مهرجان العجيلي للرواية العربية - الدورة السادسة
المحظورات في الكتابة الروائية العربية0

افتتح صباح الأربعاء في الرقّة (شمال شرقي سورية) مهرجان العجيلي السادس للرواية العربية، تحت شعار «المحظُورات في الكتابة الروائية العربية»، ويستمرّ حتى 24 الجاري، بمشاركةِ نُخبةٍ من الروائيين العرب والنُّقّاد.
منذ دورته الأولى «العجيلي أيقونة الرقّة» يُصرّ المهرجان على الخروج بطابع روائيّ – نقدي عربيّ مُوسّع، أضيفت إليه في الدورة الحالية مشاركةُ كُتّابٍ إيرانيين، هم: محمد رضا سرشار، شكوه حسيني، حسين باينده ، وتُقيم مديرية ثقافة الرقّة المهرجان منذ عام 2005 قُبيلَ أشهر من وفاة الروائيّ والقاصّ السوريّ عبد السلام العجيلي الطبيب، المولود في الرقّة عام 1918.
وخاطب آنذاك صاحبُ «أرض السِّيّاد» المشاركينَ برسالة قائلاً: «ألم يكن المقام أطيبَ في كثير من الأماكن والمُدن؟ والحقّ أقول: لقدِ اخترتُ هذا المقام عن سبق الإصرار والترصّد، فأعطتني مدينتي مثلما أعطيتها».
يُناقش المهرجان علاقةَ الرواية بالمحظورات الثقافيّة والاجتماعيّة ومنها :المحظور اللغويّ، المحظورات الثابتـة والمتغيّرة، التقنيّات الروائيّة في مقاربة المحظورات، اختراق المحظورات وسياقات النزوع إلى العالميّة، في ثماني جلسات عملٍ خلالَ ثلاثة أيام.
ومن الأســئلة المــطروحة للنــقاش: «ما مدى تحقّق فنيّة النــصوص التي قاربت التابو أو اخــترقتْه؟» ويـــترافق المهرجان مع معرضِ فوتوغرافي لحمـــزة الحسين وأمير زينب، ومعرضٍ للكــتاب العربيّ (دار الفرقد)، مع حضور فــرقةِ فنونٍ شعبية.
والمُشارِكون هم مبدئياً: الحبيب السائح من الجزائر، وآمال قرامي، والحبيب السالمي من تونس، أحمد المديني من المــغرب، سيد محمود، وخليل الجيزاوي، وهالة البدري، ومحمد صلاح العزب من مصر، آدم كومندان جوغان حسب النبي من السودان، عبدالقوي العفيري من اليمن، عمار أحمد، وعبدالحميد الربيعي، وعلي بدر من العراق، سحر ملص، وجمال ناجي من الأردنّ، بشار شبارو، وعـــبدالمــجيد زراقــط من لبنان، شهلا العجيلي، وفؤاد المرعي، وسوسن جميل حسن، ولؤي خليل، ونبيل سليمان، ونبيل حاتم نصر محسن، وعادل محمود، وهايـل الطالب، ونجاح إبراهيم، وأيمن ناصر، وأحــمد المــصارع، وعــبير إسبـر مــن سـورية
ومنه إليكم إحدى هذه المشاركات:

ناقد سوري: رواية "بنات الرياض" ساذجة.. ومؤلفة برهان العسل جاهلة بالتراث

شنَّ الناقد السوري هايل الطالب، هجوما حادا على رواية "بنات الرياض" للكاتبة السعودية رجاء الصانع، التي صدرت في أكثر من 15 طبعة، وقال الطالب في بحث عنوانه "موت المحظور الجنسي" قدمه أمس خلال فعاليات مهرجان عبدالسلام العجيلي للرواية العربية المقام بمدينة الرقة السورية، إن غالبية ما تكتبه الكاتبات الآن استفزازي يفتقر إلى القيمة.
واعتبر "أن رواية بنات الرياض للكاتبة السعودية رجاء الصانع لها عنوان تحريضي استفزازي لكنها تخيب أمل القارئ الساذج الذي كان ينتظر أن يتلصلص على خبايا جريئة لمجتمع محافظ، كما تخيب أمل القارئ المثقف الناقد الذي كان ينتظر تجربة فنية مميزة فخاب أمله أيضا، وأكد الطالب أن الولع بكشف المستور هو السبب الرئيسي وراء انتشار الرواية، ماعدا ذلك ما قدم هو ضجيج إعلامي لرواية ساذجة فنيا، مثلها في ذلك مثل رواية برهان العسل للكاتبة السورية سلوى النعيمي، وهي رواية ترجمت إلى 15 لغة في غضون عامين على الرغم من جهل صاحبتها بالتراث العربي.
وفي دراسته قدم الطالب قراءة في أعمال الكاتبات السوريات سمر يزبك وسلوى النعيمي وفوزية مرعي وهيفاء بيطار ولاحظ ان عناوين روايات هؤلاء الكاتبات كان مراوغا فنيا مع ملامسة إيحائية للجنسي غير قصديه،
ورأى أن الروائيتين هيفاء بيطار في روايتها قبو العباسين (1994) وسمر يزبك في رائحة القرفة (2008) يقدمان شاهدًا على الجسد المهمش المقموع تحت وطأة الظرف الاجتماعي، معتبرا أن الجنس فيهما مكون بنيوي للرواية ليس مفتعلاً على الرغم من عدم إقراره بقيمته الفنية العليا في النسيج الروائي.
واتهم هايل الطالب الروائية السورية المقيمة بباريس سلوى النعيمي بـ" الجهل بالتراث العربي"، وقال في دراسته أن القارئ لرواية برهان العسل (2007) للكاتبة سلوى النعيمي سيخرج بنتيجة تجعل من هذا النمط الكتابي ينتمي إلى فن الرواية، وإن كان قد دون على غلافها كلمة (رواية) فالكاتبة تستفيد من الطريقة التراثية في تسمية الأبواب، لتقدم سردًا فاقدًا لكثير من الاستراتيجيات الفنية للرواية، فالكتاب هو سرد يعتمد البوح والجرأة على الاجتماعي بطريقة فجة للوصول إلى إثارة إعلامية قائمة على كسر المحظور الجنسي بطريقة مباشرة، كذلك فإن الكتابة قائمة على سوء الفهم للغة العربية وللتراث العربي في ذهن الكاتبة، كذلك تعاني الرواية من الانتقائية في قراءة التراث القائمة على اختيار شواهد من التراث الجنسي وتعميمها لتصبح قاعدة التأليف.
وانتهى الطالب في دراسته إلى أن الكتابات المباشرة عن الجسد وإشكالاته في النصوص المدروسة لم تقدم خرقًا على المستوى الفني.
ورأى أن الانتشار المتفشي للكتابة عن الجسد، مؤشر على موت هذا المحظور في الكتابة العربية أو هو في طريقه ليصبح مألوفًا فاقدًا لإدهاشه في عصر الصورة وبالتالي لا بد للكتابة العربية من البحث عن موضوعات جديدة ووسائل تعبيرية تقوم على الإدهاش الفني.
وكان مهرجان عبدالسلام العجيلي للرواية العربية قد بدأ أعماله أمس بمدينة الرقة شمال شرق سورية تحت عنوان " محظورات الكتابة العربية" ويختتم أعماله غدا ويشارك فيه نحو 30 كاتبا وباحثا أبرزهم الروائي التونسي الحبيب السالمي والروائي الأردني جمال ناجي والعراقي على بدري ومن مصر هالة البدري ومحمد صلاح العزب ومي خالد، كما يشارك من سوريا نبيل سليمان وشهلا العجيلي وعبير أسبر وخليل صويلح الحائز على جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية العام الماضي.
وانشاء الله سأزودكم بالمزيد من فعاليات هذا المهرجان الكبير