<حاوره / براء العويس

عن رابطة نون للثقافة والحوار

ولد المفكر والشاعر الإسلامي الكبير محمد منلا الغزيّل المنبجي في مدينة منبج أواخر عام 1936 ثم نال الشهادة الابتدائية من مدرسة نموذج منبج عام 1950 التحق بثانوية المأمون في حلب للدراسة الإعدادية المتوسطة بين العامين 1950 و 1954 ثم أتم المرحلة الثانوية في ثانوية المعري ثم ثانوية سيف الدولة وأخيراً ثانوية إبراهيم هنانو حيث نال شهادة الدراسة الثانوية الأدبية فرع الآداب واللغات سنة 1957 ، ثم انتقل إلى دمشق ليدرس في جامعة دمشق في قسم اللغة العربية كلية الآداب بين 1958 حتى عام 1961 حيث نال الليسانس في الآداب آداب اللغة العربية ، وبعد ذلك في عام 1962 نال أهلية التعليم الثانوية في صورة دبلوم عامة في التربية ، ثم زاول التدريس مدة من الزمن حتى أحيل إلى التقاعد لأسباب صحية خاصّة ، وانصرف بعد ذلك إلى الإنتاج الأدبي وتدريس بعض الساعات في اللغة العربية تكليفاً حتى عام 1977 حيث اعتزل التدريس تماماً .
أما الإنتاج الذي عبر عن معالم تجربته فيتمثل في عدد من الدواوين الشعرية أولها \" في ظلال الدعوة \" وصدر في حلب عام 1956 وكان الشاعر في العشرين من عمره ، ثم \" الصبح القريب \" وصدر عام 1959 وهو في السنة الثانية في قسم اللغة العربية شهادة تاريخ العرب والإسلام ثم مجموعة \" الله والطاغوت \" عام 1962 وهو في صف الدبلوم العامة في كلية التربية وجمع مختارات من شعره في المجموعات الثلاث السابقة بديوان مستقل عنوانه \" اللؤلؤ المكنون " عام 1962 ثم لزم الصمت فلم يكتب شيئاً حتى مطالع عام 1971 إنتاجه الأدبي فأصدر عدداً من المجموعات هي \" طاقة الريحان \" 1974 ثم البنيان المرصوص عام 1975 ثم \" اللواء الأبيض \" 1978 ، وإلى جانب هذا الإنتاج الشعري كان يكتب في مجلة حضارة الإسلام بعض المقالات التي جمعها في ثلاثة كتب نثرية أولها بعنوان \"على طريق الوعي الحضاري العربي الإسلامي \" ثانيها بعنوان \" في رحاب الأدب العربي \" ويضم عدداً من المحاضرات الأدبية ثالثها بعنوان \"كلمات على طريق الوعي الحضاري \" وظل يكتب حتى أواخر عام 1977 حيث صدرت أعماله الشعرية في مجلد واحد وكذلك صدرت أعماله النثرية موزعة على العناوين الثلاثة السابقة ثم لزم الاستجمام إن جاز القول .
أما عن مصادر ثقافة ومرجعيات الغزيل هي المادة أو المناهج الرسمية المقررة في المناهج أو الجامعات يضاف إلى ذلك المطالعات الخاصة وقد عرف الشاعر بولعه بهذه المطالعات والقراءات ، كان في حلب يتردد كثيراً إلى دار الكتب الوطنية ويقرأ ألوناً مختلفة من الثقافات التاريخية والدينية والأدبية . ويركز على أن المادة الثقافية التي أسهمت في بناء ثقافته هي المادة المدرسية ولا سيما في ظل بعض الأساتذة الموهوبين مثل \" فاضل ضياء الدين \" الذي كان له تأثيره الخاص على الغزيّل وعلى تشجيعه لاقتحام الميدان الأدبي بجدارة .
@ أريد أن أتساءل عن رابطة الوعي الإسلامي التي كانت حلم أو تجربة ربما لممارسة إيديولوجية بشكل جماعي أو نواة لمؤسسة مجتمع مدني فكرية تنويرية ، أريد تسليط الضوء على هذه التجربة .
في الواقع هذه الرابطة كان اسمها أكبر من واقعها التاريخي ، لأن الفتى كان خلال ثلاث سنوات تمثل المرحلة الثانوية في حياته قد انتمى إلى إحدى الجماعات الدينية التي لم تكن محظورة في ذلك الحين ، وكانت شأنها شأن أي نادي ثقافي مرخص به فكان يتردد إلى مكتبتها وإلى محاضراتها وندواتها وكانت تُصدر جريدة كان اسمها \" الشهاب \" فكان هذا الشاب يكتب إنتاجه في تلك الفترة من خلال تلك الجريدة .
أما عن ظروف نشأة هذا الرابطة كانت رد فعل طبيعي بحكم الصراع الإيديولوجي حيث كانت هناك رابطة تدعى رابطة الكتاب السوريين يديرها بعض المثقفين اليساريين الشيوعيين والتي أصبحت رابطة الكتاب العرب ثم اندمجت في اتحاد الكتاب العرب ، فأملى هذا الصراع على الشاب أن يبدأ بتأسيس نواة رابطة أطلق عليها باسم \" رابطة الوعي الإسلامي \" متأثراً باتجاهات لجنة الشباب المسلم في القاهرة والتي كانت تصدر رسائل المودودي وغيره والتي كان يديرها الدكتور رفيق سالم .
ورابطة الوعي الإسلامي كانت نواة رابطة لم يكن لها مكتب ولم تكن لها أوراق ، وأخذت فيما بعد اتجاهها ، وخير ما يغنينا عن هذا الكلام هو ما كتبه عبد الله الطنطاوي في كتابه \" محمد منلا الغزيل في ظلال الدعوة \" فقد أرّخ لهذه الرابطة على نحو مناسب لأنه كان أمين سرّها .
@ هل كان فضاء الحرية في تلك المرحلة أخصب وأرحب منه الآن ؟

في الحقيقة الغزيل لم يعان أزمة حرية حادة ، لأن كل مايريد أن يقوله فقد قاله ضمن الشروط التي كانت قائمة في ذلك الحين ، الآن عندما ينظر إلى أعماله الشعرية الكاملة ويجد فيها الإشارة إلى بعض الأشخاص أو الرموز التاريخية التي كانت حينها ، أحياناً يتلف هذه النصوص لصلتها بالجانب الشخصي ، لأن التجريد عنده أهم بكثير من الشخصنة مهما كان قدرهم ولو كان سيد قطب الذي كان يمثل في حياته الأستاذ الحبيب والرائد الكبير فأهمية الفكرة أكبر من أهمية الشخص ، وأنا أردد منذ أكثر من ثلاثين سنة مثلاً صينيّا يقول : إن ذوي العقول الكبيرة يتناقشون في الأفكار ، إن ذوي العقول المتوسطة يتناقشون في الأشخاص ، إن ذوي العقول الصغيرة يتناقشون في الأشياء ، فعالم الأفكار أهم بكثير من عالم الأشخاص ، وهذا لا يعني أن الشخص ليست له أهمية إذ لا بد للفكرة من حامل يرفع لوائها .
@ بين التطرف والإيديولوجيات التكفيرية وبين دعاوى أخرى متهمة بإدخال مفردات أو مظاهر مدنية غربية ربما لا تتفق مع التراث أو الموروث العربي وتمهد لاختراق ثقافي أو استتباع حضاري يلغي جميع مفرادت الحضارة العربية ويجعل من التغريب غلافاً لأي ممارسة حضارية مستقبلية. أريد إضاءة نقطة نظام وموقف عقلاني واع بين هذه التوجهات.
في الواقع أنا أعتبر نفسي رائد التوفيق الثوري بين التراث والمعاصرة وهذا كان عنوان آخر محاضرة لي في رابطة البحتري رابطة اتحاد شبيبة الثورة في منبج ، \" التوفيق الثوري بين التراث والمعاصرة \" أتخذ شعاراً من قول الإمام علي كرّم الله وجهه : \"خير هذه الأمة النمط الأوسط يلحق به التالي ويرجع إليه الغالي ، اليمين مضلّة والشمال مضلّة والجادة هي الوسطى\" ، وهذا تفسير لقوله – تعالى – : \"وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً \" ، فالوسطية التي تجمع بين محاسن أهل اليمين وأهل الشمال هي ما أتحراه في موقفي الحضاري موفقاً بين الولاء للتراث وبين المعاصرة ، وفي هذا الصدد يقول المستشرق الفرنسي \" رينان \" إن قادة سفينة التقدم هم الذين اتخذوا احترامهم العميق للماضي نقطة انطلاقهم ويقول الشاعر العربي القديم :
لسنا وإن أحسابنا كرمت ...... يوماً على الأحساب نتكل

نبني كما كانت أوائلنـا........ تبني ونفعل مثلما فعلـوا

وقد سرني اليوم إعلان في جامعة الاتحاد الخاصة \"فرع منبج \" يقول : نبني المعرفة ونحافظ على القيم ، فلو أخذنا الجانب المعرفي ممثلاً للمعاصرة في زمن ثورة المعلومات والمعلوماتية لرأينا في الحفاظ على القيم الجانب التراثي الأصيل .
@ من هذه الموازنة أريد أن أستوضح عن إمكانية صياغة حداثة عربية إسلامية تتخذ مرجعية ثابتة لا تتنكر للتراث وما هي خصوصية هذه الحداثة العربية الإسلامية ؟
في الحقيقة هنا يحضر إلى الذاكرة المفكر الكبير والشاعر الفيلسوف \" محمد إقبال \" ، وإقبال له ست محاضرات في جامعة \"مدراس\" حول تجديد الفكر الديني في الإسلام وقد جعل إحدى هذه المحاضرات بعنوان خصائص الثقافة الإسلامية ومحاضرة أخرى بعنوان الاجتهاد مبدأ الحركة في الإسلام فخصائص الثقافة الإسلامية وأبرز معالم خصوصيتها هو التوحيد ، فقد جاء كل الأنبياء بتوحيد الله – تعالى – والدعوة إلى مكارم الأخلاق هذا ما يتعلق بخصوصيات الثقافة ، أما عن الاجتهاد فيذكر هذا المبدأ الحركي في الدين يذكر بقول عمر بن عبد العزيز: \" يجد للناس من الأقضية بقدر ما يجد في حياتهم من القضايا \"، وهذا القول مهم لأن النصوص مهما كانت تتناهى أما الوقائع فلا تتناهى فمن هنا جاء مبدأ الاجتهاد صيانة للثوابت وانطلاقاً لمواجهة الجديد بما يكافئه مع الحفاظ على جوهر القديم ، قيل : قيمة القشور بلبابها وقيمة الرجال بألبابها وقيمة القصور بأربابها ، فالوقوف عند ظواهر النصوص فهو وقوف عند القشور كما يقول الصوفية ، أما العبور إلى اللباب والجوهر فهو الموقف الصحيح ، يقول الله – تعالى – : \"فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ألئك الذين هداهم الله وألئك هم ألوا الألباب\" وقال عبد الله سراج الدين : \" ألوا الألباب هم الذين عبروا حجاب الحس إلى اللباب \"
@ بعيدا عن الثابت الذي لا يمكن المساس فيه كيف يمكن إيجاد متحول يستوعب الإشكاليات المعاصرة وما هي معالم هذا المتحول ؟
المتحول في الفروع وليس في العقائد ، خاصة العقيدة التي هي \" لا إله إلا الله \" وهي التي جاء به رسل الله جميعا \" ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت أما المتغيرات اليومية فما من يوم ينشق فجره إلا ومناد ينادي يابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة فالجديد نواجهه بأقدام ثابتة هناك القيم الراسخة والمعطيات الناسخة معطيات الواقع ، فالثبات على القيم هو المقدمة الطبيعية لأيلأي تطوير أو تحديث .
@ كيف تكون عملية المزاوجة بين التراث والنهضة ثنائية كفيلة بإنتاج مولود فاعل ومؤثر في الثقافة على اعتبار أنها نواة أي عمل حضاري ؟
في الحقيقة مفهوم النهضة تتعدد فيه الأقوال ، ولكن أنا يستهويني أن أنوه بــ مالك بن نبي وكتابه شروط النهضة ، فله تجربه خصبة كتبت عنها غير مرة ، ابن نبي يقول مشكلة الإنسان هي مشكلة الحضارة ومشكلة الحضارة إنما هي مشكلة الثقافة ، وليست الحضارة إلا منظومة من القيم الثقافية في مجال التحقق ، فهي علم وعمل ، وقد قيل في القديم من أراد أن يكون الكامل فليكن العالم العامل ، فهناك الأساس العلمي والثقافي والمعرفي ثم يأتي العمل التطبيقي ، من النظرية إلى التطبيق فإذا كانت الثقافة تعني القيم والأفكار ، فإن الحضارة هي تطبيق وبعث إحيائي لتلك الأفكار في الواقع ، لذلك إذا استلهمت تجربة النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في مكة ، في نشر الأفكار في (الطور الحلبي) قديماً وحديثاً فإني أطمح بعد الاستقرار المدني مجازا في تحقيق هذه الحضارة لأن البشرية تتطلع إلى نموذج جديد للحضارة بعد أن أفلس النموذجين الغربي والشرقي معاً في تحقيق وضمان إنسانية الإنسان وسعادته ، أنا هنا أذكر ما يقول الشاعر الصوفي :
ألا إنـه الإسـلام يـنبوع iiحكمة
سرى في شرايين الزمان حضارة
فـصارت بها الدنيا سماءاً iiلأنجم
لـقـد عـقمت أم الزمان فلم iiتلد


تـدفق من سلـساله كل مـورد
كـفـى أنها سـوّت مسوداً بسيد
يـضـيء دجاها فرقد بعد iiفرقد
ولـن تـلـد الأيـام مثل محمد
ولكن شيخاً أزهرياً يمدح الإمام \" محمد عبده \" فيقول :

لكل زمان من بنيه مجددٌ فما أبلت الأيام من دين أحمد
فمبدأ التجديد والحداثة في هذا الدين هو الذي يحفظ ديباجته مع مراعاة منطق العصر ، وكما في صحف إبراهيم وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه ، حافظاً للسانة مقبلاً على شانه .
@ العالم العامل هل يوجد هذا النموذج في هذه المرحلة ، أم أن المثقف العربي ينعزل في برج عاجي ويدعي الخصوصية ، ويمارس نوع من الديكتاتورية الثقافية وهل سبب عزلته وامتناعه عن ممارسة دوره السوسيولوجي ناجمة عن عدم قدرته على التغيير ؟
لا أعرف عمن تتحدث ، أنا أملك أن أجيبك عن واقعي الخاص ، والآخرين أقرؤهم ، أما أنا فأرى أن مفهوم الالتزام الذي نشط في الساحة الثقافية العربية في النصف الثاني من القرن العشرين ، لم يبتعد عنه أي مثقف عربي ، كل منهم هو ملتزم على نحو ما والالتزام هو وضع بعض الأهداف والاتجاه صوبها ، وفعلاً شعار الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية أو يشكل هذا الثالوث جوهر القيم السوسيولوجية الاجتماعية التي تحدثتَ عنها فهناك طموح وحدوي ، فقلما تجد كاتباً شاعراً أو أديباً يهمل موضوع الطموح نحو قيام وحدة ، كيان واحد قوي متماسك للأمة العربية ، ثم الحرية ، هنا نذكر ابن الخطاب وكلمته الخالدة \" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً \" والطموح للعدل الاجتماعي في ظروف اختل فيها التوازن في توزيع الثروات والانتفاع بما منحه الله لهذه الأمة أيضاً طموح مشروع ، والسر في التبعية للشرق أو للغرب ، الليبرالي أو الشيوعي مصدره أننها لم ننكب على تنفيد أو بعث مشروعنا الخاص بنا ، وإنما كنّا عالة على الآخر لتقصيرنا في هذا المضمار .
@ ثمة في العالم العربي رموز ثقافة وفكرية من مشارب عدة ، ما سبب ضآلة الانتاج المعرفي لدينا علماً أن بلجيكا/ 20 مليون نسمة/ تنتج من العناوين سنوياً أكثر مما ينتجه العرب مجتمعين ؟
نحن لا يعنينا الكم ، أنا مع النوعية لا مع الكمية ، \" إذا كثر الكم قل النوع \" كما يقول أدونيس ، و \"إذا كثر العدد قل المدد \" كما يقول الصوفية ولدينا مثل عربي يقول الناس مثل بيوت الشِّعر فرب رجل بألف رجل ورب بيت بقصيدة ، فمن هنا هذه الأرقام والكميات قد تعني أصحابها كثيراً ، أما الذي يعنيني هو النوع ، والنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقول : \" سبق درهم مائة ألف درهم \" .
والأمور بمقاصدها فمن هنا أنا لا يعنيني الواقع الحضاري كثيراً ، لأن التميز العقائدي عندنا هو مصدر تفوقنا ، \" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله \" فالإيمان بالله ثم الحفاظ على مكارم الأخلاق هو سر تفوقنا الحضاري ، فالله عندما يقول \" كنتم \" فالتفسير يقول \" أنتم \" ، وإذا كان فضّل بني إسرائيل على أناسي زمانهم فقد انحرفوا وزاغوا ، أّما هذه الأمة فلا تزال طائفة منها ظاهرة على الحق لا يضرها من خالفها حتى يأتي أمر الله .
@ بعيداً عن الشعارات التقليدية مع عدم إغفال الثابت قطعاً ، ما هي في نظرك آليات الإصلاح في العالم الإسلامي ومن أين تبدأ ؟
إذا أردنا أن نتحدث بشكل عفوي كما يقول الشاعر :

ولست بنحوي يلوك لسانه ولكن سليقي أقول فأعرب
فهذه محاولات ضمن القنوات الممكنة ، في ظل أزمة حرية خانقة تغلف العالم ، تمثل لوناً الاختراق ونقطة للانطلاق في مواجهة التحديات ، فبالتالي لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو بشق تمرة ، فلعينا أن نعير الجهد الخالص الأهمية والعناية \" إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا \" فمعيارنا في الحكم على الأشياء ليس معيار آراء الرجال ، وإنما هو معيار الصدر الأول للمسلمين في أول هذا الدين وهم خير من أحيا في حياة البشر ما كان مع الرسل السابقين وأتباعهم ولا سيما المسيح وحوارييه فكان - عليه السلام – هكذا يخاطب أبناء زمانه وحوارييه وهذا أمر درجت عليه واتخذته منهاجاً للعمل التنويري منذ ربع قرن كامل مع مطلع القرن الخامس عشر للهجرة عنيت بالحكم والأمثال ، وشعاري هو طرائف الأمثال في مواجهة اليهود والدجال ! والدجال هنا يمثل الفتنة المادية التي تريد أن تصرف الناس عن العقيدة الصحيحة والخلق الكافي .