النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الطابور الخامس

  1. #1 الطابور الخامس 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    4
    معدل تقييم المستوى
    0
    الطابور الخامس

    يُحكى أنه في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان , يحكى أنّ إلهاً مزعوماً لدى الفينيقيين
    وُلد لأبوين إلهين مزعومين مثله , وكان في قصة ولادته جدلٌ كثير ..
    و كان هذا الإله المزعوم فاتناً , و لكنه كان قصيراً بعض الشيء , و غبياً بعض الشيء ,
    و تافهاً بعض الشيء , و منحرفاً بعض الشيء ,و نذلاً بعض الشيء , و مغامراً بكل شيء
    و مقامراً بكل شيء , وكان مستعداً لبذل أي شيء في سبيل الوصول إلى غايته .
    أحبته إلهة مزعومة مثله تسمى عشتارَ , وهامت به , وكانت هذه الإلهة ذات نفوذ و سلطان ,
    و قد تملقت إليه كثيراً لكي تشعرَه بحبها , و لكنه كان متردداً , فقد كانت أحلامه غير إقليمية , بل عالمية .
    ومع أن عشتارَ هذه هي التي كانت تسلب الملوكَ ملكَهم , وحتى الرُّعيانَ غنمَهم ,
    إلا أنها ضحّت بكل شيء من أجله , بسمعتها , بمالها , بملكها , بجمالها , بعمرها !
    ومع أنها كان فيها من الغرور ما يُضرب به المثل , إلا أن غرور هذا الإله المزعوم كان أكبر و أعظم بكثير.
    فقابَلَ حبَّها بصَلَفِه و كبريائه و عنجهيّـته , وما زالا على هذه الحال حتى ماتت حزناً و قهراً ,
    و خصوصاً عندما تناقلت وكالات الأنباء العالمية في ذلك الوقت عن طريق الحمام الزاجل
    خبرعلاقة سرية بينه و بين إلهة يونانية تسمى أفروديت .
    طار الى اليونان , طمعاً في حب عالمي , وظن أن الإغريق سوف يحتضنونه و يعتقدون بألوهيته ,
    و لكنهم خذلوه , فكثيراً ما كانوا ينتقصون منه و يعيرونه بنَسبِه الإلهي المشبوه
    ومع أن أفروديت هذه , أحبته , و قدمت له كل شيء أيضاً , إلا أنها لم ترضِ غروره إرضاءً كاملاً
    ومع أن سمعتها كانت عالمية , إلا أنها لم تنجح في جعل حبهما عالمياً .
    تركها و غادر الى بلاد الأرز , و هناك تعرف الى صنم صغير , كان يحلم بأن يصير كبيراً
    ليضمن له مكاناً في ذاكرة التاريخ ....
    فكان له ما أراد .
    حيث زرَعه هذا الإلهُ أرزةً طالت فيما بعدُ السحاب وما زالت تُعبد حتى اليوم .
    و لكنها كانت أرزةً بلا جذور , و كان طلْعُها كأنه رؤوسُ الشياطين .
    قرر الاثنان فيما بعد إنشاء "صالون حلاقة و تجميل و تشويه "
    و أسمياه " صالون الأحد أو الاثنين او الثلاثاء او الاربعاء او الخميس أو الجمعة او السبت "
    أو ما شابه , لم أعد أذكر...
    في نهاية كل اسبوع , كانا يجتمعان مع ثلاثة من كبار مستشاريهم و مساعديهم , و مع المعجبين بقصص الألوهية
    و كان يساندهم من بعيد عبدٌ فرعوني متفرنس يسمى عميد الفراعنة
    فيتناولون جميعاً جسداً عربياً , و يحاولون تشكيل وجهه و هيئته من جديد
    لاعتقاد الجميع بألوهية هذا الفينيقي المارق !!
    مشارط , سكاكين , مخارز , إبر , مقصات
    و لكن أيّاً من عملياتهم الاستنساخية لم يكن لينجح لسببين :
    اعظمهما : أنه لا إله الا الله
    و ثانيهما: اختيارهم لأجساد لا تقبل التغيير !
    فكانت محاولاتهم دائماً تبوء بالفشل و يموت الجسد من ساعته .
    فكان لابد من اتهامهم جميعاً بالقتل العمد مع سبق الاصرار و الترصد
    فرّ بعد فشله الذريع الى بلاد العُري و الليل
    الى بلاد الحرية المطلقة المتحللة من كل القيود و الحدود
    وهناك.. كانت المفاجأة ..!!
    تهيأ له حلُمُ حياته حقيقةً ..
    العالمية !
    أُعجبت به إلهةٌ مزعومة ذائعة الصيت عالمياً..
    هذا ما كان يسعى إليه منذ نعومة مخالبه !!
    الإلهة المزعومة " جائزة " !
    بدأت تبعث إليه بالرسل و تعِدُه و تمنّـيه
    بالحب و الزواج
    وبالحصانة و الحماية و المساندة
    بشرط أن يكمل دراسته في التجميل و التشويه !!!!
    وأن يتخلى عن الادعاء بألوهيته و يصبح عبداً لها , و أن يتنكر لكل تاريخه , و أن يلعن تراثه , فقبِل .
    كانت " جائزة " فائقة الجمال و ساحرة , و لكنها كانت تشبه شهريار ألف ليلة و ليلة من جهة
    و تشبه عشتار من جهة أخرى...
    شهريار كان يحب و يقتل امرأة في كل ليلة
    ولكن " جائزة " كانت معقولة ..
    فهي تهوى و تأسر رجلاً في كل عام لأغراض تتعلق بما فعله نبوخذ نصّر..
    العرض معقول صراحة ...
    أليس كذلك ؟
    "جائزة " هي أكثر إنصافاً من شهريار بمئات المرات
    معقولة هذه الساحرة
    نعم
    معقولة ..
    و تشبه عشتارَ في أنها تحب أن تسلب الضحية كل شيء..
    وهذه سلبته كلَّ شيء مقابل أن تعطيه لقباً عالمياً مكللاً بالديناميت !
    وعدته بالزواج لسنة واحدة فقط ..!
    أَكمَلَ هذا الإلهُ الفينيقيّ المزعوم دراسته , و حصل على شهادة كبيرة جداً في التشويه
    وسجّل اسمه في سجلّ الطامعين بالزواج..
    كان سجلّاً طويلاً من المحظيين يمتد من بلاد العِرق الأصفر الى بلاد الهنود الحمر
    ووقف في " الطابور الخامس "
    في انتظار دوره ..
    وما زال ينتظر منذ ما يقرب من أربعين عاماً !!!!!
    و نحن ما زلنا ننتظر ونترقب ما سوف تؤول إليه أمور هذا الحب المعطر برائحة البارود !!!

    محمد البياسي
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    أهلا بالأخ الكريم الشاعر محمد البياسي في المربد
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    4
    معدل تقييم المستوى
    0
    اهلا بك اخي طارق
    تشرفت بالانتساب الى موقعكم الكريم
    معاً لتحطيم أصنام الحداثة

    احترامي و تقديري
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. موت في الطابور/سلسلة قصص فلوجيه
    بواسطة عماد اليونس في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 14/07/2009, 10:22 PM
  2. موسوعة الشعر و الادب (الإصدار الخامس)
    بواسطة الباز في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 31/12/2008, 04:29 PM
  3. الوعي العربي ..إنتبهوا أيها السادة...أنه الطابور الخامس
    بواسطة علاء ابراهيم في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11/07/2008, 12:51 PM
  4. الرسول الكريم يتحدث عن نفسه الشريف (الجزء الخامس عشر)
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى إسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14/03/2006, 03:11 PM
  5. الموضوع الخامس ((هكذا قالت عشتار ))
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 22/04/2005, 12:27 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •