاوية الحادة المنغلقة نستقرئ ايضا خلفياتها و مدى نجاعة حكامتها و شرعية اتخاذ قراراتها ترشيدا و تدبيرا للازمة سيما ابان اختلال النظام السياسي للرئيس الهارب الذي رددت طوافته في الجو=مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل /
هاتين الثقافتين لمؤسستين تتلازمان بالتوازي على الاختلاف و التمرد على سنة الطبيعة و قانون الاشياء و تفكيكا للظاهرة المرصدة من قبل الخبراء الاجتماعيين نجد ان الثقافة الامنية بين الحضور الاخلاقي للجيش التونسي و التسلط الهمجي لمؤسسة الامن الداخلي الذي يتبرأ منها الشعب التونسي قمة و قاعدة اذ اخذ ت مؤخرا تبررسلوكياتها بما يتفق و لعبة الحجاج التمويهي و المكر التظليلي رغم انف شواهد الاعلام البصري ..حقا ثورة اعطت فرصة اعادة تاصيل مفهوم السلطة بين الامن و الجيش كمنظومتين لهما طبقا لاخلاقيات المهنة ضوابط التعامل مع الازمة السياسية علما ان هناك مؤسسات دستورية تستمر لاستمرار الدولة اذ هي الكفيلة في تقلد منصب استصدار القرار حفاظا على مكتسبات الشعب التي لم تتحقق الا بالاجساد العارية المخترقة بفعل الرصاص الحي من ايدي رجال الامن.. هذه الاصابع التي لم تفارق العصي او الضغط على الزناد..و في تونس الخضراء بدماء شهدائها ادركت كافة الشعوب كم ان لمثل هذا الجيش العظيم ثقلا وازنا في حسم معركة التغيير لصالحه ان اراد استغلال الفرصة الذهبية بدعوى الفراغ السياسي و الامن العام المهدد بالفوضى العارمة لكن مع استحضار ميثاق الشرف /الميثاق الاخلاقي و احترام قواعد الاختصاص المدني عن نظيره العسكري ابى ألا يحجم مسؤولياته و ادواره الا في عنصر الدفاع عن العدو الخارجي اي حراسة الحدود ..ابى هذا الجيش التونسي ووعيا منه الا ان يجعل من اطاره الموحد نظاميا اداة في التعامل مع الازمة كرقيب و شاهد بلباس التاريخ الذي غذا يرتديه برنسا اصيلا عبر الاتي من الازمنة ...حقا قد غذا نموذجا يجب ان يقتدى بمثاله بين سائر جيوش المنطقة ..هذا النموذج الذي ينسف كل الثقافات الظلامية و التي تمارس عبر سلوكيات الاستبداد و القمع كل اساليب الاستلاب و التجويف ..لا نحاجج احدا في مسلمة الجيش التونسي التي نعظمها حقا كمثال خلاق ابدع بالحب الجم قواعد الامن التي في عمقها تسري الروح النظامية العلياء محددا بذلك الاطار الوظيفي الذي في فضائه تتفاعل العاطفة المعقلنة و قيم خذمة الواجب العام معتبرا ان للحياة المدنية فلاسفتها و حكامها و مثقفوها من ابناء الشعب المخلصين.. هذا الشعب الغني بتنوعه السياسي و الثقافي شعب قدم الشهداء نصرة للحق العام فهو نفسه قادر على انتداب من يطبق بروح الشهيد مطالب الشهداء العامة ... وفي الزاوية المنفرجة عند خلفية المقال انتصب السؤال :أآن الاوان ان يتملص حكام العرب من التطبيق الحرفي لكتاب الامير الذي اسقطته وفنذت اطروحاته ثورة الياسمين



للحديث بقية...

محمد القصبي
سوق الاربعاء الغرب
في 20/1/11












جدلية العلاقة بين المركز و تداعيات الاطراف
**تونس نموذجا**
تابع


جزما لقد انتصرت الثورة ..و حق للشعب التونسي توجيه دفة الحكم بما يتفق و هويته الاسلامية المجيدة ونصرة اكيدة لحكامة عقلانية رشيدة وازنة منه اذ تقتضي اعادة الثقة في كافة مؤسسات الدولة الدستورية ومن ثمة تؤطر بعلمية دقيقة حاجات المركز و الاطراف السياسية سيما بعد ان ازاح بعض الاقنعةالزائفة الماكرة عن وجوه مالوفة من مغتصبي السلطة و الحق في الانسانية و تزامنا مع ذلك استخلصت الشعوب المجاورةالابية مدى تلمس فلسفة عمق الثورة التي تقود عملياتها الى حيث الشارع حيث الخطاب الجماهري الدال على صناعة اسباب التغيير و توطين افكار تنويرية منبثقة من صلب التعاقد و القبول بالاختلاف ..فتلك الشعوب المجاورة اقليميا و التي تعي حق الوعي مفهوم القيادة السياسية التي ينبغي ان تنبثق عن مؤسسات منتخبة دستوريا تخضع انظمتها الاساسية الى قواعد قانونية ملزمة مجردة و عامة.. بها و معها يسقط زيف الحصانة التي تلتبس بها بعض الاقنعة للتعسف و استعمال النفوذ و الخروج بادوارها الوظيفية العامة الى تفعيل سلطان الارادة وفق الحاجة الخاصة التي تنتزع من ضرورات الشعب الاساسية مقومات وجودها و سطوتها .. و تحت وازع الجشع في تمرير ثقافة الاستئصال و التناحر الاجتماعي لاجل النخبة الراعية لتقاليد هذه المنظومة الفاسدة حضورا و غيابا و تمثيلا.. تقزم هذه الطغمة الفاسدة اساسيات ادوار الدولة الفاعلة في بناء مشروعها الوجودي على اساس التكامل و الشمولية و الاحتكاك بالمستجدات العلمية و التقنية التي يلقي بها عصرالعولمة الذي قدر له ان بنهي التاريخ الا ان الثورة الياسمين كان لها القدر الكافي على ضرب كافة التنظيرات الداعية الى استعباد الشعوب و تمرير بالمقابل رسالة جماهيرية مفتوحة تلزم قوى الكبر على الاعتراف بسلطة التاريخ ليس كاحداث و انما كحاكم ومؤشر ..شاهد و متغير..

تونس كانت مثل هذه الشعوب تتانى تحت وطأة الحكم الفاسد .. الحكم الذي فصل القمة عن القاعدة بتغييب الطبقة الوسطى الواجبة الحضورهي الثقافة الحضارية للتسلق في مدارج الهرم السياسي فيتحقق بذلك الارتقاء و النماء و التطور وبالموازاةاقبرت خيارات الشعب التعبيرية لاصطفاء ممثلين احرار يصادقونه العزم على التطوير المكشوف باحداثيات الشفافية و المصداقية و روح الديمقراطية الجلية ..

- مثل الشعوب الاقليمية المجاورة صودرت من الشعب التونسي حرية الاختيار و اصبحت عملة الجبر و القدرية متداولة بين الرفض او القبول رغم تنوع ثقافة وسطه الاجتماعي و ارثه السياسي و تراكماته التاريخية و مخزونه الحضاري الذي منحه بالجملة فهما مركبا لمجاريات الاحداث و تمثلها بلغة ذكية نفاذة..شعب ساكن/ثائر..أسقط كافة معادلات الهيمنة و السيطرة و رسخ تساؤلات الكيف/ فاستطالت في مقطع عرضي امارات الاستغراب المرتسمة دهشة و ذهولا على وجوه من هم قواعد القرار فتولد بذلك مصطلح /التونسة/ الثورة التي خلخلت مفاهيم التقليد الذي جرى العهد عليه سابقا..هذه الثورة منحت بحس انساني وارف الدلالة معنى ارادة الشعب الحر في اختيار ممثلي شرعيته الدستورية ومثالا حضاريا قل نظيره اسدته قواها الوطنية ومختلف مؤسساتها الحقوقية و المدنية سيما للشعوب التي يسيطر فيها الجيش الخائن للتوابث الدستورية ويصبح بهاجس نزعة التبعية للغرب الجائر صانع القرار يوزع الادوار و الثروة و المحاصصة في مقدرات الوطن مغتنما ذكاء الاستغباء كاقناع الشعب المسالم بوجود عدو وهمي يتهدد امنه القومي او القطري او يختلق صراعا سياسيا مفتوح الامد مفتعلا ليس الا للسيطرة على الوضع القائم و ترشيد لعبة استمراريته..استمرارية النهب و السلب و تغييب الارادات الحرة التي تندد ب لا لا لا للمد الطافح بالقذارة....هكذا اذا يورط الشعب الاصيل المعتقد في ازمات لا يخبرها الا النخبة المثقفة التي لها ان تختار بين المسخ في الاعتقاد فتصبح اقلاما ماجورة او ان تناظل الى ان يطالها الاعتقال و التسريح و القتل في ظروف غامضة ..هكذا اذا يثق في مؤسسات الفتوى السياسية العميلة فيما ابتدعته من بهتان وزور وآية ذلك ان تكرس بين ترهات شرخه النفسي تصورات ملهمة على تسطير ملحمة الدفاع الشرعي عن التوابث التي هي المحرك الاساسي في تفجير و تنفيس درجات الضغط النفسي نتيجة الاكراهات اليومية التي يحياها الشعب اكراهات رمزية و ابتزازات تتجلى على ابسط تمثيل في اداء الضرائب الوهمية ..

فيا لها من لعبة الاشفاق على المصير التي هي لغة تلزم الجميع بالخضوع و الانقياد و من ثمة يسهل تفعيل شعارات الفتوى السياسية ترسيخا للفكرة عبر اسلوب الايحاء الذاتي و الجماعي ..
يا لها من مكتسبات يغتنمها اللوبي السياسي العسكري الذي اعتاد كما اسلفنا الذكر على لصوصية الوطن و هدم طرق التنمية التي من مساراتها قد يحقق الوطن نوعا من التميز و الاستقرار وتاهيل مواطنيه للمشاركة في صناعة القرارالقطري و الاقليمي و الاممي تنمويا..ان مثل هذا اللوبي العسكري الذي يتاجر في دم الشعب و جوعه و تهويله انما يصلب حياة الاجنة في اصلابه فيغذو شعبا عاقرا عقيما لا يقوى على تحريك سبابته اشارة الى النظام الفاسد النظام العسكري هذا الذي يجعل من الرئيس صورة تمثل شكليات العرف الرئاسي المدجن.. الرئيس المعدوم الصلاحيات.. يعبأ بالاملاءات ليتقيأها انى استدعت الضرورة الى ذلك فمثل هذه الانظمة انما هيقنوات موجهة عن بعد رغم تناحر الايديولوجيات و تواطئ المرجعيات السياسية ..لكن شرارة ثورة الياسمين اندلعت اندلاع النار في الهشيم مخلخلة حسابات الساسة الاقليميين و قوضت دعائم الفكر السلطوي و انهار معه مرجعية امتلاك الشعب المروض و قهر اراداته التي ولدت حرة خيرة بريئة منصارة للفطرة السليمة..
فالمجد كل المجد للجيش التونسي الذي اعطى مثالا عن خذمة الواجب الوطني رعيا للمقدسات المنصوص عليها فانونا و عن مدى وعيه الصارخ باحترام آسر لمذهبية الاختصاص.. فحصد كل حب الشعوب..


و من ثمة نجد ان هذه الثورة اججت فتيل التامل النظري و ملابسة كافة الدلالات التي تنشا عن مدى قابلية الاعادة في قراءة العقد الاجتماعي قراءة على ضوع قاعدة المعطيات المفصلة بين الواجبات و الالتزامات و الحقوق فكانت الفاجعة ...و تداركا لخطورة الموقف هرول بعض رؤساء دول الجوار و اخرين ممن يتوطنهم الريب و الشك فيما قد قدموه لشعوبهم من خذمات و مشاريع تنموية تاهيلية على مايؤكد نية التوريث و الغصب لدواليب الحكم . ..الى عقد مؤتمر اقتصادي عاجل و هناك منهم من ارتأى ضرورة خفظ الاسعاربنسب معلومة و الذكي اللبيب منهم من قام بالزيادة في اجورالمدنيين و العسكريين و المتقاعدين او من حاول منهم برمجة مشاريع اقتصادية و ادراجها في جدولة زمنية قصيرة المدى رغم بعد العهد على المصادقة التشريعية /الدستورية على الميزانية العامة للدولة ...


مؤتمرات اقتصادية مصغرة ما كان لها ان تكون لولا التونسة و ما كان لها ان تتدارك طوفان التونسة و احتوائه لانها اختصارا المناعة المستحدثة للفكر النابض بحرارة العدالة العامة ..ان التونسة في جوهر معناها كابوس حي يفتتث خلايا اليقضة الهشة لدى العابثين الضالين ممن ولوا رعاة على شعوبهم المفتقدين لكل حب اجتماعي يشفع لهم ما يضمرون من سوء آثم في حق الرعية الغبية كما يزعمون .. ومن ثمة يفتقدون الاهلية و الشرعية التي تخول لهم حق النيابة الدستورية عن الشعب ..-التونسة / فعلا/ كابوس لا كالكوابيس يرهب زعماء السطو و النهب و النصب و مافيا المتاجرة في الخرائط العامة /سياسية /ادارية/ اقتصادية /ترابية/.......

و تاكيدا على ما سلف فثورة الياسمين نفسها اعطت للمجتمع الدولي فرصة مراجعة حساباته في علاقاته بدول الجنوب و من ثمة لوحظت مسالة اعادة تجسير العلاقة بالقضية الفلسطينية رغم التصريحات الشائنة مؤخرا لوزيرة خارجية فرنسا و التي لم تفرق حساسيتها التمييزية بين قواعد الاداب الاعلامية عند خروجها بتصريح زعم انه مرتجل عفوي اسيئ فهمه رغم انه يقينا قائم على جدية المعطى و احترام مشاعر الانسان العربي المتتبع لمنحنيات مصيرفلسطين التي هي الهوية و المعتقد المشترك ..ففي خضم هذا الحدث تعلم الشعب العربي كيف يداري جرحه و كيف يستطيع ان يجعل من تصريحات السياسيين الغربيين بلسما له و اذا ما اختمركل ذلك في وعيه الباطني عندئذ ستنطلق ثورة الياسمين مجددة مرة اخرى من قلب الوطن العربي محققة الوحدة القومية التي لا تقبل التجزيئ و التقطيع و تفتيت الاقاليم و ستسقط كل اللوبيات العسكرية التي تتحكم في امن المنطقة العربية من المحيط الى الخليج لم لا و قد تعلمنا كيف ان الثورة التونسية قد اخترقت قوى الاستخبارات الوطنية و الدولية و اعتى اجهزة الدول التي لها سبق في التجسس و رصد منحنيات و اشارات التغيير في المسالك العامة اجتماعيا سيما الدول التي لها في تونس مصالح جيوستراتيجية و من ثمة تعلمنا و لا زلنا نتعلم اننا امة قادرة على اعادة التمسك بتوابثها الشرعية التي هي المنهجية الراقية لملامسة الاهداف /اهداف التحرر و القيادة و استملاك المشعل الحضاري..


ثورة الياسمين تاريخ جديد لعهد جديد يسائل من واقع النصر اغبياء الامة المتسلطين :
--أما آن الاوان ان يفر اذناب الاستعمار ..
خونة الحق العام
مقترفي جريمة الخيانة العظمى في حق الشعب و الوطن الى حيث ارصدتهم التي تعلوفوائدها كلما ازدادوا ظلما و اشد استباحة لدماء ابناء الشعب ..
الم يكفوا بعد عن تطبيق اطراف المعادلة:
--مزيدا من القمع و القتل و التنكيل /=/مزيدا من الهلع و الهيبة و الوقار حد القداسة .. وحد تهجين الارادات وجعل الاوطان اسواق نخاسة.... الم يحن بعد وقت استرجاع السلطة من الالة العسكرية الصلدة الى اهلها الشرعيين من مثقفين و علماء و هيئات و جمعيات و احزاب /مجتمع مدني متنوع في جناسه و اجناسه / وفق ما تستدعيه رجاحة الانتخاب و الانتقاء للاكفئ
فمتى حسب الطغاة التاريخ مجرد مهزلة..يقينا عند لحظة الصفر ينتصب مقصلة
و اخيرايجدر بنا ان نتساءل:
-- الم تحرك فيهم ثورة الياسمين الفذة حس الفرار بعد
--أليس في عين الذباب جحوظ..
للحديث بقية...

محمد القصبي
سوق الاربعاء الغرب
في 20/1/11 .