الإبداعية الأدبيّة
بين الشرق والغرب
De l’orient à l’occident
La littérature romantique


كتبها:فيصل الملوحي



نحن بحاجة ماسة للعودة إلى هذا البحث، فالعودة إلى الأصول ضرورة لتذكّرها أولاً ولإعادة النظر فيها ثانياً..، وتطوير نصوصنا الشعرية والنثرية حين نتخذ من المذاهب الأدبيّة مناهج لها.


ولكني أشير إلى النقاط التالية:
أولا: تعريب المصطلحات ليس ترفاً فكرياً، ولا تقعّراً لغويا، إنه تقريب من أفهام القراء العرب، أرأيت إلى الطبيب الذي يصف للمريض العربي ( البابونج ) فيكتبه بالفرنسية ( camomille )، فما هدف هذا الطبيب، أمن الضروري أن يشتريَ المريض من الصيدليّة هذا الدواء، أم يكفي أن يستعمل البابونج الذي يفيض به بيته! (أنا أقول-وأرجو ألا أكون مبالغاً-:يحبّ كثير من الأطبّاء أن يعيشوا في مملكتهم، في برجهم العاجيّ،إنهم يحبّون أن يبقى الطبّ بعيداً عن متناول الجمهور، حاش لله، أنا لاأدعوأن يأخذ الناس مكان الطبيب، ولكن أن تكون لهم ثقافة طبية تسعفهم. ولا يخدعنّكم أولئك الذين يصدرون كتباً يسمّونها طبية، إنما هي تجارة غايتها الربح لا نشر المعرفة.
وفي الأدب نجد صنفاً من الناس يشبهون أولئك الأطباء، وآخرين يصرّون على المصطلحات الأعجميّة، لأنهم مابلغوا في لغة الأعاجم مبلغاً يمكّنهم من تفسيرها للقارئ العربيّ، أو قصّروا في التعبير العربيّ، فآثروا السلامة!
وعندما نضع المصطلح العربيّ فإنّا درجنا على الدقّة العلميّة، وليس ادعاء ولا تعصّباً إذا قلنا: إن لدينا حصيلة لابأس بها من المصطلحات العربية في الأدب والطبّ.. ونحن نفخر بها.
ثانياً: مصطلح ( الإبداعيّة ) وضعه الروّاد، و سار عليه نقّاد من بعدهم، وقد يُنتقد، ولكن المصطلح يفرض نفسه إذا شاع.
ثالثاً: الإشارة إلى الأصل العربي للمذهب الإبداعيّ (romantisme ) ضرورة في هدا المجال، وليس ذلك ادعاء، والأفضل أن نعود إلى الأبحاث التي كتبت في الموضوع.
نذكرهنا الأندلس التي تركت أثراً عميقاً بأزجالها وموشحاتها فيالشعراء الجوالين – شعراء الطرب(troubadours) الذين كانوا نواة المذهب الإبداعيّ .
رابعاً: ليست الإشارة إلى الأصل العربي تفضيلاً للمذهب الإبداعيّ (romantisme )، طبعاً ولاذمّا له، وإنّما هي إشارة ضرورية يقتضيها العلم بالتاريخ الأدبيّ.
خامساً: من الواجب أن يكون للأديب رسالة، إنّ الأدب بعامة مشاعر وإبداع في الخيال والقول، وأما الرسالة فهي الصبغة الاجتماعيّة التي نرجو أن يضيفها الأديب.