النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: االمعري

  1. #1 االمعري 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    278
    معدل تقييم المستوى
    15
    أبو العلاءِ المَعريُّ

    أحمدُ بنُ عَبد الله بنِ سُلميان ..... الْقَحْطانِيُّ التَّنوخيُّ
    الشَّيخُ العَلاّمَةُ ، شَيخُ الآدابِ ، الْمَعَرّي الأعْمى ، اللُّغوي ، الشّاعر ، صاحبُ التَّصانيفِ السّائِرة والمُتهم بِنِحْلَتِهِ ، عَماهُ بِسَبَبِ الْجَدَري ، لا يَتَذَكَّرُ من الألوانِ إلا الأحمر ، بَقيَ خمساً وأربعين سَنَةً لا يَأْكُلُ اللَّحْمَ تَزَهَّدَ وتفلسفَ ، قنوعاً مُتَعَفِّفاً ، لا يَقْبَلُ من أحدٍ شيئاً ، يُعَدُّ مع المتنبي والبُحْتري . من أَرْدَأ تآليفِهِ : ( رسالةُ الغُفران ــ ورسالةُ المَلائِكَة ــ وديوانه سقط الزند مشهور ــ ورسائل الطَّير على ذلك الأنموذج ــ ولزوم ما يلزم ــ من نظمه ) وكان إليه المنتهى في حفظ اللغات .
    ارْتَحَلَ في حدود الأربع مئة إلى طَرابلس واجتازَ باللاذِقية ، فنزل ديراً به راهِبٌ مُتَفَلْسِفٌ ، فَدَخَلَ كلامُه في مسامِعِ أبي العلاء ، وحصلتْ لهُ شُكوكٌ لم يكنْ لهُ نورٌ يَدْفَعُها ، فَحَصَلَ لَهُ نوع انْحِلالٍ . دلَّ عليه ما يَنْظُمُهُ وَيَلْهَجُ بهِ . وَيُقالُ : تابَ من ذلك ، وَارْعَوى . لهُ خَلوةٌ يَدْخُلُها للأكْلِ ، وَيَقولُ : الأعْمى عورةٌ والواجِبُ استتارُهُ . فأكل مرةً دُبساً ، فنقط على صدره منه ، فلما خرج للإفادة ؛ قيل له : أكلتُم دُبساً ؟ فأسرع بيده إلى صَدره ، فمسحه وقال : لعنَ الله النَّهم . فعجبوا من ذكائه .
    وَمِمّا رُمِيَ بِهِ أبو العلاء :

    قِـرانُ الـمُشْـتري زُحـلاً يــُرَجّى لإيـقــاظِ الـنَّـواظـرِ مـِنْ كَـراهــا
    تَـقـَضّى الـنّاسُ جيـلاً بَعْـدَ جـيـلٍ وخُـلِّــفَـتِ الـنّـُجـومُ كَـمـا تَــراهـا
    تَـقَـدَّمَ صاحِـبُ الـتّـَوْراةِ مــوسى وأَوْقـع بـالـخسـارِ مَـِنْ اقْــتـراهــا
    فـقـــالَ رِجــالــُهُ : وَحْــيٌ أتــاهُ وقــالَ الآخــرونَ بـــلِ افْـتــَراهـا
    ومـا حَـجّـي إلــى أحجــارِ بيـتٍ كـؤوسُ الْخَـمْـرِتُشْرَبُ في ذُ راها
    إذا رَجَــعَ الحكـيـمُ إلــى حِـجــاهُ تَـهــاوَنَ بِـالـمـذاهِــبِ وَازْدَراهــا

    الباخرزي : ( أبو العلاء ضريرٌ ما له ضَريب ، ومَكْفوفٌ في قَميصِ الْفَضْلِ ملفوف ، ومحجوبٌ خَصْمُهُ الألد مَحْجوجٌ ، قد طالَ في ظلِّ الإسلامِ آناؤه ، وَرَشَحَ بالإلحادِ إناؤه . وَعِندنا خَبَرُ بَصَرِه ، واللهُ الْعالِمُ بِبَصيرَتِهِ والمُطَّلعِ على سَريرَتِه ، وإنَّما تَحَدثتِ الألسنُ بإساءتِهِ ) .

    لَـه :
    صَرْفُ الزَّمـانِ مُفَرِّقُ الإلفيـنِ فَاحـْكُمْ إِلـهي بـيـنَ ذاكَ وَبـَيـنـي
    أَنْهَيْتَ عـن قَتـلِ الُّنفوسِ تَعَمداً وَبَعثـتَ أَنْـتَ لـِقَبضـِهــا ملـكين
    وزعـمتَ أنَّ لَهــا مَعـاداً ثانيــاً مـا كــانَ أَغْنـاهـا عـن الحاليـن
    وله :

    عُقولٌ تَسْتَخـِفُ بِها سُطـور ولا يَدري الفَتى لِمَنِ الثُّبور
    كِتابُ مُحمدٍ وكتابُ موسى وإنْجيلُ ابنُ مَريـمَ والزُّبور

    ولـهُ :
    قــُلْــتُـم لـــنـا خـالِــقٌ قَــديــمُ صَــدَقــْتـــُم هــكـذا نـــَـقـولُ

    وله
    زَعَــمـتـُـمــــوهُ بِــلا زَمـــانٍ ولا مَـكــانَ ألا فَـــقــــولــوا
    هــذا كــلامٌ لــــَهُ خَـــبــيءٌ مـعــْنـاهُ لَـيْسَتْ لَـكُـم عُـقـولُ
    وَلَـــهُ :
    ديـنٌ وَكُـفــْرٌ وأنــبـاءٌ تـُقــالُ وفرقانٌ يَنُصُ وتوراةٌ وإنجيلُ
    في كُلِّ جيلٍ أباطيلُ يُدانُ بِها فَـهَـلْ تَفتَرَّدَ يوماً بِالهُدى جيلُ


    فَأَجابَهُ شمس الدين الذَّهبي :
    نَعَـم أبـو الـقـاسمِ الْـهـادي وَأُمّـَتـُهُ فَـزادَكَ اللـهُ ذُلاً يـا دُجَيْجـيلُ
    وَلَهُ أبياتٌ لُعِنَ عَليها مِنْها :

    فـلا تَحْسَب مَـقــالَ الـرُّسْل حَـقـّاً ولـكـنْ قـَوْلُ زورٍ سَـطَّـروه
    وكـانَ الـنّـاسُ فـي عَيـْشٍ رَغـيـدٍ فَـجـاؤوا بِالـْمُحـالِ فَكَـدَّروه
    ولهُ :
    يـدٌ بِخـمـسِ مِـئٍ عَـسْجَـدٍ وُدِيـَتْ ما بـالُها قُطِعَـتْ في رُبْعِ دينـار
    تـناقُـض ما لـنـا إلا السُّكـوتُ لَــهُ وأنْ نَعـوذُ بمـولانـا مـن الـعـار

    قيلَ أنَّه قالَ : هذا كقولِ الفُقهاء ، عِبادةٌ لا يُعْقَلُ مَعْناها . ومنْ عَجيبِ رأيه : أنَّهُ لا يأكلُ إلا ما ينبتُ ، وهذا رأْيُ الْبَراهما ( وهم الذين لا يجوزون على الله بعثه الرسل . وله كلامٌ كثيرٌ في الشَّطَطِ والزَّيْغِ ) .
    ومن خَبيثِ قولِ الْمَعري :

    أَتى عيسى فبطل شرع موسى وجــاءَ مــحـمـدٌ بـصلاةِ خـمـس
    وقــالــوا : لا نـبـيٌّ بـعـد هــذا فَـظـَلَ الـقــومُ بـيـن غَــدٍ وَأَمـْسِ
    ومهمـا عِشْتَ من دنياكَ هـذي فمـا تُـخليكَ مــن قـَمَـرٍ وشـمـسِ
    إذا قُلْتُ المحالَ رَفَعْتُ صَوتي وإن قُلتُ الصَّحيح أطلتُ هَمْسي
    وله بلايا كثيرة لم أرد ذكرها خشية الإطالة ، ويدخل لقلب القارئ الملالة .
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    كاتب الصورة الرمزية عبد الله نفاخ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    سوريا دمشق
    العمر
    38
    المشاركات
    829
    مقالات المدونة
    3
    معدل تقييم المستوى
    15
    أخالفك الرأي بشدة أخي الفاضل
    و لي رد طويل على ما نسب للمعري
    و كان رحمه الله قد صنع في حياته رسالة بعنوان زجر النابح رد بها على من تكلم في كفره ألزمه بها أصدقاؤه
    و لشيخنا العلامة أبي فهر محمود محمد شاكر رد طويل و بحث ممتع موثق تاريخياً بشأن هذه القضية في كتابه أباطيل و أسمار
    ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
    إمام الأدب العربي (الرافعي)
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    278
    معدل تقييم المستوى
    15
    شكراً على اهتمامك . أستاذ عبدالله أنا لم أضع المصادر وهي موجودة ولكن فقط ما رأيك في هذه الأشعار المنسوبة إليه .
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4  
    كاتب الصورة الرمزية عبد الله نفاخ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    سوريا دمشق
    العمر
    38
    المشاركات
    829
    مقالات المدونة
    3
    معدل تقييم المستوى
    15
    المصادر موجودة
    أعلم ذلك تمام العلم ....
    و أعلم أن مؤرخين كباراً ذكروا هذا كياقوت الحموي ، لكنهم نقلوا عن غيرهم
    و تلك المشكلة
    و الأبيات لا تؤخذ من سياقها
    بل تقرأ من مواقعها في قصائدها ، فكثيراً ما يشرحها ما بعدها
    و سأضع لك بإذن الله الكلام الدقيق من مراجعه بإذن الله
    ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
    إمام الأدب العربي (الرافعي)
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    278
    معدل تقييم المستوى
    15

    قال السلفي : سمعتُ أبا زكريا التبريزي يقول : أفضل من قرأت عليه أبو العلاء . وسمعتُ أبا المكارم بأبهر ــ وكان من أفراد الزمان ــ يقول : لما توفي أبو العلاء اجتمع على قبره ثمانون شاعراً ، وختم في أسبوع واحد مئتا ختمة . إلى أن قال السلفي : وفي الجملة كان من أهل الفضل الوافر ، والأدب الباهر ، والمعرفة بالنسب وأيام العرب ، قرأ القرآن بروايات ، وسمع الحديث على ثقات ، وله في التوحيد وإثبات النبوات ، وما يَحُضُّ على الزهد ، وإحياء طرق الفتوة والمروءة شعرٌ كثير ، والمشكل منه ، له على زعمه تفسير .
    وأنشد لنفسه :
    يا ساهـرَ البرق أيـقـظْ راقـدَ السَّمُرِ لعـل بالجِـزعِ أعواناً عـلى السَّهر
    وإن بـخـلـتَ عـلـى الأحياءِ كُـلِّهـمِ فاسْقِ المواطر حيّاً من بني مطرِ
    ويـا أسيـرة حِـجـلـيـهـا أرى سفَـهـاً حَمْلَ الحلي لمن أَعيى عـن النظر
    ما سِرتُ إلا وطيفٌ منك يطرحني يسري أمامي وتأويباً عـلـى أثري
    لـوحَـطَّ رَحْلي فـوقَ الـنَّجمِ رافِـعُـه ألفيتُ ثَـمَّ خـيالاً مِـنـك مُنـتـظـري
    يَــوَدُّ أن ظـــلام الـــلـيـل دام لــــه وزيـد فـيـه سَواد الـقـلـبِ والبصر
    لو اختصرتم من الإحسان زُرْتُكُمُ والعَذْبُ يُهْجَرُ للإفراط في الخَصَرِ

    وهي طويلة بديعة نَيِّفٌ وسبعون بيتاً ، وشعرهُ من هذا النمط .
    قيل : إنه أوصى أن يُكتب على قبره :
    هــذا جَــنــاهُ أبــي عَــلــيَّ ومــا جـنـيـتُ عــلــى أحــد
    شمس الدين الذهبي : الفلاسفة يعدون اتخاذَ الولدِ وإخراجه إلى الدُّنيا جناية عليه ، ويظهر لي من حال هذا المخذول أنَّهُ مُتَحيِّرٌ بِنِحْلةٍ . اللهم فاحفظ علينا إيماننا .
    قال القفطي : أكثر كُتبه عُدِمتْ ، وسَلِمَ مِنها ما خرج عن المعرة قبل استباحة الكفار لها .
    الرجاء الانتباه لقول القفطي ، وادِّعائه بأن له تفسير ، أما شعره ففي الذروة .
    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •